لمياء
03-02-2005, 12:32 AM
في مقبرة وهمية بمقاطعة دورسيت وبتمويل من وزارة الخارجية البريطانية
وسط الجماجم وعظام الاطفال الصغيرة يعمل العالم العراقي اياد تحت حراسة مسلحة للكشف عن الحقيقة المروعة للمقابر الجماعية. يعمل بكل دقة لإزالة الاتربة العالقة بالهياكل العظمية وقد انحنى ظهره وتصبب عرقه. ولكنه لا يعمل في موقع للمقابر الجماعية بصحراء العراق بل في مقاطعة دورسيت بجنوب غربي انجلترا التي تشتهر بتلالها الخضراء وقراها الخلابة.
واياد واحد من بين 33 عالما عراقيا تلقوا التدريب في بريطانيا على اخراج الهياكل العظمية لمئات الالاف من الجثث التي يعتقد أنها دفنت في مقابر جماعية في شتى أنحاء العراق خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين. أمضى الخبراء خمسة أشهر في بريطانيا يعملون في المختبرات وفي مقبرة جماعية وهمية في دورسيت لانتشال أكثر من 20 هيكلا عظميا مصنوعا من مادة الراتينج الصمغية من تحت الارض.
وبالرغم من أن اياد كان يعمل تحت اشراف مؤسسة «اينفورس» الخيرية للطب الشرعي الا انه يشعر بأن التجربة سببت له ضغطا هائلا. وقال اياد ، وهو اسم مستعار، قبل العودة الى دياره انها تجربة «تصيب المرء بالتوتر... مجرد التفكير في سبب وجودك في هذا المكان... مجرد العمل في مقبرة جماعية».
واتخذت «اينفورس» وهي مجموعة شكلها ثلاثة من كبار علماء الطب الشرعي، من ذوي الخبرة الكبيرة في بريطانيا، الترتيبات اللازمة لمجيء علماء اثار وخبراء في علم الانسان وضباط من الشرطة العراقيين الى دورسيت لتعلم كيفية جمع الادلة من المقابر. ومولت وزارة الخارجية البريطانية هذا المشروع.
وقد يعثر اعضاء الفريق العراقي على رفات فرد من أسرهم حتى وان كانت الاحصاءات لا ترجح ذلك. وتقول مارجريت كوكس المديرة التنفيذية في «اينفورس» :«البعض لديه قصص مروعة. لقد أبلوا بلاء حسنا بشكل لا يصدق. لا نعلم تحديدا عدد المفقودين في العراق لكننا نعلم أنه قد يكون بمئات الالاف».
وغطيت مقبرة دورسيت الوهمية بخيمة بيضاء كبيرة ويحميها حراس مسلحون على مدار 24 ساعة وهي مطابقة تقريبا لنوع المقابر التي يبحث العلماء عنها في العراق. ولإضفاء مزيد من الواقعية على التجربة تقع المقبرة قرب وزارة الدفاع ويمكن سماع دوي المدفعية من آن لآخر. وقال ايان هانسون وهو عالم اثار يعمل في مجال الطب الشرعي «تسرني جدا هذه الصبغة الواقعية.. فبعد ان توجهنا الى مواقع في العراق صممنا المقبرة بطريقة توضح لهم (الفريق المتدرب) ما الذي ينتظرهم». وأضاف «لدينا حراسة أمنية لجعله واقعيا لاكثر حد ممكن».
وتوجه أفراد من مؤسسة «اينفورس» الى العراق بعد ورود تقارير عن أن عراقيين يحفرون في المقابر الجماعية بحثا عن أقاربهم المفقودين. بعدها وضعوا استراتيجية للتعامل مع الموقف جاء في اطارها توجه الفريق العراقي الى بريطانيا للتدريب. وقال هانسون «اذا أرسلت فريقا دوليا الى افريقيا لمدة ثلاثة أشهر لاجراء التحقيقات ثم يرحل فهذا لا يساعد قدرة البلاد في مجال الطب الشرعي». وتابع أنه بهذه الطريقة «يمكنهم أن يبدأوا هم في تدريب أقرانهم وهذا هو الخيار المفضل من عدة أوجه».
