سمير
08-29-2013, 06:49 AM
مقابلة / «الراي» تخرق الصمت وتخترق الحواجز في شمال سورية وتلتقي القائد في «الأنصار والمهاجرين»
أبو عمر الكويتي (حسين رضا لاري) لـ «الراي»: مبايعة خليفة للمسلمين في أرض الشام قريباً
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/08/29/0709da6b-878e-4168-8488-f1ea8022990f_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/08/29/0709da6b-878e-4168-8488-f1ea8022990f.jpg)
ابو عمر يخطب في احد المساجد السورية (الصورة عن موقع يوتيوب)
| «الراي» - خاص |
صعوبة الطريق الطويل، ووعورة المنطقة الجبلية، مع وعود كثيرة بالموافقة على لقاء صحافي، ونحن في سيارة مع مسلحين من الجيش الحر، والشمس تزداد لهيباً في وقت الظهيرة، يوقفك حاجز لمن يسمون مهاجرين «خليجيين أوغير عرب»، طارحين سؤالهم المتكرر «لوين يا أخ»، وبمجرد ذكر اسم اللواء أو الكتيبة التي ينتمي إليها هؤلاء المسلحون، يأتيك الجواب «تفضل».
طرقنا الباب، فخرج إلينا شاب، سألناه أين الشيخ أبو عمر الكويتي؟ فأجابنا انه غير موجود، ولعله يتفقد الناس كما قال، فتوجهنا إلى مخيم اللاجئين لنبحث عنه، ولكننا لم نجده أيضاً، وفي طريق عودتنا وبالصدفة التقينا به، ليخبرنا أنه ذاهب الى المخيم، لتجهيز الافطار لمجموعة من الاسر، وهو ما يقوم به يومياً.
طلبنا من اللقاء، فوافق بصدر رحب، وطلب منا أن نجريه في المسجد، لكي يستفيد منه الناس في القرية التي حرمت من الكهرباء منذ أكثر من سنة، وأنه سيسترسل بالمعلومات بشكل اكبر في المسجد الذي يعتبره أفضل مكان لنشر ما يريده ويخطط له.
لم يخف الشيخ أبو عمر الكويتي (حسين رضا لاري)، القائد في جماعة المسلمين (مجلس الأنصار والمهاجرين)، خلال اللقاء، الهدف الذي جاء به إلى سورية، مع الكثير ممن يسمون أنفسهم «مهاجرين» بأنهم في إطار مشروع لتشكيل مجلس «أهل حل وعقد» لبيعة خليفة في أرض الشام قريباً، يقوم على مشورة خاصة بين جميع المجاهدين الصادقين، من علماء وقادة «مهاجرين وأنصار»، وقد وزع وثيقة فيها شروط الالتحاق في مجلس أهل الحل والعقد.
ويؤكد أبو عمر في مقابلة خاصة مع «الراي» أنهم لن يقبلوا بأي شخص يريد «الديموقراطية والعلمانية أو الاشتراكية» وعليه أن يكفر بجميع الأجندة الخارجية، مضيفا ان أي شخص خارج حدود سورية لايمثلهم.
ويبين أن الهدف الذي جاء من أجله إلى سورية هو مشروع «الاسلام المتكامل» سواء الدعوة أو الجهاد أو فتح المحاكم الشرعية التي تحكم بشرع الله كاملاً لرفع الظلم عن الناس أو مساعدة الفقير أو المسكين أوالمشاريع التنموية لإقامة الدولة الإسلامية بكل مقوماتها و«يوجد لدينا مشروع اقتصادي متكامل سميناه (مشروع يوسف عليه السلام في بلاد الشام) وشعار هذا المشروع (حتى لايكون فقير واحد في بلاد الشام)» وسيطبع هذا المشروع كخطة متكاملة مدروسة ويبث في وسائل الإعلام، وبالطبع هذا كله من الدين، وهذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وبهذا يكون لنا صمام أمان على أن ثمرة الجهاد لا يقطفها الديموقراطيون المتأسلمون كما حدث في ليبيا وتونس ومصر وغيرها.
