أبو ربيع
11-23-2013, 01:58 AM
سيارة «النصف طن» متفجرات المضبوطة في لبنان ... هل كانت تستهدف مقام السيدة خولة في بعلبك؟
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/11/23/17_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/11/23/17.jpg)
الصورة الأولى حصلت عليها «الراي» لأبوضهر والثانية وزعها الجيش اللبناني للانتحادي
| بيروت - «الراي» |
لم يكد لبنان يلتقط أنفاسه بعد الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت قبل أيام، حتى عاد ليحبسها مع ضبْط سيّارة مفخخة بنحو نصف طنّ من المتفجرات على طريق مقنة - يونين في قضاء بعلبك شرق البلاد امس.
وفيما كانت الأنظار شاخصة على التحقيقات في تفجير بيروت التي حققت اختراقات وصولاً الى تحديد صورتي منفذي الجريمة غير اللبنانيين مع ترجيحات بأنهما دخلا البلاد من الأردن، استفاقت بيروت على خبر ضبط مخابرات الجيش اللبناني السيارة المفخخة في البقاع وهي نوع «بويك» سوداء اللون تحمل اللوحة الرقم 401907/ج، وكانت مصابة بطلقات نارية في اطاراتها، والزجاج من الجهة الشمالية. وبحسب المعلومات فان مجموعة امنية رصدت السيارة بين بلدتي مقنة ويونين واشتبكت مع سائقها وراكبيها وان مخابرات الجيش حضرت الى المنطقة بعد تبلغها معلومات عن حصول اطلاق نار فيها فعُثر على السيارة مفتوحة ومصابة بطلقات نارية في زجاجها والجهة اليسرى منها.
وكشفت مصادر امنية متابعة لـ«ملف التكفيريين» لـ «الراي» عن ان «السيارة كانت مجهزة بنحو 500 كيلوغرام من الديناميت وكابل كورتكس لنقل الموجة التفجيرية وتشريك المتفجرات بعضها ببعض»، مشيرة الى انه «من غير المستبعد ان يكون هدف السيارة المفخخة التي عثر عليها، مقام السيدة خولة في بعلبك، وهو مقام شيعي في مدينة الشمس».
وقالت هذه المصادر ان «التدابير المتخذة تجعل من الصعوبة من الآن وصاعداً، تجهيز السيارة في القلمون السورية وإرسالها عبر جرود عرسال الى المناطق اللبنانية الاخرى، فهناك اجراءات امنية مشددة جداً اتخذتها القوى على الارض لمراقبة جميع التحركات المشبوهة التي يمكن ان تؤدي الى تسلل الانتحاريين والسيارات المفخخة».
وأعربت المصادر عيْنها عن اعتقادها بان «تجهيز السيارات المفخخة قد يصبح بعد الآن داخل لبنان ضمن البيئة الحاضنة وليس من خلال الإتيان بالسيارات من الخارج»، لافتة الى ان «المواد المتفجرة التي ضبطت في السيارة هي من نوع الديناميت الذي يُستخدم في تفجير الصخور وفي الكسارات»، داعية «الاجهزة الامنية الى إجراء جردة لموجودات الكسارات من هذه المواد».
وتحدثت هذه المصادر عن «انه رغم المواد البدائية التي تُستخدم احياناً في تفخيخ السيارات، فمن الواضح انه غالباً ما يتم تزويد المتفجرات بكرات حديد لايقاع اكبر عدد من الضحايا، من دون اغفال وجود خبرات متراكمة من تجارب التكفيريين في العراق وسورية، وتالياً فإن عملهم احترافي بغض النظر عن طبيعة المتفجرات التي يجري استخدامها»، مشيرة الى ان «اكثر من جهة تعمل على الارض كـ داعش والنصرة والقاعدة.
وفي ضوء هذه التطورات، رسمت مصادر قريبة من «حزب الله» على صلة بمتابعة «ملف التكفيريين» لـ «الراي» قراءة لما يجري، فقالت ان «هذا الضرب كله على الموقع الخلفي غير المؤثر على استراتيجية خط الممانعة لن يفيد. ولو اعتقدوا انه بالتفجيرات يستطيعون تغيير المعادلة السياسية لكانت سياسة العراق تغيّرت كلياً على وقع ما بين 5 الى 10 تفجيرات يومياً منذ اكثر من خمسة اعوام».
