أمان أمان
08-07-2013, 01:32 PM
تجربة حكم الإخوان متواضعة جدا إن لم تكن غائبة وتدخل الجيش في الأزمة لم يكن "مفاجئا"
كتب : عمرو عز الدين
الأربعاء 07-08-2013
http://media.elwatannews.com/News/Large/134598_660_63898_345715865559402_1592110115_n.jpg
الفريق أول عبدالفتاح السيسي
انتقد الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ونائب رئيس الوزراء، الإدارة الأمريكية بحدة، وأكد على استيائه من تعاملها مع الأزمة الراهنة بمصر، واتهم إدارة الرئيس أوباما بتجاهل الإرادة الشعبية المصرية، وتقديم دعم غير كاف للمصريين، وسط تهديدات الحرب الأهلية.
جاء ذلك في الحوار الذي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ونشرت مقتطفات منه منذ أيام، قبل أن تنشر نص الحوار كاملا على صفحات موقعها الإلكتروني، وفي مستهل الحوار أكد الفريق السيسي أن الجيش المصري لم يقم بانقلاب عسكري، وأن الانقلاب الأخير كان في خمسينات القرن الماضي، كما أكد على أن هناك علاقة خاصة جدا تربط الشعب المصري بجيشه، كما أشار إلى أن الأزمة التي وقعت بين الشعب المصري والرئيس السابق، نشأت من اعتماد الإخوان المسلمين في بناء الدولة على محاولة إعادة الإمبراطورية الإسلامية، وكان دائما ما يستقر في تفكيرهم أنهم يملكون الحقيقة الخالصة، كما اعتقدوا أن لهم كل الحقوق في ذلك، "وهذا ما جعلهم يقودون البلاد فقط لإرضاء القاعدة الشعبية التي يمثلونها فقط، وهذا ما لم يجعل مرسي رئيسا لكل المصريين".
مرسي سمح لعناصر أفغانية بالذهاب إلى سيناء.. وفي عهده اختفت إجراءات الأمن المتبعة لمنع دخول الإرهابيين والأسلحة للدولة
- واشنطن بوست: متى أصبح ذلك واضحا لك؟
- السيسي: "منذ يوم التنصيب، وقد بدأ بالإساءة إلى القضاء، وكانت تجربة حكم الإخوان المسلمين متواضعة جدا إن لم تكن غائبة، حيث أن جزءا كبيرا من ثقافة الجماعة هو العمل سرا وبشكل خفي. وقد تعامل الجيش باحترام مع الرئيس الذي اختاره المصريون، وكنا صادقين ومخلصين في كل التقييمات التي قدمناها له، خلال الفترة التي قضيتها في مكتبي كقائد عام للقوات المسلحة".
"نحن نفهم تماما أن تدخل القوات المسلحة لدعم الشعب المصري لم يكن مفاجئا، ويمكن العودة من خلال بياناتي، بداية منذ دعوتي للقوى السياسية، للجلوس على مائدة المفاوضات وإجراء مصالحة وطنية في نوفمبر الماضي، وحتى مهلة الثمانية وأربعين ساعة التي أعطيتها للرئيس والقوى السياسية لحل الأزمة".
- واشنطن بوست: هل كان ذلك قبل وجود الدستور؟
- السيسي: "كل هذا تم من قبل وجود الدستور، وكانت هناك نصائح مخلصة قدمها الجيش للرئيس حول تطورات الأوضاع في الشارع، والتوصيات المقترحة لكيفية التعامل مع تلك التطورات".
- واشنطن بوست: إذن هل قدمت النصح للرئيس في قضايا إثيوبيا وسد النهضة وسيناء، وتجاهلها؟
- السيسي: "الجيش كان حريصا على نجاح مرسي، وإن لم نكن نرغب في وصول مرسي أو جماعة الإخوان المسلمين للحكم، كنا تلاعبنا بالانتخابات، كما جرت العادة بتزوير الانتخابات في الماضي، وللأسف فقد دخل الرئيس السابق في معارك مع كل مؤسسات الدولة، القضاء والأزهر والكنيسة والإعلام والقوى السياسية بل والرأي العام كذلك، وعندما يكون هناك رئيس يدخل في معارك مع كل مؤسسات الدولة، فإن فرص نجاحه تصبح ضعيفة جدا، وفي الجهة الأخرى كان الرئيس السابق يعمل على دعوة أنصاره واختيارهم من الجماعات الإسلامية وحدها".
- واشنطن بوست: من أين كان يدعوهم؟
- السيسي: "من داخل مصر بالطبع، كان يدعوهم ويحشدهم كي يظهر أن لديه مؤيدين وأنصارا".
- واشنطن بوست: ولكن لم يكن يدعو قوى إسلامية من خارج البلاد؟
- السيسي: "القوى الإسلامية كانت من داخل وخارج البلاد، وكان متاحا في هذا الوقت أن يأتي هؤلاء الناس لإظهار الدعم لمرسي من داخل وخارج البلاد".
- واشنطن بوست: هناك تقارير تقول إن مرسي سمح لبعض العناصر الجهادية الأفغانية للقدوم إلى مصر والذهاب إلى سيناء.
- السيسي: "هذه الأقاويل صحيحة، لقد سمح مرسي لأشخاص من أفغانستان بالقدوم إلى مصر، وربما الذهاب إلى سيناء كذلك، وازداد تأثير السلفية الجهادية مع الوقت، كما اختفت في عهد مرسي الإجراءات الأمنية المتبعة لمنع العناصر الإرهابية والأسلحة من الدخول إلى الدولة، وهكذا وجدوا بئية صالحة للعمل فيها، تذكروا أن مفهوم الدولة لدى جماعة الإخوان المسلمين يختلف عن مفهوم الدولة الحديثة التي يمكننا أن نراها حولنا في العالم، ينظرون للحدود السياسية على أنها حدود وضعتها قوى الاستعمار والإمبريالية لتقسيم العالم الإسلامي".
