المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسن روحاني بالبدلة المدنية في غلاسكو البريطانية



فاتن
08-09-2013, 02:35 PM
الجمعة 1 شوال 1434هـ - 9 أغسطس 2013م

حسن روحاني بالبدلة المدنية على أرصفة غلاسكو البريطانية

قدم أطروحة شهادة الدكتوراه عن مرونة الشريعة في ضوء التجربة الإيرانية




http://dam.alarabiya.net/images/7b9520a5-c85f-4795-b0b8-0fed0bfa903a/600/338/1?x=0&y=0

روحاني بالبدلة المدنية في شبابه إبان الثورة.. ورئيساً بالثوب والعمامة


دبي - سعود الزاهد

عندما وقف خلف منصة مجلس الشورى الإسلامي الإيراني لأداء اليمين مرتدياً زي رجال الدين الشيعة، لم يتوقع أحد أن الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني كان يمكن أن يكون مرتدياً الزي المدني الغربي ذات يوم ويتمشى به على أرصفة غلاسكو في اسكتلندا البريطانية.

وكان موقع "بي بي سي" الإنجليزي سلط الضوء مؤخراً على تلك المرحلة من حياة الرجل الذي يطلق اليوم شعار "الاعتدال"، محاولاً شق طريق ثالث بين النهجين الإصلاحي المتحرر والمحافظ المتشدد في بلد شهد سجالاً بل صراعاً دموياً نوعاً ما بين المعسكرين منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2009.

وأعاد التقرير إلى الذاكرة الأيام الخوالي التي كان روحاني نائب رئيس مجلس الشورى حينها، منشغلاً بالتحضير لشهادة الدكتوراه في جامعة كلدونين بمدينة غلاسكو، ويعيش حياة الطلاب الجامعيين البسيطة حسب المقربين منه، ويرتدي البدلة الغربية بدلاً من زي رجال الدين الشيعة، ويتمشى على أرصفة المدينة.

ويقول البروفيسور حسن أمين، أستاذ جامعة كلدونين المتقاعد: "كنا نشاهده مراراً يجلس في صالة الطعام الخاصة بالطلاب، وكنت آخذه بعض الأحيان إلى صالة العاملين في الجامعة، وكان يستقبل الناس ويحاورهم بوجه مبتسم".

أطروحة الشريعة المرنة

قدم روحاني أطروحة "الشريعة المرنة على ضوء التجربة الإيرانية" لنيل شهادة الدكتوراه، وكان حينها يزاول مهامه السياسية إلى جانب الدراسة أيضاً، ويسافر بشكل منتظم إلى غلاسكو ليلتقي بأساتذته.



http://dam.alarabiya.net/images/d9cdf227-c30e-4b58-a30f-af953a2695b9/225/169/1?x=0&y=0 (http://dam.alarabiya.net/nxpicsfile/default/42161c27-7dea-4f43-b583-209dfb6ffd11/Original:content/?inline)

حسن روحاني في الزي الجامعي


ويصفه أحد أساتذته ويدعى الدكتور مهدي زهراء، بأنه يتحلى بشخصية هادئة ومرنة ولطيفة، وكان يستمتع بالحديث الذكي المفعم بالتحدي معه، واصفاً تحدثه باللغة الإنجليزية بالجيد.
وبعد الإشارة إلى كثرة الخلاف وبعض الاتفاق في وجهات النظر بينه وبين حسن روحاني، يؤكد مهدي زهراء أن الرئيس الإيراني الجديد يتبنى توجهاً حديثاً وإصلاحياً في التعاطي مع قوانين الشريعة.

أما روبرت رثون، مدير المكتبة الجامعية، فيكشف أن أطروحة روحاني المحفوظة في المكتبة نالت مؤخراً اهتماماً بالغاً من قبل وسائل الإعلام والتجمعات الإيرانية.
وبهذا الخصوص يؤكد موقع "انتخاب" المحافظ الوسطي القريب من المرشح الرئاسي، محسن رضائي، أن أطروحة الدكتوراه التي قدمها حسن روحاني إلى جامعة كلدونين تثبت نظرته المرنة والحديثة.

