مرتاح
07-25-2013, 12:01 AM
بنت جبيل.اورغ - 13/06/2013م
http://www.bintjbeil.org/media/pics/1371103592.jpg
ليس هو أول من عرف طريق آل النبي (عليهم السلام) ، ولن يكون آخرهم، لكنه بالتأكيد صاحب تجربة فريدة من جهة، ومريرة من جهة أخرى، وهو الآن وبعدما عانى ما عاناه من محاربة وهجوم، أدرك أن كل ذلك يهون في سبيل طريق الحق.
السيد حسين الرجاء كان سنياً شافعياً، وشيخا للطريقة القادرية الصوفية يجله الناس ويحترمونه ويقدسونه، وهو الآن عالم دين شيعي إمامي يعتبر أن رسالته في هذه الحياة هي إيصال حقيقة مذهب أهل البيت عليهم الصلاة والسلام إلى كل أرجاء العالم، انتهزت (المنبر) فرصة زيارته للكويت وأجرت معه لقاء مثيراً تحدث فيه عن تجربته، وكيف كان عدواً للشيعة وهو الآن داعية لها! وهذا نص اللقاء.
ـ كنتم من أعاظم شيوخ الصوفية متمذهبين بمذهب الشافعي أحد مذاهب الأئمة الأربعة السنة، صفوا لنا تلك المرحلة من حياتكم؟.
نظرتي للتصوف أنه أقرب الطريق إلى ترطيب القلب، فهو يعمل عمله في القلوب فيزكيها ويجد الإنسان حلاوة الإيمان والقرب من الله تعالى وما ذاك إلا بفضل الابتعاد عن المحرمات والالتزام بالأذكار الصوفية المعينة والتعلق بالشيخ المرشد.
كنت أقود مجموعة من الناس وأسلكهم في هذا الطريق باعتباري مجازاً من نقيب الأشراف يوسف بن علي القادري في بغداد.
وكنا نقوم بطقوس مثل ضرب الدفوف وامتداح الأنبياء والصالحين ومشائخ الطرق الصوفية ولقد صدقت وأخلصت في قيادتي للتصوف في بلدي، ووجدت حقيقة الإيمان. وكنا نقرأ الصلاة المشيشية وهي عبارة عن صلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) حاوية لكلمات مثل:
وانشلني من أوحال التوحيد وأغرقني في عين بحر الوحدة حتى لا أرى ولا أسمع ولا أحس إلا بها.
وكنا نقولها ولا نعرف معانيها، فلما توسعت مداركنا وقويت مطالعاتنا وبحوثنا ومن الله علينا بالتشيع ودرسنا كتب المعاصرين في التصوف الإسلامي انكشف لنا معاني هذه الكلمات فهي تفيد إما وحدة الشهود وإما وحدة الوجود وإما الاتحاد وإما الحلول، فأما الاتحاد فهو أن الفرد يفنى ويلتحق بالله، وأما الحلول فهو أن الله يحل في العبد، والمقصود بوحدة الوجود هو نفي الأثنينية في الأصل، فعلمنا أن هذه العقائد حادة الانزلاق وخطرة المأخذ وعندها تزل الأقدام.
ـ للصوفية طقوس غريبة بعض الشيء، هل يمكنكم تسليط الضوء عليها؟.
من طقوس الصوفية ضرب الدفوف والخليليات والتصفيق أحياناً وضرب السيوف والحراب وحمل الأفاعي وكل هذه الطقوس تجرى بشكل يقيني إلا طقساً واحدة يتحايل به المتصوفون الشعبيون على جماهير العامة وهو أنهم يطلقون الرصاص الناري على أدمغتهم فلا يتأذون والحال ليس بصحيح، إنما هو تحايل بشكل أو آخر ولربما تكون العبوة فارغة من الرصاص الحقيقي، فما نسمعه ليس سوى الصوت وما نراه ليس سوى هذا التمثيل المتقن، وأما بخصوص ضرب السيوف، فقد كان الصوفي يطعن نفسه بالحربة عن يمين السرة أو يسارها على بعد عرض إصبع أو إصبعين أو ثلاث على أقصى تقدير حسب جرأة الضارب، فتخرج قريباً من فقرات الظهر على اليمين أو اليسار، ويرافق هذه الطعنة ألم ودم وأثر.
