المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «حزب الله» يعيد تعريف أعدائه.. والسعودية في الواجهة



2005ليلى
12-06-2013, 02:47 PM
التاريخ 06 ديسمبر 2013


ايلي الفرزلي – صحيفة السفير

عندما تتحدث «كتلة الوفاء للمقاومة» عن «سياق تآمري معقّد تتشابك خيوطه للنيل من المقاومة وقادتها ونهجها التحرري والاستنهاضي الممانع في لبنان والمنطقة»، فهذا يعني على الأقل اقتناع «حزب الله» بوحدة الهدف و«الأجندة» بين إسرائيل والسعودية ومِن ورائهما «التكفيريون».

في اللحظات التي بدأت جهات عدة قراءتها للمواقف التي صدرت عن السيد حسن نصر الله في المقابلة التي أجراها، كانت ساعة الصفر لاغتيال المقاوم حسان اللقيس قد دنت. وبالرغم من أن لا رابط عملياً بين الهجوم العنيف الذي شنه نصر الله على السعودية وبين عملية الاغتيال، إلا أن أحداً لم يعد يشك من مناصري «حزب الله» أن السعودية، إذا استطاعت، فلن تقصّر في استهداف أي شخصية في الحزب، في سياق حربها الشاملة ضده.

حتى تبرئة السعودية من العملية لم تأت نتيجة الثقة بأن «الجنون» لم يصل بها إلى درجة استهداف كوادر المقاومة، «إنما فقط لأن ثمة قناعة بأنها أضعف من القيام بعمليات مماثلة»، يقول مصدر مقرب من الحزب.

بالنتيجة، صار «حزب الله» في وسط عواصف تهب عليه من كل الاتجاهات. من إسرائيل العدو الدائم، ومن السعودية التي لم ترتق إلى مستوى العدو وإن صارت الحرب معها على المكشوف، إلى «أدوات الرياض» في كل من سوريا ولبنان.

وهنا «لا فارق بين من يفجر نفسه وبين من يبرر، بالسياسة، العمليات الانتحارية».

لأصدقاء الحزب رؤية مختلفة لما يجري. هم لا يرون أن الحرب التي يتعرض لها جديدة، وإن تكثفت وصارت أكثر حدة. في مواجهة الجبهة الإسرائيلية، يحسم المصدر أن الحزب لم يتوقف للحظة عن مهماته المرتبطة بالصراع مع العدو الإسرائيلي، فحربه الأمنية معه مستمرة، إن لناحية الرصد أو المتابعة أو العمل على تفكيك شبكاته.

يخلص المصدر المقرب من «حزب الله» إلى أن عملية اغتيال اللقيس لا تعني بالضرورة أن الحزب قلص من إجراءاته الأمنية، كما ردد البعض، مشيراً إلى أنه في سياق المواجهة المستمرة لا إمكانية لتأمين شيء بالمطلق. يستدرك المصدر، داعياً من يتبرع لإيجاد مسببات الاغتيال إلى ترك عملية التقييم لأهلها، إذ إن استخلاص العبر يحتاج للإلمام بالمعطيات كافة ومن ثم دراستها. وبالتالي، فمن المبكر الحديث عن خلاصات في هذه الفترة.

كما يوضح أن المعطيات عديدة كما الاحتمالات، وبما أن الأكيد أن العمل التجسسي الإسرائيلي أوجد بنية تحتية لم يتسن تفكيكها جميعها، فإن المنفذين، بعيداً عن هوياتهم، استعانوا بعدد من العملاء الذين أمنوا الشقق ورصدوا وأخلوا.

أما طريقة التنفيذ، التي اختلفت عن الطرق التي اعتمدتها إسرائيل في حربها مع «حزب الله»، وذكرّت بعملية الاغتيال التي نفذتها في فردان في العام 1973 بحق ثلاثة قادة فلسطينيين هم كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار، فهي أيضاً تطرح أكثر من علامة استفهام. هل اعتماد كواتم الصوت هو مجرد وسيلة وجد المنفذون أنها مناسبة لهذه العملية أكثر من غيرها؟

أم خطط المنفذون لاختطافه فلم يعمدوا إلى التفجير أو الاغتيال بصاروخ، لكنهم قتلوه بعدما قاومهم.

بانتظار خلاصات الاستهداف الأخير للحزب، صارت خلاصات الاستهدافات السابقة، أي تفجير السفارة الإيرانية وتفجيري الضاحية، واضحة بالنسبة له. لذلك، يؤكد المصدر أن نصر الله أصر على وضع الأصبع على الجرح من دون مواربة:

السعودية مسؤولة عن التفجيرات الثلاثة وليس فقط عن تفجير السفارة. أكثر من ذلك لم تعد خطوط الفصل بين السعودية وإسرائيل واضحة بالنسبة للحزب. في الغالب يراهما جبهة واحدة. يقول:

«إن التنسيق الاستخباري كان موجوداً دائماً، إلا أنه صار لديه أكثر من دليل على أنه وصل في الأشهر الماضية إلى مستوى عالٍ، بعد تقاطع المصالح بين الطرفين، إن في إصرارهما على ضرب سوريا أو في معارضتهما الشديدة للاتفاق النووي الإيراني».

إذا كان اتهام إسرائيل بالاغتيال مفهوماً، فإن اتهام السعودية بالتفجيرات بدا نافراً. يجزم مصدر في الحزب أن اتهام الأخيرة «ليس اتهاماً سياسياً، إنما هو خلاصة تحقيق ومعطيات ميدانية دقيقة جداً، إذ إن تتبع الخيوط أوصل إلى التأكيد أن السيارات فُخخت في يبرود السورية، كما تقاطعت المعلومات لتؤكد أن مجموعات محددة هي التي قامت بعمليات التفخيخ. بعد ذلك كان من السهل التأكد أن هذه المجموعات ممولة من رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان تحديداً».

يرى المصدر أنه إذا كان السعوديون قد قرروا اللعب على المكشوف وخلع القفازات بالتوازي مع تخطيهم لكل الخطوط الحمراء، فإنه لا يعقل أن يبقى الرد موارباً ولا يسمي الأشياء بأسمائها. «ومقابل عدم التورع عن اللعب المباشر، كان لا بد أن نقول للسعودية إننا نراها بشكل مباشر ولا يضيع هدفنا».

ومع قناعة الحزب بأن السعوديين ليسوا بصدد الخروج من حالة الحرب التي يخوضونها في أكثر من ساحة، أقله راهناً، فإن خطاب نصر الله المرتفع النبرة، أراد أن يوجه رسالتين واضحتين: أولاهما ان النزاع في حقيقته هو نزاع سياسي لا مذهبي كما تسعى السعودية لتظهيره، وثانيتهما ان الاستمرار بالمعركة لن يكون في مصلحتها، وبالتالي فهي محكومة بتصويب مسارها في النهاية.

رسالة ثالثة أضيفت بعد اغتيال اللقيس: لا بد أن يعرف من يساعد الرياض في موضوع استهداف المقاومة وزيادة عوامل الفتنة، أن عمله يصب في مصلحة إسرائيل.