yasmeen
12-01-2013, 12:35 AM
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/authorblock/authors/52661.jpg
الاسم: مصطفى الصراف
• على الدول الخليجية العمل على سياسة واعدة، والدخول مع إيران في مشاريع، للاستفادة من خبراتها.
بعد وقف الحرب التي شنّها صدام حسين، على إيران بإيعاز من الاستعمار الأميركي والأوروبي، وبمساعدته في محاولة لإجهاض ثورتها ضد نظام الشاه، الذي كان موالياً للغرب وصديقاً لإسرائيل، أدركت جمهورية إيران الإسلامية أن أميركا وحلفاءها لن يتركوها تفلت من هيمنتهم، فبدأت بالعمل على بناء نفسها من الداخل.
ولكي تنجح في ذلك، كان لا بد أن تحصِّن نفسها ضد الاعتداءات الخارجية التي كانت ستهدم كل لبنة بناء تضعها في سبيل تنميتها. فبدأت في بناء جيشها والاعتماد على نفسها في إقامة مصانع التسليح، لأنها أدركت أنها لن تمكنها الدول العظمى من امتلاك أسلحة قادرة على صد عدوانها.
وفي خلال عشرين عاماً، منذ بداية التسعينات، تمكّنت من صناعة الصواريخ القريبة المدى والبعيدة المدى والطائرات من دون طيار، التي لا يكشفها الرادار، بل تفوَّقت فيها على التقنية الأميركية والإسرائيلية، بالإضافة إلى جميع أنواع الأسلحة التقليدية البرية والبحرية، وحتى بناء حاملات الطائرات، كما أتقنت العلوم النووية وأقامت مفاعلاتها لتصبح دولة نووية. وهذا ما جعلها اليوم توقع اليأس في قلوب الاستعمار الغربي وإسرائيل العدوّين اللدودين لها، فطفقا يعترفان لها بمكانتها بين الدول الكبرى والتعامل معها على أساس الاحترام المتبادل، وليس العمل على الهيمنة عليها.
لقد أفزع التقارب الأميركي - الأوروبي مع إيران دول الخليج العربي، وربما مصدر هذا الفزع وذاك الارتباك هو أن هذه الدول شاركت النظام الصدامي في الحرب على إيران في بداية ثورتها، ثم استضافت القواعد الاستعمارية الغربية لتكون في مواجهة إيران بصورة استفزازية لها.
وشكّلت تهديداً لتخريب منجزاتها. وربما يؤدي هذا الاتفاق مستقبلاً إلى قناعة الغرب بعدم جدوى تلك القواعد، لا سيما بعد اكتشاف أميركا البترول الصخري، بما يسد حاجتها. وعندئذ ستكون دول الخليج في وضع لا تحسد عليه في مواجهة إيران، إذا بقيت كما هي اليوم في علاقاتها معها، تنتابها هواجس العداء. ولذلك، ولإبعاد هذه الهواجس التي تنتاب الدول الخليجية، فإنها يجب أن تعمل مجتمعة على سياسة موحّدة ذات شقّين، ولا يقتضي ذلك اتحادها في دولة واحدة.
الشق الأول، إقامة علاقة حسن جوار مع إيران الإسلامية، والدخول معها في مشاريع اقتصادية وصناعية، مستفيدة من خبرتها وقدراتها المالية التي تتساوى فيها مع الدول الخليجية، وتوحيد السياسة النفطية لضبط السوق العالمي معها. والشق الثاني، العمل على بناء صناعات عسكرية لضمان مستقبل أجيالنا، بدلاً من إنفاق المليارات على شراء أسلحة منقوصة الفاعلية لا تقوى على صد العدوان الاستعماري والصهيوني، ولاستخدامها - فقط - لمحاربة بعضنا بعضاً بها، وتربُّص كل منا بالآخر لإسقاط نظامه.
مصطفى الصراف
الاسم: مصطفى الصراف
• على الدول الخليجية العمل على سياسة واعدة، والدخول مع إيران في مشاريع، للاستفادة من خبراتها.
بعد وقف الحرب التي شنّها صدام حسين، على إيران بإيعاز من الاستعمار الأميركي والأوروبي، وبمساعدته في محاولة لإجهاض ثورتها ضد نظام الشاه، الذي كان موالياً للغرب وصديقاً لإسرائيل، أدركت جمهورية إيران الإسلامية أن أميركا وحلفاءها لن يتركوها تفلت من هيمنتهم، فبدأت بالعمل على بناء نفسها من الداخل.
ولكي تنجح في ذلك، كان لا بد أن تحصِّن نفسها ضد الاعتداءات الخارجية التي كانت ستهدم كل لبنة بناء تضعها في سبيل تنميتها. فبدأت في بناء جيشها والاعتماد على نفسها في إقامة مصانع التسليح، لأنها أدركت أنها لن تمكنها الدول العظمى من امتلاك أسلحة قادرة على صد عدوانها.
وفي خلال عشرين عاماً، منذ بداية التسعينات، تمكّنت من صناعة الصواريخ القريبة المدى والبعيدة المدى والطائرات من دون طيار، التي لا يكشفها الرادار، بل تفوَّقت فيها على التقنية الأميركية والإسرائيلية، بالإضافة إلى جميع أنواع الأسلحة التقليدية البرية والبحرية، وحتى بناء حاملات الطائرات، كما أتقنت العلوم النووية وأقامت مفاعلاتها لتصبح دولة نووية. وهذا ما جعلها اليوم توقع اليأس في قلوب الاستعمار الغربي وإسرائيل العدوّين اللدودين لها، فطفقا يعترفان لها بمكانتها بين الدول الكبرى والتعامل معها على أساس الاحترام المتبادل، وليس العمل على الهيمنة عليها.
لقد أفزع التقارب الأميركي - الأوروبي مع إيران دول الخليج العربي، وربما مصدر هذا الفزع وذاك الارتباك هو أن هذه الدول شاركت النظام الصدامي في الحرب على إيران في بداية ثورتها، ثم استضافت القواعد الاستعمارية الغربية لتكون في مواجهة إيران بصورة استفزازية لها.
وشكّلت تهديداً لتخريب منجزاتها. وربما يؤدي هذا الاتفاق مستقبلاً إلى قناعة الغرب بعدم جدوى تلك القواعد، لا سيما بعد اكتشاف أميركا البترول الصخري، بما يسد حاجتها. وعندئذ ستكون دول الخليج في وضع لا تحسد عليه في مواجهة إيران، إذا بقيت كما هي اليوم في علاقاتها معها، تنتابها هواجس العداء. ولذلك، ولإبعاد هذه الهواجس التي تنتاب الدول الخليجية، فإنها يجب أن تعمل مجتمعة على سياسة موحّدة ذات شقّين، ولا يقتضي ذلك اتحادها في دولة واحدة.
الشق الأول، إقامة علاقة حسن جوار مع إيران الإسلامية، والدخول معها في مشاريع اقتصادية وصناعية، مستفيدة من خبرتها وقدراتها المالية التي تتساوى فيها مع الدول الخليجية، وتوحيد السياسة النفطية لضبط السوق العالمي معها. والشق الثاني، العمل على بناء صناعات عسكرية لضمان مستقبل أجيالنا، بدلاً من إنفاق المليارات على شراء أسلحة منقوصة الفاعلية لا تقوى على صد العدوان الاستعماري والصهيوني، ولاستخدامها - فقط - لمحاربة بعضنا بعضاً بها، وتربُّص كل منا بالآخر لإسقاط نظامه.
مصطفى الصراف