جبار
02-23-2005, 10:20 AM
متطرفون يدخلون إلى تجمعات الشباب بهدوء.. ولا يخرجون بلا غنائم
لم يكن دخول علي عبد الظاهر (عادل إمام) في فيلم «الإرهابي» منزل عائلة الدكتور المصري، بعدما قام بدهسه أحد أفراد المنزل بالخطأ بعد هروبه من أجهزة الأمن، إلا صورة من عدة صور لدخول أصحاب الفكر المتطرف الذين قد لا يكونون مطالبين من الجهات الأمنية، ولكنهم يملكون فكراً لا يختلف عن فكر من يقتلون الأبرياء، وبهذا الفكر يقتحمون أماكن التجمعات لنشر أفكارهم للغير. وحسب المراقبين، فإن أبرز الأماكن التي تنشط فيها هذه الفئة وتجد فيها ضالتها هي المساجد أو المدارس أو برامج الرحلات الطلابية أو الشبابية، ليقوموا بنشر فكرهم المتطرف بأسلوب يعتمد على تغذية شعور الإحباط من الوضع الداخلي للبلد، وإظهار نزعة العداء للخارج واعتبار أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى من المارقين من الإسلام، الى جانب زيادة بث روح الحماس فيهم للجهاد والقتل.
وتأتي قصة «مراد».
ويحكي(سعيد. ع) قصة ولده (مراد) التي حدثت في الأشهر الماضية، وكيف أستطاع أن يتدارك ابنه ومستقبله قبل أن يجرفه التيار التكفيري المتشدد، وهي تفسر وتبين طريقة عمل المجندين، أو المهيئين، على الشباب.
ويقول والد مراد «يحرص ابني على الصلاة في المسجد، وكان هذا مؤشرا إيجابيا بالنسبة لي كما للآخرين في مجتمعنا المتدين، ولكن في الفترة الماضية كان يتأخر في العودة للمنزل بعد أداء صلاة الفجر، ولا يعود حتى الساعة السابعة صباحا. مع مرور الوقت تكرر تأخره بعد كل صلاة. لم تساورني الشكوك مطلقا، حتى بدأ يشارك في الرحلات الشبابية بكثرة لأماكن خارج مدينة جدة. عندها زاد القلق لدي، وكل ما أسأله عما يفعلون في تلك الرحلات، يبين لي أنهم يؤدون مجهوداً رياضياً وبدنياً عالياً، ويكون هناك أمير في الرحلات يحثهم على اللعب الرجولي والصبر وأن يتذكروا أخوانهم المجاهدين». ويسترسل بقوله «في أحد المرات طلب مني مراد أن يدعو أصدقاءه إلى المنزل فسعدت بذلك وعندما تعرفت على من يرافقهم اتضح أنهم يكبرونه بأعوام كبيرة، وعندما منعته عن مصاحبتهم بدأوا يرسلون شبابا في سنه، وهذا ما زادني شكاً في الموضوع، عندها منعته عن هذه الصحبة، وأشعر أنني أنقذت ولدي من وضع ربما لم يكن في حسبان أحد». قصة مراد تشبه قصصا اخرى كثيرة لشباب تورطوا في الدخول الى مجموعات شبابية من دون أن يعرفوا أنهم منخرطون في جماعات إرهابية، وبعد أن يتبين لهم الأمر لا يكون المجال أمامهم مفتوحا للخروج من هذه الجماعة فيستمرون من دون رجعة لخوفهم من القتل من تلك الجماعات أو صغر سنهم، كما ذكر خالد الفراج، وعبد الرحمن الرشود في اعترافاتهما عبر برنامج (حقائق خاصة) الذي عرض أخيرا في التلفزيون السعودي عن الإرهاب.
ويحدد الدكتور فايز الشهري، عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد الأمنية، المراحل العمرية للشباب التي تستغلها الجماعات المتطرفة، وهي عادة ما تكون بين الـ15، و20 عاما، كما يتبعون أساليب خاصة في استغلال الشباب يوضحها في قوله «يستغلون عادة الشباب الذين يعانون من مشاكل أسرية، أو يكون دورهم الأسري مهمشاً، وكذلك حديثي الالتزام بفروض الدين وواجباته». ويضيف «يحاولون عند الخروج في رحلات أن يكنى ذلك الشاب الجديد بكنية خاصه به، وأن يتولى إمارة تنظيم رياضي أو ثقافي بهدف زرع الثقة فيه».