ويضيف هدفا آخر لوجودهم في سورية قائلا «طبعا قتال (النصيريين) بمساعدة الكثير من المهاجرين الذي يتجاوز عددهم الـ 16 ألف مقاتل، والذين يتزايدون يوماً بعد يوم»، لافتا الى انه ستوزع رايات بالألوف على القرى والمدن لمبايعة «خليفة المسلمين» وفي كل قرية مجلس اسمه مجلس شورى تابع لديوان أمير المؤمنين يتابع شؤونه وستكون هناك ولايات، وفي ما يأتي نص المقابلة:
• «الائتلاف الوطني» سموا أنفسهم «ديموقراطيين» وبالتالي هو ائتلاف كافر
• أنصح العالم أن يجربوا الاسلام وألا يحاربوه ... فما الذي يخيفهم منه وهم لم يعيشوا في ظله؟
• نقول لبعض فصائل الجيش الحر ومن يسمون أنفسهم إسلاميين ويريدون ديموقراطية «إنكم كفار» لأن الديموقراطية دين غير دين الإسلام
• نحن لا نلتفت الى حكام العرب الذين هم وكلاء للاستعمار الإنكليزي والفرنسي
• سائرون في هذا الطريق بدعم من الشعوب والمهاجرين الذين يأتون بالأموال معهم وغنائم المجاهدين من النظام
• ندعو شعب مصر في ثورته الثانية أن يرفع شعار «كفرنا بالديموقراطية ودستورنا القرآن»
• من يطعن في شخصي أو في منهجي فبيني وبينه المناظرة العلمية العلنية
• من يقف حجر عثرة أمام مشروع الخلافة هم المستفيدون من إطالة أمد الأزمة من تجار الدم وسرّاق الثورة
• إما خلافة وإما قبر... ومن يستتب له الأمر في الشام فسنبايعه خليفة للمسلمين
• سيشكل لكل ولاية مجلس شورى يدير للناس شؤون حياتهم الدينية والدنيوية
• رايات ستوزع بالألوف على القرى والمدن مكتوب عليها كلمة التوحيد وجملة «بايعنا الخليفة على التوحيد الخالص وتحكيم الكتاب والسنة»
• لماذا أتيتم الى سورية وما الهدف الذي تعملون من أجله؟
- في الحقيقة، إن الله خلق الانسان لاجل أمر واحد، وهو معرفته سبحانه وتعالى وتوحيده واقامة الدين الذي خلقنا الله من اجله، فسبب وجودنا في هذه الارض ليس من اجل المال ولا الزوجة ولا الابناء ولا البيوت ولا الزرع، ولكن سبب وجودنا هو من اجل الدين، ونحن جئنا حقيقة الى ارض الشام لاسباب عدة، أُولاها الصدع بالتوحيد والتبيان لاهل الشام والعالم ما هو الاسلام الحقيقي الذي حرفه كثير من علماء الضلالة، ونبين هذا عن طريق الخطب والدروس التي نلقيها في أرض الشام ونبثها عن طريق الشبكة العنكبوتية، وبفضل الله هناك كثير من يتابع هذه الخطب والدروس، فهذا أول مطلب من مطالب إقامة الدين بأن الانسان يصدع بالتوحيد الخالص والاسلام الحقيقي الذي غيب عن كثير من الناس الذين ينتسبون للإسلام، فأكثر أئمة المساجد والخطباء موظف عند الحكام والطغاة فلا يبين الاسلام الحقيقي،فـ «ضل وأضل»، وأما المطلب الثاني لإقامة الدين هو الهجرة في سبيل الله من دار تحكم فيها القانون الوضعي الطاغوتي إلى مكان يحكم فيه بالشرع، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه الترمذي بسند صحيح:»وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن، الجماعة السمع الطاعة الهجرة الجهاد».
وأما المطلب الثالث جمع «الأنصار والمهاجرين» في بلاد الشام على بيعة إمام قرشي يكون خليفة للمسلمين، والمطلب الرابع رد العدو الصائل الذي انتهك العرض وقتل النساء والاولاد وهدم البيوت المتمثل بنظام الطاغوت بشار ومن ناصره.
أنا ادعو كل انسان صادق الى ان يترك ديار العلمانية والديموقراطية والكفر ما تسمى «ديار الاسلام» الى ارض الشام والجهاد والرباط، حتى لايأتيه يوم ويُكره على الكفر، يتحاكم الى غير شرع الله، ويرشح مشرعين الى قبة البرلمان، او يوالي الطواغيت من جندية وجيش او يقف الى هذا العلم «الطاغوت الصنم»، وهذا كله من الردة والكفر، فعلى الانسان ان يفر بدينه من الفتن، وارض الشام مهيأة الى جمع هؤلاء الشباب المجاهدين.
وقد جاء الى ارض ألوف من المهاجرين وقد فروا بدينهم من هذه الفتن وجاؤوا لينصروا دين الله، ونحن في صدد جمع كل الجماعات المجاهدة الصادقة، جمعهم على التوحيد الخالص وعلى بيعة إمام.
• هل لديكم مشروع غير الجهاد والدعوة في سورية؟
- لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة عندما هاجر إلى المدينة اقامَ المشروع الإسلامي المتكامل بدءاً بالهجرة والمؤاخاة بين الانصار والمهاجرين وقيام كيان نواة لخلافة إسلامية في الارض فيها كل عناصر الدولة المدنية التي تحكم بكتاب الله، ومن الخطأ من يسمي العلمانية بالدولة المدنية وكأن الإسلام دولة عسكرية قتالية فقط، بل الدنيا ما عرفت مدنية وحضارة وعدل مثل الاسلام، حتى قال عمر الفاروق رضي الله عنه: «لو بغلة عثرت في العراق لخشيت ان اسأل عنها لماذا لم تسو لها الطريق»، فالدولة المدنية هي عينها المدينة المنورة، اما الدولة العلمانية فلابد ان نسميها «الدولة الجاهلية».
• هناك دعوات إلى الإعلان عن قيام خلافة إسلامية في سورية، ما حقيقة هذا الأمر؟
- لا أخفي عليك أننا أتينا من أجل مقصد عظيم، وهو أن نبين للعالم أجمع، أننا سنعيد نظاماً يسمى «الخلافة الاسلامية» إن شاء الله، فالعالم أجمع حالياً بين مطرقة الشيوعية وسندان الرأسمالية، وهو منذ 120 عاما جرب الشيوعية والاشتراكية وفشلتا، وسقطت الشيوعية مع سقوط جدار برلين، وحاليا أميركا تقود العالم بالرأسمالية وتسمى بـ«الشرطي الاوحد» وما تسمى «العولمة» وهي فاشلة، وهذه إحصائيات هي نتاج الحضارة الأميركية الفاشلة، (فيها أكثر من 30 مليون شاذ وشاذة جنسياً، وفي السنة الواحدة، يُقتل 15 مليون جنين نفخ فيه الروح عن طريق الإجهاض بسبب الزنا، ثلث المواليد في اميركا لا يعرفون آباءهم، يباع في اميركا 7 آلاف طفل سنوياً، فيها أكثر من 100 ألف مصاب بمرض الايدز، 100 مليون مدمن مخدرات، تحدث في كل 30 ثانية جريمة قتل، سرقت من العرب 1000 مليار دولار بدعوى إفلاس البنوك الأميركية في الأزمة العالمية، قتلت نصف مليون عراقي وعشرات الآلاف من الأفغان حتى ظلمت شعوبها وجعلتهم آلة وليسوا بشرا فانتشرت فيهم الكآبة وامتلأت المستشفيات بالمرضى النفسانيين وكثر الانتحار والتفكك الأسري ونكاح المحارم وأصبح الإنسان يعيش مع كلب في بيته)، وهذه ما قدمته اميركا لبني الإنسان؛ لذلك نجد الشعوب الأميركية والأوروبية تخرج مظاهرات بالملايين بين فترة وأخرى يتظاهرون في الطرقات رفضا لهذه الرأسمالية الظالمة المقيتة، فالعالم ينتظر مولودا جديدا، هو المخلص لهم وهو الاسلام، لذلك أقول للشعوب في العالم الشرقي والغربي سوف تعيشون في ظل الإسلام العادل وسوف تأخذون حقوقكم كاملة ككيان إنسان له شعور وعواطف وخلق وعقل، لا كآلة في مصنع أو دابة لايعرف إلا الشهوة، فبظل الخلافة الإسلامية نعامل الناس جميعاً سواسية عند القضاء الشرعي ولا نظلم أحداً ونحافظ على الذميين الدافعين للجزية نحافظ على أموالهم وأنفسهم وأعراضهم وعقولهم مع دعوتهم للإسلام بالحكمة وتأليف قلوبهم كما أمرنا الله عز وجل بذلك.
