المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلدة بلغارية تنتخب حمارا في منصب العمدة بدلا من العمدة الحالي لان الحمار حيوان مسالم ولا يسرق ويعمل



فيثاغورس
11-10-2013, 08:29 PM
من قلم : جواد غلوم


عندما تعتلي الديمقراطيةُ ظُهور الحمير

في بلغاريا وفي منتجع فارنا السياحي المطل على البحر الاسود فقد رشح حزب مجتمع بلغاريا الجديد الحمار "ماركو" ليكون عمدة المدينة بدلا من العمدة الحالي فهذا الحيوان وديع مسالم لايعرف السرقة والاختلاس ويعمل بجد ونشاط دون تذمر او ملل



يبدو اننا لسنا وحدنا مَن تندّر بالديمقراطية الرثّة التي تمارس في العراق ؛ تلك الهدية المغلفة بسيلوفان جميل والتي وهبها لنا العم سام اول دخوله لبلادنا غازيا إذ فوجئنا بعد فتحها انها فستان تحيطه الثقوب ومهلهل في اغلب جوانبه .

سخرنا كثيرا حينما اسس بعض سياسيينا الظرفاء حزب الحمير في كردستان العراق ، ففي افغانستان ايضا طالب الناسُ الحكومة مرارا وتكرارا بتسوية احدى الطرق الجبلية الوعرة في بلادهم بسبب الحوادث الخطيرة التي تعرضوا لها اثناء الغدوّ والرواح لكن اصواتهم ذهبت ادراج الرياح وبعد يأس مرير همّ اهل القرى المجاورة وشمروا عن سواعدهم بالاستعانة ببعض الحمير وانجزوا رصف وتسوية الطريق بفترة قياسية واقاموا احتفالا مهيبا اثر انتهائهم منه وقد تقدم الحميرُ التظاهرة الاحتفالية ودعى الحشد المشترك في التظاهرة الى انتخاب هؤلاء الحمير اعضاء في البرلمان الافغاني الكسيح بدلا من اولئك الاعضاء الذين لايهشون ولاينشون
يُذكر ان الحمير في افغانستان ومعها البغال تعدّ من وسائط النقل الرئيسية في التنقل بين الجبال الوعرة وكثيرا ما استعانت بهم لجان الانتخابات في نقل الآلاف من صناديق الاقتراع الى ابعد نقطة سكانية اذ كانت السيارات والطائرات المروحية تعجز عن الوصول الى تلك المناطق الوعرة النائية وكانت مهمة الحمير اللوجستية قد ساهمت في اشراك معظم سكان افغانستان في الانتخابات الماضية ولعل قصة الحمار (هيرمان ) ليست بعيدة عنا فقد استعانت به القوات العسكرية الالمانية المرابطة في إقليم قندز شمال البلاد وكثيرا ماصرّح المسؤولون الالمان ان الصديق هيرمان " يؤدي خدمات جليلة للوطن الالماني " لجهده الاستثنائي في نقل الاسلحة والمعدات الحربية بين الطرق الصخرية وسط الجبال اضافة لما يضفيه الضيف هيرمان في جوّ الالفة والممازحة والضحك في هذا المكان المقفر والخطير
اما على العكس من عمدة المدينة السيد يوردانوف الذي كانت تحوم حوله شبهات الفساد مع خمسة عشر نائبا آخر يعمل بمعيته ، ولايني يذكّر دوما بانجازاته الفارغة وطاعته العمياء لرئيس الوزراء مثلما الحمار ماركو مطيعا وخادما لسيده فما الفرق اذن سوى ان هذا الحمار اكثر نزاهة من غريمه ويكتفي بالحشائش وقطع من الجزر لسدّ رمقه .
واستنفر قسم من اعضاء الحزب وسائل الاعلام لعقد مؤتمر صحفي لهذا الماركو وتم تصوير لقطات تلفزيونية وصورا للاحتفاء بهذه المناسبة بعد ان وافقت اللجنة الانتخابية في بلدية فارنا قبول ترشيحه وادراج اسمه ضمن قوائم المرشحين للانتخابات البلدية
وفي الاكوادور ايضا حاول بعض الشباب ترشيح حمار آخر للانتخابات البرلمانية المزمع اجراؤها بداية السنة المقبلة وعملوا على تزيينه وتطويقه بربطة عنق حمراء أملا في تسجيله ضمن قائمة المرشحين وقد حظي الحمار باعجاب اكثر من 4000/ مواطن اكوادوري في صفحته الخاصة بموقع تويتر لكن المفوضية الخاصة بقبول المرشحين رفضت ترشيحه مما ولّد صدمة كبيرة لدى معظم المواطنين الذين أصروا على ترشيحه صدقا دون اية سخرية او تندّر فهو في نظرهم الاجدر بالفوز من كثير من غرمائه المرشحين بالرغم من ان بعضهم لاعبو كرة قدم مشهورون ووجوه فنية في السينما والتلفزيون
ربما كان هؤلاء على حق ؛ فقد قرأت منذ امد بعيد قصة للملك الذي كان يستأنس بوزيره عن احوال الجو كلما عزم على الذهاب للصيد وفي نهار مشرق اصطحب عائلته وحاشيته بعد ان أكّد له وزيره الحاذق ان يومه سيكون ممتعا وافرا بالطرائد لكن السماء غضبت وامطرت بكثافة تصحبها ريح عاتية فلجأ الى كوخ مزارع ناءٍ ليحتمي وسأل المزارع عن سبب عدم نهوضه الى حقله فأجابه بأنني انظر الى أذني حماري فان كانتا نازلتين مبسوطتين اواصل عملي لانهما تنذراني باعتدال الجو وان كانتا نافرتين عاليتين أوقن ان الجو ليس على مايرام فاعتكف في بيتي ولااخرج مثلما رأيتهما صباح هذا اليوم الذي زرتني فيه
وحالما سمع مليكنا هذه المعلومة اصدر امرا بتعيين الحمار وزيرا ومستشارا وقابلا للترشيح لاية انتخابات مقبلة ويبدو ان الامر استمرّ حتى هذا الحين

http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=33561