سمير
12-19-2013, 02:45 AM
الاسم: عبداللطيف الدعيج
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/authorblock/authors/49473.jpg
قبل مدة كنت اشاهد إحدى الحلقات التثقيفية في إحدى محطات التلفزيون الاميركي. الحلقة عبارة عن محاولات لرصد رد فعل الناس على الاشياء «الغلط» التي تحدث امامهم وعلى طريقة «الكاميرا الخفية». في هذه الحلقة كان هناك شخص ابيض، يعني اميركي اصلي كما يعتبر نفسه، متواجدا في احدى البقالات الكبيرة. وصاحب المحل او العامل في هذه البقالة هو من الشرق الاوسط، والاثنان ممثلان تابعان للبرنامج. الشخص او الممثل الابيض كان يتعدى لفظيا على صاحب المحل ويعايره بأصله وانه مهاجر حديث، وربما ارهابي. وانه جاء ليتكسب على حساب الشعب الاميركي. الزبائن الذين كانوا في المحل أبدوا بعض الاستياء من تصرف المواطن الاميركي، لكن مع هذا لم يحاول أي منهم التدخل بشكل عملي. كان هناك شاب ابيض هو الآخر بدا مستاء من سلوك صنوه المواطن، وتدخل في الموضوع الى درجة ان همّ بضرب وتأديب الشخص العنصري. هنا تدخل مقدم البرنامج واعلن ان الموضوع تمثيل في تمثيل، وان الهدف منه التعرف إلى ردود الفعل عند الناس واسبابها. وسأله بالمناسبة لماذا هو بالذات كان متحمسا للدفاع عن صاحب المحل الأجنبي في الوقت الذي لاذ فيه بقية المواطنين بالصمت او لم يكترثوا بما يحدث امامهم؟
الشاب رد بعفوية انه جندي اقسم على الدفاع عن دستور الولايات المتحدة، وانه يعتقد ان الشخص الابيض قد تعدى على هذا الدستور لانه تعدى على الحقوق الخاصة بالوافد الشرق اوسطي، لهذا كان من واجبه التصدي له. هذه طبعا قمة الوطنية وقمة الاخلاص، وطبعا اقصى درجات الايمان بالديموقراطية. فهذا الجندي لم يترب للدفاع عن تقاليد وعادات وطرق المعيشة الخاصة بالانسان الابيض الاميركي بل تربى للدفاع عن حقوق كل من يسكن الولايات المتحدة. لم يترب للدفاع عن الحكام ومن يتغلب، بل تربى للدفاع عن المبادئ الديموقراطية وعن الانسان بشكل عام. لهذا انتصر للشخص الشرق اوسطي بوصفه يحظى بحماية ورعاية الدستور الاميركي طالما هو لم يرتكب إثما ويتعدَّ على قوانين البلد.
شخص مثل هذا لن «تطوف» عليه كذبة عزل الرئيس الاميركي او تنحية نائبه، لأنه يعلم تماما بأن هناك طرقا دستورية واساليب ديموقراطية علنية تحدد ذلك، وليس مزاج البعض او اختلاف الآراء والمصالح كما يعتقد البعض هنا. شخص مثل هذا لن يتقبل الانتهاكات التي تقوم بها مجاميع التخلف على الدستور ولا التعديات التي تمارسها السلطة كلما عنّ لها على اصول وقواعد الحكم الديموقراطي. شخص مثل هذا نتيجة الايمان الكامل للسلطات الاربع بالمبادئ الديموقراطية والمواد الدستورية وهذا ما لا يتوافر في هذا البلد.
عبداللطيف الدعيج
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/authorblock/authors/49473.jpg
قبل مدة كنت اشاهد إحدى الحلقات التثقيفية في إحدى محطات التلفزيون الاميركي. الحلقة عبارة عن محاولات لرصد رد فعل الناس على الاشياء «الغلط» التي تحدث امامهم وعلى طريقة «الكاميرا الخفية». في هذه الحلقة كان هناك شخص ابيض، يعني اميركي اصلي كما يعتبر نفسه، متواجدا في احدى البقالات الكبيرة. وصاحب المحل او العامل في هذه البقالة هو من الشرق الاوسط، والاثنان ممثلان تابعان للبرنامج. الشخص او الممثل الابيض كان يتعدى لفظيا على صاحب المحل ويعايره بأصله وانه مهاجر حديث، وربما ارهابي. وانه جاء ليتكسب على حساب الشعب الاميركي. الزبائن الذين كانوا في المحل أبدوا بعض الاستياء من تصرف المواطن الاميركي، لكن مع هذا لم يحاول أي منهم التدخل بشكل عملي. كان هناك شاب ابيض هو الآخر بدا مستاء من سلوك صنوه المواطن، وتدخل في الموضوع الى درجة ان همّ بضرب وتأديب الشخص العنصري. هنا تدخل مقدم البرنامج واعلن ان الموضوع تمثيل في تمثيل، وان الهدف منه التعرف إلى ردود الفعل عند الناس واسبابها. وسأله بالمناسبة لماذا هو بالذات كان متحمسا للدفاع عن صاحب المحل الأجنبي في الوقت الذي لاذ فيه بقية المواطنين بالصمت او لم يكترثوا بما يحدث امامهم؟
الشاب رد بعفوية انه جندي اقسم على الدفاع عن دستور الولايات المتحدة، وانه يعتقد ان الشخص الابيض قد تعدى على هذا الدستور لانه تعدى على الحقوق الخاصة بالوافد الشرق اوسطي، لهذا كان من واجبه التصدي له. هذه طبعا قمة الوطنية وقمة الاخلاص، وطبعا اقصى درجات الايمان بالديموقراطية. فهذا الجندي لم يترب للدفاع عن تقاليد وعادات وطرق المعيشة الخاصة بالانسان الابيض الاميركي بل تربى للدفاع عن حقوق كل من يسكن الولايات المتحدة. لم يترب للدفاع عن الحكام ومن يتغلب، بل تربى للدفاع عن المبادئ الديموقراطية وعن الانسان بشكل عام. لهذا انتصر للشخص الشرق اوسطي بوصفه يحظى بحماية ورعاية الدستور الاميركي طالما هو لم يرتكب إثما ويتعدَّ على قوانين البلد.
شخص مثل هذا لن «تطوف» عليه كذبة عزل الرئيس الاميركي او تنحية نائبه، لأنه يعلم تماما بأن هناك طرقا دستورية واساليب ديموقراطية علنية تحدد ذلك، وليس مزاج البعض او اختلاف الآراء والمصالح كما يعتقد البعض هنا. شخص مثل هذا لن يتقبل الانتهاكات التي تقوم بها مجاميع التخلف على الدستور ولا التعديات التي تمارسها السلطة كلما عنّ لها على اصول وقواعد الحكم الديموقراطي. شخص مثل هذا نتيجة الايمان الكامل للسلطات الاربع بالمبادئ الديموقراطية والمواد الدستورية وهذا ما لا يتوافر في هذا البلد.
عبداللطيف الدعيج