مقاتل
11-13-2013, 05:12 PM
ايجى برس - مصر
13 نوفمبر 2013 م
http://www.egy-press.com/Upimg/EGY_PRESS_IMG340156201311.jpg
كشف الكاتب والباحث التونسي سامي الجلولى مؤلف كتاب «وين ماشى بينا سيدى؟» الذى أحدث ضجة كبرى عند صدور طبعته الأولى فى جنيف بسويسرا عام 2011 وتم منع تداوله فى جميع دول الخليج العربى ، عن معلومات جديدة عن الانقلاب الذى وقع ضد أمير قطر الجديد تميم بن حمد .
وقال الجلولى ان الانقلابيين هم افراد من الاسرة الحاكمة ومن بينهم "شقيق تميم" ومقربون جدا من تميم ، وانهم الان يعذبون بحقن الهيروين حتى الموت .
كما كشف عن خبايا وأسرار وصول الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى إلى سدة الحكم ومن ورائه الشيخة موزة، ومن ثم الابن «تميم»، وحجم الفساد السياسى والاقتصادى الذى ترزح تحت وطأته قطر، فضلا عن الدور المشبوه الذى تقوم به قطر فى إعادة تقسيم المنطقة العربية وفقا لمخططات أمريكية استعمارية مثلت فيها قطر «الوكيل الرسمى» لها مقابل بقائها على خارطة الوطن العربى من خلال ماكينة الإعلام المتمثلة فى «الجزيرة» وسطوة المال أيضاً.
وعلى الرغم من التهديدات المباشرة التى تعرض لها «الجلولى» لوقف طباعة الكتاب، كشف لأول مرة عن أنه بصدد إصدار كتاب خاص، فى شهر فبراير المقبل، عن حياة الشيخة موزة سيُحدث ضجة كبرى؛ لأنه سيزيح الستار عن العديد من الخبايا والأسرار عن سيدة القصر التى تحكم قطر فعلياً.
فى الحوار التالى المزيد من المعلومات :
* «وين ماشى بينا سيدى؟».. حتماً يحمل اسم الكتاب دلالة معينة، ما هى؟
- الاختيار لم يكن سهلاً؛ فقد أردت عنواناً معبراً صادماً، وفى ذات الوقت يحمل قدراً من السخرية من المصير الذى تقودنا إليه قطر، وكلمة «سيدى» فى اللهجة التونسية فيها نوع كبير من التهكم والاستهزاء؛ لهذا جاء العنوان متوافقاً مع ما أريد ومثلما تقولون فى مصر: «رايح بينا فين يا عم؟» مثلا.
* متى تبلورت فكرة الكتاب؟ وكم استغرق وقت إعداده؟
- تحديداً فى مارس 2011 بعد سقوط نظام بن على فى تونس، واعتمدت فى إعداد الكتاب، الذى امتدت فترة إعداده 3 أشهر، على أنى أدرك تماما أحقية الشعوب العربية فى أن تعيش عصر الحريات والديمقراطية، وأن تتخلص من الحكم الفاسد، لكن الحقيقة الغائبة وقتها كانت خلاف تلك الأمنيات تماماً، البدايات كانت مُبشرة وبراقة، لكن ما حدث بعد ذلك كان هو الحقيقة التى لم نكن نعرف عنها شيئا كشعوب عربية بعد أن حادت هذه الثورات عن مسارها الذى قامت عليه، وأنا لا أريد توصيفها أبدا على أنها ثورات، بل هى انقلابات تم التخطيط لها بعناية، وأستطيع أن أجزم بأن ما حدث على الأقل فى تونس لم يكن ثورة بل انتفاضة.
* كيف يمكن توصيفها بانتفاضة والشعب التونسى كان يرزح تحت حكم فاسد يقمع الحريات وينهب أموال الشعب؟
- نبهت الرئيس الأسبق «بن على»، فى استشارة رئاسية عام 2008، إلى أن حقوق الإنسان والحريات والإعلام التونسى فيها غبن كبير، وفى عصر الحريات والتواصل عن طريق وسائل التكنولوجيا الحديثة لم تعد هناك حدود للمعرفة، وعاجلا أم آجلا سيعرف الجميع الحقيقة، وللأسف لم يأخذ بالنصيحة، وأستطيع أن أجزم أنه فى الأسبوع الأخير تقريبا قبل قيام الانتفاضة التونسية بدأت العديد من التحولات تقع على الأرض، خاصة بتدخل من الولايات المتحدة الأمريكية وقطر، فى مخطط كامل لإسقاط النظام.
* ذكرت فى مقدمة الكتاب فى طبعته الأولى عام 2011 أن كل ما كُتب فيه حدث لاحقا، هل كان ذلك استقراء للمستقبل أم تملك وثائق ومعلومات مؤكدة تم سردها فى الكتاب؟
- أملك مركزاً للدراسات السياسية فى جنيف يعمل على القراءات المستقبلية للواقع السياسى فى المنطقة العربية وننطلق منه فى وضع العديد من الفرضيات، ولا يمكن إغفال أن جميع الفرضيات التى قدمها الكتاب، والتى تحققت بالفعل لاحقا، كانت مبنية على أكثر من 50% من الحقائق على الأرض، وبالتالى ستؤدى إلى النتائج التى رصدها الكتاب.