- واشنطن بوست: هل لدى الإخوان المسلمين اتصالات بالجماعات الإسلامية الأخرى في بلدان العالم؟
- السيسي: "الجماعة لها تواجد في أكثر من ستين دولة، الفكرة التي جمعتهم سويا لم تكن القومية ولا الوطنية، بل كانت أيدولوجيا ترتبط تماما بمفهوم المنظمة، وفي مصر، بدأ الاستياء من مرسي وجماعته في الارتفاع، كان المصريون خائفين ويشعرون بالإرهاب وهم في منازلهم، صحيح أن مرسي أتى للحكم بنسبة 51% من أصوات الناخبين، لكن هؤلاء الناخبين أنفسهم شعروا بأنهم وضعوا حياتهم وحياة أطفالهم في اليد الخطأ، ولم يتخيلوا مطلقا أن تلك القيادة ستعاملهم بهذه الطريقة طوال العام السابق. الإخوان المسلمين لديهم قيمهم الخاصة، لكنهم تعاملوا مع تلك القيم بأنها يجب أن تُتبع وتُفرض على بقية المصريين، كما وجدنا أن تواجدهم وتمثيلهم في الشارع المصري يتراوح ما بين 5% إلى 10% على أقصى تقدير".
- واشنطن بوست: في أمريكا تحظى الإدارة بتأييد نسبته 30% أو ما شابه.
لست بطلا ولا أسعى للسلطة وأهم إنجاز في حياتي هو المرور بمصر من الظرف الراهن
- السيسي: "الأمريكيون يعتمدون في تقديراتهم على نتائج الانتخابات، بينما الغالبية من نسبة تواجد الإخوان في الشارع المصري تتألف من الناخبين المصريين المتعاطفين مع الجماعة وأفرادها الذين تعرضوا للإهانة والاضطهاد على يد النظام السابق، وكانوا يؤمنون بنواياهم الحسنة، ومظهرهم الديني فأعطوهم أصواتهم".
- واشنطن بوست: بالنسبة للكثير من المصريين أنت "بطل"، فهل ستترشح للانتخابات الرئاسية؟
- السيسي: "لست بطلا، بل مجرد رجل يحب بلده وشعبها وشعرت بالحزن لأن المصريين تم التعامل معهم بهذه الطريقة، البسطاء كانوا يبكون في منازلهم، فالبطولة تأتي من المشاعر المشتركة، حيث أن ما جرى لم يكن ملحمة".
- واشنطن بوست: هل شعرت بخيبة أمل من رد فعل الولايات المتحدة على أحداث الثالث من يوليو؟
- السيسي: "إن الولايات المتحدة لم تكن بعيدة بأي حال من الأحوال عما يجري هنا، وكنا حريصين على أن نمد مسؤوليهم بإحاطات كافية حول الوضع الراهن، ومنذ شهور أخبرتهم بأنه هناك مشكلة كبيرة في مصر، وطلبت دعمهم للمشورة كشريك استراتيجي وحليف لنا".
- واشنطن بوست: منذ شهور؟
- السيسي: "نعم، منذ شهور".
- واشنطن بوست: وهل أخبرتهم قبل رحيل مرسي بأنه سوف يُعزل؟
- السيسي: "لا".
- واشنطن بوست: ولا قبل يوم واحد من رحيله؟
- السيسي: جاء في بياننا خلال مارس الماضي، وبوضوح تام، أن التعقيدات والتطورات على الساحة ستقود إلى حرب أهلية، وهو ما جعل الولايات المتحدة تتساءل: لماذا يقول وزير الدفاع هذا الكلام؟. أعداد من كانوا يعارضون القيادة السياسية ازدادت بإطراد، وتوالت في التزايد حتى أصبح لدينا هذه العدد الضخم من المواطنين في الشوارع، وخلال مراحل مختلفة كانت لدينا مقترحاتنا وقدمنا النصيحة لمرسي، كانت هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن يقوم بها، على سبيل المثال، تكوين حكومة ائتلافية دون المساس بمنصب الرئيس نفسه".
- واشنطن بوست: وماذا لو تعاون مرسي؟
- السيسي: "يتعاون مع الشعب وليس معي".
- واشنطن بوست: في حالة بقائه كرئيس، كان يتحتم عليه الموافقة على شيء ما؟
- السيسي: "مرسي اعتاد أن يستمع إلى النصائح والمقترحات ثم لا ينفذ أي منها، وأثق تماما أنه لم يكن وحده من يصنع القرارات، كانت خلفه جماعة الإخوان المسلمين ومكتب الإرشاد، وقد شعر المصريون بذلك أيضا، حيث كان مرسي رئيس لفصيل محدد، ولم يمكن هو القائد أو يمارس دوره القيادي، بل كانت القيادة في يد الإخوان، وهذا هو أكبر أسباب فشله كرئيس".
- واشنطن بوست: الولايات المتحدة تشعر قلق بالغ نحو الاعتصامات أمام مسجد رابعة العدوية وميدان النهضة.
