المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا يخبئ أكبر مصنع طائرات في العالم؟



فاطمي
10-01-2013, 04:00 PM
القبس تكشف عن صراع أجنحة بين بوينغ وإيرباص


http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2013/09/26/487451.gif (http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2013/09/26/487451.gif)

تراهن بوينغ هذه المرة على اجنحة طائراتها المصنوعة بعناية من المواد المركبة


http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2013/09/26/487452.gif (http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2013/09/26/487452.gif)
سر الرقم 7-7


تم النشر في 2013/09/26


إعداد علي محمد الهاشم


الصراع بين بيونغ وإيرباص لم يعد عادياً، فقد ازداد ضراوة لا تعرف الهدوء بين قطبي صناعة طائرات الركاب في العالم، هذا ما شهدته القبس في الزيارة التي قامت بها بدعوة من بوينغ لاستعراض أهم ما تنتجه بمصانعها في أكبر منشأة صناعية في العالم، ولكن الذي لفت الانتباه ليس نجاح إقلاع النموذج الأحدث والأكبر من البوينغ 878 والذي يحمل الرمز -9 بل في النموذج الأحدث من البوينغ الأوسع انتشاراً الـ 777 والذي يحمل الرمز X باللغة اللاتينية. فما أبعاد ذلك الصراع؟ وكيف ستبني بوينغ أكبر جناح لطائرة ثنائية المحركات والممر كي تضمن التنافس مع نموذج إيرباص 350 العتيد؟

أطلت صفقة شراء شركة طيران لوفتهانزا الألمانية لعدد يبلغ 34 طائرة جديدة من فئة بوينغ 777-9 إكس العملاقة والتي لم تبن بعد، مفاجأة من العيار الثقيل وتحولاً مثيراً ودراماتيكياً للناقلة الألمانية العريقة. ورغم أن هذه الصفقة تزامنت في الوقت نفسه بعدد كبير تجاوز الخمسين طائرة من فئة إيرباص 350 إكس دبليو بي -900 الأصغر حجماً من ذلك الذي لبوينغ، فإن شيئاً ما قد أدى بتلك الناقلة إلى أن تتخذ القرار المثير في التحول لبوينغ لشراء أكبر نماذجه المزمع بناؤه منتصف العقد الحالي، رغم أن لوفتهانزا تملك أسهماً في إيرباص، وهو ما يدعو إلى التساؤل عن فحوى ذلك.

نموذج عملاق بكامل المقاييس

قبل الخوض في أبعاد أخرى من الصفقة، ومدى ما ستؤول إليه من تطوير الناقلة الألمانية في الرحلات الطويلة نسبياً ذات السعة الضخمة من الركاب، فلا بد من الخوض في تفاصيل النموذجين الجديدين من طائرة بوينغ 777 الواسعة الانتشار وهما -8 إكس و-9 إكس، والأخير هو محور الموضوع، حيث سيتميز بطول بدنه كما أجنحته العملاقة المترامية الأطراف والتي قد تتجاوز 71 متراً، ما سيتطلب إدراج تزويدها بآلية لطي أطراف الأجنحة الخارجية كما هو الحال مع طائرات القتال على متن الحاملات، وهو ما أفاد به السيد راندي تينسيث نائب رئيس عمليات التسويق في شركة بوينغ للطائرات التجارية خلال لقاء خاص في سياتل، موقع بناء طائرات بوينغ التجارية، كما أن البدن ستتم إطالته إلى 76 متراً لجعل الطائرة الأطول على الإطلاق في هذه الفئة من الطائرات، وبالتالي ستسع حمولتها من الركاب إلى 407 مقاعد.