* لكن مما لاشك فيه أن لديك مصادر خاصة ساعدتك فى رصد العديد من الخبايا، خاصة ما يتعلق بكواليس الحكم فى قطر وصراعات عائلة «آل ثانى» ودسائسهم فيما بينهم!
- (مبتسماً) بطبيعة الحال أملك مصادرى الخاصة، لكن لا يمكن أيضاً الإفصاح عن هوياتهم حفاظاً على حياتهم، وهناك مصادر معلومات أيضاً اعتمدت على العلاقات الاجتماعية والسياسية التى تربطنى بالعديد من السفراء والقيادات السياسية فى المنطقة العربية بحكم عملى المتخصص فى العلاقات السياسية الدولية.
* من اللافت للنظر أن الكتاب لم يحتوِ على وثائق سرية خاصة، فهل ذلك يعود إلى تخوفٍ معين؟
- لا، ليس الأمر كذلك، لقد كان الإعداد للكتاب مدروسا جيدا، وأستطيع القول إنه تم إنجازه بلا تهور، وسردت العديد من الوقائع، خاصة قضايا الفساد فى عائلة «آل ثانى»، وهى تحمل أرقاماً محددة موجودة فى المحاكم الأمريكية يمكن لأى متتبع لها أن يحصل على وثائقها بسهولة على سبيل المثال.
* أليس من المفارقات أن يعاد طبع الكتاب بكل ما يحتويه من معلومات غاية فى الخطورة ضد نظام الحكم القطرى فى عهد «الإخوان» فى تونس؟
- نعم، هذا من المفارقات اللافتة، لكن الكتاب بطبيعة الحال ممنوع فى قطر وباقى دول الخليج ما عدا الإمارات، وحينما طُبع لأول مرة فى سويسرا قامت قطر بشراء كل النسخ المطبوعة، وأعتقد أن طباعة الكتاب فى ظل حكومة النهضة التونسية كانت مجرد واجهة إعلامية للتدليل على أن الإخوان يدعمون الحريات الفكرية، لكن ما حدث بعد ذلك هو الحقيقة الفعلية للإخوان، فقد تم تهديد كافة الصحف التى بدأت فى نشر حلقات من الكتاب ولم ينشر منه إلا فصل واحد فقط، ثم توقف النشر بعد اتصال مباشر من المكتب الإعلامى للرئاسة التونسية بمنع النشر فوراً.
* هل حاولت الأسرة الحاكمة القطرية أن تمنع إعادة طبع الكتاب بأى وسيلة؟
- نعم، وتلقيت اتصالات مباشرة عن طريق وسطاء على شكل مقايضة «تاخد كام وتوقف نشر الكتاب»؟ وبطبيعة الحال رفضت كل الوساطات والتهديدات كذلك.
* قلت فى الكتاب «الإنسان ذئب لأخيه الإنسان»، فمن كنت تقصد بهذه العبارة؟
- «القرضاوى»، هذا أبلغ توصيف له؛ ففى الوقت الذى كان فيه آخر من مدح «بن على» و«القذافى»، حتى «مبارك»، كان أول من أهدر دمهم باسم الدين، بل المصيبة أن «القرضاوى» مدح «القذافى» فى 2010، أى فى وقت قريب للغاية قبل سقوط نظامه، إن «القرضاوى» لا يعرف إلا أسلوب الطعن فى الظهر.
* هل ترى أننا نؤسس بالفعل لعصر جديد وليمته الذبائح الإنسانية تحت شعار «النضال لأجل الحريات»؟
- فعلاً؛ فالحرية مطمح، والديمقراطية مطمح، لكن آلية التطبيق هى الإشكال الحقيقى، فهناك العديد من الأيادى الخارجية التى تريد أن تقسم المنطقة العربية ككل، وفقا لهذه الشعارات، ولنا فى السودان والعراق دلالة واضحة، ألم يأتِ الأمريكيون إلى العراق لإقامة دولة الديمقراطية؟ أين العراق الآن؟ أين دولة فلسطين؟ دولة مقسمة إلى دولتين ما بين غزة والضفة، السودان قُسم إلى شمال السودان وجنوبه، حتى الوضع فى ليبيا مخزٍ ومحزن للغاية، وسوريا فى الطريق كذلك.
* هل تتوقع أن تذهب ليبيا إلى التقسيم هى الأخرى؟
- نعم بكل أسف، دولة ليبيا انتهت للأبد، وهى ذاهبة نحو التقسيم لا محالة، ويكفى أن كل القبائل الآن تذبح بعضها البعض، وأعتقد أن الدور قادم أيضاً على الجزائر لاحقاً.
