هبة الله
05-29-2003, 01:22 AM
قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله) وسلم : " سبعة يظلهم الله في ظلّه .. يوم لا ظل إلا ظله ...
1- إمام عادل ...
2- وشاب نشأ في عبادة الله ...
3- ورجلان تحابا في الله .. إجتمعا عليه وتفرقا عليه ...
4- ورجل ذكر الله خاليا .. ففاضت عيناه ...
5- ورجل قلبه معلق بالمساجد ...
6- ورجل تصدق بصدقة فأخفاها .. حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ...
7- ورجل دعته إمرأة .. ذات منصب وجمال .. فقال : إني أخاف الله رب العالمين " ...
____________________
يخبرنا رسول الله في الحديث .. أنه في يوم القيامة .. عندما تدنوا الشمس من الرؤوس ويبلغ الكرب من النفوس مبلغاً لا يعلمه إلا الله .. فلا ظل ولا شجر ولا شئ يقي من حر الشمس الدانية من الرؤوس ...
في ذلك الموقف العظيم الذي يجتمع فيه الأولين والآخرين لا ظل إلا ظل عرش الله .. وهناك مجموعه من الناس إختصهم الله بالإستظلال بظل العرش .. فمن هم هؤلاء ؟؟؟
هؤلاء هم من ذكرهم رسول الله في الحديث السابق وهم سبعة أصناف ...
أولهم : إمام عادل ...
وهو من عدل في رعيته .. وحكم فيهم بكتاب الله وسنة رسوله .. سواء كان أمير عامة أو أمير خاصة .. حتى أن بعض أهل العلم يقول ...
من عدل بين طالبين فهو إمام عادل .. فإذا قام الأستاذ بإمتحان طالبين فعدل بينهما .. فهو من هؤلاء السبعة ...
إذن فالإمام العادل يكون في أي مكان .. في البيت .. وفي المدرسة .. وفي العمل ...
الثاني : شاب نشأ في عبادة الله ...
فلا يعرف إلا القرآن .. ولا يعرف إلا ذكر الله تعالى .. وقد خص الشاب بالذكر .. لأنه مظنة غلبة الهوى والشهوة والطيش .. فكانت ملازمته للعبادة مع وجود الصوارف .. أرفع درجة من ملازمة غيره لها ...
الثالث : رجلان تحابا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه ...
أي كان إجتماعهما بسبب المحبة في الله تعالى .. لا لمصلحة دنيوية .. لا لتجارة ولا لمكسب ولا لواسطة أو منفعة .. ثم تفرقا عليه .. أي فارق أحدهما صاحبه لأي سبب كسفر أو موت .. وهما لا يزالان متحابان في الله ...
ولذلك جاء عنه صلى الله عليه ( وآله) وسلم أنه قال : " قال الله تبارك وتعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيّ .. والمتزاورين فيّ .. والمتجالسين فيّ " ...
الرابع : رجل ذكر الله خالياً .. ففاضت عيناه ...
وهذا دليل الإخلاص .. فذكره لله خاليا .. أي لا يكون عنده أحد .. فيكون أبعد عن الشبهة وعن الرياء والسمعة ...
وذكر الله لا يلزم أن يكون تسبيحاً وتكبيراً و تحميداً وتهليلاً في الخلوة ...
ولكن يقول بعض أهل العلم : من رأى مبتلى فدمعت عيناه .. فهو من الذاكرين الله .. لأن من المبتلين إذا رآهم المؤمن .. تدمع عيناه .. لأنه يذكر نعمة الله عليه .. فهذا كأنه ذكر الله بلسانه ...
وكذلك قد تدمع عينه في الخلوة .. حينما يتذكر ذنوبه وخطاياه ...
من الخامس : رجل .. قلبه معلّق بالمساجد ...
فالمساجد بيوت الله ومكان آداء العبادات المفروضة .. وميدان العلم والتعلم .. فالمتعلق بالمسجد .. بعيد عن رؤية المنكرات وقريب من الله تعالى ...
فيصفو قلبه وتنجلي همومه وأكداره .. ويعيش في روضة من رياض الجنة .. وبذلك تكفر سيئاته وتكثر حسناته ...