- السيسي: "نحن حقا نتساءل عن دور الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والقوى الدولية المهتمة بأمن وسلامة مصر، أين هو هذا الدور؟ هل قيم الحرية والديمقراطية تطبق فقط في بلادكم، بينما في البلاد الأخرى ليس لها الحق في أن تطبق نفس القيم والمفاهيم وتتمتع بهذا المناخ السياسي؟ هل رأيتم الملايين من المصريين في التحرير ينادون بالتغيير؟ فما هو ردكم على ذلك؟ لقد تركتم المصريين وأدرتم لهم ظهوركم، والمصريون لن ينسوا ذلك، فهل تريدون أن تستمروا الآن في إعطاء المصريين ظهوركم؟ المصالح الأمريكية وإرادة الشعب المصري لا يجب أن يدخلا في صراع، وقد طالبنا مسؤولي الولايات المتحدة دائما أن يوجهوا النصائح للرئيس السابق كي يتغلب على مشاكله".
- واشنطن بوست: وماذا فعلت الولايات المتحدة؟
- السيسي: "النتيجة واضحة تماما، أين هو الدعم الاقتصادي الأمريكي لمصر؟ حتى خلال السنة التي كان لا يزال فيها مرسي رئيسا، أين كان دعم الولايات المتحدة لمساعدة البلاد كي تستعيد اقتصادها وتتغلب على احتياجاتها الضرورية. الديناميكية في الشارع المصري سريعة للغاية، وإرادة الشعب المصري تتحرك وتتغير كل ساعة، فقبل عزل مرسي بعشرين يوما فقط، كانت المطالب تتمحور حول إعادة تشكيل الحكومة، وبعد عشرة أيام تغيرت المطالب نحو انتخابات رئاسية مبكرة، وبعد خمسة أيام كانت المطالب تنادي برحيل مرسي".
"أريد أن أذكر بأني قد أعطيت مهلة سبعة أيام لكل المصريين قبل الثلاثين من يونيو، مهلة للاعبين الأساسيين في السياسة، وبنهاية هذه المهلة وانتهاء يوم الثلاثين من يونيو، منحتهم مهلة إضافية لمدة 48 ساعة، ونوهت إذا لم يحدث أي شيء فإن هناك خارطة طريق سوف يعلنها الجيش بالاتفاق مع القوى السياسية"، وقد دعوت للقاء مع عدد من القوى السياسية على رأسها شيخ الأزهر والدكتور محمد البرادعي والبابا تواضروس، ودعوت ممثلين عن حزب الحرية والعدالة".
- واشنطن بوست: وهل جاءوا؟
- السيسي: "لم يأتوا. وفي الاجتماع وافق جميع الحضور على خارطة الطريق، بداية من تعيين المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا مؤقتا للجمهورية، وانتهاء بالانتخابات الرئاسية، وذلك خلال فترة تسعة شهور".
- واشنطن بوست: هل سترشح نفسك في انتخابات الرئاسة؟
لو رغبنا في عدم وصول مرسي للحكم كنا زورنا الانتخابات كما في الماضي
- السيسي: "أهم إنجاز في حياتي هو التغلب على الظرف الراهن، وضمان أننا نعيش في سلام، وأن نعمل معا على خارطة الطريق، وأن نكون قادرين على إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة دون إراقة نقطة دم مصرية واحدة".
- واشنطن بوست: ولكن هل ستترشح؟
- السيسي: "أنتم فقط لا تصدقون أن هناك أشخاص لا يسعون للسلطة".
- واشنطن بوست: هل هذا الشخص هو أنت؟
- السيسي: "نعم، فآمال الشعب هي أملنا، والأهم لي هو أن أحظى بحب الناس، هؤلاء الناس عانوا وتألموا كثيرا، وأنا الأكثر إدراكا لحجم المشكلات في مصر، ولذلك أسأل: أين دعمكم؟ وعنوان هذا الحوار الصحفي يجب أن يكون: أين دعمكم لمصر ياأمريكا؟ أين هو دعمكم لمواطنين أحرار؟، ودعنى أوضح أنني أرسلت رسالة للرئيس السابق يوم الثالث من يوليو، قبل إعلان خارطة الطريق، وطالبته بأن يبادر هو ويطرح بقاءه في منصبه من عدمه في استفتاء شعبي ولنرى ما هو رأي المواطنين".
- واشنطن بوست: وماذا قال؟
- السيسي: "قال: مستحيل، ليس الآن، ولكن بعد سنتين!".
- واشنطن بوست: وهل كان يعرف أنه على وشك الرحيل؟
- السيسي: "لا. لم يتوقع أحد ذلك".
- واشنطن بوست: ومتى حسمت أمرك؟
- السيسي: "لقد قمت بكل الجهود الممكنة لإظهار الاحترام والانضباط الواجبين بمؤسسات الدولة حتى اللحظات الأخيرة".
- واشنطن بوست: هل كنت تشعر بأنه ستكون هناك حربا أهلية إن لم يتدخل الجيش؟
- السيسي: "كنت أتوقع إذا لم نتدخل، لكان الأمر قد تحول إلى حرب أهلية. وقد أخبرت مرسي بذلك قبل أربعة أشهر من رحيله، وأخبرته أن الطريقة التي يتعامل بها هو وجماعته مع المصريين تخلق صراعا بينهم وبين مؤيديه، ليس كمعارضين سياسيين، ولكن كأشخاص يحاربون الإسلام، وأخبرته أنه إذا ما وصلت الأمور إلى هذا الحد فإنني كقوات مسلحة لن أتمكن من فعل أي شيء، ما أريد للقارئ الأمريكي أن يعرفه أنه هناك مواطنين أحرار تمردوا ضد حكم سياسي جائر، وأن هذا الشعب الحر يحتاج لدعمك، أنتم تتعاملون مع مؤسسة عسكرية وطنية وشريفة لا تطمح للسلطة، والمصريون يجب أن يُدعموا من قبل الشعوب الحرة في العالم، لأن المصريين لن ينسوا من يد يده لهم بالمساعدة، ومن أدار لهم ظهره".
