جمال
02-27-2005, 08:13 AM
في عملية تعتبر الثانية من نوعها في الوطن العربي بعد السعودية
http://www.asharqalawsat.com/2005/02/27/images/technology.285241.jpg
«الرأس» الطفيلي وجه بلا جسم يبكي من دون صوت * 64 توأما يولدون في مصر يوميا تحدث اطباء واختصاصيون مصريون لـ «الشرق الأوسط»، عن النجاح الذي حققه فريق طبي في فصل رأس طفيلي كامل، بلا جسم، ملتصق برأس طفلة كاملة النمو، تمت ولادتهما في 3 مارس (آذار) الماضي، وعن عملية فصل التوأم، والحالات الغريبة لالتصاق التوائم. وكانت عملية الفصل قد أجريت بمستشفى الأطفال التخصصي بمدينة بنها، 80 كلم شمال القاهرة، وهي ثاني عملية فصل لتوأم ملتصق بالرأس في الوطن العربي، بعد عملية الفصل الأولى التي تمت بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالمملكة السعودية العام الماضي، من بين أكثر من 30 عملية. وكان الرأس الطفيلي يعتمد في حياته على جسم وأجهزة شقيقته.
* رأس ومخّان
* واذا كانت عملية فصل التوأم المصري هي الثانية عربياً، فإن مدير المستشفى التخصصي للأطفال ببنها الدكتور نصيف الحفناوي يؤكد لـ «الشرق الأوسط» أنها رقم 64 على مستوى العالم منذ القرن الرابع عشر، ويصف هذا التوأم بأنه «أنثى كاملة، والأخرى ملتصقة من الرأس، وهي عبارة عن وجه وبه جزء من المريء والقفص الصدري وجزء من السرة، وتوجد به عظام أيدي وأرجل غير كاملة، داخل الجزء الجلدي من القفص الصدري من أسفل، مشيراً إلى أن الملاحظة الدائمة للطفلتين أوضحت أن شعور كل منهما مختلف عن الأخرى، مؤكداً أنه يلاحظ أن احداهما نائمة، والأخرى تبكي، مما أكد أن لكل منهما مخاً مختلفاً عن الأخرى، وإن كانتا تشتركان في الرأس، وأوعية دموية مشتركة غير رئيسية بين المخين.
ويذكر الدكتور نصيف أن الطفلة غير المكتملة عندما كانت تبكي، فإن بكاءها يكون بتغييرات الوجه، من دون صوت، لأنه ليس لديها أحبال صوتية، عكس الأنثى المكتملة، مشيراً إلى أنه عند بكاء غير المكتملة، كان يخرج من فمها سوائل، يتم شفطها، لأنها رأس من دون جسد، ولاتستطيع البلع، لأن ما هو موجود لديها من الجهاز الهضمي كله بمثابة جزء من المريء فقط.
ويقول رئيس الفريق الجراحي الدكتور محمد لطفي استاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية طب قصر العيني، ان الفريق الجراحي المكون من 15 فرداً ، أمكنه وضع خطة لهذه الجراحة التي تصل نسبة النجاح فيها عالمياً إلى 50% عن طريق قراءة كاملة لحالة التوأم، من خلال الأشعة المقطعية التي أوضحت بدقة شكل عظام الجمجمة، وأماكن الالتصاقات وأوضاع الشرايين والأوردة والمخين.
واكتملت قراءة الحالة، بالتحاليل والاشعة، ومعرفة كفاءة أداء الأجهزة الداخلية، وغازات الدم تحسباً لحدوث مضاعفات أثناء التخدير أو الجراحة، واستمرت الجراحة 15 ساعة متصلة، في ظل صوم الفريق الطبي، استعدادا لهذه الجراحة، وتجنبا للارهاق. ومثل هذه الجراحات تستغرق أزمنة تتراوح بين 10 ساعات و5 أيام، وان حالة الطفلة مستقرة الآن، وبدأت تحرك أطرافها الأربعة، والنتيجة النهائية بعد أسبوع.