وقد قال تعالى : " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه .. يسبح له فيها بالغدو والآصال .. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله .. وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة .. يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله " ...
السادس : رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه ...
والمعنى .. أن المراد من إخفائه للصدقة .. أي لا يعلم بها إلا الله عز وجل .. فالصدقة فضلها كبير وأجرها عظيم ومضاعف .. ومكفرة للسيئات ...
قال تعالى : " إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي .. وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء .. فهو خير لكم .. ويكفر عنكم من سيئاتكم .. والله بما تعملون خبير " ...
وذُكر أن علي بن الحسين زين العابدين .. كان يخرج في آخر الليل فيأخذ من الدقيق ومن السمن ومن الزبيب على ظهره .. ويمر على فقراء المدينة ويعطيهم في ظلام الليل بحيث لا يراه إلا الله .. فلما مات وجاء الناس يغسلونه ...
وجدوا أثر خيوط الحبال على كتفه .. فسألوا أهله ماله ؟؟؟
قالوا هذا من كثرة ما كان يحمل من الدقيق ومن التمر والزبيب .. ويوزع على فقراء المدينة كلهم .. فهذا من الذين أخفوا صدقاتهم بحيث لا يراهم إلا الله عز وجل ...
السابع : رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال .. فقال : إني أخاف الله رب العالمين ...
أي طلبته للفاحشة .. وهي ذات منصب .. أي ذات أصل وشرف ومكانة .. والمعنى أنه لا يخاف من الوقوع بها .. فإن ذات المنصب .. يمكن أن تخرج نفسها وتخرجه من المشكلة .. ولا تخاف من إقامة الحدود ...
وهي أيضا ذات جمال فهي تدعوه بجمالها ...
ولكنه قال : إني أخاف الله رب العالمين .. فإستحق بهذا أن يستظل في ظل الله .. يوم لا ظل إلا ظله ...
وقد مر يوسف عليه السلام بمثل هذا الإبتلاء مع إمرأة العزيز .. فقال : " معاذ الله .. إنه ربي أحسن مثواي .. إنه لا يفلح الظالمون " ...
1- إمام عادل ...
2- وشاب نشأ في عبادة الله ...
3- ورجلان تحابا في الله .. إجتمعا عليه وتفرقا عليه ...
4- ورجل ذكر الله خاليا .. ففاضت عيناه ...
5- ورجل قلبه معلق بالمساجد ...
6- ورجل تصدق بصدقة فأخفاها .. حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ...
7- ورجل دعته إمرأة .. ذات منصب وجمال .. فقال : إني أخاف الله رب العالمين " ...
____________________
يخبرنا رسول الله في الحديث .. أنه في يوم القيامة .. عندما تدنوا الشمس من الرؤوس ويبلغ الكرب من النفوس مبلغاً لا يعلمه إلا الله .. فلا ظل ولا شجر ولا شئ يقي من حر الشمس الدانية من الرؤوس ...
في ذلك الموقف العظيم الذي يجتمع فيه الأولين والآخرين لا ظل إلا ظل عرش الله .. وهناك مجموعه من الناس إختصهم الله بالإستظلال بظل العرش .. فمن هم هؤلاء ؟؟؟
هؤلاء هم من ذكرهم رسول الله في الحديث السابق وهم سبعة أصناف ...
أولهم : إمام عادل ...
وهو من عدل في رعيته .. وحكم فيهم بكتاب الله وسنة رسوله .. سواء كان أمير عامة أو أمير خاصة .. حتى أن بعض أهل العلم يقول ...
من عدل بين طالبين فهو إمام عادل .. فإذا قام الأستاذ بإمتحان طالبين فعدل بينهما .. فهو من هؤلاء السبعة ...
إذن فالإمام العادل يكون في أي مكان .. في البيت .. وفي المدرسة .. وفي العمل ...
الثاني : شاب نشأ في عبادة الله ...
فلا يعرف إلا القرآن .. ولا يعرف إلا ذكر الله تعالى .. وقد خص الشاب بالذكر .. لأنه مظنة غلبة الهوى والشهوة والطيش .. فكانت ملازمته للعبادة مع وجود الصوارف .. أرفع درجة من ملازمة غيره لها ...