•ما هو حقيقة الجهاد في الإسلام؟
- الجواب يجاوب عليه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث بريدة بن حصيب «قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَمْثُلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلَالٍ فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمْ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ وَلَكِنْ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لَا» مسلم.
فالإسلام يعلمنا الأخلاق حتى في المعارك فوصانا رسولنا الكريم أولاً ألا نسرق من الغنيمة قبل التقسيم، ثانياً ألا نغدر بالكفار إذا اعطيناهم الأمان أو العهد، ثالثاً ألا نمثل بقتلاهم، رابعاً ألا نقتل امرأة أو غلاما أو رجلا كبيرا، خامساً ان نعامل اسراهم إما قتل أو فداء أو دعوة إلى الاسلام حسب اجتهاد الأمير وظروف المعركة مع أعطاء حق الأسير في المأكل والمشرب.
والجهاد في الإسلام هو أن نقاتل أئمة الكفر الذين ظلموا وعاثوا في الأرض فسادا، فهؤلاء يجب رد اعتدائهم وهذا ما يسمى بـ«جهاد الدفع».
أما «جهاد الطلب» وهو أن الإمام يرسل سرية إلى قوم يدعوهم إلى الإسلام أو الجزية وتقدر بـ10 دولارات في السنة أو القتال، فالجهاد هو وسيلة للدعوة وليس هدفاً فإذا أصر الطاغوت الذي يعبده قومه ألا يستجيب إلى الحق أو ان يخضع لدفع الجزية ويمكن المسلمين من بلاده لرفع الظلم عن الناس ودعوتهم إلى الدين الحق أو القتال، فالجهاد شُرع من أجل إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، لا من أجل القتل.
•لماذا الخلافة في بلاد الشام؟ وليس في افغانستان أو الصومال؟
- لسببين، السبب الاول نصي شرعي، والسبب الثاني كوني قدري.
فأما السبب النصي الشرعي فقد جاءت النصوص في مدح بلاد الشام الحديث الاول اخرجه البخاري قال عليه الصلاة والسلام: «لايزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك، قال معاذ بن جبل هم في الشام».
الحديث الثاني قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا، قالوا وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قالوا وفي نجدنا قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان» البخاري.
الحديث الثالث قال عليه الصلاة والسلام: «لاتزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة» رواه مسلم.
ومن المعلوم ان عيسى عليه السلام يكون في بلاد الشام، والامير هنا هو أمير المؤمنين يصلي عيسى عليه السلام خلفه.
أما السبب الكوني القدري فبالنسبة للمكان والوقت فلا يوجد مكان أفضل من الشام، إن الناس كانوا مغيبين عن الإسلام 40 سنة ولكن فيهم حب الاسلام، وتسمع من فلتات لسانهم المطالبة بالخلافة الاسلامية مع الوعي لما جرى من مخططات المستعمر الفرنسي القديم والحذر من استعمار الاميركي الجديد بحجة الكيماوي، فالشعب السوري شعب شرس لا يرضى بالتدخل الاجنبي الكافر، خاصة وان اميركا واوروبا فتحت الاجواء لطائرات بشار لدك الشعب السوري، واغلب الشعب السوري لا يرضى إلا بكتاب الله حكماً وبالخلافة نظاماً لأن المعركة دائرة الآن بين الكفر العالمي والشعب الاعزل الذي رفع شعار «لا نركع إلا لله» ورفع شعار «قائدنا للأبد سيدنا محمد»، فكيف يضع الشعب السوري يده بأيدي المشاركين بالدم السوري هذا مستحيل.
وكذلك من الأسباب الكونية من ناحية الزمان، انه أرانا العراق وأرانا مصر وليبيا، كيف أنها قامت بثورات قطف ثمارها الاميركان وعملوا مشروعا ديموقراطيا فيها، وقد أنفقت الاموال لاجل هذا المشروع، وقد ترك الثوار الدين فعاقبهم الله لذلك، والى الان العراق لم يشعر اهله بالامان رغم انسحاب الاميركان، وهو درس للسوريين من اجل الابتعاد عن الاميركيين والتمسك بالخلافة الاسلامية.