وأكد لطفي أن الكشف الطبي الظاهري على التوأم الطفيل، أوضح عيوباً خلقية كثيرة، ولا يمكنه الحياة، لأنه يعتمد كلياً على الدورة الدموية والجهاز التنفسي والهضمي للطفلة المكتملة النمو «منار»، وأن التوأم الطفيل ليس لها أطراف علوية أو سفلية، مع ضمور شديد للأحشاء الداخلية، وهما ملتصقان عن طريق العظم الجداري الأيسر وجزء من العظم الصدغي، وكذلك أغشية الام الجافية، في هذه المنطقة. وكانت التوأم الطفيل تشترك في الوريد المخي الأعظم، وتعتمد في دورتها الدموية على شرايين الطفلة المكتملة سواء داخل أو خارج المخ، كما أن الطفلة «منار» بدأت تتنفس بطريقة شبه طبيعية، اذ تتنفس 33 نفساً في الدقيقة 15 منها بمساعدة جهاز التنفس الصناعي والباقي طبيعي.
* توائم ملتصقة
* ويكشف أستاذ جراحة الأطفال بطب بنها، الدكتور باسم أيوب، أن ولادة التوائم في مصر أصبحت ظاهرة لافتة للانتباه، وان كانت هذه الظاهرة مشهورة في قارة أفريقيا أكثر من باقي قارات العالم، موضحاً أنه لا توجد أسباب قطعية حتى الآن لبيان سبب الالتصاق، لكن توجد عوامل منها:
سن الأم وعدد الولادات السابقة كما أن شيوع استخدام السيدات للأدوية المنشطة للإخصاب يعطي فرصة أكبر للالتصاق، مؤكدا أن الالتصاق يحدث بانقسام البويضة إلى بويضتين متشابهتين، وهو يحدث في الأيام الأولى من الحمل، فمثلا إذا حدث ما بين اليوم الرابع إلى ما قبل اليوم الثامن من الإخصاب، فالتوأم يحتوي على مشيمة واحدة، ويشتركان في السائل الأمينوسي، والغشاء الداخلي الذي يحيط الجنين داخل الرحم. واذا حدث الانقسام في اليوم الثامن للإخصاب، فالتوأمان يتقاسمان المشيمة والسائل الأمينوسي، كل على حدة، أما لو انقسمت البويضة في اليوم الثاني عشر من إخصابها يصبح التوأمان ملتصقين.
وأوضح أن معظم الحالات تحدث للإناث أكثر من الذكور، وحالة الالتصاق تتم بين توأم من نوع واحد، أي أن يكونا ذكرين أو انثيين مثال التوأم الايراني الملتصق بالرأس الذي مات خلال جراحة الفصل بسنغافورة للايرانيتين «دان» و«لادان» أو التوأم المصري أحمد ومحمد ابراهيم اللذين أجريت لهما عملية فصل من الرأس منذ عام بمستشفى دالاس بالولايات المتحدة الأميركية، وما يزالان ينتظران جراحات جديدة خلال مارس (آذار) المقبل.
ويكشف أحدث تقرير لمركز تنظيم الأسرة أن 9 توائم يولدون في مصر كل ساعة، وعددهم بلغ مليونين و800 ألف نسمة بما يعادل 14% من اجمالي مواليد مصر، وبمعدل 60 ألف توأم سنوياً، بما يعني 160 توأماً يومياً، الأمر الذي دفع وزارة الصحة والسكان في مصر إلى انشاء أول مستشفى تابعة لها تتخصص في جراحة الأطفال، وهو مستشفى بنها التخصصي الذي أجريت به هذه الجراحة، والذي يحتوي على أقسام دقيقة في كل ما يتعلق بهذا المجال مثل وحدات العيوب الخلقية في مجرى البول، والعيوب الخلقية في القولون، وعيوب سقف الحلق والشفة الأرنبية، وجراحة الأطفال حديثي الولادة ووحدة رعاية المبتسرين، ووحدة الوراثة، وحالات الحمل الحرجة.