عائلة ناجحة من الطائرات

تعتبر عائلة طائرات بوينغ 777 عائلة الطائرات النفاثة التجارية المفضلة لدى الركاب وشركات الطيران في جميع أنحاء العالم. وتضم عائلة طائرات بوينغ 777 ستة طرازات من الطائرات، خمسة منها مخصصة للركاب وقادرة على الطيران من دون توقف بين وجهتين لتفادي الهبوط في المطارات الرئيسية المزدحمة، بينما تم تخصيص الطراز السادس للشحن الجوي. فمنذ إدخالها في الخدمة في يونيو 1995، قامت شركة بوينغ بزيادة طرازات طائرات بوينغ 777 وتتمثل المزايا التي يوفرها هذا التعدد لشركات الطيران، في حصولها على عائلة متكاملة من الطائرات تتميز بتغطية واسعة النطاق لاحتياجات الأسواق وتعدد القواسم المشتركة بين مختلف طرازاتها.

وتستوعب طائرات بوينغ 777 ما يتراوح بين 312 و388 راكباً في تصميم يضم ثلاث درجات للسفر بينما يتراوح مدى طيرانها بين 9480 كيلومتراً و17205 كيلومترات. وبينما يستوعب الطراز «777–200» 312 راكباً ويبلغ مدى طيرانه 9480 كيلومتراً، ويستوعب الطراز «777–300» 388 راكباً ويبلغ مدى طيرانه 10820 كيلومتراً. من ناحيته، يستوعب الطراز «777- إي آر» (بعيد المدى) 314 راكباً ويصل مدى طيرانه إلى 13900 كيلومتراً.

وبغية تزويد شركات الطيران بالمزيد من المرونة في خدمة الخطوط المباشرة من دون توقف، أطلقت بوينغ طرازين جديدين أبعد مدى من طائرات 777 هما الطراز «777-300 إي آر» القادر على استيعاب 386 راكباً والذي يصل مدى طيرانه إلى 14490 كيلومتراً. والطراز «777-200 إل آر وورلدلاينر» القادر على استيعاب 314 راكباً ومدى طيران 17205 كيلومترات. ويستطيع طراز «777-200 إل آر وورلدلاينر» الربط بين أي مدينتين في العالم أجمع.

تعزيز الدفع

تعتمد بوينغ على تدعيم الأداء لطائراتها عبر التحسين المتواصل والمستمر، وذلك من خلال عناصر عدة، العنصر الأول التحسينات التي تطول المحركات ويعتبر محركا شركة جنرال إلكتريك من طرازي GE90-115B وGE90-110B المحركين المستخدمين حصراً في الطرازات الأطول مدى والطراز المخصص للشحن الجوي من طائرات بوينغ 777. وتوفر طرازات المحركات الثلاثة هذه كفاءة عالية في ترشيد استهلاك الوقود، وهو ما دفع الشركة إلى الطلب من جنرال إلكتريك تطوير فئات أخرى من المحرك نفسه، وبالتالي طرحت النموذج GE-90X والذي سيحتوي على تحسينات جوهرية مثل تكثيف استخدام المواد المركبة في مكوناته إلى جانب نظام ذكي لإدارة المحرك تكفل له تشغيلاً اقتصادياً فائقاً بالمقارنة مع النماذج الأخرى الحالية.

الجناح الفائق

وسط كتمان شديد وبيئة عمل محصورة عن باقي أروقة المصنع كشفت شركة بوينغ لـ القبس والوفود الأخرى من الصحافيين المدعووين لزيارة المصنع عن آلة خرافية تتلخص في قدرتها على بناء وتشكيل المواد المركبة اللازمة لصنع أكبر وأعقد جناح لطائرة يتم صنعه من المواد المركبة، وهو الجناح الفائق الذي سيحمل النموذجين -8إكس و-9إكس المزمع إنتاجهما مستقبلاً، ولكن الأدهى في الأمر أن هذه الآلة ستكون ذات تحكم آلي كامل أي روبوتي، ما سيغير من مفهوم الصناعة المتبع حالياً، وسيقلل من نسبة العمالة بدرجة كبيرة. ويطلق عليها الآلة التي تصنع آلات التحليق، ولكنهم في بوينغ تحفظوا على إلقاء نظرة عليها واكتفوا بالحديث عنها فقط.