* هل تتفق على أن مرحلة الاستعمار الجديد الذى تقوم به قطر كوكيل رسمى له تحمل شعار «الشرعية»؟
- هنا مكمن المصيبة، وعلى الجميع أن يعلم أن الشرعية ليست «صكاً» على بياض لأحد، وقد بدأت الشعوب العربية تستوعب اللعبة القذرة التى لُعبت عليها؛ فالشرعية ملك للشعب والسيادة تعود للشعب ولا تعود للأحزاب، والانتخابات ما هى إلا مجرد تقنية من تقنيات تطبيق الصورة، لكنها ليست الأساس، والشعب العربى اليوم أصبح فى مقدوره أن يثور فى أى وقت يشاء ويطيح بأى حاكم لا يريده، وفى تونس عندما وقع انتخاب المجلس التأسيسى وُقع على أن يكون بقاؤه لمدة عام واحد، وهذا مثبت فى الصحف الرسمية التونسية، وكان ذلك فى 23 أكتوبر 2011، واليوم نحن فى نوفمبر 2013، إذن هناك سنة غير قانونية، واليوم بات العديد من القضاة والمحامين يبطلون العديد من القرارات؛ لأنه إذا كان ليس هناك احترام لقانون يمثل أعلى مؤسسات الدولة فإذن كيف يمكن تطبيق قوانين أقل شأنا ولم يعد هناك أى ضمانة لدى الشعب العربى الآن لاسترداد شرعيته؟
* هل يمكن القول إن قطر دولة الانقلابات الأولى فى العالم؟
- نعم، وهنا يجب أن نعود قليلا إلى الوراء؛ فهى دولة قائمة على الانقلابات منذ عام 1868، هى دولة الانقلابات منذ بداية نشأتها وأصبح لديهم بالوراثة أن يحدث انقلاب على وزن رحلتى الشتاء والصيف، بمعنى أن يتم التخطيط للانقلاب فى الشتاء ويتم تنفيذه فى الصيف؛ حيث اعتادت الأسرة الحاكمة الهروب من حرارة الجو فى قطر فى الصيف إلى منتجعات أوروبا، وبالتالى تكون الفرصة سانحة للقيام بانقلاب فى الحكم، ومع كل ذلك فهى دولة ليست لها أى سلطة أو استقلالية فى الحكم، ومع ذلك تريد أن تؤسس لدول ديمقراطية فى الوطن العربى وأن تؤسس للعراقة، وهى لا تملك تاريخا من الأساس، حتى المنظمات التى ترعاها الشيخة موزة هى مجرد واجهات هشة لا علاقة لها بالواقع على الأرض فى قطر، وكان آخر من استقطبوه بسطوة المال المفكر المصرى طارق رمضان ونصّبوه على إحدى المؤسسات الدينية فى قطر ليكون أداة طيعة فى يديهم لاحقا.
* هل تقصد أنها «عروس الماريونيت» فى يد أمريكا؟
- نعم، فحينما تُذكر قطر لا يمكن إلا أن نتذكر قناة الجزيرة أو حقول الغاز، خلاف ذلك فقطر مجرد «الماريونيت» التى تحركها أمريكا لتنفيذ كل مخططاتها فى تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات؛ فـ«الجزيرة» أسقطت 3 أنظمة: «تونس - مصر - ليبيا» بعد أن أدركت أمريكا أين تكمن القوة، القوة الحقيقية تكمن فى الإعلام قبل السلاح.
* هناك معلومات تشير إلى أن انقلابا وقع بالفعل ضد الأمير الجديد «تميم» مؤخراً جرى إحباطه واعتقال مدبريه، هل هذا صحيح؟
- نعم، ومدبرو هذا الانقلاب من الدوائر المقربة جدا من الأسرة الحاكمة ويتم حقنهم بمواد مخدرة مثل «الهيروين» كل يوم للتخلص منهم؛ فنظام قطر نظام استبدادى ديكتاتورى بشكل لا يتخيله أحد، فهى ليس لديها برلمان أو انتخابات أو حتى إعلام حر.
* الكتاب يسرد تفاصيل خاصة تتعلق بكيفية وصول الشيخة «موزة» للحكم من خلال صفقة تدجين للمعارضة مع النظام الحاكم بالمصاهرة.. هلا أوضحت لنا؟
- نعم؛ فوالدها ناصر المسند كان من أشد المعارضين لحكم «آل ثانى»، ولم يركع للنظام؛ فتم التوصل إلى صك تفاهم عن طريق المصاهرة ما بين الابنة «موزة» والابن «حمد»، وحينما تزوجها «حمد» كانت زوجته الثانية، واليوم نجد أن المعارضة فى قطر أفراد وليست مؤسسات، فليس هناك أى حراك سياسى فى قطر؛ لهذا لا تمثل المعارضة قوة من الممكن أن تهدد العرش القطرى، فقد كان والدها رجلا ذا سطوة وله مريدوه، وبالقضاء عليه تم القضاء على المعارضة القطرية ككتلة كبيرة.
* لدىّ معلومة تتعلق بانشقاق فعلى لأحد أفراد العائلة المالكة فى قطر وأنه يؤسس حاليا لمرحلة مقبلة فى إحدى العواصم الأوروبية، ما حقيقة ذلك؟
- (مبتسماً) قد يكون حقيقياً.
* ما الأسرار التى عرفتها عن «موزة» ولم تستطِع نشرها فى الكتاب؟
- (ضاحكاً) لا يمكننى البوح بذلك، لكنى أستطيع القول حصريا لـ«الوطن» إنى أعد حاليا كتابا كاملا يتناول قصة حياة الشيخة موزة ويكشف العديد من الخبايا والأسرار فى حياتها وكيفية وصولها لسدة الحكم وأدوات تحكّمها فى شئون القصر بل وعلاقات قطر الخارجية السياسية والاقتصادية أيضاً، وأتوقع أن يحدث الكتاب ضجة كبرى وسيكون تدشينه فى فبراير المقبل.
* هذا لا يمنع أن كتاب «وين ماشى بينا سيدى؟» أشار بطريقة مباشرة للدور الذى تلعبه «موزة» بالفعل فى السياسة الخارجية القطرية، خاصة ما يتعلق بالعلاقات القطرية - الفرنسية والأمريكية!
