المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرياض أمام خيارين: الاقتناع بسقوط رهاناتها أو تعرّضها لمزيد من الخسائر



ريما
11-01-2013, 02:24 PM
الجمعة , 1 تشرين ثاني 2013 بانواما الشرق الاوسط
حسن سلامه

http://www.mepanorama.com/wp-content/uploads/2013/11/14-march-and-saodie-flag-main-332x200.png?5af2ca



تؤكّد كل المعطيات أن فريق «14 آذار» وعلى رأسه «تيار المستقبل» ليس في وارد إعادة النظر بسلوكه التعطيلي لمؤسسات الدولة ولا في توتير الأوضاع الداخلية سياسياً وحتى أمنياً انطلاقاً من جملة مراهنات ما زالت هي نفسها منذ بدء الأزمة السورية ولو أن هناك تدرّجاً في حملة التصعيد التي تعتمد من هذه القوى وفق ما يتناسب مع أجندات السعودية في الأسابيع الأخيرة وقبل ذلك وفق التوجهات الأميركية.

ومن يتابع سلوك «التيار الأزرق» يلاحظ كما قال الرئيس نبيه بري أمام نواب الأربعاء أول من أمس أن مؤسسات الدولة تتجه نحو الانحدار والانهيار إذا ما استمر هذا المنطق التعطيلي من قبل تلك القوى التي تتحرك على إيقاع النصائح الخارجية التي تريد استخدام الساحة اللبنانية بما يتوافق مع أجندات سعودية وغير سعودية وهي بالأساس أجندات يهمها مصالحها وخدمة مشاريعها الفئوية القائمة على تعطيل الحل السياسي في سورية ما لم تُجرّ التسوية هناك بما يتناغم مع وضع اليد على هذا البلد العربي وإقامة نظام «وهابي» يعيد سورية مئات السنين إلى الوراء.

بداية تلاحظ مصادر سياسية متابعة أنه كلما رفعت السعودية من «غضبها» تجاه الوضع في سورية بعد أن تعرضت رهاناتها لضربات موجعة كلما رفع فريق «14 آذار» من حال التوتير والتصعيد سياسياً وأمنياً وأكبر دليل على ذلك ثلاثة مؤشرات هي:

ـ المؤشر الأول رفض هذا الفريق وبخاصة «تيار المستقبل» لكل المبادرات والمخارج التي طرحت في الأسابيع الأخيرة حول تشكيل الحكومة وأبرزها مبادرة النائب وليد جنبلاط وأيضاً من أجل وقف مقاطعة مجلس النواب عبر الاقتراحات التي تقدم بها الرئيس بري وانتهاء برفض المشاركة في الحوار الذي سعى إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
ـ المؤشر الثاني: ما حصل في اجتماع لجنة الإدارة والعدل النيابية واللجنة المصغرة للبحث في إعداد تصوّر لقانون الانتخابات حيث قطع نواب هذا الفريق الطريق مسبقاً على أي بحث بالقانون وربط المسألة بالمعطيات الإقليمية.
ـ المؤشر الثالث وهو الأخطر ويتعلق بإشعال جبهة طرابلس بهدف إشعال نار الفتنة ليس فقط بين أبناء طرابلس وجبل محسن بل محاولة توسيع نار الفتنة إلى مناطق اخرى وهو ما أشار إليه صراحة المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي هدد قبل ايام بنقل معركة طرابلس إلى بيروت والبقاع وهو الشعار الذي هدد به مسؤولون سعوديون قبل فترة رداً على مشاركة عناصر من حزب الله في الدفاع عن بعض المناطق في سورية بوجه إرهاب المجموعات المتطرفة.

