فاطمي
09-14-2013, 07:31 PM
September 14 2013
تتوقع الأوساط الأكاديمية في إسرائيل قريباً صدور كتاب لأحد الباحثين في الكيان العبري يروي فيه قصة «التعاون والتنسيق الاستثنائي بين الأردن وإسرائيل في الحرب من الزاوية الأردنية وذلك وفقا لجريدة الاخبار اللبنانية ..
بعد أيام على كشف أحد ضباط الاستخبارات السابقين في الجيش الإسرائيلي عن حقيقة قيامه ورئيس الموساد بتقديم تقارير يومية للملك الأردني الراحل حسين، عن سير المعارك أثناء حرب يوم الغفران عام 1973 بدافع ضمان بقائه خارجها، ظهرت رواية الدكتور أساف دافيد، الخبير في الشؤون الأردنية في جامعة تل أبيب والزميل في معهد ترومان لأبحاث السلام، التي تضمنت التدقيق في مئات الوثائق التي تعود إلى عام 1973 والتي سمحت الإدارة الأميركية بنشرها
تكتسي هذه الوثائق أهمية مضاعفة؛ لأن الشخصيات الرئيسية فيها تدخل هي في صلب دوائر صناعة القرار مثل الرئيس الأميركي، ريتشارد نيكسون، ووزير خارجيته، هنري كيسينجر، والسفيرين الأميركيين لدى تل أبيب وعمّان، إضافة إلى مسؤولين إسرائيليين وأردنيين كبار، وعلى رأسهم الملك حسين.ويرى دافيد أن «لعبة الأردنيين المزدوجة تتضح بجلاء من خلال الوثائق الدبلوماسية التي عالجها»، خالصاً إلى أن «قرار عدم مشاركتهم الفاعلة في الحرب نبع أيضاً من الحوار السري الذي أجروه مع إسرائيل».
ويروي ضمن هذا السياق كيف أن الملك حسين اقترح في العاشر من تشرين الأول، أي بعد أربعة أيام على اندلاع الحرب، على كيسينجر أن يقوم بإطلاع الإسرائيليين على خريطة انتشار قواته وأماكن تموضعها الدقيقة وتقديم ضمانة لهم بأن الأردن «ليس لديه أية نية بحصول اشتباك بين وحداته العسكرية والقوات الإسرائيلية». وفي موازاة ذلك، ينقل الكاتب عن وثيقة أميركية أن الملك نفسه اتصل بالسفير الأميركي لدى عمان، دين براون، وأوضح له أن مشاركة جنود أردنيين في الحرب هي فقط محاولة «لتأمين غطاء أمام الدول العربية في حال تدهور الأوضاع بسرعة». ويرى الكاتب أن الأميركيين والإسرائيليين فهموا أن الأردنيين سيكونون ملزمين بالتضحية بجنود في الحرب كي ينهوها من دون أضرار أمام الرأي العام العربي والأردني
وفي هذا السياق، يقول دافيد إنه عثر في الوثائق الأميركية على أقوال لرئيس وزراء الأردن في حينه، زيد الرفاعي، أوضح فيها للسفير الأميركي أن «المطلوب الآن هو أن يكون هناك شهداء أردنيون». وعلق دافيد على ما قاله الرفاعي شارحاً أنه في واقع الأمر أراد «أن يبعث بجنود إلى الموت بشكل مؤكد في ميدان المعركة لإرضاء القائد... وفي نهاية المطاف شارك اللواء الأردني في المعارك وتكبد خسائر فادحة، سواء بنيران الجيش الإسرائيلي أو نيران الجيوش العربية الأخرى
ويشير الكاتب إلى أن إرسال الأردن لواءً عسكرياً إلى سوريا، جرى بعلم إسرائيل وبموافقتها الصامتة. ويرى أن تل أبيب «قبلت بالخطوة الأردنية هذه بوصفها أهون الشرور وحاولت الامتناع عن استهداف قوات اللواء»، وخصوصاً بعد أن «وعد الأردنيون بأن قواتهم ستعمل ببطء وحذر بقدر الاستطاعة».وبحسب إحدى الوثائق، فإن الملك حسين سعى إلى الاستيضاح من السفير البريطاني لدى المملكة «قبل فوات الأوان» في ما إذا كان الإسرائيليون يتعاملون مع خطوته بإرسال اللواء كسبب للحرب بين الجانبين.
بل إن الملك توجس من ألّا تكون رسالته عبر السفير البريطاني كافية، فأرسل رسالة إلى رئيسة الوزراء الإسرائيلية، غولدا مئير، شرح فيها خلفيات خطوته العسكرية، وطلب منها «الامتناع عن مهاجمة قواته إذا كان الأمر ممكناً
وشدد الملك في رسالته على أنّ من شأن هذا الأمر أن «يُبقي الأردن وإسرائيل خارج حرب عديمة المعنى في ما بينهما». وبحسب الكاتب، وصفت مئير رسالة الملك بأنها «تمسّ شغاف القلب».