والمستشفى مؤهل لاستقبال كافة الحالات من دون استثناء، بل ويعد قسم جراحة المواليد هو الأول في مصر، وكذلك مستشفى أبو الريش الذي يعد مستشفى بنها صورة مصغرة منه إنشاء مثل هذا القسم (جراحة المواليد) ـ بعد إنشائه في بنها، لتتم فيه كافة الجراحات اللازمة للأطفال، ومن الممكن استقبال حالات من كافة أنحاء العالم.
http://www.asharqalawsat.com/2005/02/27/images/technology.285241.jpg
«الرأس» الطفيلي وجه بلا جسم يبكي من دون صوت * 64 توأما يولدون في مصر يوميا تحدث اطباء واختصاصيون مصريون لـ «الشرق الأوسط»، عن النجاح الذي حققه فريق طبي في فصل رأس طفيلي كامل، بلا جسم، ملتصق برأس طفلة كاملة النمو، تمت ولادتهما في 3 مارس (آذار) الماضي، وعن عملية فصل التوأم، والحالات الغريبة لالتصاق التوائم. وكانت عملية الفصل قد أجريت بمستشفى الأطفال التخصصي بمدينة بنها، 80 كلم شمال القاهرة، وهي ثاني عملية فصل لتوأم ملتصق بالرأس في الوطن العربي، بعد عملية الفصل الأولى التي تمت بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالمملكة السعودية العام الماضي، من بين أكثر من 30 عملية. وكان الرأس الطفيلي يعتمد في حياته على جسم وأجهزة شقيقته.
* رأس ومخّان
* واذا كانت عملية فصل التوأم المصري هي الثانية عربياً، فإن مدير المستشفى التخصصي للأطفال ببنها الدكتور نصيف الحفناوي يؤكد لـ «الشرق الأوسط» أنها رقم 64 على مستوى العالم منذ القرن الرابع عشر، ويصف هذا التوأم بأنه «أنثى كاملة، والأخرى ملتصقة من الرأس، وهي عبارة عن وجه وبه جزء من المريء والقفص الصدري وجزء من السرة، وتوجد به عظام أيدي وأرجل غير كاملة، داخل الجزء الجلدي من القفص الصدري من أسفل، مشيراً إلى أن الملاحظة الدائمة للطفلتين أوضحت أن شعور كل منهما مختلف عن الأخرى، مؤكداً أنه يلاحظ أن احداهما نائمة، والأخرى تبكي، مما أكد أن لكل منهما مخاً مختلفاً عن الأخرى، وإن كانتا تشتركان في الرأس، وأوعية دموية مشتركة غير رئيسية بين المخين.
ويذكر الدكتور نصيف أن الطفلة غير المكتملة عندما كانت تبكي، فإن بكاءها يكون بتغييرات الوجه، من دون صوت، لأنه ليس لديها أحبال صوتية، عكس الأنثى المكتملة، مشيراً إلى أنه عند بكاء غير المكتملة، كان يخرج من فمها سوائل، يتم شفطها، لأنها رأس من دون جسد، ولاتستطيع البلع، لأن ما هو موجود لديها من الجهاز الهضمي كله بمثابة جزء من المريء فقط.
ويقول رئيس الفريق الجراحي الدكتور محمد لطفي استاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية طب قصر العيني، ان الفريق الجراحي المكون من 15 فرداً ، أمكنه وضع خطة لهذه الجراحة التي تصل نسبة النجاح فيها عالمياً إلى 50% عن طريق قراءة كاملة لحالة التوأم، من خلال الأشعة المقطعية التي أوضحت بدقة شكل عظام الجمجمة، وأماكن الالتصاقات وأوضاع الشرايين والأوردة والمخين.
واكتملت قراءة الحالة، بالتحاليل والاشعة، ومعرفة كفاءة أداء الأجهزة الداخلية، وغازات الدم تحسباً لحدوث مضاعفات أثناء التخدير أو الجراحة، واستمرت الجراحة 15 ساعة متصلة، في ظل صوم الفريق الطبي، استعدادا لهذه الجراحة، وتجنبا للارهاق. ومثل هذه الجراحات تستغرق أزمنة تتراوح بين 10 ساعات و5 أيام، وان حالة الطفلة مستقرة الآن، وبدأت تحرك أطرافها الأربعة، والنتيجة النهائية بعد أسبوع.