- واشنطن بوست: ألم يحذر الأمريكيون الحكومة المؤقتة من المزيد من الاقتتال الأهلي أو إراقة الدماء؟
- السيسي: "الإدارة الأمريكية لديها الكثير من النفوذ والتأثير على الإخوان المسلمين، وأود من الإدارة الأمريكية أن يستخدموا هذا النفوذ مع الإخوان لحل الصراع".
- واشنطن بوست: ما رأيك في المصالحة مع الإسلاميين؟ هل ترى أنها مهمة؟
- السيسي: "بالطبع".
- واشنطن بوست: وكيف ستقوم بذلك، في الوقت الذي يشعر فيه الإخوان المسلمين بأنهم فازوا بالانتخابات، والآن قياداتهم في السجون؟
- السيسي: "في رأيك، كم عدد الإخوان المسلمين في السجون؟ 5 آلاف؟ 7 آلاف؟".
- واشنطن بوست: لا فكرة لدي.
- السيسي: "إنهم حوالي ثمانية أو تسعة أشخاص فقط! واعتقالهم تم بشكل قانوني بمذكرات قانونية تماما. فقط سعد الكتاتني وخيرت الشاطر الوحيدان في السجن الآن تحت التحقيق، وبقية القيادات خارج السجن، أكثرهم في رابعة يحتمون بالجماهير هناك. وأيا كان من سيفض هذه الاعتصامات فلن يكون الجيش، هناك الشرطة المدنية وتم تكليفهم بالعمل على ذلك. وفي السادس والعشرين من هذا الشهر، خرج أكثر من 30 مليون مواطن للشوارع لتفويضي في ذلك، وهؤلاء الناس ينتظرون مني أن أفعل شيئا".
- واشنطن بوست: سمعت أن المواطنين قد بدأوا في انتقادك لأنك لم تفعل أي شيء حيال هذه الاعتصامات، هل هذا صحيح؟
- السيسي: "هل يمكننا أن نضحي بآلاف من المواطنين في الوشارع من أجل التخلص من الانتقادات؟ لا يمكنني أن أفعل ما من شأنه أن يؤدي إلى إراقة الدماء لأتخلص من الانتقادات فقط!".
- واشنطن بوست: ما مدى تورط حماس داخل مصر؟
- السيسي: "حماس جزء من جماعة الإخوان المسلمين، والإخوان يعتبرون حماس جزءا من العائلة".
- واشنطن بوست: كيف يمكنك التأكيد للولايات المتحدة بأنك لا تريد للجيش أن يعود للسلطة، وأنه يريد العودة إلى ثكناته؟
- السيسي: "سجل كلماتي وخذها بجدية تماما: الجيش المصري يختلف عن بقية الجيوش حول العالم".
- واشنطن بوست: هل تنوي ألا يعود الجيش مرة أخرى للحكم وأن تعتمد الديمقراطية في مصر مع الدستور الجديد؟
- السيسي: "نعم. نحن نتفهم أن آليات الديمقراطية والدساتير حول العالم توفر من الوسائل للشعب ما يسمح له بتغيير أو عزل رؤسائه، إذا كانوا غير راضين عن أدائهم".
- واشنطن بوست: لكن هل تأمل أن يوفر الدستور القادم وسيلة لعزل الرئيس؟ هل تريد حقا أن يكون هناك رئيس مدني لمصر؟
- السيسي: "نعم بكل تأكيد".
- واشنطن بوست: هل كان هذا حلمك في يوم ما؟
- السيسي: "نعم، وأتمنى أن يأتي هذا اليوم قريبا".
- واشنطن بوست: هل ستقبل مصر بمراقبين دوليين في الانتخابات الرئاسية القادمة؟
- السيسي: "نحن جاهزون لاستقبال المراقبين الدوليين على الانتخابات من كل مكان في العالم. المصريون يتطلعون إليكم، إلى الأمريكيين، فلا تخيبوا آمالهمن لا تولوهم ظهوركم. في الثقافة المصرية، فإن الحديث عن المعونة والمساعدات الأمريكية بكثرة، يجرح كبريائنا وكرامتنا".
- واشنطن بوست: هل تشير إلى وقف محتمل للمساعدات الأمريكية؟ وهل أنت قلق من ذلك؟
- السيسي: "إذا أراد الأمريكيون أن يقطعوا المساعدات فليفعلوا، ولكن ليس عليهم أن يجرحوا مشاعرنا، هذا الحديث جرح مشاعر المصريين كثيرا".
- واشنطن بوست: هل كنت مستاءً من تعليق نقل طائرات "إف16"؟
- السيسي: "نعم، فهذه ليست طريقة للتعامل مع جيش وطني".
- واشنطن بوست: هل اتصل بك الرئيس أوباما بعد الثالث من يوليو؟
- السيسي: "لا".
- واشنطن بوست: هل اتصل بك أي من المسؤولين الأمريكيين؟ وزير الخارجية جون كيري أو وزير الدفاع تشاك هاجل؟
- السيسي: "هاجل، تقريبا كل يوم".
وفي ختام الحوار، قال الفريق أول عبدالفتاح السيسي: "أود التأكيد على أنكم تتعاملون مع شخص شريف، صادق ولديه نزاهة، شخص لم يكن ليحترم نفسه إذا لم يفعل ما فعله في الثالث من يوليو، كان من الممكن أن أرضى تماما بكوني وزير الدفاع، وأغمض عيني عن المصريين ومشاكلهم وما يعانون منه كل يوم وأترك المشهد المصري ليحترق، لقد قمنا بتغيير المواقع، أعني الجيش والمصريين، أردنا أن نمنحهم الراحة، ونخفف من معاناتهم، وأخذنا تلك المعاناة على عاتقنا. لقد أرحناهم وتحملنا نحن تلك المسؤولية".