• ما الاشارات والدلائل التي دفعتكم إلى القول إن الوقت الحالي من الممكن أن تقوم فيه «الخلافة الاسلامية»؟
- هناك الكثير من الارهاصات التي تبشر بقيام «الخلافة الاسلامية»، منها أن العالم جرب الاشتراكية الشيوعية في أوائل القرن العشرين «لينين وستالين وماركس وماكفيلي وغيرهم» التي كانت نظريتهم تقوم على أن الناس كلهم طبقة واحدة كادحة، وطبقة اخرى تدير الدولة، هؤلاء «مافيا» لصوص تحكم الناس بالحديد والنار.
في الانظمة العربية الديموقراطية لايوجد «دين» لان حرية الاديان والعقيدة مكفولة، فترى احدهم يعبد الله اليوم وغدا تراه يعبد بقرة ولاتوجد اي مشكلة في ذلك لماذا؟ لأن حرية الاديان مكفولة بحسب الدستور الانكليزي الذي يطبق في هذه الدول.
كما أنه من الممكن في بعض هذه الدول أن ينتقد شخص ما الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أو الاديان، وبالتالي هذه لم تعد حرية بل أصبحت كفراً.
أما مسألة حفظ العرض، انظر الى الدول العربية والاميركية، البنت عندما تبلغ 18 عاما من الممكن ان تخرج مع صديقها، والقانون يعطيها حقها وإذا عارضها أبوها فمن الممكن أن يوضع في السجن، فلا يوجد حفظ للعرض، أما في الخلافة الاسلامية فلا يوجد هذا الأمر، وبالتالي تحفظ العرض.
وبالنسبة للمال، فإما أنه اشتراكية أو مافيات ولصوص، يسرقون المال بالقانون.
وأما مسألة العقل، فترى أن الخمور مباحة في هذه الدول، والمخدرات في بعض الدول الاوروبية متاحة كما هو في هولندا، وتجار الافيون تراهم رؤساء دول وقادة مافيات.
هناك بعض الدول التي تسمى اسلامية توجد فيها مصانع للخمور وهو متاح في الفنادق والطائرات.
وفي الخلافة الاسلامية العقل محترم على عكس الدول العلمانية والاشتراكية.
أما حفظ النفس، فيقال انه في أميركا كل دقيقتين يقتل فيها إنسان، لان حدود الله لاتطبق في هذا البلد، هناك فوضى، ومن عاش فيها وفي أوروبا يعرف هذا الأمر بشكل جيد.
لذلك؛ حتى الاوروبيون أنفسهم يتظاهرون حاليا، في اليونان مثلا، ضد العولمة والرأسمالية، فهي انظمة استبدادية تقوم على فكرة استخدام الانسان كآلة للعمل أكثر من 10 ساعات، ولكي يدفع الضريبة، وهذا ظلم في دين الله، وغير جائز في الشريعة الاسلامية.
تصور أن لديك مصنعا للهواتف، يأخذون ضريبة على كل هاتف يصنع وضريبة من العامل الذي يصنعه وضريبة من المصنع الذي يخرج الهواتف، وهذا ينعكس كله على المستهلك بالدرجة الاولى.
لذلك؛ الناس الماديون في أوروبا ضجروا من هذا الامر، وبدأت بعض الدول بالافلاس وهناك أخرى ستلحقها قريبا.
أما أميركا فقد وصلت على قمة القوة في الهرم، وكما يقول ابن خلدون «ان اي دولة تصل الى نقطة القوة في الهرم تبدأ بالانهيار» وهي بدأت بالانهيار فعلاً منذ 11 سبتمبر 2001، وهذه حقيقة لاحظناها، وانهيار اميركا واضح ايضا من تصريح اوباما «انه لايمكن أن نقوم بحربين في وقت واحد، ولاتوجد حرب مقبلة» وهذا كله دليل على بدء انهيارها، وكذلك اعلان أكثر من 100 بنك افلاسه منذ 4 سنوات الى الان.
أيضا خروج شعوب الدول العربية على الحكام الطواغيت في تونس وليبيا ومصر واليمن وفي سورية وخاصة في مصر وما يحدث فيها الآن ان الجيش قتل 4 آلاف مصري في يوم واحد بقيادة السيسي، فالمرحلة المقبلة هي مرحلة توعية الشعوب بحقيقة الإسلام والتوحيد المبني على ركنين هما الكفر بالطاغوت والايمان بالله، وان التوحيد مبني على سبعة شروط، والبعد عن النواقض، وهذا هو الإسلام، وليس الإسلام مجرد كلمة من غير علم ولا انقياد ولا ولاء ولا براء، والتوعية الثانية هي توعية الأمة ان القيادة الوحيدة الشرعية التي يجب ان نلتزمها هي قيادة الخليفة إمام المسلمين وأمير المؤمنين قال عليه الصلاة والسلام في الصحيحين : «ثم يكون فيكم دعاة على أبواب جهنم، قال ما تأمرني؟، قال: ان تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» فإذا اختار المجاهدون والعلماء من أهل الحل والعقد الخليفة فيجب على كل الناس ان يبايعوه، قال عليه الصلاة والسلام: «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» رواه مسلم.
فعلى الشعوب ان تبايع الخليفة ولكن بشرط ان الذي يبايع يكون على التوحيد الصحيح والإسلام الحقيقي. كل الناس الآن تنتظر الخلافة الراشدة من أرض الشام، تخرج الناس من الظلمات في عصر الطواغيت الى عدل الاسلام.
المرأة مظلومة في المجتمعات الغربية، فهي من عمر الـ 18 الى 30 عاما تستغل جنسيا في الدعاية والافلام، وعندما تتجاوز الـ 30 ترمى، وهذا ما نشاهده أن امرأة عمرها 60 سنة يقودها كلب أو أحد يساعدها، وعندنا في الاسلام مكرمة لايراها الا زوجها فهي كالجوهرة المكنونة.