واضافت هذه المصادر: «لو فجروا مئات العبوات وذهب من جرائها آلاف الضحايا، فهذا لا يوازي جزءاً بسيطاً من الهزيمة التي تصيبهم في سورية لأن حلمهم انتهى بالسيطرة عليها، وتالياً سقوط لبنان وبلوغهم البحر المتوسط... ومثلهم مثل الطيران الاسرائيلي الذي يملك السيطرة على الجو في حين ان القدرة هي لمَن يملك الارض وليس لمن يضرب ويهرب كالتكفيريين اليوم».
وكشفت المصادر عن ان «الرد، وبغض النظر عن الاجراءات والملاحقات في لبنان، سيكون في سورية وسيُترجم ذلك بسقوط دير عطية القلمونية خلال ايام، فالمعركة في سورية وليست في لبنان».
في موازاة ذلك، وعلى خط التحقيقات في «عملية السفارة الايرانية»، فقد استمرّ تحليل الأفلام العائدة لكاميرات المراقبة في مسرح الجريمة كما في فندق «شيراتون فور بوينتس» - فردان الذي نزل فيه المنفذان ليلةً عشية التفجير وسط تقارير عن أن أجهزة عدة تتعاون في ما بينها في سبيل جلاء ملابسات العملية، ومعرفة البيئة الحاضنة التي وفرت للانتحاريين كل ما يلزم لاتمام العملية.
وأبرز ما سجّلته التحقيقات في هذا الملف:
• المعلومات عن رصد شخص ثالث له صلة بالعملية، وان هذا الشخص كان في مكان قريب من مسرح التفجيرين، وقد رصد التحقيق مكالمة هاتفية كان يجريها بعد حصول التفجيرين، وانه يخضع للاستجواب.
• ان صورتية الانتحاريين باتت معروفة اذ ان كاميرات المراقبة في محيط السفارة بوضوح. وقد تقاطعت معلومات عند الإشارة الى ان الصورة التي عمّمتها مساء اول من امس مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني لفتى عشريني وصفته بأنه «أحد المطلوبين الخطرين وارتكب إحدى الجرائم» (لم تحدد زمانها ومكانها) تعود للانتحاري الذي فجّر نفسه قرب بوابة السفارة قبيل انفجار سيارة الجيب.
• التقارير التي تحدثت عن خيوط تفيد أن الانتحارييْن غير اللبنانيين دخلا الى لبنان من الأردن، ولكن ليس بالضرورة ان يكونا اردنيين، فربما يكونان من جنسية عربية اخرى مقيمة في الاردن او في دول عربية مجاورة، والتحقيق يركز على كيفية وصولهما الى بيروت سواء جواً او براً.
• المعلومات عن ان الهويتين اللتين كانتا في حوزة الانتحاريين كانتا مزورتين بطريقة احترافية عالية الدقة، وان المفجريْن استخدما بيانات هويات صحيحة لكل من عيسى غ. ومحمد ق (احدهما من المزرعة - بيروت) والثاني من برجا (الشوف) وتم استجواب الأخيرين، رغم قناعة الأجهزة الامنية بعدم وجود أي صلة لهما بالجريمة، ثم أطلق سراحهما.
إلى ذلك، ذكرت محطة التلفزة اللبنانية «ال بي سي» ان معين أبو ظهر من مدينة صيدا وهو احد المقربين من الشيخ احمد الاسير، هو احد الانتحاريين اللذين فجرا السفارة.
وقالت خدمة «ليبون كول» الاخبارية الهاتفية اللبنانية ان أبوضهر كان مقيما في الكويت وانتقل الى سورية للمشاركة في الحرب قبل أن ينتقل الى لبنان لتنفيذ العملية.
وذكر تلفزيون «الجديد» اللبناني ان والد معين عدنان أبوضهر ذهب طوعاً إلى وزارة الدفاع اللبنانية بعدما تعرف على صورة ابنه وبوشر التحقيق معه.