كتب : عمرو عز الدين
الأربعاء 07-08-2013
http://media.elwatannews.com/News/Large/134598_660_63898_345715865559402_1592110115_n.jpg
الفريق أول عبدالفتاح السيسي
انتقد الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ونائب رئيس الوزراء، الإدارة الأمريكية بحدة، وأكد على استيائه من تعاملها مع الأزمة الراهنة بمصر، واتهم إدارة الرئيس أوباما بتجاهل الإرادة الشعبية المصرية، وتقديم دعم غير كاف للمصريين، وسط تهديدات الحرب الأهلية.
جاء ذلك في الحوار الذي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ونشرت مقتطفات منه منذ أيام، قبل أن تنشر نص الحوار كاملا على صفحات موقعها الإلكتروني، وفي مستهل الحوار أكد الفريق السيسي أن الجيش المصري لم يقم بانقلاب عسكري، وأن الانقلاب الأخير كان في خمسينات القرن الماضي، كما أكد على أن هناك علاقة خاصة جدا تربط الشعب المصري بجيشه، كما أشار إلى أن الأزمة التي وقعت بين الشعب المصري والرئيس السابق، نشأت من اعتماد الإخوان المسلمين في بناء الدولة على محاولة إعادة الإمبراطورية الإسلامية، وكان دائما ما يستقر في تفكيرهم أنهم يملكون الحقيقة الخالصة، كما اعتقدوا أن لهم كل الحقوق في ذلك، "وهذا ما جعلهم يقودون البلاد فقط لإرضاء القاعدة الشعبية التي يمثلونها فقط، وهذا ما لم يجعل مرسي رئيسا لكل المصريين".
مرسي سمح لعناصر أفغانية بالذهاب إلى سيناء.. وفي عهده اختفت إجراءات الأمن المتبعة لمنع دخول الإرهابيين والأسلحة للدولة
- واشنطن بوست: متى أصبح ذلك واضحا لك؟
- السيسي: "منذ يوم التنصيب، وقد بدأ بالإساءة إلى القضاء، وكانت تجربة حكم الإخوان المسلمين متواضعة جدا إن لم تكن غائبة، حيث أن جزءا كبيرا من ثقافة الجماعة هو العمل سرا وبشكل خفي. وقد تعامل الجيش باحترام مع الرئيس الذي اختاره المصريون، وكنا صادقين ومخلصين في كل التقييمات التي قدمناها له، خلال الفترة التي قضيتها في مكتبي كقائد عام للقوات المسلحة".
"نحن نفهم تماما أن تدخل القوات المسلحة لدعم الشعب المصري لم يكن مفاجئا، ويمكن العودة من خلال بياناتي، بداية منذ دعوتي للقوى السياسية، للجلوس على مائدة المفاوضات وإجراء مصالحة وطنية في نوفمبر الماضي، وحتى مهلة الثمانية وأربعين ساعة التي أعطيتها للرئيس والقوى السياسية لحل الأزمة".
- واشنطن بوست: هل كان ذلك قبل وجود الدستور؟
- السيسي: "كل هذا تم من قبل وجود الدستور، وكانت هناك نصائح مخلصة قدمها الجيش للرئيس حول تطورات الأوضاع في الشارع، والتوصيات المقترحة لكيفية التعامل مع تلك التطورات".
- واشنطن بوست: إذن هل قدمت النصح للرئيس في قضايا إثيوبيا وسد النهضة وسيناء، وتجاهلها؟
- السيسي: "الجيش كان حريصا على نجاح مرسي، وإن لم نكن نرغب في وصول مرسي أو جماعة الإخوان المسلمين للحكم، كنا تلاعبنا بالانتخابات، كما جرت العادة بتزوير الانتخابات في الماضي، وللأسف فقد دخل الرئيس السابق في معارك مع كل مؤسسات الدولة، القضاء والأزهر والكنيسة والإعلام والقوى السياسية بل والرأي العام كذلك، وعندما يكون هناك رئيس يدخل في معارك مع كل مؤسسات الدولة، فإن فرص نجاحه تصبح ضعيفة جدا، وفي الجهة الأخرى كان الرئيس السابق يعمل على دعوة أنصاره واختيارهم من الجماعات الإسلامية وحدها".
- واشنطن بوست: من أين كان يدعوهم؟
- السيسي: "من داخل مصر بالطبع، كان يدعوهم ويحشدهم كي يظهر أن لديه مؤيدين وأنصارا".
- واشنطن بوست: ولكن لم يكن يدعو قوى إسلامية من خارج البلاد؟
- السيسي: "القوى الإسلامية كانت من داخل وخارج البلاد، وكان متاحا في هذا الوقت أن يأتي هؤلاء الناس لإظهار الدعم لمرسي من داخل وخارج البلاد".
- واشنطن بوست: هناك تقارير تقول إن مرسي سمح لبعض العناصر الجهادية الأفغانية للقدوم إلى مصر والذهاب إلى سيناء.
- السيسي: "هذه الأقاويل صحيحة، لقد سمح مرسي لأشخاص من أفغانستان بالقدوم إلى مصر، وربما الذهاب إلى سيناء كذلك، وازداد تأثير السلفية الجهادية مع الوقت، كما اختفت في عهد مرسي الإجراءات الأمنية المتبعة لمنع العناصر الإرهابية والأسلحة من الدخول إلى الدولة، وهكذا وجدوا بئية صالحة للعمل فيها، تذكروا أن مفهوم الدولة لدى جماعة الإخوان المسلمين يختلف عن مفهوم الدولة الحديثة التي يمكننا أن نراها حولنا في العالم، ينظرون للحدود السياسية على أنها حدود وضعتها قوى الاستعمار والإمبريالية لتقسيم العالم الإسلامي".
