المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : والآن قد حان وقت الأفعال و الأعمال !



مجاهدون
02-26-2005, 03:06 PM
كتابات - مهدي قاسم

و أخيرا ، و بعد انتظار طويل و مرهق ، أُتخذ القرار الحاسم بترشيح السيد إبراهيم الجعفري ، ليكون رئيسا للحكومة العراقية الشرعية القادمة ، وهو حسب اعتقادنا ـ و مثلما أشرنا إلى ذلك في مقالنا السابق ـ قرار صائب وموفق ، فيما يتعلق الأمر بالمرحلة الراهنة ، و مستحقاتها الكثيرة و المتعددة . و خاصة على صعيد جذب و إقناع بعض الأطياف العراقية ( الزعلانة ) و المترددة ، للمشاركة في العملية السياسية الجارية في العراق ، و المساهمة في تقديم تصورات و حلول واقعية لإخراج العراق من محنته و أزمته الراهنة . إلا أن الأمر يحتاج بالدرجة الأولى ، إلى خلق أجواء من الثقة المتبادلة ، و التحرر من الشعور المفتعل و الوهمي بالغبن و الإجحاف ، و الأيمان العميق بالوحدة الوطنية و العيش المشترك ، بلا غالب أو مغلوب .

و نحن نعتقد بأن السيد إبراهيم الجعفري ، هو الأكثر قدرة و قبولا ما بين المرشحين الآخرين ، للقيام بمثل هذه المهمات الصعبة ، بالنظر لكون يتمتع باحترام و مصداقية عند الأطياف العراقية الأخرى ، الأمر الذي سيجعله ، لربما مؤهلا لترتيب البيت الوطني العراقي والبدء بأعماره بتعاون و مساعدة جميع أبناء الأطياف العراقية .و لذا فنرجو من السيد الجعفري عدم إضاعة الوقت بمشاورات طويلة و عريضة ، و إنما البدء بوقت أسرع بتشكيل حكومة فعالة و ذات مهنية جيدة و عالية ، تولي جل اهتمامها بالملف الأمني ، الهم الأكبر و الازعج ، بالنسبة لجميع العراقيين المكتوين بنار و لعنة الإرهاب و الإرهابيين ، و الاقتراب من باقي هموم العراقيين الكثيرة و إشعار المواطن العراقي بأن الحكومة و الدولة موجودة من أجل خدمته و راحته و رفاهيته و ليس بالعكس مثلما كان يحدث لحد الآن ! .

كما نرجو من السيد الجعفري أن يكون لينا كالحرير مع محبي العراق المخلصين الشرفاء الذين يريدون المساهمة في بناء العراق الجديد ، و قاطعا كحد الموس و الشفرة ، مع الملثمين من قتلة الشعب العراقي .

و ها الفرصة التاريخية قد أُتاحت أمام مَن يريد ترجمة أقواله و مواقفه إلى أفعال و أعمال حقيقية و ملموسة ، لتقديم شيء ما من أجل هذا الشعب الذي تعذب و عانى و ضحى أكثر من أي شعب أخر في تاريخنا المعاصر . نحن نعلم جيدا بأن السيد الجعفري سوف لن يكون في وضع يُحسد عليه : فالمطلوب منه إنجاز أشياء كثيرة و مهمة تنتظر الإنجاز و العمل السريع ، و سوف يضطر لأن يثبت أشياء كثيرة : إخلاصه لعراقيته الأصيلة ، و الارتفاع فوق الميول الطائفية و القضاء على الفساد الإداري و التعامل مع السلطة بتزهد و نزاهة ، ناهيك عن معالجة رزمة سميكة من المشاكل و المعضلات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية . و من المؤكد ، أنه سيلقى دعما إعلاميا لا بأس به ، من كثير من المثقفين العراقيين ، إذا أما وجدوا في سعيه الحثيث ، خدمة مخلصة للشعب العراقي ، و في الوقت نفسه ، نقدا دائما فيما إذا خيب آمالهم و آمال معظم العراقيين الذين يعولون عليه ، للقيام بشيء ما ، بشيء حاسم و مهم من أجل العراق و شعبه المعذب ! .