- قطر فى سياستها الخارجية لديها جناحان، الأول هو: الجناح السياسى مع أمريكا لحماية أمنها، والثانى: الجناح الاقتصادى مع فرنسا لترسيخ سطوتها المالية، و«موزة» تقوم بدور فاعل فى الجناحين من خلال تقديم نفسها كسيدة أولى متمدنة لا ترتدى العباءة السوداء وتخاطب العالم الغربى بنفس لغته الداعمة للحريات.
* إلى أين يقود طموح «موزة» ما بين الزوج والأب والابن، وكلهم تحت إمرتها؟
- الطموح المفرط قد يقود إلى التهلكة، خاصة إذا ما كنت عكس التيار، ونحن أمة لا تقرأ التاريخ بكل أسف وهناك حالة حراك كبيرة فى العالم ككل، وبالتالى لا يمكن توقع أن يكون طموحها يقف عند حدود إمارة قطر وفى ذات الوقت لا يمكن توقع ردود فعل التيار المعاكس لطموحاتها.
* البعض ذهب إلى أن تولى «تميم» الحكم بداية حقبة أكثر إصلاحا ومداواة لأخطاء قطر الجسيمة، هل تعتقد ذلك؟
- لا لا، هذا غير صحيح بالمرة؛ فالذى يحكم قطر هو الأب «حمد» حتى الآن، وهذه معلومة أنا متأكد منها تماما، و«حمد» وقّع على بيان إقالته صورياً بعد أن أثار سخطا شعبيا وسقطت صورته إعلاميا عربيا، فكان البديل «تميم» الذى جاء بتدبير من الأم «موزة»، لكن «تميم» لا يحكم، بل يمكن القول إن «حمد» نفسه لا يحكم، «موزة» هى من تحكم.
* علاقة قطر بفرنسا تحمل الكثير من علامات الاستفهام، هل لديك تفسيرٌ ما لهذا الغموض؟
- للأسف، الرئيس الفرنسى الحالى «أولاند» أسوأ من سابقه «ساركوزى»؛ فهو يدعم قطر بشكل لا يتخيله أحد لدرجة أن الفرنسيين كانوا يتوقعون أن يتم إلغاء القانون الذى أصدره «ساركوزى» إبان فترة الحكم لصالح القطريين كشعب وحيد على مستوى العالم معفى من الضرائب الفرنسية تماما، وهذا يعود إلى حجم الاستثمارات الكبرى التى تربط عائلتى «آل ثانى» و«ساركوزى».
* كيف استطاعت «الجزيرة» أن تكون بوقا إعلاميا يهدد المنطقة بهذه القوة؟
- قناة الجزيرة استطاعت استدراج المشاهد العربى قبل حدوث التغيرات السياسية الكبيرة فى المنطقة بسنوات طوال، وهذا جعل «الجزيرة» مصدَّقة تماما لدرجة تقديس أخبارها على أنها هى الوحيدة التى تنقل الحقيقة، وهذا كان تكتيكا كبيرا منذ نشأتها، ولهم مستشارون فى خطط الخداع، حتى قناة «العربية» حينما حاولت السعودية بإطلاقها وزن كفة الإعلام الموجّه فى المنطقة لم تستطع اللحاق بركب «الجزيرة» بكل صراحة.
* ما السر وراء ماكينة «الجزيرة» بخلاف التمويل الكبير، الذى من شأنه أن يجعل لهذه القناة القدرة المباشرة على إسقاط أنظمة امتدت ثلاثة عقود؟
- تعامل «الجزيرة» بشكل مباشر مع كل مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية ومنظمات المجتمع المدنى فى الدول العربية على وجه التحديد، وبكل أسف العديد من هذه المراكز تخضع بشكل مباشر لمخابرات دول أجنبية وهم من يقومون بتوجيه نتائج هذه المراكز ووضع الخطط المباشرة لإلقاء الضوء على كذا وتضخيم كذا، فهى شبكة من العلاقات القوية مع أمريكا ولها قاعدة قوية فى بناء المعلومة الذى يعتمد عليه لاحقا قرار توجيه المعلومة.
* هل يتدخل القصر الأميرى بشكل واضح فى ما تذيعه «الجزيرة» وفقاً لنظرية «الغرف السوداء»؟
- (بعد فترة صمت) نعم يمكن قول ذلك، صراحة القصر الأميرى يرسل كل صباح توجيهات مكتوبة بإظهار موضوع معين وإلقاء الضوء على قضية معينة فى بلد معين بطريقة محددة، ويتم من خلال غرف المونتاج فبركة وقص ولصق الفيديوهات التى تأتى إليهم من كل الدول العربية وفقا لهذه التعليمات.
* هل تتوقع أن تشهد تونس ثورة مماثلة لثورة 30 يونيو لإسقاط حكم «الإخوان» فى تونس؟
- (ضاحكاً) هنيئا لكم، لقد ارتحتم. بات الوضع فى تونس الآن بكل أسف مصنفا إلى مجتمعين: مجتمع الإخوان ومجتمع كافر وعلمانى، فلقد ساوى الإخوان بين الكفر والعلمانية تماما، وهناك علاقات وطيدة قائمة حاليا بين إخوان مصر وإخوان تونس حتى لا يسقط الإخوان فى تونس؛ لأنه إذا حدث ذلك فهذا يعنى أن التنظيم الدولى للإخوان ككل انهار فى المنطقة.