تسيد صناعة النقل الجوي

تأمل بوينغ من خلال كل ما سبق ذكره أن تتسيد صناعة النقل الجوي لما بعد منتصف العقد المقبل، وما بعد العقد المقبل، حينما سيتم دخول الطرازات الحديثة من طائرتها الناجحة، والتي باعت أكثر من 1400 طائرة منها حتى الآن، وهما 777-8إكس و-9، والنموذج الأخير قد يتسبب في قلق لإيرباص، حيث لا يمكن للنموذج إيه 350-1000 الأكبر مضاهات -9إكس لدى بوينغ لا في السعة ولا في المدى ولا في الأداء، رغم أنه مصنوع بالكامل من المواد المركبة، وليس هذا وحسب، ففي سؤال لـ القبس موجه إلى السيد مارتن بنتروت نائب رئيس قسم المبيعات الدولية حول ما إذا سيؤثر طرح النموذج الجديد من طائرة البوينغ 777-9إكس على النموذج بوينغ 747-8 أي الجامبو الرباعي المحركات؟ أجاب بالإيجاب: نعم، سيؤثر على إيرباص 350-1000، وكذلك نموذجنا الجامبو 747-8 أي، حيث سيكون عملاقاً بجميع المقاييس في الحجم والسعة، لتبدأ معها مرحلة جديدة من طائرات الركاب الفائقة الحجم والبعيدة المدى ذات المحركين النفاثين الاثنين فقط بعد أن تسيدتها الرباعية المحرك قبل ذلك.

سر الرقم «7» لطائرات بوينغ التجارية

هناك العديد من التساؤلات التي تطرح على مؤرخي شركة بوينغ، وأهمها بلا منازع السبب وراء اعتماد الرقم (7-7) اسماً للطائرات التجارية التي تطلقها الشركة، والذي بات واحدا من أشهر العلامات التجارية في التاريخ. لا يسعنا سوى القول بأن شركة بوينغ قد قامت بتخصيص أرقام طرازات متسلسلة لتصاميمها خلال العقود الماضية، تماماً كما تفعل معظم الشركات المصنّعة للطائرات. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، كانت بوينغ شركة مختصة بتصنيع الطائرات العسكرية.

وقد رأى وليام آلان، رئيس بوينغ في ذلك الوقت، أن الشركة بحاجة إلى إجراء عملية توسعية تعيدها إلى قطاع الطائرات التجارية وتعزز من مجالات تصنيع الصواريخ وسفن الفضاء الجديدة. وبهدف دعم استراتيجية التنويع، فقد قامت وحدة الأعمال الهندسية بتقسيم أرقام الطرازات إلى مجموعات مكوّنة من مائة لجميع فئات المنتجات الجديدة، حيث حافظت فئات 300 و400 على تمثيل الطائرات، في حين تم استخدام فئة 500 لتمثيل المحركات التوربينية، وتمثل فئة 600 الصواريخ والقاذفات الصاروخية، فيما تم تخصيص فئة 700 لطائرات النقل النفاثة. لذلك قرروا الانتقال مباشرة إلى إطلاق «نموذج 707» عليها، إذ بدا تكرار الرقم 7 جذاباً للغاية. وعلى هذا النحو، اتخذ قسم التسويق في الشركة قراراً بأن يتم تخصيص جميع أرقام النماذج المتبقية التي تبدأ و/أو تنتهي بالرقم 7 للطائرات التجارية حصرياً. وخضعت جميع طائرات بوينغ التجارية لعملية تسمية تسلسلية استناداً إلى الصيغة 7-7، مثل 727، و737، و747، وصولاً إلى أحدث طائرات بوينغ التجارية النفاثة «787».

alhashim_aviation@yahoo.com
: @Alialhashim2