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/11/23/17_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/11/23/17.jpg)
الصورة الأولى حصلت عليها «الراي» لأبوضهر والثانية وزعها الجيش اللبناني للانتحادي
| بيروت - «الراي» |
لم يكد لبنان يلتقط أنفاسه بعد الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت قبل أيام، حتى عاد ليحبسها مع ضبْط سيّارة مفخخة بنحو نصف طنّ من المتفجرات على طريق مقنة - يونين في قضاء بعلبك شرق البلاد امس.
وفيما كانت الأنظار شاخصة على التحقيقات في تفجير بيروت التي حققت اختراقات وصولاً الى تحديد صورتي منفذي الجريمة غير اللبنانيين مع ترجيحات بأنهما دخلا البلاد من الأردن، استفاقت بيروت على خبر ضبط مخابرات الجيش اللبناني السيارة المفخخة في البقاع وهي نوع «بويك» سوداء اللون تحمل اللوحة الرقم 401907/ج، وكانت مصابة بطلقات نارية في اطاراتها، والزجاج من الجهة الشمالية. وبحسب المعلومات فان مجموعة امنية رصدت السيارة بين بلدتي مقنة ويونين واشتبكت مع سائقها وراكبيها وان مخابرات الجيش حضرت الى المنطقة بعد تبلغها معلومات عن حصول اطلاق نار فيها فعُثر على السيارة مفتوحة ومصابة بطلقات نارية في زجاجها والجهة اليسرى منها.
وكشفت مصادر امنية متابعة لـ«ملف التكفيريين» لـ «الراي» عن ان «السيارة كانت مجهزة بنحو 500 كيلوغرام من الديناميت وكابل كورتكس لنقل الموجة التفجيرية وتشريك المتفجرات بعضها ببعض»، مشيرة الى انه «من غير المستبعد ان يكون هدف السيارة المفخخة التي عثر عليها، مقام السيدة خولة في بعلبك، وهو مقام شيعي في مدينة الشمس».
وقالت هذه المصادر ان «التدابير المتخذة تجعل من الصعوبة من الآن وصاعداً، تجهيز السيارة في القلمون السورية وإرسالها عبر جرود عرسال الى المناطق اللبنانية الاخرى، فهناك اجراءات امنية مشددة جداً اتخذتها القوى على الارض لمراقبة جميع التحركات المشبوهة التي يمكن ان تؤدي الى تسلل الانتحاريين والسيارات المفخخة».
وأعربت المصادر عيْنها عن اعتقادها بان «تجهيز السيارات المفخخة قد يصبح بعد الآن داخل لبنان ضمن البيئة الحاضنة وليس من خلال الإتيان بالسيارات من الخارج»، لافتة الى ان «المواد المتفجرة التي ضبطت في السيارة هي من نوع الديناميت الذي يُستخدم في تفجير الصخور وفي الكسارات»، داعية «الاجهزة الامنية الى إجراء جردة لموجودات الكسارات من هذه المواد».
وتحدثت هذه المصادر عن «انه رغم المواد البدائية التي تُستخدم احياناً في تفخيخ السيارات، فمن الواضح انه غالباً ما يتم تزويد المتفجرات بكرات حديد لايقاع اكبر عدد من الضحايا، من دون اغفال وجود خبرات متراكمة من تجارب التكفيريين في العراق وسورية، وتالياً فإن عملهم احترافي بغض النظر عن طبيعة المتفجرات التي يجري استخدامها»، مشيرة الى ان «اكثر من جهة تعمل على الارض كـ داعش والنصرة والقاعدة.
وفي ضوء هذه التطورات، رسمت مصادر قريبة من «حزب الله» على صلة بمتابعة «ملف التكفيريين» لـ «الراي» قراءة لما يجري، فقالت ان «هذا الضرب كله على الموقع الخلفي غير المؤثر على استراتيجية خط الممانعة لن يفيد. ولو اعتقدوا انه بالتفجيرات يستطيعون تغيير المعادلة السياسية لكانت سياسة العراق تغيّرت كلياً على وقع ما بين 5 الى 10 تفجيرات يومياً منذ اكثر من خمسة اعوام».