ـ كيف تعرفتم على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ؟.
أحد أبناء جلدتي يخدم في الجيش السوري برتبة مساعد وقد أثر عليه بعض زملائه في الجيش من الشيعة الذين يقطنون في منطقة الفوعة، وهو بدوره أثر على بعض أفراد من القرية وبقوا سنيناً يكفرون ويستضعفون من جهة عقيدية، فسمعت بهم وزرتهم طلباً للتعرف على مذهبهم فلم أجد عندهم بداية ما يقنعني.
فابتعدت عنهم وأخذت أحذر الناس عن الالتحاق بهم بضعة أعوام، غير أن توفر الكتب مؤخراً ولشدة عطشي واطلاعي للبحث عاودت الكرة، فأخذت أقارن بين العقائد والمذاهب لمدة تقارب الأربع سنوات. في السنة الأولى أنها بحثت بشكل مركز عن العقائد، وفي الثانية قارنت بين المذاهب ومذهب الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ، وفي الثالثة حاولت أن أكتشف مظلومية أهل البيت عليهم صلوات الله في التواريخ المختلفة وفي الرابعة كنت حيراناً معذباً، أقدم رجلاً وأؤخر أخرى، كنت في حالة شك كبيرة باعتبار أنني شككت في المذهب السني ولم أكن أرى من رجوع إليه وكنت أرى أحقية التشيع لكنني كنت أخشى الانضمام إليه لما تجرعناه طوال سنوات من دعاية مضللة، أنني لم أدرس خفاياه بعد.
ـ ما الذي حدث بعدئذ، كيف تيقنتم من أحقية التشيع واتخذتم قراراً بموالاة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، ثم كيف كانت انعكاسات قرار هذا على الساحة، وكيف قابلكم الناس بعد استبصاركم؟.
بعدما تيقنت بأحقية مذهب الأطهار من آل محمد عليهم الصلاة والسلام، اتخذت قراراً لا رجعة فيه مع علمي بأن ذلك سيكون على حساب سمعتي وكرامتي ومصلحتي والتفاف الناس من حولي باعتباري شيخاً صوفياً، فخيرت نفسي بين الدين والدنيا، فرأيت أن أحلاهما مر وأحر من الجمر، ولكنني آليت على نفسي وأعلنت تشيعي بكل ثقة.
وكانت نتيجة ذلك أن كفرني الناس وضللوني وشتموني وساؤوا الظن بي وتحاشوا مجالستي أو حتى الأكل معي وقام عشرات المئات من المريدين السالكين الذين كانوا يتبعونني بنقض بيعتي على التصوف. وأذكر في هذا الصدد أن في الأسبوع الأول من تشيعي وباعتباري ثقة عند جموع الناس، تشيع بتشيعي نحوا من ثمانين رجلاً كلهم أدوا الصلاة في ذلك اليوم إرسالاً (أي بلا تكتيف) إلا أنهم ما لبثوا أن عادوا إلى التكتيف بعدما شنت عليهم هجمة شرسة من الشتم والتكفير والتخويف، وقد كانوا قالوا لهم أن شيخكم هذا قد باع دينه للماسونية تحت غطاء ديني شيعي، وأنه سيسجن وتسجنون لا محالة.
ـ هل برز أحد من مشايخ القرية التي تقطنون فيها إلى دعوتكم للمناظرة العقائدية والمذهبية؟ وما نتائج مثل هذه المناظرات إن كانت قد عقدت؟.
كنت ألتقي مع كل الناس ويسألوني وأجيبهم ولكنني كنت أجيبهم بطريقة المناظر ويجيبوني بطريقة المتهجم الذي لا يتقن فن الحوار أو المناظرة، فإن قلت قال الله كذا أو قال رسول الله كذا يكون الجواب: ألم يقرأ هذه الآية أحد إلا أنت؟ ألم يقرأ هذا الحديث إلا أنت؟
فلماذا لم يبدل الناس دينهم؟!.
فأخذ الناس يلتقون بي ويتكلم كل حسب عقليته، فبعضهم شتم وشمت، والآخر ادعى بأنني مجنون، وبعض آخر يتهمني بأنني بعت ديني لأجل الأطماع. فاتخذت لنفسي إثر ذلك سبيلاً جديداً. وهو ألا أناظر الناس مناظرة فادعيت بأنني مريض والعلماء هم الأطباء ومرضي من نوع آخر فلا يشفيه إلا الدليل، خذوني إلى العلماء! خذوني إلى الأطباء! فأخذوا يعرضونني على ذوي الاختصاص والمعرفة، وهنا بدأت بعض المناظرات.حطلو
ـ وكيف كانت هذه المناظرات؟.
