مجاهدون
02-23-2005, 09:15 AM
الأصلي هو الذي يعلك في فمك حينما تمضغه
كتب جاسم عباس:
أجمل المصادفات تلك التي تغير حياة الانسان 180 درجة، الى الاحسن طبعا، وهذا ما حدث مع المواطن عبدالله الشاهين.
كان الشاهين يعمل مضيفا في الخطوط الجوية الكويتية، يقطع البحار والمحيطات من الكويت الى جنوب آسيا حتى وصل الى استراليا واليابان، فطلب منه أحدهم ان يشتري بعض التولات من عود البخور، فأحضرها له، وبعد ايام اعطاه ألف دينار وقال له: انه بخور طيب.. عود لم اشم مثله من قبل.
بعد هذه المصادفة، بدأت الطلبات تكثر على الشاهين، فقدم استقالته من الخطوط الجوية الكويتية، وبدأ يتفرغ لتلبية الطلبات على عود البخور، ومنذ 18 سنة وهو يعيش بين ماليزيا وبانكوك ولاوس وبورما واندونيسيا والكويت
الشاهين سعيد بمهنته الجديدة التي غيرت حياته، ويقول:
ـ املك الآن مصنعا في ماليزيا للعود والبخور، فيه 18 قدرا للتجهيز، حيث اتجول بين غابات اشجار العود لأحصل على الطيب الطيب بعد جهد جهيد على مدى ايام وليال، وقد استقرت بي الايام في ماليزيا في مدينة «كداه» الى جانب تايلند، وكل هذا لأجل خشب البخور الذي يحرق بالجمر، ويتصاعد منه دخان ذو رائحة عطرة، ويقول المثل: «وما بعد العود قعود» اي بعدما تشم هذا البخور عليك بالانصراف.
أحلى العود
ويواصل عبدالله الشاهين سرد قصته مع العود والبخور قائلا:
ـ بعد 18 سنة من الخبرة وبين هذه الاشجار عرفت ان شجرة العود تزرع كشتلات وبعد 70 الى 100 سنة تحصل منها على اعواد البخور ولا تستفيد منها ولا تحصد شيئا قبل هذه السنوات، وكلما زرعت الشتلات على ارض مرتفعة كانت الشجرة هي الاجود والاعطر، وبعد 70 سنة تمرض بعض اجزائها من الاغصان، حيث تدخلها الديدان الصغيرة فتمرض وتفرز افرازات صمغية، فنقوم نحن بقطع هذه الاجزاء المريضة التي يكون فيها البخور والعود والطيب، وكلما زاد عمر شجرة العود زادت رائحتها طيبا.
وهذه الغابات لا تعرف قيمتها بين اهاليها اي سكان هذه المناطق باستثناء القليل منهم، وقد تدخلت الحكومات اخيرا وبدأت تمنع التدخل في هذه المناطق وأهمها: لاوس وكمبوديا، وتايلند وسنغافورة وماليزيا واندونيسيا والهند، وبورما.
الأسعار
وعن اسعار بخور العود يقول الشاهين:
ـ اغلى الانواع اللاوسي فسعر الكيلو غرام من 13 الى 17 الف دولار، وكل كيلو غرام يساوي 5،83 تولة وكل تولة تساوي 12 غراما، والكمبودي ان وجد «سوبر دبل» يصل سعر الكيلو غرام منه 20 الف دولار، وكل من يقل انه يملك من هذا النوع فكلامه غير صحيح، والسبب ان هذه الاشجار قضي عليها ولا توجد منها الا اشجار قليلة ونادرة وهي الآن محاصرة من قبل الحكومة، وتدور حولها النزاعات بين القبائل، خصوصا الخمير الحمر، اما البورمي والماليزي فيكون سعر الكيلوغرام 1000 دولار وهذه الاسعار للشراء من الغابات، ولكن مع التصفية والنقل والجمارك والاتعاب يصل الى 8000 دولار.
