سمير
02-26-2005, 09:59 AM
لأنهما «يقتلان المسلمين»
بغداد: باتريك ماكدونيل*
توسل الشاب السعودي هامسا «رجاء، رجاء لا تسلموني للاميركيين».
كان وجهه محترقا ورأسه وذراعاه مغطاة بالضمادات، وبدا ان كل كلمة ينطقها تعكس ألما شديدا يحس به. وكانت عيناه زائغتين، وهي الحركة الملحوظة الوحيدة. المكان مكتب عادي في وزارة الداخلية العراقية ذلك المبنى المحصن جيدا. وكان الشاب السعودي هناك ليعلن توبته امام ضابط استخبارات عراقي. سأله المحقق: ما رأيك الان في «الشيخ» اسامة بن لادن؟ فهمس الشاب السعودي وشفتاه بالكاد تتحركان قائلا «يقتل المسلمين».
وجوابا على سؤال المحقق عن رأيه بابو مصعب الزرقاوي، قال الشاب السعودي «اذا كانوا كلهم كذلك اود الانتقام منهم جميعا».
واستمرت الاعترافات غير العادية التي يبثها التلفزيون العراقي لاحمد عبد الله عبد الرحمن الشايع، 20 عاما، الذي لم يكمل تعليمه المدرسي، وهو واحد من العديد من الشباب المتطوعين من جميع انحاء العالم العربي الذين وصلوا الى العراق للقتال. البعض منهم يقاتل الى جانب المتمردين العراقيين في الرمادي والفلوجة والموصل، يترصدون الدوريات الاميركية، ويزرعون متفجرات على جانبي الطرق، تستهدف القوات العراقية العاملة مع الاميركيين، الا ان الاشخاص الاكثر التزاما يكلفون بمهام انتحارية ليتحولوا الى اشلاء، وهو سلاح مهم في ترسانة المتمردين. ويجري تجنيد هؤلاء الانتحاريين من السعودية وسورية وتونس وفي بعض الحالات في الشوارع الخلفية لاحياء المهاجرين المسلمين في باريس وغيرها من المدن الاوروبية. وفي بعض الاحيان تسمع اصواتهم وترى صورهم بعد موتهم، على اشرطة فيديو قبل تنفيذ عملياتهم، وهم يتباهون بما سيقومون به، وهي تباع على اقراص مدمجة في السوق السوداء.
والشايع، نجا من انفجار ليلة عيد الميلاد، نفذه في حي المنصور في بغداد. وقد تحول صهريج نقل الوقود الذي كان يقوده الى شعلة من النار عندما ارتطم بالحاجز الاسمنتي امام المجمع الذي يضم ثلاث سفارات. وكان انفجارا ضخما حتى بمقاييس العاصمة العراقية التي تنتشر فيها اعمال العنف. وقد قتل في الانفجار 12 شخصا، بينهم اسرة عراقية من سبعة اشخاص في منزل، وحارس سوداني خارج السفارة الليبية، وربما كان الهدف السفارة الاردنية القريبة التي نجت من الانفجار.
والمعتقلون الذين تبث التحقيقات التي تجرى معهم عبر التلفزيون العراقي، يؤكدون الشيء نفسه، وهو انهم خدعوا وضللوا ويأسفون لافعالهم.
واكد الشايع انه لم يكن يعرف ان صهريج نقل الوقود الذي كان يقوده سينفجر، وهذا غير مرجح، ما اذا وضعنا في الاعتبار انه حضر الى العراق لمقاتلة القوات الاميركية، وذكرت السلطات العراقية انه تدرب على قيادة سيارات الصهريج التي تحتاج لخبرة خاصة.
وذكر المسؤولون ان التحقيق مع الشايع ساعد على القبض على عدد من كبار مساعدي الزرقاوي الذي عينه بن لادن أخيرا «اميرا» في العراق.
وتتابع اعترافات الشايع رحلته عبر طريق (الجهاد): من بلدة بريدة السعودية، حتى وصوله الى العراق عبر الحدود السورية التي يسهل عبورها بمساعدة مهرب، الى وضعه في خلية في معقل المتمردين في الرمادي واخيرا في شاحنة المتفجرات في بغداد.
وقال العميد حسين علي كمال نائب وزير الداخلية الذي قاد التحقيق «لقد توسل الي الا نسلمه الى الاميركيين». وباعتباره مسؤولا أمنيا كرديا سابقا، اجرى كمال العديد من التحقيقات مع عشرات من المتطرفين. واضاف كمال في مقابلة معه في مكتبه بالطابق السابع حيث اجرى التحقيق مع الشايع «وعدته بعدم تسليمه لهم اذا ما ابلغنا بكل شيء».
وخلال التحقيقات قدم الشايع رقم هاتفه في السعودية واتصل المحقق العراقي بوالده الذي دهش عندما سمع ان ابنه ما يزال على قيد الحياة. وكان الاب وهو موظف حكومي، قد بدأ في تلقي التعازي بوفاة هذا الابن. الا انه تعرف على ابنه الذي تغطي الضمادات اجزاء كبيرة من جسمه عندما ظهر على شاشة «العربية». ويبدو الشايع، مثل العديد من المتطرفين الاخرين، شابا محبطا بلا هدف، من اسرة تنتمي الى الطبقة المتوسطة، مما ساعد على انسياقه الى التطرف الديني.
