همسة2009
12-21-2013, 03:41 PM
لحظة ضعف (http://www.altaghieer.com/node/138801)
http://www.altaghieer.com/sites/default/files/styles/image_node_inner/public/photos/%5De%5De%5De%5De.jpg
منذ نعومة أظفارها ، نشأت "عفاف " على الطهر والبراءة ، بين أسرة مسلمة تقية نقية ورعة تخشى الله ، تخشى غضبه وتطمع فى رضاه ، تعلمت الصلاة فى وقت مبكرا وواظبت عليها ، تحجبت فى مرحلة الثانوية العامة وأصرت على ارتداء ملابس محتشة تناسب طبيعة عمرها الحالي وحجابها الغالي .. قررت ان تكف عن سماع أي أغاني أو مشاهدة مسلسلات درامية أو أفلام سينمائية لا تتفق مع قيمها الروحية ، فهي لا تريد غضب ربها ولا إفساد عقلها بتلك الأفكار الإعلامية الخداعة التي تدس السم فى العسل ..
التحقت عفاف بكلية التربية – التي طالما حلمت بها منذ صغرها – فهي تحب الأطفال وتعتبر مهمة تربيتهم وتعليمهم مهمة مقدسة لا تقل أهمية عن باقي الأعمال الصالحة ، فهي تؤمن أن إنشاء جيل مثقف متعلم بقيم إسلامية رفيعة يساوي جيشا من الأبرار فى رباط دائم إلى يوم الدين .. لم تهتم كثيرا إلى ما تراه فى الجامعة من اختلاط سافر او تبرج زميلاتها ، بل كانت تعاملهن معاملة لا بأس بها طالما انهن فى ظل زمالة مؤقتة ولا تسمح بأن تخالط شابا إلا فى وجود جمع من الزميلات وفى إطار ضوابط شرعية .. فلا تضحك كثيرا ولا تخضع بالقول امام رجال ، ولا تبتذل فى حديثها أمام الاخرين أو تضطر إلى الإسفاف حتى تلقي جوا من المرح ..
تخرجت عفاف من الكلية بتقدير جيد ، وبعد فترة عملت بحضانة ، ولأشد ما كانت سعادتها وهي تعلم الأطفال وتقوم برعايتهم ، لم تفكر فى أنهم مجرد أطفال ولكنها كانت تعتبرهم كأطفالها ، تسعد لنجاحهم وتحزن لفشلهم وتفكر فى همومهم وتشاركهم الاحلام بمستقبلهم ..
مرت سنوات على عمل عفاف بالحضانة ولم يتقدم لخطبتها أحد ، مما ساهم فى التأثير السيء على نفسيتها بخاصة وأن كثيرا من زميلاتها قد تم خطبتهن وزواجهن .. كانت الأم تنظر إلى حالها بشيء من الرثاء و العطف ولكنها تصطنع الامل والتفاؤل وهي تنظر إلى وجهها وتقول : " لا تقلقي يا بنتي .. الجواز قسمة ونصيب .. كل شيء بميعاد .. عليكي بالدعاء " فتتلقى عفاف هذه المواساة بشيء من الصمت والمرارة ...
كانت لها صديقة منذ الطفولة تدعى " هناء " تأتي بين الحين والاخر لزيارتها فى منزلها وتحدثها عن أهمية ان تكون المرأة " ملحلحة " أي لا تكون متزمتة فى دينها .. فكيف سيراها الرجال وهي ترتدي حجابا شرعيا لا يكشف إلا عن وجهها ويديها فقط .. لابد من إبراز مفاتن جسدها وأن تخالط زملاء رجال حتى يتعرفوا عليها او تذهب إل النادي او سينما او أي مكان عام يمكان أن تظهر فيه .. وعندما رفضت عفاف هذا الرأي .. اخبرتها صديقتها هناء بان تحاول التخفف من تشددها المظهري .. فيجب عليها أن ترتدي حجابا يناسب الموضة " فاقع اللون وضيق ويظهر بعض خصلات شعرها " وأن تضع قليلا من " الماكياج " وان ترتدي ملابس " كاجوال " .. كان صوت هناء يشبه الفحيح وهي تنصحها بتلك النصائح ولكن عفاف لم ترد .. صمتت وهي تفكر دون ان تنبس ببنت شفه .. حدقت نحوها فى ذهول وأخذت تصارع أفكارها وتدعو الله أن يهديها إلى الرشاد إلى زوج صالح ..
