المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مال قارون ورثه من بخيل مات من الجوع



دشتى
02-17-2005, 09:35 PM
وآخرون طلبوا المال ولو أتاهم مع السرطان


بقلم: أحمد الجارالله

النساء والرجال يحبون الذهب, لكنهم في حبهم هذا يختلفون, منهم من يحبه للوصول إلى هدف, ومنهم من يستهدفونه لذاته كمعدن ثمين.. إلا البخلاء منهم فإنهم يكنزونه ولا يكترثون.. انهم إنما يكنزون في بطونهم ناراً.

والذهب, في تراثه وتاريخه, والقصص التي كتبت عنه تجاوز في معناه, كونه معدناً أصفر ثميناً, إلى معان أخرى وأقيام أخرى, كالنقد الذي يشترون به الذهب.
ويحدثنا التاريخ عن حاكم كان يتلذذ كثيراً باقتناء الذهب, وكان يفرح وهو يكدسه أمامه أكواماً, أو حول سريره, بحيث كان يوحي وكأنه يضاجعه, وأهم عنده من أجمل النساء... لذة مداعبة الذهب والفضة والنقود المنثور حول سريره المتواضع, كانت تفوق ما عداها من مداعبة. والسرير بالمناسبة, ونظراً لثروة الحاكم, كان يفترض أن يفوق فخامة سرير كسرى انوشروان, ملك العجم, قبل أن يهزم أمام جيوش المسلمين في القادسية ويذهب سواره الذهبي إلى ذلك الصحابي الجليل الذي وعده رسول الله بأن هذا السوار سيكون له في يوم من الأيام.

قيل لهذا الحاكم المتعبد للذهب والمال: ضع ما لديك في بيت المال, أو في أحد المصارف العائدة للدولة. ولما امتثل للنصيحة وأودع أمواله خارج غرفة نومه لم يذق طعم النوم, وشعر بالوحدة وانتابه القنوط. ويبدو أن مصاحبة الذهب والفضة والنقود عنده كانت تنعشه وتريح نفسه, حال كل أمثاله الذين يصرفون أعمارهم وهم يكنزون الأصفر الرنان لغيرهم لأنهم لا يصرفون شيئاً منه ولا يفعلون به شيئاً سوى حراسته واحتسابه.

لم يصدق الحاكم طلوع الصباح حتى توجه من فوره, إلى مصرف الدولة وسحب منه ذهبه وأمواله قائلاً: إني لم أذق طعم النوم طيلة ليلة البارحة بعيداً عن ذهبي ونقودي.
في النصف الأول من القرن الماضي كان الممثل العظيم أنور وجدي يدعو ربه أن يرزقه ثروة تصل إلى مئة ألف جنيه مصري, وكان الجنيه ينطح في ذلك الزمان, ويقول: يا رب ارزقني هذه الثروة ولا مانع عندي أن أصاب بالسرطان بعدها. لقد كان حب المال عنده أقوى من الخوف من الموت. وبالفعل حصل أنور وجدي على الثروة ومات بسرطان المعدة دون أن يتمتع بماله, لأنه بالأساس كان يكنزه, ولا يتمتع بصرفه.

عندنا قارون صاحب المال الوفير, والذي أصبح مرجعاً للثراء ومقياساً له... قارون هذا كان يعمل خادماً عند تاجر كبير في مدينة زاهرة. التاجر محب للذهب حباً جماً, وقد دعا ربه أن يحيل كل ما تلمسه يداه إلى ذهب, حتى سريره. كان مقتراً على نفسه, ولم يكن صاحب زوجة وأولاد خشية الإنفاق عليهم. استجاب الله لدعاء التاجر الذي يعمل قارون خادماً عنده, وأصبح كل شيء تلمسه يداه يتحول إلى ذهب.. يلمس الطعام فيتحول ذهباً, وكذلك الماء يصبح ذهباً ما إن يلامس شفتيه, وكذلك سرير نومه ما إن يلامس جسده, ولم يبق أي شيء من حوله إلا ويصبح ذهباً بمجرد اللمس. أصيب الرجل بالظمأ, والجوع, لأن الذهب لا يؤكل ولا يشرب, إلى أن اعتل جسده ومات. ولم يكن حوله وحواليه إلا الذهب وخادمه قارون... مات عاشق الذهب بدون وريث, فورثه قارون, خادمه الوحيد, وأصبح صاحب الثروة والنصيب.