لذلك فالسؤال: هل هناك إمكانية لأن يغير «تيار المستقبل» موقفه في الفترة المقبلة؟

في المعلومات أن «المستقبل» يطرح أمام الذين يفاتحون المسؤولين فيه بوقف مسار تعطيل المؤسسات شرطين أساسيين للتراجع عن هذا السلوك وهما: الأول ان ينسحب حزب الله من سورية انطلاقاً من تسريبات غير صحيحة «للمستقبل» والذين يحركونه من الخارج والتي تقول إن مشاركة الحزب في الأزمة السورية أدت إلى تغيير موازين القوى الميدانية لصالح النظام هناك والثانية أن يعود حزب الله للاعتراف بأعلان بعبدا بينما هذا الإعلان أصبح من الماضي بعد أن خدم الهدف الذي صدر في سبيله في الفترة الماضية على غرار اتفاق الدوحة وبات المطلوب العودة إلى مقتضيات اتفاق الطائف بكل مندرجاته الداخلية وفي العلاقة مع سورية.

إلا ان معلومات المصادر السياسية تؤكد أنه حتى لو تجاوب حزب الله مع ما يطالب به «المستقبل» من موضوع مشاركته في سورية وإعلان بعبدا فإن هذا الفريق سيصر على زج لبنان إلى جانب العصابات المسلحة بما ينسجم مع الأجندة السعودية فهذا الفريق غير قادر على اتخاذ موقف يعاكس الموقف السعودي الذي يعمل بكل ما لديه من أوراق لعرقلة مؤتمر «جنيف ـ 2» وحتى نسفه بالكامل إذا امكن فممارسات «المستقبل» وحلفائه قبل مشاركة حزب الله في معركة القصير وقبل صدور إعلان بعبدا وبعده لم تلتزم يوماً سياسة النأي بالنفس التي انتهجتها حكومة نجيب ميقاتي والأمثلة على ذلك

بالعشرات بل المئات ويكفي الإشارة إلى تغطية «المستقبل» على المجموعات المسلحة التي تسلّلت من لبنان للقتال في سورية ولجوؤه إلى تزويد هذه المجموعات بالمال والسلاح.

وتقول المصادر إن «المستقبل» لو كان راغباً فعلاً بوقف التوتير الساسي والأمني لكان أعلن موقفاً من استخدام المجموعات المتطرفة لمدينة عرسال ومحيطها ممراً ومقراً للتآمر على سورية بل إنه ما زال يغطي على هذه المجموعات ويؤمّن لها مقومات الإقامة والدخول إلى سورية وحتى أنه يحول دون قيام الجيش اللبناني بأي إجراء لضبط الأمن داخل عرسال ومحيطها ومناطق أخرى من بينها باب التبانة في طرابلس.

من هذا المنطلق تقول المصادر السياسية أن لا شيء يوحي أو يؤشر إلى عودة هذا الفريق عن سلوكه التعطيلي والتوتيري بل إن الشهرين المقبلين قد يشهدان المزيد من الخطوات التصعيدية بالتناغم مع الإحباط الذي أصاب السعودية وتحديداً بندر بن سلطان ولذلك فالعودة عن هذا المنطق التعطيلي مرهون بأحد أمرين:

ـ الأول أن يقتنع قادة السعودية بأن لا خيار لهم سوى القبول بما يحصل من تفاهمات دولية وإقليمية لأن ذلك قد يقلّل من الخسائر التي ستلحق بالسعودية وحلفائها إذا استمرت بطمر «الرأس في الرمال».

ـ الثاني أن تنجح الإدارة الأميركية بالضغط والترغيب بإعادة حكام السعودية إلى العقلانية. وأن تعمل واشنطن لإحداث تغيير في بعض مواقع السلطة يؤدي إلى تغييرات في سياسة الرياض تتلاءم مع السياسة الأميركية بعد التفاهم مع كل من روسيا وإيران.

البناء




الرياض أمام خيارين: الاقتناع بسقوط رهاناتها أو تعرّضها لمزيد من الخسائر (http://www.mepanorama.com/368131/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%85-%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%aa%d9%86%d8%a7%d8%b9-%d8%a8%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7-%d8%b1%d9%87%d8%a7/#ixzz2jO7kxb3T)