وحسب الشاهين فإنه كلما بعدت الشتلة عن الاخرى يكون الانتاج اجود واطيب ويجب ان تكون المسافة بين واحدة واخرى 500 متر، واذا قلت المسافة عن ذلك لا تمرض الشجرة ولا تقترب منها الديدان، وهناك مزارع زرعت بمسافة 100 متر وللأسف ضاعت الجهود وفشلت كل المحاولات.
البخور المغشوش
وعن وسائل الغش في بخور العود يقول الشاهين:
ـ طرق الغش كثيرة، وللأسف حصل البعض على مبالغ كثيرة وكلها حرام في حرام، وعرضوا الناس الى امراض كثيرة بسبب العود المغشوش منها: التهاب العيون والكحة وضيق التنفس، ومن انواع الغش قطع اشجار العود بعد 30 سنة للاسراع بالبيع والثراء اذ يجب ان تكمل الشتلة 100 سنة.
وهناك نوع يصنع في الهند يقال انه بورمي، مع العلم انه لا يوجد بخور في الهند بتاتا، الا عند بعض الكويتيين القدماء الاوائل وهي كمية قليلة وقد طلبنا منهم وعرضنا عليهم اسعارا خيالية لكنهم رفضوا بيعها، وعاشق العود لا يهمه المال، فهناك نوع يصل سعره الى 5000 دينار للكيلو غرام ويكون شجرة عمرها من 130-140 سنة وهو اغلى من الذهب.
وهناك غش بطريقة فنية، حيث يؤتى بخشب من اشجار المانجو وتضاف اليه القهوة وبعض المواد الكيماوية ويدعي البعض انه عود اصلي، وهذا ما يعرض مستعمليه الى امراض خطيرة لأن دخانة كيميائي.
نصائح قبل الشراء
ويطرح الشاهين مجموعة من النصائح لمن يحبون بخور العود قائلا:
ـ انصح كل من يبخر منزله او ملابسه او ضيوفه بألا يستعمل البخور المصبوغ، او النوع اللامع، فالعود الطبيعي منقط ولونه اشهب ومخطط، والقطعة تكون غير مستوية ومتساوية، والبخور الاصلي لا يتلف في الشمس ولا الرطوبة، ولا يتغير، واذا اردت ان تدفع مبلغا كبيرا في شراء العود فخذ قطعة صغيرة منه وامضغها مثل العلك، كما يقول اهل عمان ومسقط، فإن تعلكت فهذا هو النوع الاصلي.
وقال الشاهين: لا يوجد عربي في آسيا يملك مزرعة اشجار العود الا كويتي واحد لديه 35 فدانا زرعها قبل 15 سنة، واستورد تربة خاصة من كمبوديا، واذا اراد ان يحصل على انتاج عود طيب فذلك بعد 85 سنة ان شاء الله في عام 2090م.
فالاشجار في هذا العمر تشم رائحتها على بعد مائة متر وتسمى شجرة «كارو وود». والكويتي يرغب في العود الماليزي والاندونيسي، اما السعودي فيرغب في اللاوسي الغالي الثمن.
دهن العود
وعن كيفية استخراج دهن العود يقول الشاهين:
ـ اذا اردنا ان نحصل على دهن وعطر طيب نقوم بقطع شجرة العود كلها، وتسمى في تايلند «ماي هوم»، وفي ماليزيا «كارود»، ثم تقطع الشجرة الى قطع صغيرة وتطحن، وتنقع في صهاريج الماء لمدة 5 ايام ثم تطبخ في الماء على نار هادئة، حيث تظهر طبقة دهنية اعلى القدر تؤخذ باليد بعد ان تبرد، وهذه الطبقة هي دهون العود، حيث تفرغ في زجاجات صغيرة بالتولة او اكثر واغلاها 250 دولارا للتولة الواحدة.
وهناك طريقة التكثيف بالانابيب والاباريق وهي السائدة وتباع حاليا في الاسواق، ولكن الافضل والاجود هو دهن العود الذي يصنع بالطريقة اليدوية القديمة، وهو يجهز حسب الطلبات وكل 10 كيلو غرامات من الخشب تعطينا 12 غراما من دهن العود الطيب، وهذا النوع يحتاج الى تنقيع لمدة شهر واحد.