نقلا عن البشاير
13 نوفمبر 2013 م
http://www.egy-press.com/Upimg/EGY_PRESS_IMG340156201311.jpg
كشف الكاتب والباحث التونسي سامي الجلولى مؤلف كتاب «وين ماشى بينا سيدى؟» الذى أحدث ضجة كبرى عند صدور طبعته الأولى فى جنيف بسويسرا عام 2011 وتم منع تداوله فى جميع دول الخليج العربى ، عن معلومات جديدة عن الانقلاب الذى وقع ضد أمير قطر الجديد تميم بن حمد .
وقال الجلولى ان الانقلابيين هم افراد من الاسرة الحاكمة ومن بينهم "شقيق تميم" ومقربون جدا من تميم ، وانهم الان يعذبون بحقن الهيروين حتى الموت .
كما كشف عن خبايا وأسرار وصول الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى إلى سدة الحكم ومن ورائه الشيخة موزة، ومن ثم الابن «تميم»، وحجم الفساد السياسى والاقتصادى الذى ترزح تحت وطأته قطر، فضلا عن الدور المشبوه الذى تقوم به قطر فى إعادة تقسيم المنطقة العربية وفقا لمخططات أمريكية استعمارية مثلت فيها قطر «الوكيل الرسمى» لها مقابل بقائها على خارطة الوطن العربى من خلال ماكينة الإعلام المتمثلة فى «الجزيرة» وسطوة المال أيضاً.
وعلى الرغم من التهديدات المباشرة التى تعرض لها «الجلولى» لوقف طباعة الكتاب، كشف لأول مرة عن أنه بصدد إصدار كتاب خاص، فى شهر فبراير المقبل، عن حياة الشيخة موزة سيُحدث ضجة كبرى؛ لأنه سيزيح الستار عن العديد من الخبايا والأسرار عن سيدة القصر التى تحكم قطر فعلياً.
فى الحوار التالى المزيد من المعلومات :
* «وين ماشى بينا سيدى؟».. حتماً يحمل اسم الكتاب دلالة معينة، ما هى؟
- الاختيار لم يكن سهلاً؛ فقد أردت عنواناً معبراً صادماً، وفى ذات الوقت يحمل قدراً من السخرية من المصير الذى تقودنا إليه قطر، وكلمة «سيدى» فى اللهجة التونسية فيها نوع كبير من التهكم والاستهزاء؛ لهذا جاء العنوان متوافقاً مع ما أريد ومثلما تقولون فى مصر: «رايح بينا فين يا عم؟» مثلا.
* متى تبلورت فكرة الكتاب؟ وكم استغرق وقت إعداده؟
- تحديداً فى مارس 2011 بعد سقوط نظام بن على فى تونس، واعتمدت فى إعداد الكتاب، الذى امتدت فترة إعداده 3 أشهر، على أنى أدرك تماما أحقية الشعوب العربية فى أن تعيش عصر الحريات والديمقراطية، وأن تتخلص من الحكم الفاسد، لكن الحقيقة الغائبة وقتها كانت خلاف تلك الأمنيات تماماً، البدايات كانت مُبشرة وبراقة، لكن ما حدث بعد ذلك كان هو الحقيقة التى لم نكن نعرف عنها شيئا كشعوب عربية بعد أن حادت هذه الثورات عن مسارها الذى قامت عليه، وأنا لا أريد توصيفها أبدا على أنها ثورات، بل هى انقلابات تم التخطيط لها بعناية، وأستطيع أن أجزم بأن ما حدث على الأقل فى تونس لم يكن ثورة بل انتفاضة.
* كيف يمكن توصيفها بانتفاضة والشعب التونسى كان يرزح تحت حكم فاسد يقمع الحريات وينهب أموال الشعب؟
- نبهت الرئيس الأسبق «بن على»، فى استشارة رئاسية عام 2008، إلى أن حقوق الإنسان والحريات والإعلام التونسى فيها غبن كبير، وفى عصر الحريات والتواصل عن طريق وسائل التكنولوجيا الحديثة لم تعد هناك حدود للمعرفة، وعاجلا أم آجلا سيعرف الجميع الحقيقة، وللأسف لم يأخذ بالنصيحة، وأستطيع أن أجزم أنه فى الأسبوع الأخير تقريبا قبل قيام الانتفاضة التونسية بدأت العديد من التحولات تقع على الأرض، خاصة بتدخل من الولايات المتحدة الأمريكية وقطر، فى مخطط كامل لإسقاط النظام.
* ذكرت فى مقدمة الكتاب فى طبعته الأولى عام 2011 أن كل ما كُتب فيه حدث لاحقا، هل كان ذلك استقراء للمستقبل أم تملك وثائق ومعلومات مؤكدة تم سردها فى الكتاب؟
- أملك مركزاً للدراسات السياسية فى جنيف يعمل على القراءات المستقبلية للواقع السياسى فى المنطقة العربية وننطلق منه فى وضع العديد من الفرضيات، ولا يمكن إغفال أن جميع الفرضيات التى قدمها الكتاب، والتى تحققت بالفعل لاحقا، كانت مبنية على أكثر من 50% من الحقائق على الأرض، وبالتالى ستؤدى إلى النتائج التى رصدها الكتاب.
* لكن مما لاشك فيه أن لديك مصادر خاصة ساعدتك فى رصد العديد من الخبايا، خاصة ما يتعلق بكواليس الحكم فى قطر وصراعات عائلة «آل ثانى» ودسائسهم فيما بينهم!