لكن زياد الدريس رئيس تحرير مجلة «المعرفة» ينظر للأمر من زاوية مختلفة فهو يقول «اعتقد أن مثل هذه المواضيع تحتاج إلى دراسات على الأسر الاجتماعية لعائلات المنتمين لهذه الجماعات، لكنني على ثقة، ومتأكد مما اقول، أنهم يقومون باستغلال الشباب من صغار السن لأنهم سريعو الاندفاع والتأثر والحماس».
ويقول يوسف الديني، وهو مختص في الجماعات الإسلامية، «إن لدى هذه الجماعات ملامح فكرية بارزه يتم استخدامها في التعامل مع من يستهدفونهم. في البداية عدم الانتماء للوطن، والعيش في عزلة، والاعتراض بصفه متكررة، كما يقومون بطرح أفكار أمُمية، أي لا يعترفون بالقطر وحدوده، بل يتحدثون دائماً بالأسم الأمُمي وهذا يعكس تكفيرهم للأنظمة بحجة أنها لا تطبق الشريعة».
ويزيد الدريس، من جهته، عن أبرز الملامح الفكرية بالقول «في البدايه يركزون على شعورهم بالنقمة على المجتمع، والنظرة السوداوية، خاصة أنها تستغل اشتعال الأحداث في العالم الخارجي وتوظفه لاستغلال الوضع الداخلي، فهم يعيشون على التأثر بالأحداث وتسخير هذا التأثر في أعمالهم وأفكارهم المتطرفة».
وبالعودة الى الدكتور الشهري فإن «الأهم من ذلك كله، أنهم لا ينتمون إلى تنظيم بل على فكر، وهؤلاء يصعب التحكم فيهم».
ويرى الديني أن لهذه الفئة تعاملا مغلوطا أو متزمتا في النظر تجاه القضايا والأحداث المعاشة، قائلاً «هم يتناولونها بطريقة متزمتة وأحادية الرؤية، ويطرحون أيضاً شعارات أن المسلمين قد تخلوا عن دينهم، ويتهمونهم بالتبعية، ولذلك يعتبرونهم خارجين عن الشريعة ويجب قتلهم، كما ينظرون لأصحاب المذاهب والديانات الأخرى على أنهم لا يستحقون العيش ويجب قتلهم، وذلك بتعميم فقه الحرب».
ويوضح الدكتور الشهري طريقة التزمت في القضايا الشرعية بضرب مثال على ذلك. يقول «لو أخذنا الأغاني على سبيل المثال فهم يشددون على أن حكمها حرام وأن المجتمع والحكومة والعلماء الذين لا يتحدثون عن ذلك، هم بعيدون عن الشريعة والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
ومع التحذيرات التي تطلق عن الجماعات المتطرفة، وعدم الغلو، إزداد حرص الطلاب في الانتقاء بالنشاطات المدرسية، وعدم الخوض في أي جماعات تحمل تلك الأفكار في المدارس أو المراكز الصيفية. عارف السلمي، 18 عاماً، طالب في المرحلة الثانوية، أصبح يرفض مبدأ المشاركة في النشاطات الإسلامية التي تلقى اقبالا كبيرا من الطلاب، ويختلف عبد العزيز الزهراني عن رؤية عارف للقضية، قائلاً «لا أعتقد أن المشكلة في النشاطات الإسلامية، بل في النفوس الضعيفة التي من السهل أن تنقاد».
حديث الدكتور الشهري عن الشباب ومعالجة القضية فكرياً ركز على «ترشيد الفكر، وعدم تفريغه، حتى لا يصبح شبابنا من دون عقيدة وروح ويكون هشاً».
وعن تلك الأماكن وحول ما يثار عن أن بعض القائمين على المساجد هم من يساعدون في التطرف أو الغلو، فإن لدى زياد الدريس بعداً آخر في الموضوع، يقول «لن أنساق خلف الأقوال التي تقول إن كل منابر المساجد والتعليم ليست سلبية، بل سأنظر إلى مواقع الإنترنت التي تعتبر سمة من سمات العالم الليبرالي أصبحت مستغله من قبل الأصولية».