واضافت هذه المصادر: «لو فجروا مئات العبوات وذهب من جرائها آلاف الضحايا، فهذا لا يوازي جزءاً بسيطاً من الهزيمة التي تصيبهم في سورية لأن حلمهم انتهى بالسيطرة عليها، وتالياً سقوط لبنان وبلوغهم البحر المتوسط... ومثلهم مثل الطيران الاسرائيلي الذي يملك السيطرة على الجو في حين ان القدرة هي لمَن يملك الارض وليس لمن يضرب ويهرب كالتكفيريين اليوم».
وكشفت المصادر عن ان «الرد، وبغض النظر عن الاجراءات والملاحقات في لبنان، سيكون في سورية وسيُترجم ذلك بسقوط دير عطية القلمونية خلال ايام، فالمعركة في سورية وليست في لبنان».
في موازاة ذلك، وعلى خط التحقيقات في «عملية السفارة الايرانية»، فقد استمرّ تحليل الأفلام العائدة لكاميرات المراقبة في مسرح الجريمة كما في فندق «شيراتون فور بوينتس» - فردان الذي نزل فيه المنفذان ليلةً عشية التفجير وسط تقارير عن أن أجهزة عدة تتعاون في ما بينها في سبيل جلاء ملابسات العملية، ومعرفة البيئة الحاضنة التي وفرت للانتحاريين كل ما يلزم لاتمام العملية.
وأبرز ما سجّلته التحقيقات في هذا الملف:
• المعلومات عن رصد شخص ثالث له صلة بالعملية، وان هذا الشخص كان في مكان قريب من مسرح التفجيرين، وقد رصد التحقيق مكالمة هاتفية كان يجريها بعد حصول التفجيرين، وانه يخضع للاستجواب.
• ان صورتية الانتحاريين باتت معروفة اذ ان كاميرات المراقبة في محيط السفارة بوضوح. وقد تقاطعت معلومات عند الإشارة الى ان الصورة التي عمّمتها مساء اول من امس مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني لفتى عشريني وصفته بأنه «أحد المطلوبين الخطرين وارتكب إحدى الجرائم» (لم تحدد زمانها ومكانها) تعود للانتحاري الذي فجّر نفسه قرب بوابة السفارة قبيل انفجار سيارة الجيب.
• التقارير التي تحدثت عن خيوط تفيد أن الانتحارييْن غير اللبنانيين دخلا الى لبنان من الأردن، ولكن ليس بالضرورة ان يكونا اردنيين، فربما يكونان من جنسية عربية اخرى مقيمة في الاردن او في دول عربية مجاورة، والتحقيق يركز على كيفية وصولهما الى بيروت سواء جواً او براً.
• المعلومات عن ان الهويتين اللتين كانتا في حوزة الانتحاريين كانتا مزورتين بطريقة احترافية عالية الدقة، وان المفجريْن استخدما بيانات هويات صحيحة لكل من عيسى غ. ومحمد ق (احدهما من المزرعة - بيروت) والثاني من برجا (الشوف) وتم استجواب الأخيرين، رغم قناعة الأجهزة الامنية بعدم وجود أي صلة لهما بالجريمة، ثم أطلق سراحهما.
إلى ذلك، ذكرت محطة التلفزة اللبنانية «ال بي سي» ان معين أبو ظهر من مدينة صيدا وهو احد المقربين من الشيخ احمد الاسير، هو احد الانتحاريين اللذين فجرا السفارة.
وقالت خدمة «ليبون كول» الاخبارية الهاتفية اللبنانية ان أبوضهر كان مقيما في الكويت وانتقل الى سورية للمشاركة في الحرب قبل أن ينتقل الى لبنان لتنفيذ العملية.
وذكر تلفزيون «الجديد» اللبناني ان والد معين عدنان أبوضهر ذهب طوعاً إلى وزارة الدفاع اللبنانية بعدما تعرف على صورة ابنه وبوشر التحقيق معه.