2 ـ حكاية الجدة :

لقد تعودنا أن نطلق على أي شيء يتصف بعدم الجدية و الخرافة و المبالغة و الهلوسة و التخريف ، بحكاية الجدات ، فالجدة تروي قصتها من ذاكرتها المشوشة و المضطربة ، بزخرفة من السذاجة و التهويل ، مع وفرة من الطيبة و حسن النية ، و تبقى هي الوحيدة التي تصدق هذه الحكايات . و اليوم نروي حكاية ( جدة ) من نوع أخر : ( جدة ) لئيمة و تعاني من التخريف و التهريف و التصفيط ، و التخبيل تقودها نزعتها الخبيثة إلى تضليل الآخرين ، لينتهي بها الأمر إلى الدجل و التضليل و الأكاذيب .

فمشكلة هذه ( الجدة ) و عقدتها المزمنة ، تكمن في أنها أرادت أن تكون كاتبة و محللة سياسية في كل الأحوال و الأوضاع و الظروف بالرغم من أنها عاجزة ، حتى عن تحليل منطقي و مقنع عن : لماذا الطقس حار في الصيف و بارد في الشتاء !!! .

و لأنها كذلك ، فما من تحليل هذياني من تحليلاتها الكثيرة ، قد انتهى إلى مثلما كانت هذه ( الجدة ) المخرفة توقعت و أكدت عليه بأغلظ الأيمان ، و بأصخب الزعيق ، وهي فوق ذلك ، تبحث عن من يراهنها على صحة هذه التحليلات ، تصوروا !!! . فهي زعمت بأن الانتخابات سوف لن تُجرى ، و قد جرت !!! . و بعد ذلك زعمت هذه الجدة المخرفة بأن عدد المقاعد في المجلس الوطني سيُقسم بكذا عدد و لكذا حزب ، إلا أن عددا من هذه الأحزاب التي عددتها ، لم تحصل حتى و لا على مقعد واحد بينما أحزابا أخرى ، فقد فازت بمقاعد أكثر !!! .

و أخر صرعة تحليلية قامت بها هذه ( الجدة ) المهلوسة ، عندما حلفت بأن أحمد الجلبي سيكون مرشحا لرئاسة الحكومة العراقية القادمة بسبب الضغط الأمريكي و التواطؤ الإيراني و و توسط الهنود الحمر و ممثلي الفضاء الخارجي ، و بمباركة السيد السيستاني !!! . بالطبع ، السيد الجعفري هو الذي رُشح لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة !! . و ما زالت هذه الجدة المخرفة ( تحلل ) الأوضاع العراقية و اللبنانية و الأفغانية و العباسية و الأموية و اليونانية القديمة و عهد روما في زمن كاليغولا !!! ، بنفس الأسلوب المضحك و الهزيل و لكنه الخبيث أيضا !.

و عبثا طلبنا من هذه ( الجدة ) أن تتفرغ لتقشير البصل و البطاطس ، بدلا من أتعاب نفسها بكتابة ( تحليلات سياسية ) ، هي أقرب إلى خرط سخيف ، و نكات سمجة منها إلى تحليلات ، لا توضح شيئا ، ما عدى التظاهر بالتذاكي المفتعل و المفضوح ، للتغطية على الغباوة الفادحة ، و مخادعة الذات بافتراض سذاجة القراء و الاحتيال و النصب على نواياهم الحسنة إزاء الكتّاب !! . و لا يسعنا الآن ، إلا أن ندعو مرة أخرى ، هذه ( الجدة ) إلى التفرغ لتقشير البصل و البطاطس ، رحمة بنفسها و بالقراء ، و خاصة أنها قد قامت بما كان مطلوبا منها من دور تهريجي و مضلل في فيلق الإعلام البعثي الغوبلزي .

qasim3@gawab.com