- واشنطن بوست: هل لدى الإخوان المسلمين اتصالات بالجماعات الإسلامية الأخرى في بلدان العالم؟
- السيسي: "الجماعة لها تواجد في أكثر من ستين دولة، الفكرة التي جمعتهم سويا لم تكن القومية ولا الوطنية، بل كانت أيدولوجيا ترتبط تماما بمفهوم المنظمة، وفي مصر، بدأ الاستياء من مرسي وجماعته في الارتفاع، كان المصريون خائفين ويشعرون بالإرهاب وهم في منازلهم، صحيح أن مرسي أتى للحكم بنسبة 51% من أصوات الناخبين، لكن هؤلاء الناخبين أنفسهم شعروا بأنهم وضعوا حياتهم وحياة أطفالهم في اليد الخطأ، ولم يتخيلوا مطلقا أن تلك القيادة ستعاملهم بهذه الطريقة طوال العام السابق. الإخوان المسلمين لديهم قيمهم الخاصة، لكنهم تعاملوا مع تلك القيم بأنها يجب أن تُتبع وتُفرض على بقية المصريين، كما وجدنا أن تواجدهم وتمثيلهم في الشارع المصري يتراوح ما بين 5% إلى 10% على أقصى تقدير".
- واشنطن بوست: في أمريكا تحظى الإدارة بتأييد نسبته 30% أو ما شابه.
لست بطلا ولا أسعى للسلطة وأهم إنجاز في حياتي هو المرور بمصر من الظرف الراهن
- السيسي: "الأمريكيون يعتمدون في تقديراتهم على نتائج الانتخابات، بينما الغالبية من نسبة تواجد الإخوان في الشارع المصري تتألف من الناخبين المصريين المتعاطفين مع الجماعة وأفرادها الذين تعرضوا للإهانة والاضطهاد على يد النظام السابق، وكانوا يؤمنون بنواياهم الحسنة، ومظهرهم الديني فأعطوهم أصواتهم".
- واشنطن بوست: بالنسبة للكثير من المصريين أنت "بطل"، فهل ستترشح للانتخابات الرئاسية؟
- السيسي: "لست بطلا، بل مجرد رجل يحب بلده وشعبها وشعرت بالحزن لأن المصريين تم التعامل معهم بهذه الطريقة، البسطاء كانوا يبكون في منازلهم، فالبطولة تأتي من المشاعر المشتركة، حيث أن ما جرى لم يكن ملحمة".
- واشنطن بوست: هل شعرت بخيبة أمل من رد فعل الولايات المتحدة على أحداث الثالث من يوليو؟
- السيسي: "إن الولايات المتحدة لم تكن بعيدة بأي حال من الأحوال عما يجري هنا، وكنا حريصين على أن نمد مسؤوليهم بإحاطات كافية حول الوضع الراهن، ومنذ شهور أخبرتهم بأنه هناك مشكلة كبيرة في مصر، وطلبت دعمهم للمشورة كشريك استراتيجي وحليف لنا".
- واشنطن بوست: منذ شهور؟
- السيسي: "نعم، منذ شهور".
- واشنطن بوست: وهل أخبرتهم قبل رحيل مرسي بأنه سوف يُعزل؟
- السيسي: "لا".
- واشنطن بوست: ولا قبل يوم واحد من رحيله؟
- السيسي: جاء في بياننا خلال مارس الماضي، وبوضوح تام، أن التعقيدات والتطورات على الساحة ستقود إلى حرب أهلية، وهو ما جعل الولايات المتحدة تتساءل: لماذا يقول وزير الدفاع هذا الكلام؟. أعداد من كانوا يعارضون القيادة السياسية ازدادت بإطراد، وتوالت في التزايد حتى أصبح لدينا هذه العدد الضخم من المواطنين في الشوارع، وخلال مراحل مختلفة كانت لدينا مقترحاتنا وقدمنا النصيحة لمرسي، كانت هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن يقوم بها، على سبيل المثال، تكوين حكومة ائتلافية دون المساس بمنصب الرئيس نفسه".
- واشنطن بوست: وماذا لو تعاون مرسي؟
- السيسي: "يتعاون مع الشعب وليس معي".
- واشنطن بوست: في حالة بقائه كرئيس، كان يتحتم عليه الموافقة على شيء ما؟
- السيسي: "مرسي اعتاد أن يستمع إلى النصائح والمقترحات ثم لا ينفذ أي منها، وأثق تماما أنه لم يكن وحده من يصنع القرارات، كانت خلفه جماعة الإخوان المسلمين ومكتب الإرشاد، وقد شعر المصريون بذلك أيضا، حيث كان مرسي رئيس لفصيل محدد، ولم يمكن هو القائد أو يمارس دوره القيادي، بل كانت القيادة في يد الإخوان، وهذا هو أكبر أسباب فشله كرئيس".
- واشنطن بوست: الولايات المتحدة تشعر قلق بالغ نحو الاعتصامات أمام مسجد رابعة العدوية وميدان النهضة.
- السيسي: "نحن حقا نتساءل عن دور الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والقوى الدولية المهتمة بأمن وسلامة مصر، أين هو هذا الدور؟ هل قيم الحرية والديمقراطية تطبق فقط في بلادكم، بينما في البلاد الأخرى ليس لها الحق في أن تطبق نفس القيم والمفاهيم وتتمتع بهذا المناخ السياسي؟ هل رأيتم الملايين من المصريين في التحرير ينادون بالتغيير؟ فما هو ردكم على ذلك؟ لقد تركتم المصريين وأدرتم لهم ظهوركم، والمصريون لن ينسوا ذلك، فهل تريدون أن تستمروا الآن في إعطاء المصريين ظهوركم؟ المصالح الأمريكية وإرادة الشعب المصري لا يجب أن يدخلا في صراع، وقد طالبنا مسؤولي الولايات المتحدة دائما أن يوجهوا النصائح للرئيس السابق كي يتغلب على مشاكله".