وقال الشايع، خلال التحقيقات، انه طار الى دمشق في نهاية شهر رمضان، اواخر اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، وعبر الحدود الى العراق مستخدما جوازه الشخصي بمساعدة مهرب. وما ان دخل العراق حتى التقته مجموعة من الرجال الذين قدموا انفسهم على انهم اعضاء في جماعة الزرقاوي. واوضح الشايع انه تلقى تدريبات عسكرية ومحاضرات لمدة شهر في غرب العراق مع مقاتلين اخرين، كان بينهم عراقيون وتونسيون وليبيون ويمنيون وسوريون ومقدونيون.
وذكر انه نقل الى وحدة في حي الدورة في جنوب بغداد، وهي من معاقل المتمردين المعروفة بمداخنها ومحطات الطاقة بها، وهو هدف من اهداف المخربين وتدرب على قيادة شاحنات نقل الوقود. وفي الليلة التي وقع فيها الانفجار، صدرت اليه التعليمات بقيادة الشاحنة الى حي المنصور والاقتراب من مجموعة من الحواجز الاسمنتية المنتشرة في المدينة.
وذكر لمحققيه «ابلغوني بالتوقف هناك وانتظار الاشخاص الذين سيأتون لأخذ الشاحنة مني. وتوقفت ووقع الانفجار».
وقد ادى الانفجار الى القاء الشايع خارج الشاحنة ونقل الى المستشفى مع غيره من المصابين.
وقد سجل نفسه باسم عراقي ولم يتضح دوره في الانفجار على الفور، الا ان السلطات العراقية علمت ان شخصا ما، يعتقد انه واحد من شركائه، عرض على حارس في المستشفى 50 الف دولار لاخراجه منها. وهرب ضباط الاستخبارات العراقية الشايع بعيدا عن المستشفى ووصلا الى مكتب كمال حيث قص عليه الشائع ما حدث له. واليوم فإن اسوأ مخاوف الشايع قد تحققت، فهو لا يزال على قيد الحياة، ويقضي وقته في سجن ابو غريب. وهو واحد من اكثر من 8 الاف سجين تحت السيطرة الاميركية.
وقد تلقى الشايع علاجا طبيا وهو يتعافى الان من جروحه، الا انه لن يخرج قريبا.
بغداد: باتريك ماكدونيل*
توسل الشاب السعودي هامسا «رجاء، رجاء لا تسلموني للاميركيين».
كان وجهه محترقا ورأسه وذراعاه مغطاة بالضمادات، وبدا ان كل كلمة ينطقها تعكس ألما شديدا يحس به. وكانت عيناه زائغتين، وهي الحركة الملحوظة الوحيدة. المكان مكتب عادي في وزارة الداخلية العراقية ذلك المبنى المحصن جيدا. وكان الشاب السعودي هناك ليعلن توبته امام ضابط استخبارات عراقي. سأله المحقق: ما رأيك الان في «الشيخ» اسامة بن لادن؟ فهمس الشاب السعودي وشفتاه بالكاد تتحركان قائلا «يقتل المسلمين».
وجوابا على سؤال المحقق عن رأيه بابو مصعب الزرقاوي، قال الشاب السعودي «اذا كانوا كلهم كذلك اود الانتقام منهم جميعا».
واستمرت الاعترافات غير العادية التي يبثها التلفزيون العراقي لاحمد عبد الله عبد الرحمن الشايع، 20 عاما، الذي لم يكمل تعليمه المدرسي، وهو واحد من العديد من الشباب المتطوعين من جميع انحاء العالم العربي الذين وصلوا الى العراق للقتال. البعض منهم يقاتل الى جانب المتمردين العراقيين في الرمادي والفلوجة والموصل، يترصدون الدوريات الاميركية، ويزرعون متفجرات على جانبي الطرق، تستهدف القوات العراقية العاملة مع الاميركيين، الا ان الاشخاص الاكثر التزاما يكلفون بمهام انتحارية ليتحولوا الى اشلاء، وهو سلاح مهم في ترسانة المتمردين. ويجري تجنيد هؤلاء الانتحاريين من السعودية وسورية وتونس وفي بعض الحالات في الشوارع الخلفية لاحياء المهاجرين المسلمين في باريس وغيرها من المدن الاوروبية. وفي بعض الاحيان تسمع اصواتهم وترى صورهم بعد موتهم، على اشرطة فيديو قبل تنفيذ عملياتهم، وهم يتباهون بما سيقومون به، وهي تباع على اقراص مدمجة في السوق السوداء.