مرة آخرى رأت فى التلفاز ، برنامج على إحدى القنوات الفضائية ، يتناول ما يجب أن تقوم به المرأة حتى تتزوج فى ظل تلك الازمة التي تعاني منها فتيات كثيرات من العنوسة .. وكانت تلك النصائح تشبه إلى حد كبير ما أخبرتها بها صديقتها هناء .. لم تصدق عفاف الامر فى البداية ولكنها عندما رآت كم صديقاتها اللاتي تمت خطبتهن وزواجهن رغم عدم التزام البعض منهم .. بدأت أفكارها تشوش .. واضطربت حياتها كثيرا وبدأت تكره الذهاب إلى عملها .. فكرت أن تفعل مثلهن .. لما لا وهي شابة يافعة ناضجة جميلة ، يمكن أن يتقدم لخطبتها أفضل الرجال .. يجب أن تغير من نفسها وقررت ان تكون فتاة آخرى ..
فى تلك الليلة حضر أحد الشباب إلى البيت واستقبله الوالد ، ولاشد ما كانت دهشتها عندما علمت أنه عريس يرغب فى طلب يدها . طارت من الفرح ، وعندما رآته وتحدثت معه أيقنت انه هو الرجل المنشود والزوج الصالح التي طالما ارادته .. حمدت الله كثيرا واستغفرت عما جال بخاطرها وتابت إلى الله وقررت مواصلة الالتزام .. وبعد فترة قصيرة تزوجت من الشاب وبالفعل كانت زيجة موفقة .. عاشت بعدها لسنوات طويلة سعيدة راضية تحمدالله وهي تعيش فى كنف هذا الرجل الملتزم .. وعرفت بعد فترة أن بعض صديقاتها قد خضن تجربة قاسية سواء مع فسخ الخطوبة أو الطلاق او الزواج التعيس .. عندها أيقنت أن زواجها تم بناء على أسس سليمة وأعمدة قوية راسخة .
- باسم عاصم
http://www.altaghieer.com/sites/default/files/styles/image_node_inner/public/photos/%5De%5De%5De%5De.jpg
منذ نعومة أظفارها ، نشأت "عفاف " على الطهر والبراءة ، بين أسرة مسلمة تقية نقية ورعة تخشى الله ، تخشى غضبه وتطمع فى رضاه ، تعلمت الصلاة فى وقت مبكرا وواظبت عليها ، تحجبت فى مرحلة الثانوية العامة وأصرت على ارتداء ملابس محتشة تناسب طبيعة عمرها الحالي وحجابها الغالي .. قررت ان تكف عن سماع أي أغاني أو مشاهدة مسلسلات درامية أو أفلام سينمائية لا تتفق مع قيمها الروحية ، فهي لا تريد غضب ربها ولا إفساد عقلها بتلك الأفكار الإعلامية الخداعة التي تدس السم فى العسل ..
التحقت عفاف بكلية التربية – التي طالما حلمت بها منذ صغرها – فهي تحب الأطفال وتعتبر مهمة تربيتهم وتعليمهم مهمة مقدسة لا تقل أهمية عن باقي الأعمال الصالحة ، فهي تؤمن أن إنشاء جيل مثقف متعلم بقيم إسلامية رفيعة يساوي جيشا من الأبرار فى رباط دائم إلى يوم الدين .. لم تهتم كثيرا إلى ما تراه فى الجامعة من اختلاط سافر او تبرج زميلاتها ، بل كانت تعاملهن معاملة لا بأس بها طالما انهن فى ظل زمالة مؤقتة ولا تسمح بأن تخالط شابا إلا فى وجود جمع من الزميلات وفى إطار ضوابط شرعية .. فلا تضحك كثيرا ولا تخضع بالقول امام رجال ، ولا تبتذل فى حديثها أمام الاخرين أو تضطر إلى الإسفاف حتى تلقي جوا من المرح ..