ويقال إن التاجر البخيل كان يؤخر دفع راتب خادمه قارون, وكان قارون ساكتاً لأنه في زمانه لم تكن هناك وزارة شؤون اجتماعية وفيصل الحجي ليشتكي إليهما, ولم يكن هناك قانون عمل يفرض فتح حسابات في البنوك حتى لعمال النظافة. قارون صبر وظفر وورث القناطير المقنطرة من الذهب, وأصبح مثلاً في الثراء. لكن قارون لم يكن بخيلاً مثل سيده, فقد تمتع بالثروة, ووظف عمالة وطنية, وعاش يعاشر النساء بدل المال, وأنجب البنين والبنات, وعمل بالقاعدة العلمية التي تقول رأس المال ما استهلك وليس ما خزن, لأن المال الذي تستهلكه وتتمع به هو مالك الخاص بك, أما المخزون منه فإنه سيذهب إلى غيرك كما ذهب مال التاجر إلى الخادم.

إن متعة الصرف أهم من متعة الكسب والربح, بدليل أن من يتمتعون بالصرف تجدهم في صلب الحياة لا خارجها, ويجوبون الأسواق للشراء حتى لو كان تسوقهم عن غير حاجة, اللهم إلا الحاجة إلى متعة الإنفاق, والاستمتاع بتفاصيل الحياة.

نكشات

إذا انطلق دوي المدافع اذهب إلى السوق واشتر, وعندما تنطلق أبواق السلام اذهب إلى السوق لبيع بضاعتك على انغامها.

لا مجد بدون شجاعة, والدنيا بدون شجاعة عزلة وانغلاق على النفس.

عندما تزداد النوائب عليك تجد فكرك وقد توقف عن العمل.. إذا أردت الحل فعليك بالهدوء والابتعاد قليلاً عن الواقع, واراحة ذهنك.. بعد ذلك استعرض النوائب واحدة واحدة, وسيسهل عليك التغلب عليها.

الذين اعتادوا الصراحة يزعجهم جداً أن يلومهم الناس على صراحتهم.

بإمكان العباقرة الاشرار أن يقلبوا الأبيض إلى أسود, والسالب إلى موجب, وإلا ما كانوا أشراراً وعبقريتهم شريرة.

يقول خبراء الاقتصاد: الحياة جنس وطعام لذيذ.

في دول الفساد والافساد إذا لم يستطيعوا افسادك عمدوا إلى إخمادك.

قال انفخ ياشريم قال ما من برطم.. برطم شريم مشقوق كبرطم الأرنب, ومطلوب منه أن ينفخ.. كيف?

عندما تكون واقعاً في الحب لا تعرف السماء من الأرض.. تلك حال المحبين بصدق.

الأذن تعشق قبل العين أحياناً.. الأذن تعشق عبر الصوت, لكن قد تتغير العواطف عندما نرى من عشقناه.

في الليل تهطل الدموع, وتعود الذكريات, وتحديداً عندما تطفأ الأنوار وشاشة التلفزيون ويتوقف صوت المذيع عن الدوي.

عندما يمضي قطار العمر إلى مسافات بعيدة يمتاز عمر الإنسان بالترميم وبالزينة والتبرج, وخصوصاً عمر المرأة التي تمتاز بزينتها وتبالغ.

أداء المعروف والجميل ولو لم يكن في غير محله, لن يضيع جزاؤه على فاعله, خصوصاً وأن الجزاء يأتي من كرم الله, لا من خلق الله.

لم الشمل أعظم خيار, فهو وحده الذي يدفع إلى القوة والغنى.

الوجه الذي يقطع الرزق هو الوجه القبيح عاكساً قبح أخلاق صاحبه, ومعلناً يأساً لا أمل بعده.

الحلو حلو ولو قام من النوم, والشين شين ولو غسل بصابون, أو حتى بشامبو.

إذا طلبت معروفاً فاسأل عن كريم, فإنه من الذل أن تطلب المعروف من لئيم أو بخيل.

عندما نفرح تُشفى أرواحنا وتتنظف من الأتراح والقنوط والاكتئاب.

إذا أردت الخير كبر اللقمة وصغر الكلمة, أي أجزل العطاء وقلل الكلام.
لا تعش فقيراً مخافة الفقر طالما أن جيوبك عامرة. اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب.. اصرف في دروب الأخيار لا على موائد القمار, وتحت سقوف صالاته.