هل هذه الحرية التي يتغنون فيها؟ عندما يبيعون نساءهم في سوق النخاسة تحت شعار الحرية والسياحة.
أبو عمر الكويتي (حسين رضا لاري) لـ «الراي»: مبايعة خليفة للمسلمين في أرض الشام قريباً
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/08/29/0709da6b-878e-4168-8488-f1ea8022990f_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/08/29/0709da6b-878e-4168-8488-f1ea8022990f.jpg)
ابو عمر يخطب في احد المساجد السورية (الصورة عن موقع يوتيوب)
| «الراي» - خاص |
صعوبة الطريق الطويل، ووعورة المنطقة الجبلية، مع وعود كثيرة بالموافقة على لقاء صحافي، ونحن في سيارة مع مسلحين من الجيش الحر، والشمس تزداد لهيباً في وقت الظهيرة، يوقفك حاجز لمن يسمون مهاجرين «خليجيين أوغير عرب»، طارحين سؤالهم المتكرر «لوين يا أخ»، وبمجرد ذكر اسم اللواء أو الكتيبة التي ينتمي إليها هؤلاء المسلحون، يأتيك الجواب «تفضل».
طرقنا الباب، فخرج إلينا شاب، سألناه أين الشيخ أبو عمر الكويتي؟ فأجابنا انه غير موجود، ولعله يتفقد الناس كما قال، فتوجهنا إلى مخيم اللاجئين لنبحث عنه، ولكننا لم نجده أيضاً، وفي طريق عودتنا وبالصدفة التقينا به، ليخبرنا أنه ذاهب الى المخيم، لتجهيز الافطار لمجموعة من الاسر، وهو ما يقوم به يومياً.
طلبنا من اللقاء، فوافق بصدر رحب، وطلب منا أن نجريه في المسجد، لكي يستفيد منه الناس في القرية التي حرمت من الكهرباء منذ أكثر من سنة، وأنه سيسترسل بالمعلومات بشكل اكبر في المسجد الذي يعتبره أفضل مكان لنشر ما يريده ويخطط له.
لم يخف الشيخ أبو عمر الكويتي (حسين رضا لاري)، القائد في جماعة المسلمين (مجلس الأنصار والمهاجرين)، خلال اللقاء، الهدف الذي جاء به إلى سورية، مع الكثير ممن يسمون أنفسهم «مهاجرين» بأنهم في إطار مشروع لتشكيل مجلس «أهل حل وعقد» لبيعة خليفة في أرض الشام قريباً، يقوم على مشورة خاصة بين جميع المجاهدين الصادقين، من علماء وقادة «مهاجرين وأنصار»، وقد وزع وثيقة فيها شروط الالتحاق في مجلس أهل الحل والعقد.
ويؤكد أبو عمر في مقابلة خاصة مع «الراي» أنهم لن يقبلوا بأي شخص يريد «الديموقراطية والعلمانية أو الاشتراكية» وعليه أن يكفر بجميع الأجندة الخارجية، مضيفا ان أي شخص خارج حدود سورية لايمثلهم.
ويبين أن الهدف الذي جاء من أجله إلى سورية هو مشروع «الاسلام المتكامل» سواء الدعوة أو الجهاد أو فتح المحاكم الشرعية التي تحكم بشرع الله كاملاً لرفع الظلم عن الناس أو مساعدة الفقير أو المسكين أوالمشاريع التنموية لإقامة الدولة الإسلامية بكل مقوماتها و«يوجد لدينا مشروع اقتصادي متكامل سميناه (مشروع يوسف عليه السلام في بلاد الشام) وشعار هذا المشروع (حتى لايكون فقير واحد في بلاد الشام)» وسيطبع هذا المشروع كخطة متكاملة مدروسة ويبث في وسائل الإعلام، وبالطبع هذا كله من الدين، وهذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وبهذا يكون لنا صمام أمان على أن ثمرة الجهاد لا يقطفها الديموقراطيون المتأسلمون كما حدث في ليبيا وتونس ومصر وغيرها.
ويضيف هدفا آخر لوجودهم في سورية قائلا «طبعا قتال (النصيريين) بمساعدة الكثير من المهاجرين الذي يتجاوز عددهم الـ 16 ألف مقاتل، والذين يتزايدون يوماً بعد يوم»، لافتا الى انه ستوزع رايات بالألوف على القرى والمدن لمبايعة «خليفة المسلمين» وفي كل قرية مجلس اسمه مجلس شورى تابع لديوان أمير المؤمنين يتابع شؤونه وستكون هناك ولايات، وفي ما يأتي نص المقابلة:
• «الائتلاف الوطني» سموا أنفسهم «ديموقراطيين» وبالتالي هو ائتلاف كافر
• أنصح العالم أن يجربوا الاسلام وألا يحاربوه ... فما الذي يخيفهم منه وهم لم يعيشوا في ظله؟
• نقول لبعض فصائل الجيش الحر ومن يسمون أنفسهم إسلاميين ويريدون ديموقراطية «إنكم كفار» لأن الديموقراطية دين غير دين الإسلام
• نحن لا نلتفت الى حكام العرب الذين هم وكلاء للاستعمار الإنكليزي والفرنسي
• سائرون في هذا الطريق بدعم من الشعوب والمهاجرين الذين يأتون بالأموال معهم وغنائم المجاهدين من النظام
• ندعو شعب مصر في ثورته الثانية أن يرفع شعار «كفرنا بالديموقراطية ودستورنا القرآن»
• من يطعن في شخصي أو في منهجي فبيني وبينه المناظرة العلمية العلنية
• من يقف حجر عثرة أمام مشروع الخلافة هم المستفيدون من إطالة أمد الأزمة من تجار الدم وسرّاق الثورة
• إما خلافة وإما قبر... ومن يستتب له الأمر في الشام فسنبايعه خليفة للمسلمين
• سيشكل لكل ولاية مجلس شورى يدير للناس شؤون حياتهم الدينية والدنيوية
• رايات ستوزع بالألوف على القرى والمدن مكتوب عليها كلمة التوحيد وجملة «بايعنا الخليفة على التوحيد الخالص وتحكيم الكتاب والسنة»
• لماذا أتيتم الى سورية وما الهدف الذي تعملون من أجله؟
