المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو كانت لنا مآتم لإتخذناها منازل ....بقلم كاتبة جزائرية



ريما
11-01-2013, 02:15 PM
الاثنين , 28 تشرين اول 2013

بانواما الشرق الاوسط
http://www.mepanorama.com/wp-content/uploads/2013/10/Speedy_221cdbd49831-332x234.jpg?5af2ca



يستعد إخواننا الشيعة هذه الأيام لموسم عاشوراء حيث فاجعة كربلاء والتي تعرض فيها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب من جهة الأب ونسبه من حيث الأم هو إبن فاطمة بنت خاتم النبيين محمد ص وهو من جاءت فيه (وأبناءنا وأبناءكم) تعرض هذا الإمام الكريم نسبا العلي قدرا إلى مأساة إنسانية لم يكتب لها التاريخ البشري نضيرا في حيز المأساة والبطولة…

وكلما تجدد الزمن وتغيرت طريقة حياة الناس وإهتماماتهم وقيمهم تجد شيعة آل البيت أكثر ثباتا وبحثا عن التاريخ البطولي لأئمة أهل البيت رضوان الله عليهم ولذا فهم يكتسبون منهم أدوات التجذر والتصبر وتحمل روح المعاناة التي تطاردهم بحثا عما يخفونه في قلوبهم من حب وولاء صادق ومن هنا نجد التجربة الشيعية تكتسب مادة الصمود الكربلائي في مواجهة كل القرشيات الجديدة بما فيها من عناد وحقد وتجاوز..

لقد كنت ممن يلوم الشيعة على إفراطهم في الإحتفال وإحتقان الحزن كل صباح ومساء وكنت أستشعر تجاوزهم للحالة الإنسانية المتوازنة والتي كنت أعتقد أنهم متأخرين عن الركب البشري الذي يعشق التحضر ويقصد المستقبل مخلفا ورائه ركام التاريخ لكني ومن خلال الملاحظة التاريخية والإطلاع على إرثهم بشكل قريب رأيتهم أكثر واقعية وأقرب لجوهر الإنسان والإسلام لأن الحزن المنبوذ هو الحزن الذي يبعد الإنسان عن الحياة أما الحزن الذي يعيد الإنسان إلى قلب

الحياة من خلال استقراء التاريخ واستنطاق مضامينه الخيرة فذلك هو الحزن المحبب بل و الواجب أيضا وهو مافعله الأنبياء مثل يعقوب في قصة يوسف عليهما السلام وكما فعل النبي محمد ص مع عمه الحمزه يوم أحد وكما فعلت سيدتنا فاطمة الزهراء في حزنها على أبيها محمد ص وكذلك فعل النبي اذ فقد أم المؤمنين خديجه وعمه أبي طالب رضوان الله عليهم في عام واحد فسماه عام الحزن..

لذلك يتخذ الشيعة من الحزن والبكاء والدمعة مادة الحياة كما يفعل الطفل الذي يرسل صوته ودمعته ليعبر عما داخله ويحصل له مايريد..
لقد كنت من لائميهم حتى قرأت قصص الأبطال ورأيت العالم المتحضر يخلد قصة بطل من الإغريق أو الرومان الذي هجم العدو على قريته فجرى لمسافات طويلة وأخبر القرية المجاورة بالحدث وطلب

المساعدة وخر ميتا لأنه جرى من غير توقف لمسافة غير اعتيادية.. واليوم كل العالم يقيم الماراثون تخليدا لهذا البطل الذي كانت كل بطولته أنه حمل قضيته معه وجرى ليساعد أهله ومات…قضية انسانية ترى انعكاسها في كل العالم تنظم اليوم عشرات المسابقات للجري بسبب هذا الحدث التاريخي

وعذرت الشيعة الذين يحتفلون بقصة العباس بن علي بن أبي طالب الذي يخصصون له يوما واحدا من موسم عاشوراء ولو أنهم خصصوا موسم عاشوراء كله للعباس لما أعطوه حقه لأنه رمز الوفاء والفداء والعطاء والسخاء.وقد وفقت لقراءة ماراثون العباس البطل عليه روضات الرضوان حينما أحس بأطفال الإمام الحسين ع عطاشى استأذن لجلب الماء لكي لايموتوا عطشا وذهب ووصل بعد العناء إلى الماء وأحس ببرودته ولكنه لم يشرب وفاءا لقضيته ولإلتزامه الأخلاقي بإيصال الماء للأطفال..وحمل الماء واستطاع أعداء الحسين ع أن

