المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرضاوي يواصل ضلاله



مطيع
08-06-2013, 06:47 PM
First Published: 2013-08-05

لا يمكن لرجل مهما أوتي من قوة وذكاء أن يسعى في الإسلام وديار الإسلام فسادا وخرابا بهذا الحجم والشكل دون أن يستوقفه أحد لمساءلته، إلا أن تكون وراءه مؤسسات وأجهزة كبرى معادية.

ميدل ايست أونلاين

بقلم: محمد الحمامصي

تكاد القواميس العربية تخلو من كلمة مانعة جامعة لوصف المدعو يوسف القرضاوي وما ارتكبه ويرتكبه من جرائم ضد الإسلام والمسلمين، فقد تجاوز التضليل والضلال، التزندق والزندقة، التلفيق والافتراء، التدليس والنقاق والرياء، وتجاوز بث الحقد والكرهية والفتنة والفرقة بين أبناء الأمة المسلمة، ذهب هذا الرجل بعيدا إلى التحريض على حرق الأوطان متنقلا من بلد لآخر، والدعوة إلى تقاتل شعوبها، لم يكفه ما ارتكبه ضد ليبيا وسوريا وتونس، يريد الآن حرق مصر.

فالرجل الذي دعا منذ أيام الإرهابيين ـ ممن يدعون الجهاد باسم الإسلام ـ للقدوم إلى مصر نصرة لإخوانهم وجهادا في سبيل الله ضد الشعب المصري وإرادته الوطنية التي أسقطت الحاكم الإخواني

وجماعته وحلفائه من الارهابيين، عاد ليلة القدر ـ 26 رمضان ـ ليؤكد في خطابه إلى معتصمى الإخوان والسلفيين والجهاديين في رابعة العدوية داعيا الغرب إلى مناصرة جماعته ضد من لا ذمة لهم ولا ضمير ولا أخلاق، مطالبا الجنود المصريين بعدم سماع أوامر القادة في ضرب المعتصمين بالنار، وإلى حصار السفارات المصرية في الخارج، ومتهما الذين خرجوا لإسقاط محمد مرسي بأهل الإلحاد والضلال، وهاجم الإعلام المصري متهما إياه بالكذب ومعتبرا أنه غير إسلامي وأن إعلامييه لا يؤمنون بالله ولا الحساب.

إن الرجل يؤكد يوما بعد الآخر أنه موظف مدسوس لتشويه الإسلام، وأن ثمة من قطع شوطا طويلا معه لتدريبه على سبل وأدوات النيل من الإسلام ومن دوله وبنيته الممتدة من الخليج للمحيط، فلا يمكن لرجل مهما أوتي من قوة وذكاء أن يسعى في الإسلام وديار الإسلام فسادا وخرابا بهذا الحجم والشكل دون أن يستوقفه أحد لمساءلته، إلا أن تكون وراءه مؤسسات وأجهزة كبرى معادية، مكنت له الحماية

والمال والإعلام وفتحت له الطريق يسيرا لكي يرتكب ما ارتكب، وأن يحظى فساده بكل هذه الهالة من الاجلال والتقدير والانتشار في ظل ضعف وتواري أصوات علماء أجلاء ثقات منتشرين في كل مكان من الارض العربية والإسلامية، نكتشف الآن أن اختفاء وتواري هذه الأصوات كان متعمدا لتصعد وتذيع أصوات أمثال هذا الرجل وغيره من شيوخ الفتنة والضلال والتضليل.

ملايين الدولارات أو ربما مليارات أنفقت على نشر ونصرة أفكار هذا الرجل وغيره من شيوخ الفتنة والضلال هنا وهناك على امتداد العالمين العربي والإسلامي، وأبسط ما يمكن الإشارة إليه هنا مكتبة عربية تسمى "إسلامية" تمتلئ بهواجس وضلالات ودسائس

ومؤامرات، كانت توزع في وقت من الأوقات مجانا أو تباع بأبخس الأسعار ترويجا لما تحمله من سموم، ولا تزال، ولننظر إلى أي من معارض الكتب العربية وحجم وجود مكتبات تسمى "إسلامية" تنشر وتعيد طبع موسوعات وكتب وكتيبات تشكل مرجعا أساسيا للارهابيين والقتلة.

أنسوا المسلمين مذاهبهم وعلماءهم الثقات وحرفوا أقوالهم وشككوا في تفسيراتهم، بل ذهبوا إلى التشكيك في الأحاديث النبوية الشريفة، واستباحوا تفسير كتاب الله وأحاديث رسوله العظيم دون أن يمتلكوا أيٍّ من مقومات ذلك، ونتيجة لانتشار الجهل والأمية أصبح المسلمين يرون في كل من حفظ آيتين من كتاب الله وحديثين من سنة الحبيب المصطفى عالما من حقه أن يفتي ويفسر.

لم يعد أحد يسأل عن شروط التفسير التي يأتي في مقدمتها أن يكون المفسر خاليا من الهوى، عارفا بلغة العرب قديمها وحديثها وبالقراءات السبع للقرآن العظيم وحافظا للقرآن والسنة، عارفا بأسباب النزول، إلى آخره، أصبحت الناس تتلقى دون وعي في ظل تحجيم وتعتيم على العلماء الحقيقيين من خريجي الجامعات الإسلامية العريقة.لكن ما جرى ويجري لابد أن نشير إلى أن بعض الأنظمة العربية وأجهزتها ومؤسساتها شريك أصيل فيه، بتواطؤها الذي استمر عقودا ظنا منها أن هذه السموم التي يشيعها هؤلاء الضالون تسهم في تغييب الناس وإلهائهم ومن ثم تقسيمهم وابعادهم عن متابعة مقدرات وثروات

بلادهم وحساب المسئولين الفاسدين والمشاركة في بناء بلاد تضمن لهم ولأبنائهم حياة حرة كريم.إن بلادنا بحاجة إلى حملة تطهير من هؤلاء المضللين حماية وحفاظا للإسلام والمسلمين من التشويه، قبل أن يجهزوا على البقية الباقية من إيمان المسلمين بإسلامهم، ويكفي ما تم استنزافه من أموال على هؤلاء نرى نتائجه الآن عارية

على الخارطة العربية من العراق إلى سوريا ومصر وتونس وليبيا و....، وأظن أن الأمر واضح ولسنا بحاجة لتسمية دول أنفقت الملايين على مؤسسات وشيوخ انتهى بها الأمر لتخريج إرهابيين وليس مسلمين.

محمد الحمامصي