المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ذكرى ولادة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام



زاير
09-07-2013, 09:13 PM
في أول ذي القعدة عام 173هـ أشرقت المدينة المنورة بالولادة المباركة للسيدة فاطمة المعصومة ابنة الإمام موسى الكاظم عليهما السلام من أم صالحة مؤمنة هي نجمة خاتون، وتعتبر السيدة المعصومة ثاني وآخر أبنائها وقد اشتهرت بكريمة أهل البيت عليهم السلام.

و تربت السيدة فاطمة عليها السلام في حجر والدها الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام وحضن أمها التقية العالمة، وترعرعت في ظل أخيها الإمام الرضا عليه السلام ما جعلها في فترة صباها تتبوأ مكاناً رفيعاً في العلم والمعرفة، وأحاطت بالكثير من العلوم الإسلامية، إضافةً إلى منزلتها المعنوية العظيمة كما يُفهم من الروايات الواردة فيها.

ولدت السيدة الطاهرة وقد مضى ثلاث سنوات على خلافة هارون الرشيد الذي عرف ببطشه وظلمه وانغماسه في الدنيا. وهو كأسلافه في ملاحقة أئمة أهل البيت عليهم السلام، فأمر باعتقال الإمام الكاظم عليه السلام وأودعه السجن.

بعد شهادة الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام انتقلت إلى كنف الأخ الشقيق لها وهو الإمام الرضا عليه السلام، وأخذت عنه العلوم والمعارف واكتسبت منه الفضائل والمناقب. وقد كان لها بأخيها صلة خاصّة قلّ نظيرها، وتميزت هذه الصلة بينهما بحيث أصبحت تعرّف نفسها بأنها أخت الرضا عليه السلام.

و تظللت السيدة المعصومة بفيء إمامة أخيها الإمام الرضا عليه السلام سبعة عشر عاماً من عام 183هـ تاريخ شهادة الإمام موسى الكاظم عليه السلام إلى حين سفر الإمام الرضا عليه السلام إلى مرو عام 200هـ حين طلب منه المأمون العباسي التوجه إليه لتسلّم ولاية العهد. وطيلة هذه الفترة كانت تشعر بدفء الحنان والعاطفة نتيجة العلاقة الشديدة بأخيها الإمام الرضا عليه السلام. إلا أن حكام بني العباس حالوا بين الأخ وأخته، ولم تستطع أن تعيش بعيدة عن الإمام عليه السلام فقررت الخروج إليه قبل مضي سنة من بعده عنها، إلا أن القدر كان بانتظارها في وسط طريقها إليه.

و يمّمت السيدة فاطمة عليها السلام وجهها شطر إمامها قاطعة الصحاري والفيافي، وهي تحمل في قلبها شوق النظر إلى الوجه المشرق للإمام عليه السلام، ولما وصلت إلى ساوه مرضت مرضاً شديداً بحيث لم تقدر على الاستمرار في المسير فسألت كم بيني وبين قم؟ قالوا عشرة فراسخ فأمرت خادمها بالتوجه إليها. وهناك رواية أخرى تقول إنه لما وصل الخبر إلى آل سعد اتفقوا وخرجوا إليها ليطلبوا منها النزول في بلدة قم، فخرج من بينهم موسى بن خزرج، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وجرّها إلى قم وأنزلها في داره فمكثت فيها ستة عشر يوماً ثم مضت إلى رحمة الله ورضوانه فدفنها موسى بن خزرج بعد تجهيزها في أرض له، وهي الأرض التي فيها مدفنها وبنى على قبرها سقفاً من البواري إلى أن بنت زينب بنت الجواد عليه السلام على القبر قبة.