يقطعوا إحدى يديه لكنه لم ييأس ليبلغ هدفه السامي ثم قطعوا يداه الأخرى ولم ييأس حتى ضربوه على رأسه بعمود وسهم في العين واليوم تستطيع أن تزور كربلاء لترى المسافة بين كلتا يديه تتجاوز ثلاثمائة متر أما المكان الذي سقط فيه شهيدا فيقع بعيدا عن يديه القطيعتين بمسافه مشابهة فهل الماراثون أعظم أم هذا العطاء الذي لايبقي للفضل فضلا…هذا هو العباس

أما القاسم فلايختلف كثيرا عن غسيل الملائكة الصحابي الجليل حنظلة الذي استجمع قصص الحب والعشق للشهادة وترك زوجته في يومها الأول وقصد لمعركة أحد حتى قتل وغسلته الملائكة في ميدان المعركة

أما الشهيد مسلم بن عقيل فقصته قصة السفير الذي قتل ظلما وعطشا كما قتل الكفار سفراء النبي ص وبالتالي أعلن النبي ص الحرب ثأرا لدماء ثلاثة من سفراء الرسالة استأمنهم الأعداء ثم قتلوهم صابرين محتسبين في صحراء الأخلاق..

أما علي بن الحسين الأكبر فقصته أنه شبيه رسول الله ص وأنه لايقل عن قصة العلاقة بين يعقوب النبي وابنه يوسف الذي بكى على فراقه حتى ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم وساعد الله قلب الإمام الحسين ع الذي كان يرى جده النبي ص في ولده الأكبر رضي الله عنه خلقا وخلقا ومنطقا فيراه وقد قطعه الأعداء ولم يستطع حمله إلا بواسطة قطعة من القماش حتى لاتسقط أعضاءه على الأرض..

قد أختم حديثي عن قضية إنسانية لاتنتهي بأسطورة الإنسان في تجلياته الرسالية العليا وهو الإمام الحسين ع واذا لانستطيع الوفاء بقصة فرسه الميمون الذي لم يشرب الماء مادام الحسين لم يشرب والذي تمايل يمينا ويسارا والتصق بالأرض لينزل سيدنا الإمام الحسين ع على الأرض لكي لايسقط من على ظهره فيتأذى..

اذا لانستطيع أن نتحدث عن نبل فرس الحسين فكيف لنا أن نتحدث عن رجل استطاع أن يحرك التاريخ الإسلامي الجامد بوقفة كربلائية واستطاع أن يحيي جوهر الدين بمصرعه واستطاع أن يعيد العزة للاسلام وأن يوقظ الضمير الإنساني أجمع برفضه الظلم والفساد والطغيان والانحراف … والتضحيه بالنفس والولد والاهل في سبيل المحافظه علي القيم الرساليه

إنها كربلاء مهرجان الدمعة وهنيئا لشيعة الحسين إحتفالاتهم وزياراتهم مشيا على القلوب ولطما على الجراح وياليت كان لنا مثل فرس الحسين لنقيم له عاشوراءه.

ياليتنا كنا معكم فنفوز بالشرف العظيم والجزاء الجليل

*كاتبة جزائرية


خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية (http://www.mepanorama.com/)


لو كانت لنا مآتم لإتخذناها منازل (http://www.mepanorama.com/366332/%d9%84%d9%88-%d9%83%d8%a7%d9%86%d8%aa-%d9%84%d9%86%d8%a7-%d9%85%d8%a2%d8%aa%d9%85-%d9%84%d8%a5%d8%aa%d8%ae%d8%b0%d9%86%d8%a7%d9%87%d 8%a7-%d9%85%d9%86%d8%a7%d8%b2%d9%84/#ixzz2jO2OGmD5)

علي علي
12-23-2013, 04:58 PM
تسلم ايدها هذه الكاتبة المنصفه

على
10-24-2015, 02:48 PM
شكرا على النقل