الثالث : رجلان تحابا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه ...
أي كان إجتماعهما بسبب المحبة في الله تعالى .. لا لمصلحة دنيوية .. لا لتجارة ولا لمكسب ولا لواسطة أو منفعة .. ثم تفرقا عليه .. أي فارق أحدهما صاحبه لأي سبب كسفر أو موت .. وهما لا يزالان متحابان في الله ...
ولذلك جاء عنه صلى الله عليه ( وآله) وسلم أنه قال : " قال الله تبارك وتعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيّ .. والمتزاورين فيّ .. والمتجالسين فيّ " ...
الرابع : رجل ذكر الله خالياً .. ففاضت عيناه ...
وهذا دليل الإخلاص .. فذكره لله خاليا .. أي لا يكون عنده أحد .. فيكون أبعد عن الشبهة وعن الرياء والسمعة ...
وذكر الله لا يلزم أن يكون تسبيحاً وتكبيراً و تحميداً وتهليلاً في الخلوة ...
ولكن يقول بعض أهل العلم : من رأى مبتلى فدمعت عيناه .. فهو من الذاكرين الله .. لأن من المبتلين إذا رآهم المؤمن .. تدمع عيناه .. لأنه يذكر نعمة الله عليه .. فهذا كأنه ذكر الله بلسانه ...
وكذلك قد تدمع عينه في الخلوة .. حينما يتذكر ذنوبه وخطاياه ...
من الخامس : رجل .. قلبه معلّق بالمساجد ...
فالمساجد بيوت الله ومكان آداء العبادات المفروضة .. وميدان العلم والتعلم .. فالمتعلق بالمسجد .. بعيد عن رؤية المنكرات وقريب من الله تعالى ...
فيصفو قلبه وتنجلي همومه وأكداره .. ويعيش في روضة من رياض الجنة .. وبذلك تكفر سيئاته وتكثر حسناته ...
وقد قال تعالى : " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه .. يسبح له فيها بالغدو والآصال .. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله .. وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة .. يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله " ...
السادس : رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه ...
والمعنى .. أن المراد من إخفائه للصدقة .. أي لا يعلم بها إلا الله عز وجل .. فالصدقة فضلها كبير وأجرها عظيم ومضاعف .. ومكفرة للسيئات ...
قال تعالى : " إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي .. وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء .. فهو خير لكم .. ويكفر عنكم من سيئاتكم .. والله بما تعملون خبير " ...
وذُكر أن علي بن الحسين زين العابدين .. كان يخرج في آخر الليل فيأخذ من الدقيق ومن السمن ومن الزبيب على ظهره .. ويمر على فقراء المدينة ويعطيهم في ظلام الليل بحيث لا يراه إلا الله .. فلما مات وجاء الناس يغسلونه ...
وجدوا أثر خيوط الحبال على كتفه .. فسألوا أهله ماله ؟؟؟
قالوا هذا من كثرة ما كان يحمل من الدقيق ومن التمر والزبيب .. ويوزع على فقراء المدينة كلهم .. فهذا من الذين أخفوا صدقاتهم بحيث لا يراهم إلا الله عز وجل ...
السابع : رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال .. فقال : إني أخاف الله رب العالمين ...
أي طلبته للفاحشة .. وهي ذات منصب .. أي ذات أصل وشرف ومكانة .. والمعنى أنه لا يخاف من الوقوع بها .. فإن ذات المنصب .. يمكن أن تخرج نفسها وتخرجه من المشكلة .. ولا تخاف من إقامة الحدود ...
وهي أيضا ذات جمال فهي تدعوه بجمالها ...
ولكنه قال : إني أخاف الله رب العالمين .. فإستحق بهذا أن يستظل في ظل الله .. يوم لا ظل إلا ظله ...
وقد مر يوسف عليه السلام بمثل هذا الإبتلاء مع إمرأة العزيز .. فقال : " معاذ الله .. إنه ربي أحسن مثواي .. إنه لا يفلح الظالمون " ...