- واشنطن بوست: وماذا فعلت الولايات المتحدة؟
- السيسي: "النتيجة واضحة تماما، أين هو الدعم الاقتصادي الأمريكي لمصر؟ حتى خلال السنة التي كان لا يزال فيها مرسي رئيسا، أين كان دعم الولايات المتحدة لمساعدة البلاد كي تستعيد اقتصادها وتتغلب على احتياجاتها الضرورية. الديناميكية في الشارع المصري سريعة للغاية، وإرادة الشعب المصري تتحرك وتتغير كل ساعة، فقبل عزل مرسي بعشرين يوما فقط، كانت المطالب تتمحور حول إعادة تشكيل الحكومة، وبعد عشرة أيام تغيرت المطالب نحو انتخابات رئاسية مبكرة، وبعد خمسة أيام كانت المطالب تنادي برحيل مرسي".
"أريد أن أذكر بأني قد أعطيت مهلة سبعة أيام لكل المصريين قبل الثلاثين من يونيو، مهلة للاعبين الأساسيين في السياسة، وبنهاية هذه المهلة وانتهاء يوم الثلاثين من يونيو، منحتهم مهلة إضافية لمدة 48 ساعة، ونوهت إذا لم يحدث أي شيء فإن هناك خارطة طريق سوف يعلنها الجيش بالاتفاق مع القوى السياسية"، وقد دعوت للقاء مع عدد من القوى السياسية على رأسها شيخ الأزهر والدكتور محمد البرادعي والبابا تواضروس، ودعوت ممثلين عن حزب الحرية والعدالة".
- واشنطن بوست: وهل جاءوا؟
- السيسي: "لم يأتوا. وفي الاجتماع وافق جميع الحضور على خارطة الطريق، بداية من تعيين المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا مؤقتا للجمهورية، وانتهاء بالانتخابات الرئاسية، وذلك خلال فترة تسعة شهور".
- واشنطن بوست: هل سترشح نفسك في انتخابات الرئاسة؟
لو رغبنا في عدم وصول مرسي للحكم كنا زورنا الانتخابات كما في الماضي
- السيسي: "أهم إنجاز في حياتي هو التغلب على الظرف الراهن، وضمان أننا نعيش في سلام، وأن نعمل معا على خارطة الطريق، وأن نكون قادرين على إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة دون إراقة نقطة دم مصرية واحدة".
- واشنطن بوست: ولكن هل ستترشح؟
- السيسي: "أنتم فقط لا تصدقون أن هناك أشخاص لا يسعون للسلطة".
- واشنطن بوست: هل هذا الشخص هو أنت؟
- السيسي: "نعم، فآمال الشعب هي أملنا، والأهم لي هو أن أحظى بحب الناس، هؤلاء الناس عانوا وتألموا كثيرا، وأنا الأكثر إدراكا لحجم المشكلات في مصر، ولذلك أسأل: أين دعمكم؟ وعنوان هذا الحوار الصحفي يجب أن يكون: أين دعمكم لمصر ياأمريكا؟ أين هو دعمكم لمواطنين أحرار؟، ودعنى أوضح أنني أرسلت رسالة للرئيس السابق يوم الثالث من يوليو، قبل إعلان خارطة الطريق، وطالبته بأن يبادر هو ويطرح بقاءه في منصبه من عدمه في استفتاء شعبي ولنرى ما هو رأي المواطنين".
- واشنطن بوست: وماذا قال؟
- السيسي: "قال: مستحيل، ليس الآن، ولكن بعد سنتين!".
- واشنطن بوست: وهل كان يعرف أنه على وشك الرحيل؟
- السيسي: "لا. لم يتوقع أحد ذلك".
- واشنطن بوست: ومتى حسمت أمرك؟
- السيسي: "لقد قمت بكل الجهود الممكنة لإظهار الاحترام والانضباط الواجبين بمؤسسات الدولة حتى اللحظات الأخيرة".
- واشنطن بوست: هل كنت تشعر بأنه ستكون هناك حربا أهلية إن لم يتدخل الجيش؟
- السيسي: "كنت أتوقع إذا لم نتدخل، لكان الأمر قد تحول إلى حرب أهلية. وقد أخبرت مرسي بذلك قبل أربعة أشهر من رحيله، وأخبرته أن الطريقة التي يتعامل بها هو وجماعته مع المصريين تخلق صراعا بينهم وبين مؤيديه، ليس كمعارضين سياسيين، ولكن كأشخاص يحاربون الإسلام، وأخبرته أنه إذا ما وصلت الأمور إلى هذا الحد فإنني كقوات مسلحة لن أتمكن من فعل أي شيء، ما أريد للقارئ الأمريكي أن يعرفه أنه هناك مواطنين أحرار تمردوا ضد حكم سياسي جائر، وأن هذا الشعب الحر يحتاج لدعمك، أنتم تتعاملون مع مؤسسة عسكرية وطنية وشريفة لا تطمح للسلطة، والمصريون يجب أن يُدعموا من قبل الشعوب الحرة في العالم، لأن المصريين لن ينسوا من يد يده لهم بالمساعدة، ومن أدار لهم ظهره".
