fadel
02-27-2005, 02:48 PM
يتخرج كل سنة في الجامعات الكندية في مونتريال مئات الطلاب العرب منهين دراساتهم الاكاديمية في مختلف الاختصاصات العلمية والتكنولوجية كالهندسة والبيوكيمياء وعلوم الكومبيوتر والمعلومات والاتصالات وسواها. ويعود المحظوظون منهم الى اوطانهم ويحظون فيها بمناصب رفيعة في احد مرافق القطاع العام او الخاص، لا سيما اذا كانوا مرتبطين بحكوماتهم من خلال البعثات الدراسية. وتلزمهم العقود المسبقة المبرمة في اطار الاتفاقات بالعودة بعد انهاء دراساتهم في حقول معينة، وجلهم من بلدان المغرب العربي كالجزائر وتونس والمغرب وليبيا. اما الجامعيون الآخرون فيتركون لشأنهم يتدبرون أمورهم بأنفسهم ويبحثون عن فرص العمل اينما توفرت داخل كندا وخارجها.
ومن الطبيعي ان يواجه الطلاب العرب في الاغتراب استحقاقين أساسيين أولهما التخرج من الجامعة وهو الاصغر, وثانيهما الأكبر والأهم, وظيفة تناسب مؤهلاتهم العلمية وتلبي حاجاتهم وطموحاتهم المستقبلية وتضمن لهم قدراً كبيراً من الاستقرار النفسي والمادي.
والواقع ان الكثير من هؤلاء المتخرجين تنتابهم مشاعر القلق على مستقبلهم المهني في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية السائدة في كيبك من ارتفاع معدلات البطالة حيناً وانخفاضها حيناً آخر، وضآلة الرواتب والفروق العنصرية واللغوية داخل العمل وخارجه. كل ذلك يشكل دافعاً قوياً ج مجدداً الى الجارة الاميركية الاكثر استقطاباً للادمغة المهاجرة، على امل ان يجدوا فيها اسوة بمن سبقهم، ضالتهم المنشودة.
لميس ح. (28 عاماً) وهي مواطنة كندية من أصل لبناني وحائزة على شهادة في البيوكيمياء وعملت أكثر من اربع سنوات في مختبرات مونتريال تقول: "حين كنت اتصفح مواقع العمل الاميركية على الانترنت وجدت عروضاً للعمل في مجال اختصاصي. فأرسلت على الفور سيرتي الشخصية وتلقيت في اليوم التالي اتصالاً بقبولي موظفة في مختبر أحد اكبر مستشفيات بوسطن". وتقارن لميس بين عملها الراهن في بوسطن والسابق في مونتريال قائلة: "ان ما اتقاضاه الآن يفوق راتبي السابق بنحو اربعة اضعاف علاوة على الساعات الاضافية المضاعفة الاجر واكتساب المزيد من الخبرات وحصولي على فيزا عمل دائمة تعادل اهميتها بطاقة غرين كارد الاميركية" .وكشفت لميس عن ان عدداً آخر من زملائها العرب يعمل معها في أقسام الطب والتمريض والاشعة.
اما مايك سالم (29 عاماً) وهو كندي من أصل مصري، فتخرج في جامعة ماكغيل في مونتريال ويعمل مهندساً مدنياً في احدى بلديات بوسطن ويقول: "تلقيت انا وبعض زملائي العرب في الجامعة قبيل انتهاء العام الدراسي عروضاً للعمل في الولايات المتحدة. وكنا ننتظر مثل هذه الفرصة بفارغ الصبر لا سيما وان الطلاب الانغلوفونيين قلما يجدون عملاً في كيبك الفرنسية ويضطرون اما للسفر الى المقاطعات الكندية الانكليزية او الى الولايات المتحدة".
لماذا اميركا؟
هجرة الجامعيين العرب من كيبك الى اميركا ليست حالة شاذة وانما هي جزء من ظاهرة سائدة في اوساط المتخرجين الكيبيكيين منذ سنوات عدة. وتشير الاحصاءات الرسمية في كيبك الى ان الكيبيكيين الذين يعملون في اميركا يتجاوز عددهم 16 الفاً بينهم 6.3 في المئة من المهندسين و12 في المئة من حملة الدكتوراه و3 في المئة من حملة الماجستير. اما بالنسبة الى العرب فالهجرة الى اميركا ليست هجرة من بلد متخلف الى بلد متقدم بل هجرة من دولة متقدمة الى دولة اكثر تقدماً تستقطب آلافاً، عرباً او غير عرب. علماً ان البلدين يتجاوران جغرافياً ويتماثلان في انظمتهما السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وسهولة التنقل بينهما والحصول على فيزا عمل موقتة او دائمة.
ويقول آلان كاييه، أحد المسؤولين في جامعة كونكورديا في مونتريال عن سياسة الترغيب والاغراءات التي تنتهجها الولايات المتحدة لجذب الادمغة من الخارج "أرى يومياً افضل الباحثين لدينا من الشباب الجامعيين، ومن بينهم نسبة لا بأس بها من جنسيات مختلفة، لا ينقطعون عن تلقي الطلبات من اميركا والتي لا يمكن رفضها نظراً الى مغرياتها المادية والمعنوية". ويضيف: "ان المردود المالي ليس وحده مثار اغراء للهجرة اذا قورن بما تقدمه كبريات الشركات والمؤسسات الاميركية من رصيد علمي وتكنولوجي وخبرات فنية هي الاكثر تطوراً في العالم". امازميله جون فانز، استاذ المعلومات والاتصالات فيقول: "هجرة الادمغة لا تتوقف عند حدود الربح والخسارة وانما ينبغي النظر اليها من زاوية السوق قبل كل شيء. فمن غير المعقول ان يبقى المتخرجون الجامعيون حيث هم حين تفتح امامهم مجالات العمل والارتقاء المادي والمعنوي ", مشيراً الى ان الولايات المتحدة تستأثر بأكثر من 13 في المئة من حملة الدكتوراه، ,معظمهم من الآسيويين والشرق أوسطيين.