ويوضح الدكتور الشهري الصورة الكاملة للوضع «عندما نقول إن أحدهم تم تجنيده في المسجد فلا يدل ذلك على أن المشكلة في المسجد، بل في من هو بداخل المسجد، وللمعلومية من يقومون بتجنيد هؤلاء الشباب يقومون في البداية بتفريغ ما في عقولهم وعزلهم عبر رحلات لا تتم بطرق رسمية».
وتنظر الدكتورة فوزية الشماخ، مديرة مركز استشاري للتطوير الذاتي والنفسي، أن التربية المبدئية من المؤسسات الاجتماعية هي العلاج الوقائي الأول من مثل الأفكار المنحرفة والمتطرفة في كلا التيارات، قائلة «هناك خمس مؤسسات اجتماعية لا بد من التركيز عليها في تهيئة وتنشئة الشباب ووقايتهم من الأفكار المتطرفة، هي المنزل والحب الذي يحصل عليه الطفل والأمن والأمان، ومن ثم المدرسة ودور المناهج في ترشيد فكر الطلاب وتوعيتهم باعتدال ونشر المحبة والتفاؤل لهم، وفي المرتبة الثالثة الأصدقاء، ولن يكون هناك خوف من تأثير سلبي منهم إذا توفر العاملان الأولان اللذان يشكلان الوعي الأكبر للأبناء (المنزل، المدرسة)، والإعلام في دوره المسؤول عن الوعي والمساجد في نشر الاعتدال وذلك من خلال الخطب أو الدروس».
وتعتبر الدكتورة الشماخ أن من تم غسل أدمغتهم عبر المجندين أو المساعدين في الفكر الإرهابي كانوا يستغلون نقطتين مهمتين «غياب الحوار والإقناع في المؤسسات الاجتماعية السابقة، وهو ما قد يساعد في تسهيل عمل هذه الفئات، بالإضافة إلى أندية ثقافية ورياضيه ومكتبات، وأن يجبر الشاب على العمل حتى لو كانت الراحة المادية متوفرة لأهله فهي ستساهم في ملء فراغه بأمور تغنيه عن التفكير في قضايا قد تنتهي بقتل الأبرياء».
لم يكن دخول علي عبد الظاهر (عادل إمام) في فيلم «الإرهابي» منزل عائلة الدكتور المصري، بعدما قام بدهسه أحد أفراد المنزل بالخطأ بعد هروبه من أجهزة الأمن، إلا صورة من عدة صور لدخول أصحاب الفكر المتطرف الذين قد لا يكونون مطالبين من الجهات الأمنية، ولكنهم يملكون فكراً لا يختلف عن فكر من يقتلون الأبرياء، وبهذا الفكر يقتحمون أماكن التجمعات لنشر أفكارهم للغير. وحسب المراقبين، فإن أبرز الأماكن التي تنشط فيها هذه الفئة وتجد فيها ضالتها هي المساجد أو المدارس أو برامج الرحلات الطلابية أو الشبابية، ليقوموا بنشر فكرهم المتطرف بأسلوب يعتمد على تغذية شعور الإحباط من الوضع الداخلي للبلد، وإظهار نزعة العداء للخارج واعتبار أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى من المارقين من الإسلام، الى جانب زيادة بث روح الحماس فيهم للجهاد والقتل.
وتأتي قصة «مراد».
ويحكي(سعيد. ع) قصة ولده (مراد) التي حدثت في الأشهر الماضية، وكيف أستطاع أن يتدارك ابنه ومستقبله قبل أن يجرفه التيار التكفيري المتشدد، وهي تفسر وتبين طريقة عمل المجندين، أو المهيئين، على الشباب.