- في الحقيقة، إن الله خلق الانسان لاجل أمر واحد، وهو معرفته سبحانه وتعالى وتوحيده واقامة الدين الذي خلقنا الله من اجله، فسبب وجودنا في هذه الارض ليس من اجل المال ولا الزوجة ولا الابناء ولا البيوت ولا الزرع، ولكن سبب وجودنا هو من اجل الدين، ونحن جئنا حقيقة الى ارض الشام لاسباب عدة، أُولاها الصدع بالتوحيد والتبيان لاهل الشام والعالم ما هو الاسلام الحقيقي الذي حرفه كثير من علماء الضلالة، ونبين هذا عن طريق الخطب والدروس التي نلقيها في أرض الشام ونبثها عن طريق الشبكة العنكبوتية، وبفضل الله هناك كثير من يتابع هذه الخطب والدروس، فهذا أول مطلب من مطالب إقامة الدين بأن الانسان يصدع بالتوحيد الخالص والاسلام الحقيقي الذي غيب عن كثير من الناس الذين ينتسبون للإسلام، فأكثر أئمة المساجد والخطباء موظف عند الحكام والطغاة فلا يبين الاسلام الحقيقي،فـ «ضل وأضل»، وأما المطلب الثاني لإقامة الدين هو الهجرة في سبيل الله من دار تحكم فيها القانون الوضعي الطاغوتي إلى مكان يحكم فيه بالشرع، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه الترمذي بسند صحيح:»وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن، الجماعة السمع الطاعة الهجرة الجهاد».
وأما المطلب الثالث جمع «الأنصار والمهاجرين» في بلاد الشام على بيعة إمام قرشي يكون خليفة للمسلمين، والمطلب الرابع رد العدو الصائل الذي انتهك العرض وقتل النساء والاولاد وهدم البيوت المتمثل بنظام الطاغوت بشار ومن ناصره.
أنا ادعو كل انسان صادق الى ان يترك ديار العلمانية والديموقراطية والكفر ما تسمى «ديار الاسلام» الى ارض الشام والجهاد والرباط، حتى لايأتيه يوم ويُكره على الكفر، يتحاكم الى غير شرع الله، ويرشح مشرعين الى قبة البرلمان، او يوالي الطواغيت من جندية وجيش او يقف الى هذا العلم «الطاغوت الصنم»، وهذا كله من الردة والكفر، فعلى الانسان ان يفر بدينه من الفتن، وارض الشام مهيأة الى جمع هؤلاء الشباب المجاهدين.
وقد جاء الى ارض ألوف من المهاجرين وقد فروا بدينهم من هذه الفتن وجاؤوا لينصروا دين الله، ونحن في صدد جمع كل الجماعات المجاهدة الصادقة، جمعهم على التوحيد الخالص وعلى بيعة إمام.
• هل لديكم مشروع غير الجهاد والدعوة في سورية؟
- لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة عندما هاجر إلى المدينة اقامَ المشروع الإسلامي المتكامل بدءاً بالهجرة والمؤاخاة بين الانصار والمهاجرين وقيام كيان نواة لخلافة إسلامية في الارض فيها كل عناصر الدولة المدنية التي تحكم بكتاب الله، ومن الخطأ من يسمي العلمانية بالدولة المدنية وكأن الإسلام دولة عسكرية قتالية فقط، بل الدنيا ما عرفت مدنية وحضارة وعدل مثل الاسلام، حتى قال عمر الفاروق رضي الله عنه: «لو بغلة عثرت في العراق لخشيت ان اسأل عنها لماذا لم تسو لها الطريق»، فالدولة المدنية هي عينها المدينة المنورة، اما الدولة العلمانية فلابد ان نسميها «الدولة الجاهلية».
• هناك دعوات إلى الإعلان عن قيام خلافة إسلامية في سورية، ما حقيقة هذا الأمر؟
- لا أخفي عليك أننا أتينا من أجل مقصد عظيم، وهو أن نبين للعالم أجمع، أننا سنعيد نظاماً يسمى «الخلافة الاسلامية» إن شاء الله، فالعالم أجمع حالياً بين مطرقة الشيوعية وسندان الرأسمالية، وهو منذ 120 عاما جرب الشيوعية والاشتراكية وفشلتا، وسقطت الشيوعية مع سقوط جدار برلين، وحاليا أميركا تقود العالم بالرأسمالية وتسمى بـ«الشرطي الاوحد» وما تسمى «العولمة» وهي فاشلة، وهذه إحصائيات هي نتاج الحضارة الأميركية الفاشلة، (فيها أكثر من 30 مليون شاذ وشاذة جنسياً، وفي السنة الواحدة، يُقتل 15 مليون جنين نفخ فيه الروح عن طريق الإجهاض بسبب الزنا، ثلث المواليد في اميركا لا يعرفون آباءهم، يباع في اميركا 7 آلاف طفل سنوياً، فيها أكثر من 100 ألف مصاب بمرض الايدز، 100 مليون مدمن مخدرات، تحدث في كل 30 ثانية جريمة قتل، سرقت من العرب 1000 مليار دولار بدعوى إفلاس البنوك الأميركية في الأزمة العالمية، قتلت نصف مليون عراقي وعشرات الآلاف من الأفغان حتى ظلمت شعوبها وجعلتهم آلة وليسوا بشرا فانتشرت فيهم الكآبة وامتلأت المستشفيات بالمرضى النفسانيين وكثر الانتحار والتفكك الأسري ونكاح المحارم وأصبح الإنسان يعيش مع كلب في بيته)، وهذه ما قدمته اميركا لبني الإنسان؛ لذلك نجد الشعوب الأميركية والأوروبية تخرج مظاهرات بالملايين بين فترة وأخرى يتظاهرون في الطرقات رفضا لهذه الرأسمالية الظالمة المقيتة، فالعالم ينتظر مولودا جديدا، هو المخلص لهم وهو الاسلام، لذلك أقول للشعوب في العالم الشرقي والغربي سوف تعيشون في ظل الإسلام العادل وسوف تأخذون حقوقكم كاملة ككيان إنسان له شعور وعواطف وخلق وعقل، لا كآلة في مصنع أو دابة لايعرف إلا الشهوة، فبظل الخلافة الإسلامية نعامل الناس جميعاً سواسية عند القضاء الشرعي ولا نظلم أحداً ونحافظ على الذميين الدافعين للجزية نحافظ على أموالهم وأنفسهم وأعراضهم وعقولهم مع دعوتهم للإسلام بالحكمة وتأليف قلوبهم كما أمرنا الله عز وجل بذلك.