وبالرغم من المساعي التي بذلها الملك الأردني لطمأنة إسرائيل إلى عدم وجود نيات عدوانية لديه حيالها، يوضح الكاتب أن تل أبيب «تأكدت من أن الحسين يفهم أنه إذا انضم إلى الحرب فإن إسرائيل ستكرّس جيشها لتدمير الأردن تماماً، بجيشه وسلاح جوه وبناه التحتية»، وفقاً للصياغة الأميركية للرسالة التي وصلت إليه
وفي معمعة الاتصالات، تشير إحدى الوثائق إلى أن وزير الخارجية الأميركي، هنري كيسينجر، طلب من السفيرة الإسرائيلية لدى الولايات المتحدة، سمحا دينتس، أن تمتنع إسرائيل عن مهاجمة اللواء الأردني الذي أُرسل إلى سوريا، موضحاً أن «الأردنيين لن يشاركوا في القتال، بل سيقفون هناك فقط». ورد دينتس على الرسالة بأنّ الرد الإسرائيلي سلبي، «إلا أن ذلك لا يعني أن إسرائيل ستهاجم الأردن».
ووفقاً للباحث الإسرائيلي، فإن الملك حسين اضطر في النهاية إلى إرسال جنوده إلى القتال، وذلك بعد أن فشلت الجهود الأميركية في تحقيق وقف إطلاق نار خلال أيام الحرب الأولى. وفي إحدى محادثاته مع الأميركيين، بدا مزاج الملك «عاصفاً»؛ إذ قال إنه «لا يمكنه أن يبني دولة جديدة وجيشاً جديداً من كل هذا الحطام
لكنه بالرغم من ذلك، قال للسفير الأميركي إنه سيخرج إلى الجبهة، موضحاً أنه «ليس مجنوناً أو مريضاً، لكنه يفضّل الموت مع جنوده على العيش في العار في دولة مدمرة تحت حكم السوفيات».
وبعد أن هدأ قليلاً، أبلغ الملك كيسينجر ومئير أن جنوده وصلوا إلى الحدود الأردنية السورية صباح 19 أكتوبر وأن «نشاطهم من الآن فصاعداً سيكون بطيئاً ومتوازناً»، فيما وعدت إسرائيل من جهتها الملك، عبر الأميركيين، بأنها ستمتنع عن ضرب الأردن إن لم يحرك قواته إلى داخل سوريا.ومن المتوقع أن يصدر البحث الذي أعده دافيد خلال أيام عن دار هيرست البريطانية على شكل مجموعة مقالات تحمل اسم «حرب اكتوبر 1973 – سياسة، دبلوماسية وتراث
تتوقع الأوساط الأكاديمية في إسرائيل قريباً صدور كتاب لأحد الباحثين في الكيان العبري يروي فيه قصة «التعاون والتنسيق الاستثنائي بين الأردن وإسرائيل في الحرب من الزاوية الأردنية وذلك وفقا لجريدة الاخبار اللبنانية ..
بعد أيام على كشف أحد ضباط الاستخبارات السابقين في الجيش الإسرائيلي عن حقيقة قيامه ورئيس الموساد بتقديم تقارير يومية للملك الأردني الراحل حسين، عن سير المعارك أثناء حرب يوم الغفران عام 1973 بدافع ضمان بقائه خارجها، ظهرت رواية الدكتور أساف دافيد، الخبير في الشؤون الأردنية في جامعة تل أبيب والزميل في معهد ترومان لأبحاث السلام، التي تضمنت التدقيق في مئات الوثائق التي تعود إلى عام 1973 والتي سمحت الإدارة الأميركية بنشرها
تكتسي هذه الوثائق أهمية مضاعفة؛ لأن الشخصيات الرئيسية فيها تدخل هي في صلب دوائر صناعة القرار مثل الرئيس الأميركي، ريتشارد نيكسون، ووزير خارجيته، هنري كيسينجر، والسفيرين الأميركيين لدى تل أبيب وعمّان، إضافة إلى مسؤولين إسرائيليين وأردنيين كبار، وعلى رأسهم الملك حسين.ويرى دافيد أن «لعبة الأردنيين المزدوجة تتضح بجلاء من خلال الوثائق الدبلوماسية التي عالجها»، خالصاً إلى أن «قرار عدم مشاركتهم الفاعلة في الحرب نبع أيضاً من الحوار السري الذي أجروه مع إسرائيل».