ويقول والد مراد «يحرص ابني على الصلاة في المسجد، وكان هذا مؤشرا إيجابيا بالنسبة لي كما للآخرين في مجتمعنا المتدين، ولكن في الفترة الماضية كان يتأخر في العودة للمنزل بعد أداء صلاة الفجر، ولا يعود حتى الساعة السابعة صباحا. مع مرور الوقت تكرر تأخره بعد كل صلاة. لم تساورني الشكوك مطلقا، حتى بدأ يشارك في الرحلات الشبابية بكثرة لأماكن خارج مدينة جدة. عندها زاد القلق لدي، وكل ما أسأله عما يفعلون في تلك الرحلات، يبين لي أنهم يؤدون مجهوداً رياضياً وبدنياً عالياً، ويكون هناك أمير في الرحلات يحثهم على اللعب الرجولي والصبر وأن يتذكروا أخوانهم المجاهدين». ويسترسل بقوله «في أحد المرات طلب مني مراد أن يدعو أصدقاءه إلى المنزل فسعدت بذلك وعندما تعرفت على من يرافقهم اتضح أنهم يكبرونه بأعوام كبيرة، وعندما منعته عن مصاحبتهم بدأوا يرسلون شبابا في سنه، وهذا ما زادني شكاً في الموضوع، عندها منعته عن هذه الصحبة، وأشعر أنني أنقذت ولدي من وضع ربما لم يكن في حسبان أحد». قصة مراد تشبه قصصا اخرى كثيرة لشباب تورطوا في الدخول الى مجموعات شبابية من دون أن يعرفوا أنهم منخرطون في جماعات إرهابية، وبعد أن يتبين لهم الأمر لا يكون المجال أمامهم مفتوحا للخروج من هذه الجماعة فيستمرون من دون رجعة لخوفهم من القتل من تلك الجماعات أو صغر سنهم، كما ذكر خالد الفراج، وعبد الرحمن الرشود في اعترافاتهما عبر برنامج (حقائق خاصة) الذي عرض أخيرا في التلفزيون السعودي عن الإرهاب.
ويحدد الدكتور فايز الشهري، عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد الأمنية، المراحل العمرية للشباب التي تستغلها الجماعات المتطرفة، وهي عادة ما تكون بين الـ15، و20 عاما، كما يتبعون أساليب خاصة في استغلال الشباب يوضحها في قوله «يستغلون عادة الشباب الذين يعانون من مشاكل أسرية، أو يكون دورهم الأسري مهمشاً، وكذلك حديثي الالتزام بفروض الدين وواجباته». ويضيف «يحاولون عند الخروج في رحلات أن يكنى ذلك الشاب الجديد بكنية خاصه به، وأن يتولى إمارة تنظيم رياضي أو ثقافي بهدف زرع الثقة فيه».
لكن زياد الدريس رئيس تحرير مجلة «المعرفة» ينظر للأمر من زاوية مختلفة فهو يقول «اعتقد أن مثل هذه المواضيع تحتاج إلى دراسات على الأسر الاجتماعية لعائلات المنتمين لهذه الجماعات، لكنني على ثقة، ومتأكد مما اقول، أنهم يقومون باستغلال الشباب من صغار السن لأنهم سريعو الاندفاع والتأثر والحماس».
ويقول يوسف الديني، وهو مختص في الجماعات الإسلامية، «إن لدى هذه الجماعات ملامح فكرية بارزه يتم استخدامها في التعامل مع من يستهدفونهم. في البداية عدم الانتماء للوطن، والعيش في عزلة، والاعتراض بصفه متكررة، كما يقومون بطرح أفكار أمُمية، أي لا يعترفون بالقطر وحدوده، بل يتحدثون دائماً بالأسم الأمُمي وهذا يعكس تكفيرهم للأنظمة بحجة أنها لا تطبق الشريعة».
ويزيد الدريس، من جهته، عن أبرز الملامح الفكرية بالقول «في البدايه يركزون على شعورهم بالنقمة على المجتمع، والنظرة السوداوية، خاصة أنها تستغل اشتعال الأحداث في العالم الخارجي وتوظفه لاستغلال الوضع الداخلي، فهم يعيشون على التأثر بالأحداث وتسخير هذا التأثر في أعمالهم وأفكارهم المتطرفة».
وبالعودة الى الدكتور الشهري فإن «الأهم من ذلك كله، أنهم لا ينتمون إلى تنظيم بل على فكر، وهؤلاء يصعب التحكم فيهم».
ويرى الديني أن لهذه الفئة تعاملا مغلوطا أو متزمتا في النظر تجاه القضايا والأحداث المعاشة، قائلاً «هم يتناولونها بطريقة متزمتة وأحادية الرؤية، ويطرحون أيضاً شعارات أن المسلمين قد تخلوا عن دينهم، ويتهمونهم بالتبعية، ولذلك يعتبرونهم خارجين عن الشريعة ويجب قتلهم، كما ينظرون لأصحاب المذاهب والديانات الأخرى على أنهم لا يستحقون العيش ويجب قتلهم، وذلك بتعميم فقه الحرب».