والشايع، نجا من انفجار ليلة عيد الميلاد، نفذه في حي المنصور في بغداد. وقد تحول صهريج نقل الوقود الذي كان يقوده الى شعلة من النار عندما ارتطم بالحاجز الاسمنتي امام المجمع الذي يضم ثلاث سفارات. وكان انفجارا ضخما حتى بمقاييس العاصمة العراقية التي تنتشر فيها اعمال العنف. وقد قتل في الانفجار 12 شخصا، بينهم اسرة عراقية من سبعة اشخاص في منزل، وحارس سوداني خارج السفارة الليبية، وربما كان الهدف السفارة الاردنية القريبة التي نجت من الانفجار.
والمعتقلون الذين تبث التحقيقات التي تجرى معهم عبر التلفزيون العراقي، يؤكدون الشيء نفسه، وهو انهم خدعوا وضللوا ويأسفون لافعالهم.
واكد الشايع انه لم يكن يعرف ان صهريج نقل الوقود الذي كان يقوده سينفجر، وهذا غير مرجح، ما اذا وضعنا في الاعتبار انه حضر الى العراق لمقاتلة القوات الاميركية، وذكرت السلطات العراقية انه تدرب على قيادة سيارات الصهريج التي تحتاج لخبرة خاصة.
وذكر المسؤولون ان التحقيق مع الشايع ساعد على القبض على عدد من كبار مساعدي الزرقاوي الذي عينه بن لادن أخيرا «اميرا» في العراق.
وتتابع اعترافات الشايع رحلته عبر طريق (الجهاد): من بلدة بريدة السعودية، حتى وصوله الى العراق عبر الحدود السورية التي يسهل عبورها بمساعدة مهرب، الى وضعه في خلية في معقل المتمردين في الرمادي واخيرا في شاحنة المتفجرات في بغداد.
وقال العميد حسين علي كمال نائب وزير الداخلية الذي قاد التحقيق «لقد توسل الي الا نسلمه الى الاميركيين». وباعتباره مسؤولا أمنيا كرديا سابقا، اجرى كمال العديد من التحقيقات مع عشرات من المتطرفين. واضاف كمال في مقابلة معه في مكتبه بالطابق السابع حيث اجرى التحقيق مع الشايع «وعدته بعدم تسليمه لهم اذا ما ابلغنا بكل شيء».
وخلال التحقيقات قدم الشايع رقم هاتفه في السعودية واتصل المحقق العراقي بوالده الذي دهش عندما سمع ان ابنه ما يزال على قيد الحياة. وكان الاب وهو موظف حكومي، قد بدأ في تلقي التعازي بوفاة هذا الابن. الا انه تعرف على ابنه الذي تغطي الضمادات اجزاء كبيرة من جسمه عندما ظهر على شاشة «العربية». ويبدو الشايع، مثل العديد من المتطرفين الاخرين، شابا محبطا بلا هدف، من اسرة تنتمي الى الطبقة المتوسطة، مما ساعد على انسياقه الى التطرف الديني.
وقال الشايع، خلال التحقيقات، انه طار الى دمشق في نهاية شهر رمضان، اواخر اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، وعبر الحدود الى العراق مستخدما جوازه الشخصي بمساعدة مهرب. وما ان دخل العراق حتى التقته مجموعة من الرجال الذين قدموا انفسهم على انهم اعضاء في جماعة الزرقاوي. واوضح الشايع انه تلقى تدريبات عسكرية ومحاضرات لمدة شهر في غرب العراق مع مقاتلين اخرين، كان بينهم عراقيون وتونسيون وليبيون ويمنيون وسوريون ومقدونيون.
وذكر انه نقل الى وحدة في حي الدورة في جنوب بغداد، وهي من معاقل المتمردين المعروفة بمداخنها ومحطات الطاقة بها، وهو هدف من اهداف المخربين وتدرب على قيادة شاحنات نقل الوقود. وفي الليلة التي وقع فيها الانفجار، صدرت اليه التعليمات بقيادة الشاحنة الى حي المنصور والاقتراب من مجموعة من الحواجز الاسمنتية المنتشرة في المدينة.
وذكر لمحققيه «ابلغوني بالتوقف هناك وانتظار الاشخاص الذين سيأتون لأخذ الشاحنة مني. وتوقفت ووقع الانفجار».
وقد ادى الانفجار الى القاء الشايع خارج الشاحنة ونقل الى المستشفى مع غيره من المصابين.
وقد سجل نفسه باسم عراقي ولم يتضح دوره في الانفجار على الفور، الا ان السلطات العراقية علمت ان شخصا ما، يعتقد انه واحد من شركائه، عرض على حارس في المستشفى 50 الف دولار لاخراجه منها. وهرب ضباط الاستخبارات العراقية الشايع بعيدا عن المستشفى ووصلا الى مكتب كمال حيث قص عليه الشائع ما حدث له. واليوم فإن اسوأ مخاوف الشايع قد تحققت، فهو لا يزال على قيد الحياة، ويقضي وقته في سجن ابو غريب. وهو واحد من اكثر من 8 الاف سجين تحت السيطرة الاميركية.
وقد تلقى الشايع علاجا طبيا وهو يتعافى الان من جروحه، الا انه لن يخرج قريبا.