قام أحد المحبين الغيارى فعقد لقاء مع أحد المشايخ وعيّن الوقت والزمان، وقد طلبت منه أن يكون هناك حضور للمناظرة حتى يحكموا لي أو علي، وبالفعل ذهبوا بي إلى المكان المحدد وإذا بالشيخ ينتظرني وما إن جلست حتى قالوا له هذا الذي كلمناك عنه، فقال لي الشيخ: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين! فالتفت إليه سائلاً: شيخنا الكريم.. هل صحيح أن عمر بن الخطاب عندما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أغلق عليه الباب وخرج شاهراً سيفه يقول: (من قال محمد قد مات ضربته بسيفي هذا، وأن محمداً ذهب إلى ربه وسيعود بعد أربعين يقطع أيدي الناس وأرجلهم؟).
فقال الشيخ: هذا الحديث لا غبار عليه، فقلت له: شيخنا.. إذا كان هذا الحديث صحيحاً فهل قال الله أن محمداً لم يمت؟! قال: لا! قلت: هل رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله) قال: إنني لا أموت؟! قال: لا! قلت: فهل جبريل نزل على عمر وأخبره بأن محمداً (صلى الله عليه وآله) لم يمت؟!! قال: لا! قلت له: إذن.. عمر تكلم بما لا يتطابق مع الواقع، وسكت أنتظر الجواب. وقبل أن يتكلم الشيخ عاودت الكلام فقلت:
إلا أن يقال أن عمر يهجر وحتى هذا الاعتذار ساقط من الحسبان لأن عمر تكلم بكلام فصيح لا هجر فيه ولا ركاكة في معناه. وعليه فعمر تكلم بما يخالف الله ورسوله وجبريل والقرآن. وعندها نظر الشيخ إلى الساعة قائلاً: عندي موعد.. يا الله!! ونهض قائماً وتفرقنا بلا عودة! وقد كان في مجلس الحوار مثقف التقيت به بعد أيام وسألته: بماذا حكمت لي أم علي؟ فأجاب: أن كان دليل الشيعة هكذا وحجة أهل السنة هكذا فاعتبرني شيعياً! وبعد شهور استبصر ذلك المثقف والحمد لله.
وذات مرة أخذوني إلى عالم من علماء المنطقة فدخلنا عليه وقبلت يده احتراماً للعلم فقال لي: كيف أثر عليك الشيعة في قضية هي المصيبة في الدين؟ فأجبته: شيخنا.. لقد قرأت كتبهم ووجدتها تحتج علينا من كتاب الله ومن صحيحي مسلم والبخاري اللذان هما عندنا أصدق الكتب بعد كتاب الله، وقد رجعت إليها فوجدت الأمر كما قالوا، وقد أبطلوا الكثير من مذاهب أهل السنة بأدلة من صحاح أهل السنة، فسبرتها ووجدتها كذلك، فشككت في السنة وكلما أقرأ أكثر يزداد شكي في التسنن أكثر، وأنا مريض وأنت الطبيب.. فهات مداواتك!
إن كان عندك ما يرجعني إلى عقيدتي فهاته! فنظر إليّ نظر العالم المقتدر وقال لي: يا حاج حسين.. إذا كان الصحابة يذنبون أو يغلطون أو يجرمون أو يزلون أنا أشرط (أمزق) عمامتي وأضعها في بيت الماء (المرحاض)! فأخذت أنظر من ثلاثة محاور، أنظر إلى عمامة الشيخ وقد صيغت حسب أبدع ما تصاغ به العمائم، وأنظر إلى صحيحي مسلم والبخاري في مكتبة الشيخ وأفكر في المرحاض الذي لا يبعد عن مجلس الحوار كثيراً، وأخذت أهجم على نفسي فأردها وتحمل علي فأكاد أقول آتني بحديث كذا وكذا من الصحيحين، فوالله ما منعني من رد التحدي إلا شيمي وأخلاقي ولأن الرد خطير لا يحتمله مثل هذا الشيخ، كما أن الرهان رهان عمائم!! فتفرقنا بلا عودة.
