yasmeen
07-25-2013, 04:01 PM
القسنطينيون يدللون أنفسهم بها في رمضان
الخميس 25 جويلية 2013 قسنطينة: م. صوفيا
http://www.elkhabar.com/ar/img/article_large_img/djouzia_513166126.jpg
تشهد حلوى الجوزية في رمضان، إقبالا منقطع النظير من جميع فئات المجتمع وشرائحه رغم ثمنها الباهظ نسبيا، حيث يعمد القسنطينيون إلى تدليل أنفسهم وحتى من خارج الولاية. فهذه الحلوى الصامدة على مر التاريخ منذ العهد العثماني، تسيل لعاب الصائمين والأجانب من سفراء وأمراء، خاصة منهم الخليجيين الذي يرسلون طائرات خاصة لجلبها، حسب مصادر من مطار قسنطينة.
لم تفقد الجوزية مكانتها بين القسنطينيين رغم تضاؤل الإقبال عليها في فترة من الفترات، إلا أن إصرار العائلات العريقة القليلة التي تعرف سر تركيبتها على تناقلها جيلا بعد جيل، أنعش صيتها داخل وخارج الوطن وجعلها من أرقى وأفخر الحلويات، حتى صارت تقدّم كهدايا لكبار المسؤولين والشخصيات.
السر في هذه الحلوى يعود إلى قوامها المميز وطعمها المعبّق بالعسل “الحر” وتزيدها حبات الجوز المخلوطة بها لذة وعمقا في المذاق، بعيدا تمام البعد عن حلوى “النوڤا” ذات القوام المطاطي أحيانا والمتكسر أحيانا أخرى.
غير أن الأصل في تسميتها وصناعتها، حسب السيد أحمد خلفة وصديقه أحمد، المشرفين على تسويقها في أحد أرقى المحلات بوسط قسنطينة، يعود إلى عصر الباي “أحمد” الذي صنعت له خصيصا وكانت تسمى “اللوزية”، حيث لم يكن الجوز في تركيبتها، بل كان مكانه اللوز. وحسب روايتهما المتناقلة من السلف إلى الخلف، فإن الباي احتكر هذه الحلوى لنفسه ولم يكن يتناولها سواه، حيث
طلب من صانعها أن لا يفشي سر صناعتها لأحد، وكانت هذه الحلوى متلازمة مع حلوى “روح الباي” التي تعرف حاليا باسم “فوندون”، حيث أنها، كما قال محدثانا، كانت تصنع خصيصا للباي عندما يكون مستاء وفي مزاج سيء، فيتناولها لـ “تردّ فيه الروح” كما يقال. ومع مر السنين أصبحت تصنع ويضاف إليها الجوز بدل اللوز وأصبحت أكثر أناقة، حيث تقدّم في العلب بعد أن تقسّم إلى مربعات تزيّنها قطع الجوز، فيما كانت تباع من قبل صفائح بالميزان، وأصبح روادها كثيرون من داخل وخارج الوطن، فكل من يتذوّقها مرة يصاب بحالة من الارتباط المفروض، فيضطر للعودة لاقتنائها من جديد.
وذكر محدثانا أن الزبائن يتوافدون لشرائها من كل صوب وأن العنابيين والعاصميين مؤخرا صاروا يضيفونها لقائمة الحلويات في أفراحهم. وعن سبب عدم رواجها في باقي المدن، قال السيد خلفة أن طريقة تحضيرها خاصة، وأنها تتطلب 4 ساعات في التحضير و24 ساعة لتجف، غير أن مناخ المدن الساحلية لا يساعد على جفافها. مؤكدا أن عائلته فتحت من قبل فرعا بالعاصمة، غير أنها اضطرت لغلقه لأن مناخها لم يساعد على تحضيرها واضطروا لإضافة مواد ليست في تركيبتها الأصلية، مما جعل كبير العائلة الحاج “الصيد” رحمه الله يرفض الأمر وأراد الإبقاء على أصالتها حتى وإن لم يخرج بها من قسنطينة، مفضلا عدم اتباع خطوات بعض المقلّدين الذين يضعون السكر بدل العسل ويستعملون المنكّهات بدل الطبيعية.