رجل دين حداثي

ويستقرئ التقرير شخصية روحاني من خلال أطروحته التي يؤكد في ديباجتها أنه "لا توجد قوانين في الإسلام لا تقبل التغيير والتحول"، الأمر الذي يجعله في صف البرغماتيين والحداثيين من رجال الدين الإيرانيين، لذا لا نستغرب عندما نشاهد دعم أب البرغماتية الإيرانية هاشمي رفسنجاني لا يبخل عليه بأي دعم، مما يعتبره البعض الذراع اليمنى للرئيس الإيراني الأسبق.

ويرى المراقبون أن الواقعية والموضوعية اللتين تتسم بهما شخصية روحاني، دفعتا التيار الإصلاحي المبعد من الساحة السياسية والذي ينظر إليه مرشد النظام كالابن الضال، يرى في روحاني المنفذ الوحيد المتبقي للعودة من خلاله إلى بعض أروقة صنع القرار، وخاصة التنفيذية منها، وهذا ما يفسر تجمهر الإصلاحيين حول رجل غير إصلاحي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
الشفافية والمساءلة

ومنذ صعود نجم حسن روحاني الذي لم يفز في الانتخابات لولا رفض أهلية معلمه الأول وأحد أهم أساطين النظام هاشمي رفسنجاني من قبل مجلس صيانة الدستور، وهو يكرر شعار "الاعتدال" و"الوسطية" إلى جانب "الشفافية" و"الخضوع للمساءلة".

ولكن السؤال الأكبر الذي يطرح نفسه: هل يستطيع روحاني تحسين الوضع المعيشي لرجل الشارع الإيراني الذي بات مرتبطاً بإلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، دون أن يقدم تنازلاً حقيقياً في المجالات التي يحتكر المرشد الأعلى الكلمة الأولى فيها، وبالتحديد مجال الملف النووي.
فالغرب يرى أن إيران تماطل، وعلى حسن روحاني أن يثبت أن مرحلة المماطلة قد انتهت، وهذا لا يتم إلا من خلال تقديم خارطة طريق تثبت حسن نوايا طهران على الصعيد النووي الذي تم تحويله في العقدين الماضيين إلى "مطلب قومي ووطني".

في المقابل، يأمل كثيرون في أن يفي حسن روحاني بالوعود التي قطعها على نفسه على كافة الصعد، من قبيل رأب الصدع مع دول الجوار قبل الغرب وأميركا، وتحسين الوضع المعيشي والسياسي والاجتماعي الداخلي قبل التوجه للخارج.

وفيٌّ للمرشد والنظام

وبالعودة إلى تقرير "بي بي سي" يقول ريتشارد دالتون، السفير البريطاني الأسبق لدى طهران: "حسن روحاني يدين بالولاء للجمهورية الإسلامية الإيرانية والمرشد الأعلى للنظام بقوة"، ويضيف "لكنه رجل وسطي يتمتع بصلات سياسية مميزة بمختلف الأطياف السياسية في إيران، ولا يستبعد إمكانية التوصل إلى توافق مع طهران خلال فترة ولايته بشأن الملف النووي الإيراني، الذي أصبح مربط الفرس في كل شاردة وواردة تخص علاقات إيران السياسية والاقتصادية والتجارية الدولية".

وداخلياً، يواجه حسن روحاني تحديات حقيقية، تتمثل في ملفات ساخنة، إلى جانب ملف تحسين الظروف المعيشية من قبيل توسيع مساحات الحرية السياسية والتعبيرية والاجتماعية، وحل قضايا السجناء السياسيين، لا سيما مسألة الإقامة الجبرية المفروضة على زعيمي المعارضة الإصلاحية مير حسين موسوي وشيخ مهدي كروبي، والاهتمام بمطالبات النساء، وحل معضلة القوميات غير الفارسية.

http://www.alarabiya.net/ar/iran/2013/08/08/حسن-روحاني-بالبدلة-المدنية-على-أرصفة-غلاسكو-البريطانية.html