وعمل الاعضاء الثلاثة في «اينفورس» وهم كوكس، وهانسون، ورولاند وسلينج عالم الاثار في مقابر في رواندا وكوسوفو وكرواتيا والكونغو والعراق. وقال وسلينج ان أغلب خبراء الطب الشرعي حاولوا الفصل بين الهياكل العظمية المدفونة في الواقع والقصص التي نسجت حولها. ولكن تمضية الشهور الخمسة مع العراقيين غير ذلك الامر.
وسيظل فريق «اينفورس» على اتصال مع المجموعة عبر الهاتف والبريد الإلكتروني ويقول انه سيشعر بقلق شديد عندما يبدأ العلماء العراقيون العمل. فالعنصر الأمني هو محل الاهتمام رقم واحد. وقالت كوكس قبل عودة العلماء الى العراق «ظلوا معنا هنا خمسة أشهر تقريبا لذلك أصبحنا نعرفهم جيدا». ومضت تقول «أعتقد أنهم تحلوا بشجاعة فائقة. عندما يعودون الى هناك سيلقون الكثير من الدعم لما يفعلونه ولكن سيكون هناك أيضا الكثير من المعارضة. انهم يخاطرون بحياتهم».
وتقدر منظمة «هيومان رايتس ووتش» أن نحو 350 ألفا فقدوا في العراق ولكن «اينفورس» تقول ان من المستحيل معرفة العدد. ولدى العثور على أي مقبرة يبدأ العلماء في البحث عن دلائل على أن الضحايا بداخلها قتلوا بشكل مدبر وليس في معركة. ولا يحتاج مقتل ضحايا عصبت عيونهم ووثقت أيديهم الى دليل لمعرفة كيف قتلوا. كما أن وضع الجثة يقدم خيوطا عن كيفية مقتل شخص ما. فاذا ما سقطت الجثة برأسها أولا الى المقبرة فمن المرجح أن يكون الشخص قد قتل على الحافة ودفع الى المقبرة. أما الجثث المرصوصة داخل المقبرة فتشير الى مقتل أصحابها في أماكن أخرى.
وقالت كوكس «في البلقان عرفنا ان الطريقة التي تحفر وتخفى بها المقابر تتغير بمرور الوقت نظرا لان الجناة يدركون أنهم مراقبون». وأردفت قائلة «أعتقد أن من الواضح في حالة صدام حسين انه لم يكن يتصور أبدا أنه سيحاكم».
وسط الجماجم وعظام الاطفال الصغيرة يعمل العالم العراقي اياد تحت حراسة مسلحة للكشف عن الحقيقة المروعة للمقابر الجماعية. يعمل بكل دقة لإزالة الاتربة العالقة بالهياكل العظمية وقد انحنى ظهره وتصبب عرقه. ولكنه لا يعمل في موقع للمقابر الجماعية بصحراء العراق بل في مقاطعة دورسيت بجنوب غربي انجلترا التي تشتهر بتلالها الخضراء وقراها الخلابة.
واياد واحد من بين 33 عالما عراقيا تلقوا التدريب في بريطانيا على اخراج الهياكل العظمية لمئات الالاف من الجثث التي يعتقد أنها دفنت في مقابر جماعية في شتى أنحاء العراق خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين. أمضى الخبراء خمسة أشهر في بريطانيا يعملون في المختبرات وفي مقبرة جماعية وهمية في دورسيت لانتشال أكثر من 20 هيكلا عظميا مصنوعا من مادة الراتينج الصمغية من تحت الارض.
وبالرغم من أن اياد كان يعمل تحت اشراف مؤسسة «اينفورس» الخيرية للطب الشرعي الا انه يشعر بأن التجربة سببت له ضغطا هائلا. وقال اياد ، وهو اسم مستعار، قبل العودة الى دياره انها تجربة «تصيب المرء بالتوتر... مجرد التفكير في سبب وجودك في هذا المكان... مجرد العمل في مقبرة جماعية».
واتخذت «اينفورس» وهي مجموعة شكلها ثلاثة من كبار علماء الطب الشرعي، من ذوي الخبرة الكبيرة في بريطانيا، الترتيبات اللازمة لمجيء علماء اثار وخبراء في علم الانسان وضباط من الشرطة العراقيين الى دورسيت لتعلم كيفية جمع الادلة من المقابر. ومولت وزارة الخارجية البريطانية هذا المشروع.