- (مبتسماً) بطبيعة الحال أملك مصادرى الخاصة، لكن لا يمكن أيضاً الإفصاح عن هوياتهم حفاظاً على حياتهم، وهناك مصادر معلومات أيضاً اعتمدت على العلاقات الاجتماعية والسياسية التى تربطنى بالعديد من السفراء والقيادات السياسية فى المنطقة العربية بحكم عملى المتخصص فى العلاقات السياسية الدولية.
* من اللافت للنظر أن الكتاب لم يحتوِ على وثائق سرية خاصة، فهل ذلك يعود إلى تخوفٍ معين؟
- لا، ليس الأمر كذلك، لقد كان الإعداد للكتاب مدروسا جيدا، وأستطيع القول إنه تم إنجازه بلا تهور، وسردت العديد من الوقائع، خاصة قضايا الفساد فى عائلة «آل ثانى»، وهى تحمل أرقاماً محددة موجودة فى المحاكم الأمريكية يمكن لأى متتبع لها أن يحصل على وثائقها بسهولة على سبيل المثال.
* أليس من المفارقات أن يعاد طبع الكتاب بكل ما يحتويه من معلومات غاية فى الخطورة ضد نظام الحكم القطرى فى عهد «الإخوان» فى تونس؟
- نعم، هذا من المفارقات اللافتة، لكن الكتاب بطبيعة الحال ممنوع فى قطر وباقى دول الخليج ما عدا الإمارات، وحينما طُبع لأول مرة فى سويسرا قامت قطر بشراء كل النسخ المطبوعة، وأعتقد أن طباعة الكتاب فى ظل حكومة النهضة التونسية كانت مجرد واجهة إعلامية للتدليل على أن الإخوان يدعمون الحريات الفكرية، لكن ما حدث بعد ذلك هو الحقيقة الفعلية للإخوان، فقد تم تهديد كافة الصحف التى بدأت فى نشر حلقات من الكتاب ولم ينشر منه إلا فصل واحد فقط، ثم توقف النشر بعد اتصال مباشر من المكتب الإعلامى للرئاسة التونسية بمنع النشر فوراً.
* هل حاولت الأسرة الحاكمة القطرية أن تمنع إعادة طبع الكتاب بأى وسيلة؟
- نعم، وتلقيت اتصالات مباشرة عن طريق وسطاء على شكل مقايضة «تاخد كام وتوقف نشر الكتاب»؟ وبطبيعة الحال رفضت كل الوساطات والتهديدات كذلك.
* قلت فى الكتاب «الإنسان ذئب لأخيه الإنسان»، فمن كنت تقصد بهذه العبارة؟
- «القرضاوى»، هذا أبلغ توصيف له؛ ففى الوقت الذى كان فيه آخر من مدح «بن على» و«القذافى»، حتى «مبارك»، كان أول من أهدر دمهم باسم الدين، بل المصيبة أن «القرضاوى» مدح «القذافى» فى 2010، أى فى وقت قريب للغاية قبل سقوط نظامه، إن «القرضاوى» لا يعرف إلا أسلوب الطعن فى الظهر.
* هل ترى أننا نؤسس بالفعل لعصر جديد وليمته الذبائح الإنسانية تحت شعار «النضال لأجل الحريات»؟
- فعلاً؛ فالحرية مطمح، والديمقراطية مطمح، لكن آلية التطبيق هى الإشكال الحقيقى، فهناك العديد من الأيادى الخارجية التى تريد أن تقسم المنطقة العربية ككل، وفقا لهذه الشعارات، ولنا فى السودان والعراق دلالة واضحة، ألم يأتِ الأمريكيون إلى العراق لإقامة دولة الديمقراطية؟ أين العراق الآن؟ أين دولة فلسطين؟ دولة مقسمة إلى دولتين ما بين غزة والضفة، السودان قُسم إلى شمال السودان وجنوبه، حتى الوضع فى ليبيا مخزٍ ومحزن للغاية، وسوريا فى الطريق كذلك.
* هل تتوقع أن تذهب ليبيا إلى التقسيم هى الأخرى؟
- نعم بكل أسف، دولة ليبيا انتهت للأبد، وهى ذاهبة نحو التقسيم لا محالة، ويكفى أن كل القبائل الآن تذبح بعضها البعض، وأعتقد أن الدور قادم أيضاً على الجزائر لاحقاً.