ما أحلى أن تعز نفسك حتى ولو كان ذلك بمالك أو بأخلاقك, وإذا أردت إذلالها فما عليك الا أن تهينها بأبشع الصفات وأولها البخل وسوء الخلق.

على المرء أن يسعى إلى الخير بجهده وليس عليه أن تتم المقاصد.

إذا أردت أن ترى الناس على أخلاق رفيعة فابدأ بنفسك, أي ادعُ إلى الفضيلة ومارسها قبل غيرك.

العشرة لا تهون ومهما ابتعدنا عن بعض نظل نتذكر أيام العشرة ونتلذذ بحلاوتها.

غمزات

عجيب أمر الذين طالبوا بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في موت الإرهابي عامر خليف العنزي.. إنهم قلة, وكانوا قبل ذلك طلبوا محاربة الإرهاب, ولعنوا الإرهابيين وقالوا ما قالوا في هذا المضمار. لكن العواطف الكامنة سرعان ما تظهر فجأة, وعند اللزوم وبدون ترتيب. والسؤال: مع أنهم يعرفون أن العنزي مات من الخوف, وليس من تعرضه لأي تعذيب, ما الهدف من طلبهم تشكيل لجنة تحقيق, وهل مازالوا يضعون قدماً هنا وأخرى هناك?

دور المسرح الكويتي كان عظيماً في بناء النهضة الاجتماعية الكويتية في زمن مضى إلى أن جاءتنا الفئات الظلامية وألقته في اليم. الآن أعلن المجتمع الكويتي حربه على هذه الفئات, بل وأعلن العالم كله حربه عليها. إن دور المسرح الكويتي يجب ان يعود إلى سابق عهده ونشاطه ونريد مسرحيات تتناول قضية الإرهاب والمتاجرة بالدين, وإحياء حرب الطوائف التي حاولت هذه الفئات الظلامية اشعالها وزرعها في مجتمعنا.

جيد أن يوضح وزير الأوقاف قصده من تشكيل لجنة الترويج للوسطية, والتي قيل أن بعض أعضائها متهم بالإرهاب, وبالذات الإرهاب الفكري. كيف للجنة بهؤلاء الأشخاص تستطيع محاربة التكفيريين والإرهابيين?

الحكومة ومعها حكومات دول المنطقة التي تعاني شعوبها من الإرهاب, تشن الآن حرباً على هذه الظاهرة, مطلوب أن تستمر حتى اقتلاع الإرهاب من جذوره, إذ أننا نخشى أن يكون توقف الإرهابيين عن أعمالهم سيئة من باب التقية, يعودون بعده الى استئناف نشاطهم عندما تكون الظروف ملائمة.

تجميد العمل بقانون التجنيس وازرة, والله يقول »ولا تزر وازرة وزر أخرى«. هناك ناس لا ذنب لهم, فبعض الارهابيين يحمل جنسية كويتية فئة أولى وليس متجنساً. ما فعله الارهاب مفروض أن لا تكون له علاقة بعملية التجنيس.

مؤتمر صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي انعقد في اجواء تبعث على التفاؤل والفرح. فقد ظهرت عشرات النساء الصحافيات في هذا المؤتمر يجلسن جنباً إلى جنب مع الذكور ويطرحن أسئلة الرجال, وبعضهن سألن الأمير نايف اسئلة تدل على فهمهن للأمور.
نساء كثر حضرن مؤتمر الامير نايف, ويبدو اننا امام مرحلة جديدة نأمل بعدها أن يسمح للمرأة بقيادة سيارة في المملكة من اجل حل مشكلة اجتماعية تمتد جذورها الى حد خلق مشكلات اقتصادية للكثير من الاسر.

حسناً فعل الرئيس الفلسطيني ابو مازن باقالته اربعين ضابطاً ورجل امن ينتمون الى الحرس القديم.. وليته لم يقلهم بل سجنهم. فاطلاق الصواريخ ليس فعلاً وطنياً ولا يصب في جهود اقامة الدولة الفلسطينية. فلسطين لن تعود باربعين صاروخاً سيىء الصنع. غاية هذا الفعل هو ان »يهبر« الفاعلون قطعة من كعكة السلام التي لا فرصة لهم في الحصول عليها, اضافة الى انهم يريدون قتل الناطور قبل اكل العنب. والنواطير هنا ليسوا يهوداً انما فلسطينيون عرفوا كيف يتعاملون مع حقائق العولمة.