وقد يعثر اعضاء الفريق العراقي على رفات فرد من أسرهم حتى وان كانت الاحصاءات لا ترجح ذلك. وتقول مارجريت كوكس المديرة التنفيذية في «اينفورس» :«البعض لديه قصص مروعة. لقد أبلوا بلاء حسنا بشكل لا يصدق. لا نعلم تحديدا عدد المفقودين في العراق لكننا نعلم أنه قد يكون بمئات الالاف».
وغطيت مقبرة دورسيت الوهمية بخيمة بيضاء كبيرة ويحميها حراس مسلحون على مدار 24 ساعة وهي مطابقة تقريبا لنوع المقابر التي يبحث العلماء عنها في العراق. ولإضفاء مزيد من الواقعية على التجربة تقع المقبرة قرب وزارة الدفاع ويمكن سماع دوي المدفعية من آن لآخر. وقال ايان هانسون وهو عالم اثار يعمل في مجال الطب الشرعي «تسرني جدا هذه الصبغة الواقعية.. فبعد ان توجهنا الى مواقع في العراق صممنا المقبرة بطريقة توضح لهم (الفريق المتدرب) ما الذي ينتظرهم». وأضاف «لدينا حراسة أمنية لجعله واقعيا لاكثر حد ممكن».
وتوجه أفراد من مؤسسة «اينفورس» الى العراق بعد ورود تقارير عن أن عراقيين يحفرون في المقابر الجماعية بحثا عن أقاربهم المفقودين. بعدها وضعوا استراتيجية للتعامل مع الموقف جاء في اطارها توجه الفريق العراقي الى بريطانيا للتدريب. وقال هانسون «اذا أرسلت فريقا دوليا الى افريقيا لمدة ثلاثة أشهر لاجراء التحقيقات ثم يرحل فهذا لا يساعد قدرة البلاد في مجال الطب الشرعي». وتابع أنه بهذه الطريقة «يمكنهم أن يبدأوا هم في تدريب أقرانهم وهذا هو الخيار المفضل من عدة أوجه».
وعمل الاعضاء الثلاثة في «اينفورس» وهم كوكس، وهانسون، ورولاند وسلينج عالم الاثار في مقابر في رواندا وكوسوفو وكرواتيا والكونغو والعراق. وقال وسلينج ان أغلب خبراء الطب الشرعي حاولوا الفصل بين الهياكل العظمية المدفونة في الواقع والقصص التي نسجت حولها. ولكن تمضية الشهور الخمسة مع العراقيين غير ذلك الامر.
وسيظل فريق «اينفورس» على اتصال مع المجموعة عبر الهاتف والبريد الإلكتروني ويقول انه سيشعر بقلق شديد عندما يبدأ العلماء العراقيون العمل. فالعنصر الأمني هو محل الاهتمام رقم واحد. وقالت كوكس قبل عودة العلماء الى العراق «ظلوا معنا هنا خمسة أشهر تقريبا لذلك أصبحنا نعرفهم جيدا». ومضت تقول «أعتقد أنهم تحلوا بشجاعة فائقة. عندما يعودون الى هناك سيلقون الكثير من الدعم لما يفعلونه ولكن سيكون هناك أيضا الكثير من المعارضة. انهم يخاطرون بحياتهم».
وتقدر منظمة «هيومان رايتس ووتش» أن نحو 350 ألفا فقدوا في العراق ولكن «اينفورس» تقول ان من المستحيل معرفة العدد. ولدى العثور على أي مقبرة يبدأ العلماء في البحث عن دلائل على أن الضحايا بداخلها قتلوا بشكل مدبر وليس في معركة. ولا يحتاج مقتل ضحايا عصبت عيونهم ووثقت أيديهم الى دليل لمعرفة كيف قتلوا. كما أن وضع الجثة يقدم خيوطا عن كيفية مقتل شخص ما. فاذا ما سقطت الجثة برأسها أولا الى المقبرة فمن المرجح أن يكون الشخص قد قتل على الحافة ودفع الى المقبرة. أما الجثث المرصوصة داخل المقبرة فتشير الى مقتل أصحابها في أماكن أخرى.
وقالت كوكس «في البلقان عرفنا ان الطريقة التي تحفر وتخفى بها المقابر تتغير بمرور الوقت نظرا لان الجناة يدركون أنهم مراقبون». وأردفت قائلة «أعتقد أن من الواضح في حالة صدام حسين انه لم يكن يتصور أبدا أنه سيحاكم».