* هل تتفق على أن مرحلة الاستعمار الجديد الذى تقوم به قطر كوكيل رسمى له تحمل شعار «الشرعية»؟
- هنا مكمن المصيبة، وعلى الجميع أن يعلم أن الشرعية ليست «صكاً» على بياض لأحد، وقد بدأت الشعوب العربية تستوعب اللعبة القذرة التى لُعبت عليها؛ فالشرعية ملك للشعب والسيادة تعود للشعب ولا تعود للأحزاب، والانتخابات ما هى إلا مجرد تقنية من تقنيات تطبيق الصورة، لكنها ليست الأساس، والشعب العربى اليوم أصبح فى مقدوره أن يثور فى أى وقت يشاء ويطيح بأى حاكم لا يريده، وفى تونس عندما وقع انتخاب المجلس التأسيسى وُقع على أن يكون بقاؤه لمدة عام واحد، وهذا مثبت فى الصحف الرسمية التونسية، وكان ذلك فى 23 أكتوبر 2011، واليوم نحن فى نوفمبر 2013، إذن هناك سنة غير قانونية، واليوم بات العديد من القضاة والمحامين يبطلون العديد من القرارات؛ لأنه إذا كان ليس هناك احترام لقانون يمثل أعلى مؤسسات الدولة فإذن كيف يمكن تطبيق قوانين أقل شأنا ولم يعد هناك أى ضمانة لدى الشعب العربى الآن لاسترداد شرعيته؟
* هل يمكن القول إن قطر دولة الانقلابات الأولى فى العالم؟
- نعم، وهنا يجب أن نعود قليلا إلى الوراء؛ فهى دولة قائمة على الانقلابات منذ عام 1868، هى دولة الانقلابات منذ بداية نشأتها وأصبح لديهم بالوراثة أن يحدث انقلاب على وزن رحلتى الشتاء والصيف، بمعنى أن يتم التخطيط للانقلاب فى الشتاء ويتم تنفيذه فى الصيف؛ حيث اعتادت الأسرة الحاكمة الهروب من حرارة الجو فى قطر فى الصيف إلى منتجعات أوروبا، وبالتالى تكون الفرصة سانحة للقيام بانقلاب فى الحكم، ومع كل ذلك فهى دولة ليست لها أى سلطة أو استقلالية فى الحكم، ومع ذلك تريد أن تؤسس لدول ديمقراطية فى الوطن العربى وأن تؤسس للعراقة، وهى لا تملك تاريخا من الأساس، حتى المنظمات التى ترعاها الشيخة موزة هى مجرد واجهات هشة لا علاقة لها بالواقع على الأرض فى قطر، وكان آخر من استقطبوه بسطوة المال المفكر المصرى طارق رمضان ونصّبوه على إحدى المؤسسات الدينية فى قطر ليكون أداة طيعة فى يديهم لاحقا.
* هل تقصد أنها «عروس الماريونيت» فى يد أمريكا؟
- نعم، فحينما تُذكر قطر لا يمكن إلا أن نتذكر قناة الجزيرة أو حقول الغاز، خلاف ذلك فقطر مجرد «الماريونيت» التى تحركها أمريكا لتنفيذ كل مخططاتها فى تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات؛ فـ«الجزيرة» أسقطت 3 أنظمة: «تونس - مصر - ليبيا» بعد أن أدركت أمريكا أين تكمن القوة، القوة الحقيقية تكمن فى الإعلام قبل السلاح.
* هناك معلومات تشير إلى أن انقلابا وقع بالفعل ضد الأمير الجديد «تميم» مؤخراً جرى إحباطه واعتقال مدبريه، هل هذا صحيح؟
- نعم، ومدبرو هذا الانقلاب من الدوائر المقربة جدا من الأسرة الحاكمة ويتم حقنهم بمواد مخدرة مثل «الهيروين» كل يوم للتخلص منهم؛ فنظام قطر نظام استبدادى ديكتاتورى بشكل لا يتخيله أحد، فهى ليس لديها برلمان أو انتخابات أو حتى إعلام حر.
* الكتاب يسرد تفاصيل خاصة تتعلق بكيفية وصول الشيخة «موزة» للحكم من خلال صفقة تدجين للمعارضة مع النظام الحاكم بالمصاهرة.. هلا أوضحت لنا؟
- نعم؛ فوالدها ناصر المسند كان من أشد المعارضين لحكم «آل ثانى»، ولم يركع للنظام؛ فتم التوصل إلى صك تفاهم عن طريق المصاهرة ما بين الابنة «موزة» والابن «حمد»، وحينما تزوجها «حمد» كانت زوجته الثانية، واليوم نجد أن المعارضة فى قطر أفراد وليست مؤسسات، فليس هناك أى حراك سياسى فى قطر؛ لهذا لا تمثل المعارضة قوة من الممكن أن تهدد العرش القطرى، فقد كان والدها رجلا ذا سطوة وله مريدوه، وبالقضاء عليه تم القضاء على المعارضة القطرية ككتلة كبيرة.
* لدىّ معلومة تتعلق بانشقاق فعلى لأحد أفراد العائلة المالكة فى قطر وأنه يؤسس حاليا لمرحلة مقبلة فى إحدى العواصم الأوروبية، ما حقيقة ذلك؟
- (مبتسماً) قد يكون حقيقياً.
* ما الأسرار التى عرفتها عن «موزة» ولم تستطِع نشرها فى الكتاب؟
- (ضاحكاً) لا يمكننى البوح بذلك، لكنى أستطيع القول حصريا لـ«الوطن» إنى أعد حاليا كتابا كاملا يتناول قصة حياة الشيخة موزة ويكشف العديد من الخبايا والأسرار فى حياتها وكيفية وصولها لسدة الحكم وأدوات تحكّمها فى شئون القصر بل وعلاقات قطر الخارجية السياسية والاقتصادية أيضاً، وأتوقع أن يحدث الكتاب ضجة كبرى وسيكون تدشينه فى فبراير المقبل.
* هذا لا يمنع أن كتاب «وين ماشى بينا سيدى؟» أشار بطريقة مباشرة للدور الذى تلعبه «موزة» بالفعل فى السياسة الخارجية القطرية، خاصة ما يتعلق بالعلاقات القطرية - الفرنسية والأمريكية!
