المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نادين البدير ....الإعلام السعودي ... مستعمرة إخوانية



2005ليلى
11-04-2013, 06:57 AM
نادين البدير ....الإعلام السعودي ... مستعمرة إخوانية

http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/11/04/NADchxEN-new-new-1_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/11/04/NADchxEN-new-new-1.jpg)


نادين البدير

كثيرون يتهموني بأني أشير للاخوان كسبب وحيد للتخلف في السعودية. تأكدوا أن العناصر الاخرى موجودة لكنها لم تكن لتؤثر على صناعة القرار السياسي مطلقا، أولا لأنها لا تعرف كيف يحاك التأثير. وثانياً لأنها ترفض الحداثة لمجرد جهلها بالأمر بعد حياة مديدة في صحارى ساكنة. مثلا، حين دخل الملك عبدالعزيز أوائل القرن العشرين إلى منطقة الحجاز حيث كانت تستخدم تقنيات ذلك العصر كالتلغراف فيما بقية مناطق الجزيرة لم تتعرف عليه بعد، رفض عدد من أتباعه (من أبناء

القبائل الذين ساعدوه على فتح المناطق) أمر التلغراف بحجة أنه كفر ومنتج غربي. كما رفضوا أن يعقد الملك علاقات مع دول كالولايات المتحدة لأن روزفلت كافر. هذا ملخص الفكر الذي كان موجودا. أما النتيجة فاستخدام التلغراف حصل رغم الاعتراضات واقامة علاقات مع الدول الأجنبية رغما عن التطرف بالطبع بعد معركة السبلة المعروفة بينهم وبين الملك عبدالعزيز ومؤيديه. هكذا تعامل عبدالعزيز آل سعود مع التطرف.

لكنه لم يكن تطرفا مجهزا له. بل نابع عن جهل. أما التطرف الذي أتى به «الإخوان»، فهو احتلال مجهز له ومصحوب بمخططات واسعة لهدم المجتمعات الخليجية وتحويلها لثكنات إخوانية. وبالطبع لاقوا تأييدا سياسيا وقتها لأن الأنظمة كانت تحارب الناصرية واليسارية وعلى مبدأ «عدو عدوي صديقي»، اعتبر تنظيم الإخوان صديقاً.

تسلموا الإعلام. وتعلمنا معنى الرقابة على أيديهم. أشنع سنوات قمع الفكر والرأي. المقالات تنشر بعد أن تشوه ويحذف منها الكثير،الكتاب الوطنيون والليبراليون يمنعون من الكتابة فجأة ودون سابق إنذار لمقال لم يناسب هوى المسيطرين على الإعلام. حولوا الإعلام السعودي لعجوز يحاول العودة للحياة دون جدوى. فرغم وجود فئة من الصحافيين الشباب تسلموا مناصب تحريرية متقدمة إلا أن الفكر مازال مسيطرا وأتباعه متسيدين خصوصا في وزارة الإعلام. فماذا تنتظر يا وزير الثقافة والإعلام؟

قبل سنوات وظف الفكر الإخواني وأتباع التنظيم المطارات السعودية لمتابعة كل صغيرة وكبيرة تدخل البلد، لا تعبر ورقة من الحدود الجوية أو البرية دون أن تخضع للرقابة ويتعامل معها موظف الجمارك كأنها حبة ممنوعات. ناهيك عن الكتب التي تدخل خلسة ويتداولها الأفراد خلسة. الكتب كانت خطرا قد يذهب صاحبها للجحيم وللمساءلة. وامتلأت أرفف المكتبات بكتب معظمها انتاج اخواني بحت. عزل فكري للمجتمع السعودي وإبقاؤه داخل دائرتهم أدى لكل ما نعانيه اليوم. كأننا تعرضنا لتنويم طويل ثم أيقظتنا حرب الخليج وأحداث 11 ستمبر.

عمل «الاخوان» على ما يعتقدون انه «أسلمة الإعلام». مثلما استهدفوا «أسلمة ميكي ماوس» ذات مرة. اسلمة التلفزيون وأسلمة الراديو والبرامج والصحف والمجلات والإعلانات التجارية والمسلسلات التي تختصر لعدد من الحلقات المبهمة كله وفق شريعتهم ونظرتهم هم للاسلام حتى كان لهم برامج اسبوعية مخصصة لنشر أفكارهم ومعتقداتهم.

فيما كان والداي (في الزمن القديم) مستمتعان بمتابعة مسرح التلفزيون حيث يغني المطربون ويحضره عامة الجمهور وينقل الحفل على الهواء? واجه جيلي التحريم ومنع لكل منافذ الحياة بعد شيوع الفكر الإخواني.

أما قبل مجيء الفضائيات فكان المتنفس الوحيد والذي عوضنا بالفعل وقتها عن حالة الكبت الإعلامي هو قناتا مصر الأولى والثانية. تلك كانت الرفاهية الوحيدة المتوفرة آنذاك.

لم يشهر سلاح بوجه «الإخوان» في السعودية، لكن سلاح التكنولوجيا كان سلاحاً فتاكا بالمصادفة. فالفضائيات ومواقع الانترنت كشفتهم وعرتهم وما عادت مصادرة الكتاب حائلا بين الفرد وبين قراءة التاريخ، لذا سارعوا لإصدار فتاوى تحريم التقنيات لفترة طويلة. واعتبروا الانترنت كفرا وقاموا بتكسير الأطباق الفضائية من على أسطح المنازل ومعاقبة أصحابها. وحين اكتشفوا أن بإمكانهم استخدام التكنولوجيا لخدمة جناحهم العسكري (القاعدة) تخلوا عن تلك الفتاوى ولم يعد أحد يأتي على تحريمها.

ما هو وضع وزارة الإعلام؟ وما مصير الخطة السعودية التي سمعنا عنها لتطهير الإعلام من أقلام وبرامج الاخوان؟ و هل لدى الوزير القوة النافذة لحسر مدهم أم أن نفوذهم أقوى من تدخل وزير؟

كاتبة واعلامية سعودية

nadinealbdear@gmail.com