المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجاء محرم بطعم الشهادة



yasmeen
11-10-2013, 03:46 PM
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/authorblock/authors/49051.jpg



الاسم: د. عبدالمحسن يوسف جمال

ها هي الأيام تدور، والسنة تصل إلى نهايتها، لنبدأ عاماً هجرياً جديداً.

وها هو شهر محرم الحرام يأتي ليجدد ذكرى أبو الشهداء، الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، عليهما السلام.
وفي هذه الذكرى ما أحلى الشعر الحسيني حين ينشده الشاعر في ذكرى كربلاء.

وأحب أن أشرك القارئ معي في «أدب الطف»، الذي يتحدث عن كربلاء، وما جرى فيها من آلام تتجدد كل عام، لا سيما أن أمتنا العربية تشهد كربلاء في كل مكان.

القصيدة للمرحوم الشيخ محمد علي الأعسم، يقول فيها:

قد أوهنت جلدي الديار الخالية
من أهلها ما للديار وما ليه
ومتى سألت الدار عن أربابها
يُعد الصدى منها سؤالي ثانية
كانت غياثا للمنوب فأصبحت
لجميع أنواع النوائب حاوية
ومعالم أضحت ماتم لا ترى
فيها سوى ناع يجاوب ناعيه
ورد الحسين إلى العراق وظنهم
تركوا النفاق إذ العراق كما هيه
ولقد دعوه للعنا فأجابهم
ودعاهم لهدىً فردّوا داعيه
قست القلوب فلم تَلِن لهداية
تباً لهاتيك القلوب القاسية
ما ذاق طعم فراتهم حتى قضى
عطشاً وغسل بالدماء القانية
يا ابن النبي المصطفى ووصيه
وأخا الزكي ابن البتول الزاكية
تبكيك عيني لا لأجل مثوبة
لكنما عيني لأجلك باكية
تبتل منكم كربلا بدم ولا
تبتل مني بالدموع الجارية
أنست رزيتكم رزايانا التي
سلفت وهونت الرزايا الآتية
وفجائع الأيام تبقى مدة
وتزول وهي إلى القيامة باقية
لهفي لركب صرعوا في كربلا
كانت بها آجالهم متدانية
نصروا ابن بنت نبيهم طوبى لهم
نالوا بنصرته مراتب سامية
قد جاوروه ها هنا بقبورهم
وقصورهم يوم الجزا متحاذية

ثم يخاطب الشاعر رسول الله صلى الله عليه، وآله قائلا:

ويرى حسينا وهو قرة عينه
ورجاله لم تبق منهم باقية
وجسومهم تحت السنابك بالعرى
ورؤوسهم فوق الرماح العالية
وإذ أتت بنت النبي لربها
تشكو ولا تخفى عليه خافية
ربِّ انتقم ممن أبادوا عترتي
وسبوا على عجف النياق بناتيه
والله يغضب للبتول بدون أن
تشكو، فكيف إذا أتته شاكيه؟!

نسأل الله أن يوحِّد أمة العرب وأمة الإسلام على محبة الرسول وأهل بيته، وأن يبعد عنا كل سوء، وأن يرحم الحسين الشهيد، وأن نتأسى به، وننهل من عطائه، وما محرم إلا عطاء حسيني متجدد.


د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com