- قطر فى سياستها الخارجية لديها جناحان، الأول هو: الجناح السياسى مع أمريكا لحماية أمنها، والثانى: الجناح الاقتصادى مع فرنسا لترسيخ سطوتها المالية، و«موزة» تقوم بدور فاعل فى الجناحين من خلال تقديم نفسها كسيدة أولى متمدنة لا ترتدى العباءة السوداء وتخاطب العالم الغربى بنفس لغته الداعمة للحريات.
* إلى أين يقود طموح «موزة» ما بين الزوج والأب والابن، وكلهم تحت إمرتها؟
- الطموح المفرط قد يقود إلى التهلكة، خاصة إذا ما كنت عكس التيار، ونحن أمة لا تقرأ التاريخ بكل أسف وهناك حالة حراك كبيرة فى العالم ككل، وبالتالى لا يمكن توقع أن يكون طموحها يقف عند حدود إمارة قطر وفى ذات الوقت لا يمكن توقع ردود فعل التيار المعاكس لطموحاتها.
* البعض ذهب إلى أن تولى «تميم» الحكم بداية حقبة أكثر إصلاحا ومداواة لأخطاء قطر الجسيمة، هل تعتقد ذلك؟
- لا لا، هذا غير صحيح بالمرة؛ فالذى يحكم قطر هو الأب «حمد» حتى الآن، وهذه معلومة أنا متأكد منها تماما، و«حمد» وقّع على بيان إقالته صورياً بعد أن أثار سخطا شعبيا وسقطت صورته إعلاميا عربيا، فكان البديل «تميم» الذى جاء بتدبير من الأم «موزة»، لكن «تميم» لا يحكم، بل يمكن القول إن «حمد» نفسه لا يحكم، «موزة» هى من تحكم.
* علاقة قطر بفرنسا تحمل الكثير من علامات الاستفهام، هل لديك تفسيرٌ ما لهذا الغموض؟
- للأسف، الرئيس الفرنسى الحالى «أولاند» أسوأ من سابقه «ساركوزى»؛ فهو يدعم قطر بشكل لا يتخيله أحد لدرجة أن الفرنسيين كانوا يتوقعون أن يتم إلغاء القانون الذى أصدره «ساركوزى» إبان فترة الحكم لصالح القطريين كشعب وحيد على مستوى العالم معفى من الضرائب الفرنسية تماما، وهذا يعود إلى حجم الاستثمارات الكبرى التى تربط عائلتى «آل ثانى» و«ساركوزى».
* كيف استطاعت «الجزيرة» أن تكون بوقا إعلاميا يهدد المنطقة بهذه القوة؟
- قناة الجزيرة استطاعت استدراج المشاهد العربى قبل حدوث التغيرات السياسية الكبيرة فى المنطقة بسنوات طوال، وهذا جعل «الجزيرة» مصدَّقة تماما لدرجة تقديس أخبارها على أنها هى الوحيدة التى تنقل الحقيقة، وهذا كان تكتيكا كبيرا منذ نشأتها، ولهم مستشارون فى خطط الخداع، حتى قناة «العربية» حينما حاولت السعودية بإطلاقها وزن كفة الإعلام الموجّه فى المنطقة لم تستطع اللحاق بركب «الجزيرة» بكل صراحة.
* ما السر وراء ماكينة «الجزيرة» بخلاف التمويل الكبير، الذى من شأنه أن يجعل لهذه القناة القدرة المباشرة على إسقاط أنظمة امتدت ثلاثة عقود؟
- تعامل «الجزيرة» بشكل مباشر مع كل مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية ومنظمات المجتمع المدنى فى الدول العربية على وجه التحديد، وبكل أسف العديد من هذه المراكز تخضع بشكل مباشر لمخابرات دول أجنبية وهم من يقومون بتوجيه نتائج هذه المراكز ووضع الخطط المباشرة لإلقاء الضوء على كذا وتضخيم كذا، فهى شبكة من العلاقات القوية مع أمريكا ولها قاعدة قوية فى بناء المعلومة الذى يعتمد عليه لاحقا قرار توجيه المعلومة.
* هل يتدخل القصر الأميرى بشكل واضح فى ما تذيعه «الجزيرة» وفقاً لنظرية «الغرف السوداء»؟
- (بعد فترة صمت) نعم يمكن قول ذلك، صراحة القصر الأميرى يرسل كل صباح توجيهات مكتوبة بإظهار موضوع معين وإلقاء الضوء على قضية معينة فى بلد معين بطريقة محددة، ويتم من خلال غرف المونتاج فبركة وقص ولصق الفيديوهات التى تأتى إليهم من كل الدول العربية وفقا لهذه التعليمات.
* هل تتوقع أن تشهد تونس ثورة مماثلة لثورة 30 يونيو لإسقاط حكم «الإخوان» فى تونس؟
- (ضاحكاً) هنيئا لكم، لقد ارتحتم. بات الوضع فى تونس الآن بكل أسف مصنفا إلى مجتمعين: مجتمع الإخوان ومجتمع كافر وعلمانى، فلقد ساوى الإخوان بين الكفر والعلمانية تماما، وهناك علاقات وطيدة قائمة حاليا بين إخوان مصر وإخوان تونس حتى لا يسقط الإخوان فى تونس؛ لأنه إذا حدث ذلك فهذا يعنى أن التنظيم الدولى للإخوان ككل انهار فى المنطقة.
نقلا عن البشاير