•ما هو حقيقة الجهاد في الإسلام؟
- الجواب يجاوب عليه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث بريدة بن حصيب «قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَمْثُلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلَالٍ فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمْ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ وَلَكِنْ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لَا» مسلم.
فالإسلام يعلمنا الأخلاق حتى في المعارك فوصانا رسولنا الكريم أولاً ألا نسرق من الغنيمة قبل التقسيم، ثانياً ألا نغدر بالكفار إذا اعطيناهم الأمان أو العهد، ثالثاً ألا نمثل بقتلاهم، رابعاً ألا نقتل امرأة أو غلاما أو رجلا كبيرا، خامساً ان نعامل اسراهم إما قتل أو فداء أو دعوة إلى الاسلام حسب اجتهاد الأمير وظروف المعركة مع أعطاء حق الأسير في المأكل والمشرب.
والجهاد في الإسلام هو أن نقاتل أئمة الكفر الذين ظلموا وعاثوا في الأرض فسادا، فهؤلاء يجب رد اعتدائهم وهذا ما يسمى بـ«جهاد الدفع».
أما «جهاد الطلب» وهو أن الإمام يرسل سرية إلى قوم يدعوهم إلى الإسلام أو الجزية وتقدر بـ10 دولارات في السنة أو القتال، فالجهاد هو وسيلة للدعوة وليس هدفاً فإذا أصر الطاغوت الذي يعبده قومه ألا يستجيب إلى الحق أو ان يخضع لدفع الجزية ويمكن المسلمين من بلاده لرفع الظلم عن الناس ودعوتهم إلى الدين الحق أو القتال، فالجهاد شُرع من أجل إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، لا من أجل القتل.
•لماذا الخلافة في بلاد الشام؟ وليس في افغانستان أو الصومال؟
- لسببين، السبب الاول نصي شرعي، والسبب الثاني كوني قدري.
فأما السبب النصي الشرعي فقد جاءت النصوص في مدح بلاد الشام الحديث الاول اخرجه البخاري قال عليه الصلاة والسلام: «لايزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك، قال معاذ بن جبل هم في الشام».
الحديث الثاني قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا، قالوا وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قالوا وفي نجدنا قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان» البخاري.
الحديث الثالث قال عليه الصلاة والسلام: «لاتزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة» رواه مسلم.
ومن المعلوم ان عيسى عليه السلام يكون في بلاد الشام، والامير هنا هو أمير المؤمنين يصلي عيسى عليه السلام خلفه.
أما السبب الكوني القدري فبالنسبة للمكان والوقت فلا يوجد مكان أفضل من الشام، إن الناس كانوا مغيبين عن الإسلام 40 سنة ولكن فيهم حب الاسلام، وتسمع من فلتات لسانهم المطالبة بالخلافة الاسلامية مع الوعي لما جرى من مخططات المستعمر الفرنسي القديم والحذر من استعمار الاميركي الجديد بحجة الكيماوي، فالشعب السوري شعب شرس لا يرضى بالتدخل الاجنبي الكافر، خاصة وان اميركا واوروبا فتحت الاجواء لطائرات بشار لدك الشعب السوري، واغلب الشعب السوري لا يرضى إلا بكتاب الله حكماً وبالخلافة نظاماً لأن المعركة دائرة الآن بين الكفر العالمي والشعب الاعزل الذي رفع شعار «لا نركع إلا لله» ورفع شعار «قائدنا للأبد سيدنا محمد»، فكيف يضع الشعب السوري يده بأيدي المشاركين بالدم السوري هذا مستحيل.
وكذلك من الأسباب الكونية من ناحية الزمان، انه أرانا العراق وأرانا مصر وليبيا، كيف أنها قامت بثورات قطف ثمارها الاميركان وعملوا مشروعا ديموقراطيا فيها، وقد أنفقت الاموال لاجل هذا المشروع، وقد ترك الثوار الدين فعاقبهم الله لذلك، والى الان العراق لم يشعر اهله بالامان رغم انسحاب الاميركان، وهو درس للسوريين من اجل الابتعاد عن الاميركيين والتمسك بالخلافة الاسلامية.
• ما الاشارات والدلائل التي دفعتكم إلى القول إن الوقت الحالي من الممكن أن تقوم فيه «الخلافة الاسلامية»؟
- هناك الكثير من الارهاصات التي تبشر بقيام «الخلافة الاسلامية»، منها أن العالم جرب الاشتراكية الشيوعية في أوائل القرن العشرين «لينين وستالين وماركس وماكفيلي وغيرهم» التي كانت نظريتهم تقوم على أن الناس كلهم طبقة واحدة كادحة، وطبقة اخرى تدير الدولة، هؤلاء «مافيا» لصوص تحكم الناس بالحديد والنار.