- واشنطن بوست: ألم يحذر الأمريكيون الحكومة المؤقتة من المزيد من الاقتتال الأهلي أو إراقة الدماء؟
- السيسي: "الإدارة الأمريكية لديها الكثير من النفوذ والتأثير على الإخوان المسلمين، وأود من الإدارة الأمريكية أن يستخدموا هذا النفوذ مع الإخوان لحل الصراع".
- واشنطن بوست: ما رأيك في المصالحة مع الإسلاميين؟ هل ترى أنها مهمة؟
- السيسي: "بالطبع".
- واشنطن بوست: وكيف ستقوم بذلك، في الوقت الذي يشعر فيه الإخوان المسلمين بأنهم فازوا بالانتخابات، والآن قياداتهم في السجون؟
- السيسي: "في رأيك، كم عدد الإخوان المسلمين في السجون؟ 5 آلاف؟ 7 آلاف؟".
- واشنطن بوست: لا فكرة لدي.
- السيسي: "إنهم حوالي ثمانية أو تسعة أشخاص فقط! واعتقالهم تم بشكل قانوني بمذكرات قانونية تماما. فقط سعد الكتاتني وخيرت الشاطر الوحيدان في السجن الآن تحت التحقيق، وبقية القيادات خارج السجن، أكثرهم في رابعة يحتمون بالجماهير هناك. وأيا كان من سيفض هذه الاعتصامات فلن يكون الجيش، هناك الشرطة المدنية وتم تكليفهم بالعمل على ذلك. وفي السادس والعشرين من هذا الشهر، خرج أكثر من 30 مليون مواطن للشوارع لتفويضي في ذلك، وهؤلاء الناس ينتظرون مني أن أفعل شيئا".
- واشنطن بوست: سمعت أن المواطنين قد بدأوا في انتقادك لأنك لم تفعل أي شيء حيال هذه الاعتصامات، هل هذا صحيح؟
- السيسي: "هل يمكننا أن نضحي بآلاف من المواطنين في الوشارع من أجل التخلص من الانتقادات؟ لا يمكنني أن أفعل ما من شأنه أن يؤدي إلى إراقة الدماء لأتخلص من الانتقادات فقط!".
- واشنطن بوست: ما مدى تورط حماس داخل مصر؟
- السيسي: "حماس جزء من جماعة الإخوان المسلمين، والإخوان يعتبرون حماس جزءا من العائلة".
- واشنطن بوست: كيف يمكنك التأكيد للولايات المتحدة بأنك لا تريد للجيش أن يعود للسلطة، وأنه يريد العودة إلى ثكناته؟
- السيسي: "سجل كلماتي وخذها بجدية تماما: الجيش المصري يختلف عن بقية الجيوش حول العالم".
- واشنطن بوست: هل تنوي ألا يعود الجيش مرة أخرى للحكم وأن تعتمد الديمقراطية في مصر مع الدستور الجديد؟
- السيسي: "نعم. نحن نتفهم أن آليات الديمقراطية والدساتير حول العالم توفر من الوسائل للشعب ما يسمح له بتغيير أو عزل رؤسائه، إذا كانوا غير راضين عن أدائهم".
- واشنطن بوست: لكن هل تأمل أن يوفر الدستور القادم وسيلة لعزل الرئيس؟ هل تريد حقا أن يكون هناك رئيس مدني لمصر؟
- السيسي: "نعم بكل تأكيد".
- واشنطن بوست: هل كان هذا حلمك في يوم ما؟
- السيسي: "نعم، وأتمنى أن يأتي هذا اليوم قريبا".
- واشنطن بوست: هل ستقبل مصر بمراقبين دوليين في الانتخابات الرئاسية القادمة؟
- السيسي: "نحن جاهزون لاستقبال المراقبين الدوليين على الانتخابات من كل مكان في العالم. المصريون يتطلعون إليكم، إلى الأمريكيين، فلا تخيبوا آمالهمن لا تولوهم ظهوركم. في الثقافة المصرية، فإن الحديث عن المعونة والمساعدات الأمريكية بكثرة، يجرح كبريائنا وكرامتنا".
- واشنطن بوست: هل تشير إلى وقف محتمل للمساعدات الأمريكية؟ وهل أنت قلق من ذلك؟
- السيسي: "إذا أراد الأمريكيون أن يقطعوا المساعدات فليفعلوا، ولكن ليس عليهم أن يجرحوا مشاعرنا، هذا الحديث جرح مشاعر المصريين كثيرا".
- واشنطن بوست: هل كنت مستاءً من تعليق نقل طائرات "إف16"؟
- السيسي: "نعم، فهذه ليست طريقة للتعامل مع جيش وطني".
- واشنطن بوست: هل اتصل بك الرئيس أوباما بعد الثالث من يوليو؟
- السيسي: "لا".
- واشنطن بوست: هل اتصل بك أي من المسؤولين الأمريكيين؟ وزير الخارجية جون كيري أو وزير الدفاع تشاك هاجل؟
- السيسي: "هاجل، تقريبا كل يوم".
وفي ختام الحوار، قال الفريق أول عبدالفتاح السيسي: "أود التأكيد على أنكم تتعاملون مع شخص شريف، صادق ولديه نزاهة، شخص لم يكن ليحترم نفسه إذا لم يفعل ما فعله في الثالث من يوليو، كان من الممكن أن أرضى تماما بكوني وزير الدفاع، وأغمض عيني عن المصريين ومشاكلهم وما يعانون منه كل يوم وأترك المشهد المصري ليحترق، لقد قمنا بتغيير المواقع، أعني الجيش والمصريين، أردنا أن نمنحهم الراحة، ونخفف من معاناتهم، وأخذنا تلك المعاناة على عاتقنا. لقد أرحناهم وتحملنا نحن تلك المسؤولية".