الخميس 25 جويلية 2013 قسنطينة: م. صوفيا
http://www.elkhabar.com/ar/img/article_large_img/djouzia_513166126.jpg
تشهد حلوى الجوزية في رمضان، إقبالا منقطع النظير من جميع فئات المجتمع وشرائحه رغم ثمنها الباهظ نسبيا، حيث يعمد القسنطينيون إلى تدليل أنفسهم وحتى من خارج الولاية. فهذه الحلوى الصامدة على مر التاريخ منذ العهد العثماني، تسيل لعاب الصائمين والأجانب من سفراء وأمراء، خاصة منهم الخليجيين الذي يرسلون طائرات خاصة لجلبها، حسب مصادر من مطار قسنطينة.
لم تفقد الجوزية مكانتها بين القسنطينيين رغم تضاؤل الإقبال عليها في فترة من الفترات، إلا أن إصرار العائلات العريقة القليلة التي تعرف سر تركيبتها على تناقلها جيلا بعد جيل، أنعش صيتها داخل وخارج الوطن وجعلها من أرقى وأفخر الحلويات، حتى صارت تقدّم كهدايا لكبار المسؤولين والشخصيات.
السر في هذه الحلوى يعود إلى قوامها المميز وطعمها المعبّق بالعسل “الحر” وتزيدها حبات الجوز المخلوطة بها لذة وعمقا في المذاق، بعيدا تمام البعد عن حلوى “النوڤا” ذات القوام المطاطي أحيانا والمتكسر أحيانا أخرى.
غير أن الأصل في تسميتها وصناعتها، حسب السيد أحمد خلفة وصديقه أحمد، المشرفين على تسويقها في أحد أرقى المحلات بوسط قسنطينة، يعود إلى عصر الباي “أحمد” الذي صنعت له خصيصا وكانت تسمى “اللوزية”، حيث لم يكن الجوز في تركيبتها، بل كان مكانه اللوز. وحسب روايتهما المتناقلة من السلف إلى الخلف، فإن الباي احتكر هذه الحلوى لنفسه ولم يكن يتناولها سواه، حيث
طلب من صانعها أن لا يفشي سر صناعتها لأحد، وكانت هذه الحلوى متلازمة مع حلوى “روح الباي” التي تعرف حاليا باسم “فوندون”، حيث أنها، كما قال محدثانا، كانت تصنع خصيصا للباي عندما يكون مستاء وفي مزاج سيء، فيتناولها لـ “تردّ فيه الروح” كما يقال. ومع مر السنين أصبحت تصنع ويضاف إليها الجوز بدل اللوز وأصبحت أكثر أناقة، حيث تقدّم في العلب بعد أن تقسّم إلى مربعات تزيّنها قطع الجوز، فيما كانت تباع من قبل صفائح بالميزان، وأصبح روادها كثيرون من داخل وخارج الوطن، فكل من يتذوّقها مرة يصاب بحالة من الارتباط المفروض، فيضطر للعودة لاقتنائها من جديد.
وذكر محدثانا أن الزبائن يتوافدون لشرائها من كل صوب وأن العنابيين والعاصميين مؤخرا صاروا يضيفونها لقائمة الحلويات في أفراحهم. وعن سبب عدم رواجها في باقي المدن، قال السيد خلفة أن طريقة تحضيرها خاصة، وأنها تتطلب 4 ساعات في التحضير و24 ساعة لتجف، غير أن مناخ المدن الساحلية لا يساعد على جفافها. مؤكدا أن عائلته فتحت من قبل فرعا بالعاصمة، غير أنها اضطرت لغلقه لأن مناخها لم يساعد على تحضيرها واضطروا لإضافة مواد ليست في تركيبتها الأصلية، مما جعل كبير العائلة الحاج “الصيد” رحمه الله يرفض الأمر وأراد الإبقاء على أصالتها حتى وإن لم يخرج بها من قسنطينة، مفضلا عدم اتباع خطوات بعض المقلّدين الذين يضعون السكر بدل العسل ويستعملون المنكّهات بدل الطبيعية.