ويروي ضمن هذا السياق كيف أن الملك حسين اقترح في العاشر من تشرين الأول، أي بعد أربعة أيام على اندلاع الحرب، على كيسينجر أن يقوم بإطلاع الإسرائيليين على خريطة انتشار قواته وأماكن تموضعها الدقيقة وتقديم ضمانة لهم بأن الأردن «ليس لديه أية نية بحصول اشتباك بين وحداته العسكرية والقوات الإسرائيلية». وفي موازاة ذلك، ينقل الكاتب عن وثيقة أميركية أن الملك نفسه اتصل بالسفير الأميركي لدى عمان، دين براون، وأوضح له أن مشاركة جنود أردنيين في الحرب هي فقط محاولة «لتأمين غطاء أمام الدول العربية في حال تدهور الأوضاع بسرعة». ويرى الكاتب أن الأميركيين والإسرائيليين فهموا أن الأردنيين سيكونون ملزمين بالتضحية بجنود في الحرب كي ينهوها من دون أضرار أمام الرأي العام العربي والأردني
وفي هذا السياق، يقول دافيد إنه عثر في الوثائق الأميركية على أقوال لرئيس وزراء الأردن في حينه، زيد الرفاعي، أوضح فيها للسفير الأميركي أن «المطلوب الآن هو أن يكون هناك شهداء أردنيون». وعلق دافيد على ما قاله الرفاعي شارحاً أنه في واقع الأمر أراد «أن يبعث بجنود إلى الموت بشكل مؤكد في ميدان المعركة لإرضاء القائد... وفي نهاية المطاف شارك اللواء الأردني في المعارك وتكبد خسائر فادحة، سواء بنيران الجيش الإسرائيلي أو نيران الجيوش العربية الأخرى
ويشير الكاتب إلى أن إرسال الأردن لواءً عسكرياً إلى سوريا، جرى بعلم إسرائيل وبموافقتها الصامتة. ويرى أن تل أبيب «قبلت بالخطوة الأردنية هذه بوصفها أهون الشرور وحاولت الامتناع عن استهداف قوات اللواء»، وخصوصاً بعد أن «وعد الأردنيون بأن قواتهم ستعمل ببطء وحذر بقدر الاستطاعة».وبحسب إحدى الوثائق، فإن الملك حسين سعى إلى الاستيضاح من السفير البريطاني لدى المملكة «قبل فوات الأوان» في ما إذا كان الإسرائيليون يتعاملون مع خطوته بإرسال اللواء كسبب للحرب بين الجانبين.
بل إن الملك توجس من ألّا تكون رسالته عبر السفير البريطاني كافية، فأرسل رسالة إلى رئيسة الوزراء الإسرائيلية، غولدا مئير، شرح فيها خلفيات خطوته العسكرية، وطلب منها «الامتناع عن مهاجمة قواته إذا كان الأمر ممكناً
وشدد الملك في رسالته على أنّ من شأن هذا الأمر أن «يُبقي الأردن وإسرائيل خارج حرب عديمة المعنى في ما بينهما». وبحسب الكاتب، وصفت مئير رسالة الملك بأنها «تمسّ شغاف القلب».
وبالرغم من المساعي التي بذلها الملك الأردني لطمأنة إسرائيل إلى عدم وجود نيات عدوانية لديه حيالها، يوضح الكاتب أن تل أبيب «تأكدت من أن الحسين يفهم أنه إذا انضم إلى الحرب فإن إسرائيل ستكرّس جيشها لتدمير الأردن تماماً، بجيشه وسلاح جوه وبناه التحتية»، وفقاً للصياغة الأميركية للرسالة التي وصلت إليه
وفي معمعة الاتصالات، تشير إحدى الوثائق إلى أن وزير الخارجية الأميركي، هنري كيسينجر، طلب من السفيرة الإسرائيلية لدى الولايات المتحدة، سمحا دينتس، أن تمتنع إسرائيل عن مهاجمة اللواء الأردني الذي أُرسل إلى سوريا، موضحاً أن «الأردنيين لن يشاركوا في القتال، بل سيقفون هناك فقط». ورد دينتس على الرسالة بأنّ الرد الإسرائيلي سلبي، «إلا أن ذلك لا يعني أن إسرائيل ستهاجم الأردن».
ووفقاً للباحث الإسرائيلي، فإن الملك حسين اضطر في النهاية إلى إرسال جنوده إلى القتال، وذلك بعد أن فشلت الجهود الأميركية في تحقيق وقف إطلاق نار خلال أيام الحرب الأولى. وفي إحدى محادثاته مع الأميركيين، بدا مزاج الملك «عاصفاً»؛ إذ قال إنه «لا يمكنه أن يبني دولة جديدة وجيشاً جديداً من كل هذا الحطام
لكنه بالرغم من ذلك، قال للسفير الأميركي إنه سيخرج إلى الجبهة، موضحاً أنه «ليس مجنوناً أو مريضاً، لكنه يفضّل الموت مع جنوده على العيش في العار في دولة مدمرة تحت حكم السوفيات».
وبعد أن هدأ قليلاً، أبلغ الملك كيسينجر ومئير أن جنوده وصلوا إلى الحدود الأردنية السورية صباح 19 أكتوبر وأن «نشاطهم من الآن فصاعداً سيكون بطيئاً ومتوازناً»، فيما وعدت إسرائيل من جهتها الملك، عبر الأميركيين، بأنها ستمتنع عن ضرب الأردن إن لم يحرك قواته إلى داخل سوريا.ومن المتوقع أن يصدر البحث الذي أعده دافيد خلال أيام عن دار هيرست البريطانية على شكل مجموعة مقالات تحمل اسم «حرب اكتوبر 1973 – سياسة، دبلوماسية وتراث