في الانظمة العربية الديموقراطية لايوجد «دين» لان حرية الاديان والعقيدة مكفولة، فترى احدهم يعبد الله اليوم وغدا تراه يعبد بقرة ولاتوجد اي مشكلة في ذلك لماذا؟ لأن حرية الاديان مكفولة بحسب الدستور الانكليزي الذي يطبق في هذه الدول.
كما أنه من الممكن في بعض هذه الدول أن ينتقد شخص ما الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أو الاديان، وبالتالي هذه لم تعد حرية بل أصبحت كفراً.
أما مسألة حفظ العرض، انظر الى الدول العربية والاميركية، البنت عندما تبلغ 18 عاما من الممكن ان تخرج مع صديقها، والقانون يعطيها حقها وإذا عارضها أبوها فمن الممكن أن يوضع في السجن، فلا يوجد حفظ للعرض، أما في الخلافة الاسلامية فلا يوجد هذا الأمر، وبالتالي تحفظ العرض.
وبالنسبة للمال، فإما أنه اشتراكية أو مافيات ولصوص، يسرقون المال بالقانون.
وأما مسألة العقل، فترى أن الخمور مباحة في هذه الدول، والمخدرات في بعض الدول الاوروبية متاحة كما هو في هولندا، وتجار الافيون تراهم رؤساء دول وقادة مافيات.
هناك بعض الدول التي تسمى اسلامية توجد فيها مصانع للخمور وهو متاح في الفنادق والطائرات.
وفي الخلافة الاسلامية العقل محترم على عكس الدول العلمانية والاشتراكية.
أما حفظ النفس، فيقال انه في أميركا كل دقيقتين يقتل فيها إنسان، لان حدود الله لاتطبق في هذا البلد، هناك فوضى، ومن عاش فيها وفي أوروبا يعرف هذا الأمر بشكل جيد.
لذلك؛ حتى الاوروبيون أنفسهم يتظاهرون حاليا، في اليونان مثلا، ضد العولمة والرأسمالية، فهي انظمة استبدادية تقوم على فكرة استخدام الانسان كآلة للعمل أكثر من 10 ساعات، ولكي يدفع الضريبة، وهذا ظلم في دين الله، وغير جائز في الشريعة الاسلامية.
تصور أن لديك مصنعا للهواتف، يأخذون ضريبة على كل هاتف يصنع وضريبة من العامل الذي يصنعه وضريبة من المصنع الذي يخرج الهواتف، وهذا ينعكس كله على المستهلك بالدرجة الاولى.
لذلك؛ الناس الماديون في أوروبا ضجروا من هذا الامر، وبدأت بعض الدول بالافلاس وهناك أخرى ستلحقها قريبا.
أما أميركا فقد وصلت على قمة القوة في الهرم، وكما يقول ابن خلدون «ان اي دولة تصل الى نقطة القوة في الهرم تبدأ بالانهيار» وهي بدأت بالانهيار فعلاً منذ 11 سبتمبر 2001، وهذه حقيقة لاحظناها، وانهيار اميركا واضح ايضا من تصريح اوباما «انه لايمكن أن نقوم بحربين في وقت واحد، ولاتوجد حرب مقبلة» وهذا كله دليل على بدء انهيارها، وكذلك اعلان أكثر من 100 بنك افلاسه منذ 4 سنوات الى الان.
أيضا خروج شعوب الدول العربية على الحكام الطواغيت في تونس وليبيا ومصر واليمن وفي سورية وخاصة في مصر وما يحدث فيها الآن ان الجيش قتل 4 آلاف مصري في يوم واحد بقيادة السيسي، فالمرحلة المقبلة هي مرحلة توعية الشعوب بحقيقة الإسلام والتوحيد المبني على ركنين هما الكفر بالطاغوت والايمان بالله، وان التوحيد مبني على سبعة شروط، والبعد عن النواقض، وهذا هو الإسلام، وليس الإسلام مجرد كلمة من غير علم ولا انقياد ولا ولاء ولا براء، والتوعية الثانية هي توعية الأمة ان القيادة الوحيدة الشرعية التي يجب ان نلتزمها هي قيادة الخليفة إمام المسلمين وأمير المؤمنين قال عليه الصلاة والسلام في الصحيحين : «ثم يكون فيكم دعاة على أبواب جهنم، قال ما تأمرني؟، قال: ان تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» فإذا اختار المجاهدون والعلماء من أهل الحل والعقد الخليفة فيجب على كل الناس ان يبايعوه، قال عليه الصلاة والسلام: «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» رواه مسلم.
فعلى الشعوب ان تبايع الخليفة ولكن بشرط ان الذي يبايع يكون على التوحيد الصحيح والإسلام الحقيقي. كل الناس الآن تنتظر الخلافة الراشدة من أرض الشام، تخرج الناس من الظلمات في عصر الطواغيت الى عدل الاسلام.
المرأة مظلومة في المجتمعات الغربية، فهي من عمر الـ 18 الى 30 عاما تستغل جنسيا في الدعاية والافلام، وعندما تتجاوز الـ 30 ترمى، وهذا ما نشاهده أن امرأة عمرها 60 سنة يقودها كلب أو أحد يساعدها، وعندنا في الاسلام مكرمة لايراها الا زوجها فهي كالجوهرة المكنونة.
هل هذه الحرية التي يتغنون فيها؟ عندما يبيعون نساءهم في سوق النخاسة تحت شعار الحرية والسياحة.