المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شكراً والف شكراً الى .. الزرقاوي



مجاهدون
02-22-2005, 08:09 AM
كتابات - باسم السعيدي

كتبنا كثيراً ، وانتقدنا كثيراً ، وحاولنا أن نفضح الجريمة كثيراً ، وأسهبنا في التشهير بمن يخفي دناءة خلقه وعظيم انحرافه خلف شعاراتية الجهاد والمقاومة ، وكان يلهث خلفنا هنا وهناك من يوزع التهم المجانية ، والمحاباة للإحتلال ، وبعضهم اتهمني (شخصياً) بأنني أقبض رزم الدولار ، وكانت حرباً ضروساً سجالاً بين الذي يخاف على دماء العراقيين ومجانية تقديمهم أضاحي لتلميع الأسماء الجوفاء والوجوه الصفراء ، وبين من يرى أن لا بأس بسحق شعباً بأكمله لا لسبب معين سوى أنه يريد للعراق أن يصبح فلسطين الثانية ليستمر هو بقبض الثمن السحت من وراء المتاجرة بدم أبناء شعبه ، وتعال قابلني بعد خمسين سنة لو نجحت مقاومتكم الرعناء .

أنظروا الى فلسطين .. فبعد خمسين سنة هاهم اليوم يرون ان المنهاج العراقي هو الأصلح في التعامل مع الغزو والوجود الأجنبي .

لكن كل ما كتبناه لم يساوي وقفة شجاعة للعراقيين في يوم الانتخابات ، وفي احتفاليات عاشوراء ، هذا الشعب المعطاء أوصل رسالته لكل العالم ، بمساعدة الزرقاوي .

الزرقاوي استفز في الشعب ثقافته ، ووعيه لمستقبله ، واصراره على أن يمضي الى الأمام رغم كل التضحيات ، وفشل مشروع الزرقاوي لسبب بسيط ... هو أن العراقيين أجابوا بالدم على مشروعهم الديموقراطي وهويتهم الاسلامية ، ونهجهم التآخوي .

تريدنا أيها الزرقاوي أن نتوقف عند منتصف الطريق ؟ أنت ومن معك ممن يهئ لك الأرضية للإنطلاق بالعمل ضدنا ؟

أقتل ما شاء لك ، ولكننا لن نقع في الخطأ ذاته مرتين ، ولن نستسلم لعصابات القتل ثانية ، أقتل ما شئت ، واسفك من الدماء ما شئت ، فوالله لن تصنع شيئاً سوى أنك تشيد بنا ، وترفع من مكانتنا بين الأمم ، ولن نتوقف .

لولا أنت أيها الزرقاوي لما عرفنا قيمة الإصرار الدفين فينا على الحرية ، وعلى أن لا نتخلى عن ثقافاتنا ، وانتماءاتنا .

لولا أنت يا زرقاوي ... لما عرفنا العالم شعباً حيوياً دائب الحركة الى الأمام .

لولا أنت يا أبا مصعب .. لما اكتشفنا سر قوتنا .. وعظمة القدرة على التضحية في نفوسنا .

ماذا تريد جواباً أبلغ من الدم ؟ ... حين يقول العراقيون في سرِّهم لمن استشهد على أيدي انتحارييك ...(هنيئاً لكم الشهادة في يوم الطفوف ... هنيئاً لكم صحبة الحسين وأهل بيته )

لولا أنت أيها السلفي ... لما تأكدنا مصداق شعارنا الذي رفعناه منذ قرون ( يا ليتنا كنا معكم سادتي فنفوز فوزاً عظيما )

شكراً لك ... وألف شكر .. لقد أعدت الينا الثقة بالنفس ، والهوية التي ربما (أقول ربما) شكك البعض منا فيها .

شكراً لك لأنك حققت الانتماء الحسيني فينا .

شكراً لك لأنك طمأنت أطفالنا ... فالعراق ومستقبل الأجيال بأيدٍ أمينة ، لن تفرط بحقوقهم ولو نالت منا ضباعك.

شكراً أيها الزرقاوي ... لأنك حققت المقولة ( العراق مينخاف عليه .... إحنه أهله)



بغداد
basim_alsaeedi@yahoo.com