ويوضح الدكتور الشهري طريقة التزمت في القضايا الشرعية بضرب مثال على ذلك. يقول «لو أخذنا الأغاني على سبيل المثال فهم يشددون على أن حكمها حرام وأن المجتمع والحكومة والعلماء الذين لا يتحدثون عن ذلك، هم بعيدون عن الشريعة والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
ومع التحذيرات التي تطلق عن الجماعات المتطرفة، وعدم الغلو، إزداد حرص الطلاب في الانتقاء بالنشاطات المدرسية، وعدم الخوض في أي جماعات تحمل تلك الأفكار في المدارس أو المراكز الصيفية. عارف السلمي، 18 عاماً، طالب في المرحلة الثانوية، أصبح يرفض مبدأ المشاركة في النشاطات الإسلامية التي تلقى اقبالا كبيرا من الطلاب، ويختلف عبد العزيز الزهراني عن رؤية عارف للقضية، قائلاً «لا أعتقد أن المشكلة في النشاطات الإسلامية، بل في النفوس الضعيفة التي من السهل أن تنقاد».
حديث الدكتور الشهري عن الشباب ومعالجة القضية فكرياً ركز على «ترشيد الفكر، وعدم تفريغه، حتى لا يصبح شبابنا من دون عقيدة وروح ويكون هشاً».
وعن تلك الأماكن وحول ما يثار عن أن بعض القائمين على المساجد هم من يساعدون في التطرف أو الغلو، فإن لدى زياد الدريس بعداً آخر في الموضوع، يقول «لن أنساق خلف الأقوال التي تقول إن كل منابر المساجد والتعليم ليست سلبية، بل سأنظر إلى مواقع الإنترنت التي تعتبر سمة من سمات العالم الليبرالي أصبحت مستغله من قبل الأصولية».
ويوضح الدكتور الشهري الصورة الكاملة للوضع «عندما نقول إن أحدهم تم تجنيده في المسجد فلا يدل ذلك على أن المشكلة في المسجد، بل في من هو بداخل المسجد، وللمعلومية من يقومون بتجنيد هؤلاء الشباب يقومون في البداية بتفريغ ما في عقولهم وعزلهم عبر رحلات لا تتم بطرق رسمية».
وتنظر الدكتورة فوزية الشماخ، مديرة مركز استشاري للتطوير الذاتي والنفسي، أن التربية المبدئية من المؤسسات الاجتماعية هي العلاج الوقائي الأول من مثل الأفكار المنحرفة والمتطرفة في كلا التيارات، قائلة «هناك خمس مؤسسات اجتماعية لا بد من التركيز عليها في تهيئة وتنشئة الشباب ووقايتهم من الأفكار المتطرفة، هي المنزل والحب الذي يحصل عليه الطفل والأمن والأمان، ومن ثم المدرسة ودور المناهج في ترشيد فكر الطلاب وتوعيتهم باعتدال ونشر المحبة والتفاؤل لهم، وفي المرتبة الثالثة الأصدقاء، ولن يكون هناك خوف من تأثير سلبي منهم إذا توفر العاملان الأولان اللذان يشكلان الوعي الأكبر للأبناء (المنزل، المدرسة)، والإعلام في دوره المسؤول عن الوعي والمساجد في نشر الاعتدال وذلك من خلال الخطب أو الدروس».
وتعتبر الدكتورة الشماخ أن من تم غسل أدمغتهم عبر المجندين أو المساعدين في الفكر الإرهابي كانوا يستغلون نقطتين مهمتين «غياب الحوار والإقناع في المؤسسات الاجتماعية السابقة، وهو ما قد يساعد في تسهيل عمل هذه الفئات، بالإضافة إلى أندية ثقافية ورياضيه ومكتبات، وأن يجبر الشاب على العمل حتى لو كانت الراحة المادية متوفرة لأهله فهي ستساهم في ملء فراغه بأمور تغنيه عن التفكير في قضايا قد تنتهي بقتل الأبرياء».