تخرجت عفاف من الكلية بتقدير جيد ، وبعد فترة عملت بحضانة ، ولأشد ما كانت سعادتها وهي تعلم الأطفال وتقوم برعايتهم ، لم تفكر فى أنهم مجرد أطفال ولكنها كانت تعتبرهم كأطفالها ، تسعد لنجاحهم وتحزن لفشلهم وتفكر فى همومهم وتشاركهم الاحلام بمستقبلهم ..
مرت سنوات على عمل عفاف بالحضانة ولم يتقدم لخطبتها أحد ، مما ساهم فى التأثير السيء على نفسيتها بخاصة وأن كثيرا من زميلاتها قد تم خطبتهن وزواجهن .. كانت الأم تنظر إلى حالها بشيء من الرثاء و العطف ولكنها تصطنع الامل والتفاؤل وهي تنظر إلى وجهها وتقول : " لا تقلقي يا بنتي .. الجواز قسمة ونصيب .. كل شيء بميعاد .. عليكي بالدعاء " فتتلقى عفاف هذه المواساة بشيء من الصمت والمرارة ...
كانت لها صديقة منذ الطفولة تدعى " هناء " تأتي بين الحين والاخر لزيارتها فى منزلها وتحدثها عن أهمية ان تكون المرأة " ملحلحة " أي لا تكون متزمتة فى دينها .. فكيف سيراها الرجال وهي ترتدي حجابا شرعيا لا يكشف إلا عن وجهها ويديها فقط .. لابد من إبراز مفاتن جسدها وأن تخالط زملاء رجال حتى يتعرفوا عليها او تذهب إل النادي او سينما او أي مكان عام يمكان أن تظهر فيه .. وعندما رفضت عفاف هذا الرأي .. اخبرتها صديقتها هناء بان تحاول التخفف من تشددها المظهري .. فيجب عليها أن ترتدي حجابا يناسب الموضة " فاقع اللون وضيق ويظهر بعض خصلات شعرها " وأن تضع قليلا من " الماكياج " وان ترتدي ملابس " كاجوال " .. كان صوت هناء يشبه الفحيح وهي تنصحها بتلك النصائح ولكن عفاف لم ترد .. صمتت وهي تفكر دون ان تنبس ببنت شفه .. حدقت نحوها فى ذهول وأخذت تصارع أفكارها وتدعو الله أن يهديها إلى الرشاد إلى زوج صالح ..
مرة آخرى رأت فى التلفاز ، برنامج على إحدى القنوات الفضائية ، يتناول ما يجب أن تقوم به المرأة حتى تتزوج فى ظل تلك الازمة التي تعاني منها فتيات كثيرات من العنوسة .. وكانت تلك النصائح تشبه إلى حد كبير ما أخبرتها بها صديقتها هناء .. لم تصدق عفاف الامر فى البداية ولكنها عندما رآت كم صديقاتها اللاتي تمت خطبتهن وزواجهن رغم عدم التزام البعض منهم .. بدأت أفكارها تشوش .. واضطربت حياتها كثيرا وبدأت تكره الذهاب إلى عملها .. فكرت أن تفعل مثلهن .. لما لا وهي شابة يافعة ناضجة جميلة ، يمكن أن يتقدم لخطبتها أفضل الرجال .. يجب أن تغير من نفسها وقررت ان تكون فتاة آخرى ..
فى تلك الليلة حضر أحد الشباب إلى البيت واستقبله الوالد ، ولاشد ما كانت دهشتها عندما علمت أنه عريس يرغب فى طلب يدها . طارت من الفرح ، وعندما رآته وتحدثت معه أيقنت انه هو الرجل المنشود والزوج الصالح التي طالما ارادته .. حمدت الله كثيرا واستغفرت عما جال بخاطرها وتابت إلى الله وقررت مواصلة الالتزام .. وبعد فترة قصيرة تزوجت من الشاب وبالفعل كانت زيجة موفقة .. عاشت بعدها لسنوات طويلة سعيدة راضية تحمدالله وهي تعيش فى كنف هذا الرجل الملتزم .. وعرفت بعد فترة أن بعض صديقاتها قد خضن تجربة قاسية سواء مع فسخ الخطوبة أو الطلاق او الزواج التعيس .. عندها أيقنت أن زواجها تم بناء على أسس سليمة وأعمدة قوية راسخة .
- باسم عاصم