وأكد لطفي أن الكشف الطبي الظاهري على التوأم الطفيل، أوضح عيوباً خلقية كثيرة، ولا يمكنه الحياة، لأنه يعتمد كلياً على الدورة الدموية والجهاز التنفسي والهضمي للطفلة المكتملة النمو «منار»، وأن التوأم الطفيل ليس لها أطراف علوية أو سفلية، مع ضمور شديد للأحشاء الداخلية، وهما ملتصقان عن طريق العظم الجداري الأيسر وجزء من العظم الصدغي، وكذلك أغشية الام الجافية، في هذه المنطقة. وكانت التوأم الطفيل تشترك في الوريد المخي الأعظم، وتعتمد في دورتها الدموية على شرايين الطفلة المكتملة سواء داخل أو خارج المخ، كما أن الطفلة «منار» بدأت تتنفس بطريقة شبه طبيعية، اذ تتنفس 33 نفساً في الدقيقة 15 منها بمساعدة جهاز التنفس الصناعي والباقي طبيعي.
* توائم ملتصقة
* ويكشف أستاذ جراحة الأطفال بطب بنها، الدكتور باسم أيوب، أن ولادة التوائم في مصر أصبحت ظاهرة لافتة للانتباه، وان كانت هذه الظاهرة مشهورة في قارة أفريقيا أكثر من باقي قارات العالم، موضحاً أنه لا توجد أسباب قطعية حتى الآن لبيان سبب الالتصاق، لكن توجد عوامل منها:
سن الأم وعدد الولادات السابقة كما أن شيوع استخدام السيدات للأدوية المنشطة للإخصاب يعطي فرصة أكبر للالتصاق، مؤكدا أن الالتصاق يحدث بانقسام البويضة إلى بويضتين متشابهتين، وهو يحدث في الأيام الأولى من الحمل، فمثلا إذا حدث ما بين اليوم الرابع إلى ما قبل اليوم الثامن من الإخصاب، فالتوأم يحتوي على مشيمة واحدة، ويشتركان في السائل الأمينوسي، والغشاء الداخلي الذي يحيط الجنين داخل الرحم. واذا حدث الانقسام في اليوم الثامن للإخصاب، فالتوأمان يتقاسمان المشيمة والسائل الأمينوسي، كل على حدة، أما لو انقسمت البويضة في اليوم الثاني عشر من إخصابها يصبح التوأمان ملتصقين.
وأوضح أن معظم الحالات تحدث للإناث أكثر من الذكور، وحالة الالتصاق تتم بين توأم من نوع واحد، أي أن يكونا ذكرين أو انثيين مثال التوأم الايراني الملتصق بالرأس الذي مات خلال جراحة الفصل بسنغافورة للايرانيتين «دان» و«لادان» أو التوأم المصري أحمد ومحمد ابراهيم اللذين أجريت لهما عملية فصل من الرأس منذ عام بمستشفى دالاس بالولايات المتحدة الأميركية، وما يزالان ينتظران جراحات جديدة خلال مارس (آذار) المقبل.
ويكشف أحدث تقرير لمركز تنظيم الأسرة أن 9 توائم يولدون في مصر كل ساعة، وعددهم بلغ مليونين و800 ألف نسمة بما يعادل 14% من اجمالي مواليد مصر، وبمعدل 60 ألف توأم سنوياً، بما يعني 160 توأماً يومياً، الأمر الذي دفع وزارة الصحة والسكان في مصر إلى انشاء أول مستشفى تابعة لها تتخصص في جراحة الأطفال، وهو مستشفى بنها التخصصي الذي أجريت به هذه الجراحة، والذي يحتوي على أقسام دقيقة في كل ما يتعلق بهذا المجال مثل وحدات العيوب الخلقية في مجرى البول، والعيوب الخلقية في القولون، وعيوب سقف الحلق والشفة الأرنبية، وجراحة الأطفال حديثي الولادة ووحدة رعاية المبتسرين، ووحدة الوراثة، وحالات الحمل الحرجة.
والمستشفى مؤهل لاستقبال كافة الحالات من دون استثناء، بل ويعد قسم جراحة المواليد هو الأول في مصر، وكذلك مستشفى أبو الريش الذي يعد مستشفى بنها صورة مصغرة منه إنشاء مثل هذا القسم (جراحة المواليد) ـ بعد إنشائه في بنها، لتتم فيه كافة الجراحات اللازمة للأطفال، ومن الممكن استقبال حالات من كافة أنحاء العالم.