ومن الطبيعي ان يواجه الطلاب العرب في الاغتراب استحقاقين أساسيين أولهما التخرج من الجامعة وهو الاصغر, وثانيهما الأكبر والأهم, وظيفة تناسب مؤهلاتهم العلمية وتلبي حاجاتهم وطموحاتهم المستقبلية وتضمن لهم قدراً كبيراً من الاستقرار النفسي والمادي.
والواقع ان الكثير من هؤلاء المتخرجين تنتابهم مشاعر القلق على مستقبلهم المهني في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية السائدة في كيبك من ارتفاع معدلات البطالة حيناً وانخفاضها حيناً آخر، وضآلة الرواتب والفروق العنصرية واللغوية داخل العمل وخارجه. كل ذلك يشكل دافعاً قوياً ج مجدداً الى الجارة الاميركية الاكثر استقطاباً للادمغة المهاجرة، على امل ان يجدوا فيها اسوة بمن سبقهم، ضالتهم المنشودة.
لميس ح. (28 عاماً) وهي مواطنة كندية من أصل لبناني وحائزة على شهادة في البيوكيمياء وعملت أكثر من اربع سنوات في مختبرات مونتريال تقول: "حين كنت اتصفح مواقع العمل الاميركية على الانترنت وجدت عروضاً للعمل في مجال اختصاصي. فأرسلت على الفور سيرتي الشخصية وتلقيت في اليوم التالي اتصالاً بقبولي موظفة في مختبر أحد اكبر مستشفيات بوسطن". وتقارن لميس بين عملها الراهن في بوسطن والسابق في مونتريال قائلة: "ان ما اتقاضاه الآن يفوق راتبي السابق بنحو اربعة اضعاف علاوة على الساعات الاضافية المضاعفة الاجر واكتساب المزيد من الخبرات وحصولي على فيزا عمل دائمة تعادل اهميتها بطاقة غرين كارد الاميركية" .وكشفت لميس عن ان عدداً آخر من زملائها العرب يعمل معها في أقسام الطب والتمريض والاشعة.
اما مايك سالم (29 عاماً) وهو كندي من أصل مصري، فتخرج في جامعة ماكغيل في مونتريال ويعمل مهندساً مدنياً في احدى بلديات بوسطن ويقول: "تلقيت انا وبعض زملائي العرب في الجامعة قبيل انتهاء العام الدراسي عروضاً للعمل في الولايات المتحدة. وكنا ننتظر مثل هذه الفرصة بفارغ الصبر لا سيما وان الطلاب الانغلوفونيين قلما يجدون عملاً في كيبك الفرنسية ويضطرون اما للسفر الى المقاطعات الكندية الانكليزية او الى الولايات المتحدة".
لماذا اميركا؟
هجرة الجامعيين العرب من كيبك الى اميركا ليست حالة شاذة وانما هي جزء من ظاهرة سائدة في اوساط المتخرجين الكيبيكيين منذ سنوات عدة. وتشير الاحصاءات الرسمية في كيبك الى ان الكيبيكيين الذين يعملون في اميركا يتجاوز عددهم 16 الفاً بينهم 6.3 في المئة من المهندسين و12 في المئة من حملة الدكتوراه و3 في المئة من حملة الماجستير. اما بالنسبة الى العرب فالهجرة الى اميركا ليست هجرة من بلد متخلف الى بلد متقدم بل هجرة من دولة متقدمة الى دولة اكثر تقدماً تستقطب آلافاً، عرباً او غير عرب. علماً ان البلدين يتجاوران جغرافياً ويتماثلان في انظمتهما السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وسهولة التنقل بينهما والحصول على فيزا عمل موقتة او دائمة.
ويقول آلان كاييه، أحد المسؤولين في جامعة كونكورديا في مونتريال عن سياسة الترغيب والاغراءات التي تنتهجها الولايات المتحدة لجذب الادمغة من الخارج "أرى يومياً افضل الباحثين لدينا من الشباب الجامعيين، ومن بينهم نسبة لا بأس بها من جنسيات مختلفة، لا ينقطعون عن تلقي الطلبات من اميركا والتي لا يمكن رفضها نظراً الى مغرياتها المادية والمعنوية". ويضيف: "ان المردود المالي ليس وحده مثار اغراء للهجرة اذا قورن بما تقدمه كبريات الشركات والمؤسسات الاميركية من رصيد علمي وتكنولوجي وخبرات فنية هي الاكثر تطوراً في العالم". امازميله جون فانز، استاذ المعلومات والاتصالات فيقول: "هجرة الادمغة لا تتوقف عند حدود الربح والخسارة وانما ينبغي النظر اليها من زاوية السوق قبل كل شيء. فمن غير المعقول ان يبقى المتخرجون الجامعيون حيث هم حين تفتح امامهم مجالات العمل والارتقاء المادي والمعنوي ", مشيراً الى ان الولايات المتحدة تستأثر بأكثر من 13 في المئة من حملة الدكتوراه، ,معظمهم من الآسيويين والشرق أوسطيين.