ـ كيف استطعتم أن تدفعوا جموعاً من الناس إلى اعتناق مذهب آل محمد (عليهم السلام) وقد قدرت مصادر عددهم بأكثر من ألف مسلم؟.
بعد مضي سبع سنوات من التفكير الحاد بدأت الكتب تكثر وبدأنا نأتي بالمبلغين في رمضان وعاشوراء وبدأنا ندعو الناس ونصادقهم ونبث فيهم التوعية الإمامية من خلال أخلاق عالية وروح طيبة، فبدأ الوضع يتغير ويميل لصالحنا، وفي الآونة الأخيرة أي في حوالي ست سنوات مضت، بدأنا نقيم المشاريع الإسلامية الشيعية في محافظتنا والمراكز ونخاطب المثقفين خصوصاً، وفي كل هذه الجهود أدت إلى مثل هذه النتيجة، ونحن نطمح إن شاء الله إلى المزيد ببركات صاحب العصر عليه الصلاة والسلام.
ـ هل من حادثة مميزة أو طريفة تعرضتم لها؟.
نعم.. كان لعائلتنا صهر هو زوج لابنة أخي، وما إن علم هذا بتشيعنا حتى جن جنونه، فطفق يذهب إلى العلماء يستفتيهم عما إذا كان يجوز له أن يخالطنا ويواكلنا ويجلس معنا بحكم الأعراف الاجتماعية التي لابد له من أن يستجيب لها، فأفتوه بأنه يجوز له أن يأكل من خبزنا ويشرب من مائنا فقط، وحذروه من أكل اللحم أو الذبائح أو ما أشبه، بدعوى أن ذبائحنا لا تحل لأننا على غير دين!!.
الطريف في الموضوع أنني ذات مرة دعوت هؤلاء العلماء إلى مأدبة رامياً استغلالها بالبحث والتباحث، وما إن جلس هؤلاء ورأوا أصناف المأكولات اللذيذة من ذبائحنا، حتى أكلوها كلها ولم يذروا منها شيئاً متراجعين عن تلك الفتوى المقتضبة الجائرة!!.
ـ كيف تجدون أنفسكم في العالم الشيعي؟ وكيف يمكن بنظركم زيادة رقعة الشيعة في العالم؟.
كنت في التسنن أرى من نفسي عالماً وكنت أعامل الناس كأصدقاء، ولكنني الآن في التشيع سافرت عدة سفرات إلى بعض البلدان أيما إنسان ألتقي به من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وكأنه أخ لي وصديقي من سن الطفولة، ورأيت من نفسي أنني لا أعرف شيئاً عن التيارات العلمية عند الشيعة ومختلف مدارسهم الفكرية، فتذاكرت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد).
وتخلصت من الفكر الضيق إلى الفكر الواسع حيث كنت كل الذي أعرفه في التسنن أن الإنسان يحصل على الشهادة الجامعية وكأنه قد حصل على كل العلوم، فيصبح مدرساً أو قاضياً أو إمام جماعة، وهذا كل ما في الأمر!
ولكن في التشيع، العلم من المهد إلى اللحد ولا يتوقف أبداً، ومما يلحظ أن العلم والعلوم الشرعية في التسنن محكوم عليها بالسجن في زنزانة ظلماء، فلا اجتهاد ولا مجتهدين، وكل من يريد أن يفكر أو أن يخرج عن طور المذاهب الأربعة فهو محكوم بالقاعدة التي تقول: (اللامذهبية قنطرة اللادينية).
أما في التشيع فوجدت أنه مهما درس الإنسان فلا بد له أن يشعر بجهله أمام العلوم الشيعية، فمن السطوح إلى البحث الخارج إلى الاجتهاد إلى المرجعية والذي يختلج في قلبي أن نهاية علوم أهل السنة هي البداية لعلوم الشيعة.
وأن الشعب العامي المسلم مظلوم حيث يحال بينه وبين العلوم الحقيقية المتمثلة بعلوم أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، لذلك نرى أن الذي يسافر إلى الغرب بضع سنين يعود منه وقد هان عليه الإسلام، وإذا سافر إلى السلفيين أو الوهابيين يعود سلفياً، وإذا سافر إلى الشيوعيين يعود شيوعياً وكل ذلك لأن الإنسان يحال بينه وبين العلوم الحقيقية، فأي علم وأي حضارة سرعان ما يتأثر بها، وذلك بخلاف الفرد الشيعي لكثرة ما يطلع عليه من العلوم أينما سافر وأينما قطن فإنه يذهب شيعياً ويعود شيعياً.