كتب جاسم عباس:
أجمل المصادفات تلك التي تغير حياة الانسان 180 درجة، الى الاحسن طبعا، وهذا ما حدث مع المواطن عبدالله الشاهين.
كان الشاهين يعمل مضيفا في الخطوط الجوية الكويتية، يقطع البحار والمحيطات من الكويت الى جنوب آسيا حتى وصل الى استراليا واليابان، فطلب منه أحدهم ان يشتري بعض التولات من عود البخور، فأحضرها له، وبعد ايام اعطاه ألف دينار وقال له: انه بخور طيب.. عود لم اشم مثله من قبل.
بعد هذه المصادفة، بدأت الطلبات تكثر على الشاهين، فقدم استقالته من الخطوط الجوية الكويتية، وبدأ يتفرغ لتلبية الطلبات على عود البخور، ومنذ 18 سنة وهو يعيش بين ماليزيا وبانكوك ولاوس وبورما واندونيسيا والكويت
الشاهين سعيد بمهنته الجديدة التي غيرت حياته، ويقول:
ـ املك الآن مصنعا في ماليزيا للعود والبخور، فيه 18 قدرا للتجهيز، حيث اتجول بين غابات اشجار العود لأحصل على الطيب الطيب بعد جهد جهيد على مدى ايام وليال، وقد استقرت بي الايام في ماليزيا في مدينة «كداه» الى جانب تايلند، وكل هذا لأجل خشب البخور الذي يحرق بالجمر، ويتصاعد منه دخان ذو رائحة عطرة، ويقول المثل: «وما بعد العود قعود» اي بعدما تشم هذا البخور عليك بالانصراف.
أحلى العود
ويواصل عبدالله الشاهين سرد قصته مع العود والبخور قائلا:
ـ بعد 18 سنة من الخبرة وبين هذه الاشجار عرفت ان شجرة العود تزرع كشتلات وبعد 70 الى 100 سنة تحصل منها على اعواد البخور ولا تستفيد منها ولا تحصد شيئا قبل هذه السنوات، وكلما زرعت الشتلات على ارض مرتفعة كانت الشجرة هي الاجود والاعطر، وبعد 70 سنة تمرض بعض اجزائها من الاغصان، حيث تدخلها الديدان الصغيرة فتمرض وتفرز افرازات صمغية، فنقوم نحن بقطع هذه الاجزاء المريضة التي يكون فيها البخور والعود والطيب، وكلما زاد عمر شجرة العود زادت رائحتها طيبا.
وهذه الغابات لا تعرف قيمتها بين اهاليها اي سكان هذه المناطق باستثناء القليل منهم، وقد تدخلت الحكومات اخيرا وبدأت تمنع التدخل في هذه المناطق وأهمها: لاوس وكمبوديا، وتايلند وسنغافورة وماليزيا واندونيسيا والهند، وبورما.
الأسعار
وعن اسعار بخور العود يقول الشاهين:
ـ اغلى الانواع اللاوسي فسعر الكيلو غرام من 13 الى 17 الف دولار، وكل كيلو غرام يساوي 5،83 تولة وكل تولة تساوي 12 غراما، والكمبودي ان وجد «سوبر دبل» يصل سعر الكيلو غرام منه 20 الف دولار، وكل من يقل انه يملك من هذا النوع فكلامه غير صحيح، والسبب ان هذه الاشجار قضي عليها ولا توجد منها الا اشجار قليلة ونادرة وهي الآن محاصرة من قبل الحكومة، وتدور حولها النزاعات بين القبائل، خصوصا الخمير الحمر، اما البورمي والماليزي فيكون سعر الكيلوغرام 1000 دولار وهذه الاسعار للشراء من الغابات، ولكن مع التصفية والنقل والجمارك والاتعاب يصل الى 8000 دولار.
وحسب الشاهين فإنه كلما بعدت الشتلة عن الاخرى يكون الانتاج اجود واطيب ويجب ان تكون المسافة بين واحدة واخرى 500 متر، واذا قلت المسافة عن ذلك لا تمرض الشجرة ولا تقترب منها الديدان، وهناك مزارع زرعت بمسافة 100 متر وللأسف ضاعت الجهود وفشلت كل المحاولات.
البخور المغشوش
وعن وسائل الغش في بخور العود يقول الشاهين:
ـ طرق الغش كثيرة، وللأسف حصل البعض على مبالغ كثيرة وكلها حرام في حرام، وعرضوا الناس الى امراض كثيرة بسبب العود المغشوش منها: التهاب العيون والكحة وضيق التنفس، ومن انواع الغش قطع اشجار العود بعد 30 سنة للاسراع بالبيع والثراء اذ يجب ان تكمل الشتلة 100 سنة.
وهناك نوع يصنع في الهند يقال انه بورمي، مع العلم انه لا يوجد بخور في الهند بتاتا، الا عند بعض الكويتيين القدماء الاوائل وهي كمية قليلة وقد طلبنا منهم وعرضنا عليهم اسعارا خيالية لكنهم رفضوا بيعها، وعاشق العود لا يهمه المال، فهناك نوع يصل سعره الى 5000 دينار للكيلو غرام ويكون شجرة عمرها من 130-140 سنة وهو اغلى من الذهب.
وهناك غش بطريقة فنية، حيث يؤتى بخشب من اشجار المانجو وتضاف اليه القهوة وبعض المواد الكيماوية ويدعي البعض انه عود اصلي، وهذا ما يعرض مستعمليه الى امراض خطيرة لأن دخانة كيميائي.
نصائح قبل الشراء
ويطرح الشاهين مجموعة من النصائح لمن يحبون بخور العود قائلا:
ـ انصح كل من يبخر منزله او ملابسه او ضيوفه بألا يستعمل البخور المصبوغ، او النوع اللامع، فالعود الطبيعي منقط ولونه اشهب ومخطط، والقطعة تكون غير مستوية ومتساوية، والبخور الاصلي لا يتلف في الشمس ولا الرطوبة، ولا يتغير، واذا اردت ان تدفع مبلغا كبيرا في شراء العود فخذ قطعة صغيرة منه وامضغها مثل العلك، كما يقول اهل عمان ومسقط، فإن تعلكت فهذا هو النوع الاصلي.
وقال الشاهين: لا يوجد عربي في آسيا يملك مزرعة اشجار العود الا كويتي واحد لديه 35 فدانا زرعها قبل 15 سنة، واستورد تربة خاصة من كمبوديا، واذا اراد ان يحصل على انتاج عود طيب فذلك بعد 85 سنة ان شاء الله في عام 2090م.
فالاشجار في هذا العمر تشم رائحتها على بعد مائة متر وتسمى شجرة «كارو وود». والكويتي يرغب في العود الماليزي والاندونيسي، اما السعودي فيرغب في اللاوسي الغالي الثمن.
دهن العود
وعن كيفية استخراج دهن العود يقول الشاهين:
ـ اذا اردنا ان نحصل على دهن وعطر طيب نقوم بقطع شجرة العود كلها، وتسمى في تايلند «ماي هوم»، وفي ماليزيا «كارود»، ثم تقطع الشجرة الى قطع صغيرة وتطحن، وتنقع في صهاريج الماء لمدة 5 ايام ثم تطبخ في الماء على نار هادئة، حيث تظهر طبقة دهنية اعلى القدر تؤخذ باليد بعد ان تبرد، وهذه الطبقة هي دهون العود، حيث تفرغ في زجاجات صغيرة بالتولة او اكثر واغلاها 250 دولارا للتولة الواحدة.
وهناك طريقة التكثيف بالانابيب والاباريق وهي السائدة وتباع حاليا في الاسواق، ولكن الافضل والاجود هو دهن العود الذي يصنع بالطريقة اليدوية القديمة، وهو يجهز حسب الطلبات وكل 10 كيلو غرامات من الخشب تعطينا 12 غراما من دهن العود الطيب، وهذا النوع يحتاج الى تنقيع لمدة شهر واحد.