وزيارة الرقعة الشيعية في العالم لا يمكن أن تقوم من خلال عمل ارتجالي أو عشوائي أو تبرعات نثرية لا نظامية، وإنما يتم ذلك من خلال التنظيم الاقتصادي المتوازن لئلا تهدر حقوق صاحب الزمان (عليه السلام) في غير محلها وأن يرفع التعصب للخطوط والاتجاهات المرجعية، وخاصة في ما بين الشبيبة الناشئة.
ـ تطرقتم إلى الاتجاهات المرجعية وضرورة نبذ الخلافات فما هي الصيغة التي ترونها مناسبة للتقريب بين المرجعيات الشيعية؟.
الظروف التي تقهر الإنسان على تعدد اتجاهات حياته الاجتماعية والاقتصادية والدينية وغيرها تحتم التعددية المرجعية أيضاً. والتعددية هي لصالح حياة الإنسان حيث بها نعالج كل قضايا الحياة بالتعدد لا التفرد، وبها تسود الحرية والديموقراطية التي يحبذها الإسلام وحرية الرأي، وتطرد من خلالها الفردية والدكتاتورية وعلى هذا فالتعددية وجدت لمصلحة الإنسان، لا للتنافر وتجاذب أطراف الشقاق وعليه يجب بالضرورة الملحة العودة إلى الشورى في كل أمر وخاصة شورى الفقهاء المراجع وهي نظرية متطورة ناهضة.
ـ هل من كلمة أخيرة تودون ذكرها؟.
أسأل الله تعالى أن يمتعنا بنظرة إلى نور وجه سيدنا ومولانا الإمام المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام، وأن يمن بالخير على الشعب الكويتي الكريم المعطاء.
السيرة الذاتية:
- السيد حسين علي آل رجاء.
- من مواليد 1945 للميلاد.
- متزوج وله من البنين خمسة هم: محمد أمين وياسر وعلي الهادي وعلي السجاد وأسد الله، ومن البنات أربع.
- من أهل قرية حطلة في دير الزور وهي إحدى محافظات سورية.
- ينتهي من جهة النسب إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما الصلاة والسلام، وفي قريته أكثر من أربعة آلاف شخص من السادة الموسوية لكنهم جميعاً من السنة، إذ كان للجور الواقع على أجدادهم في ما مضى يد في تخليهم عن عقيدتهم الإمامية كرها.
- تتلمذ على يد الملا رمضان العلي الفرج ودرس القرآن الكريم والفقه الشافعي والعقيدة الأشعرية، ثم التحق بمعهد الهداية خمس سنوات.
- انتسب إلى الطريقة القادرية الصوفية وعمل بها كمجاز من نقيب الأشراف يوسف بن علي القادري في بغداد.
- استبصر بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) وترك المذهب الشافعي السني حوالي عام 1984 للميلاد، إثر مقارنته وبحثه الحثيث في كتب المذاهب والمقالات طوال أربعة أعوام.
- التحق بحوزة الإمام الخميني بدمشق وتلقى فيها دروساً حوزوية لمدة سنتين، ثم تابع مسيرته الدراسية في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن.
- بعد تسع سنوات من تشيعه وتمسكه بولاية أهل البيت (عليهم السلام) تشرف بارتداء العمامة الإمامية من قبل حجة الإسلام السيد محسن الخاتمي.
- منحه الإمام الشيرازي وكالة شرعية وكلفه بالعمل على هداية سكان محافظته للتشيع والمذهب الحق، فجاهد في سبيل ذلك وعمل مخلصاً إلى جانب الخيرين والشرفاء من الشيعة هناك، وكان نتاج ذلك انتقال أكثر من 1000 سيد علوي لمذهب الأطهار من آل محمد (عليهم السلام) .
- له كتاب (دفاع من وحي الشريعة ضمن دائرة السنة والشيعة) وهو مطبوع. ومن مؤلفاته أيضاً كتاب (التصوف في البداية) وهو مخطوط لم يطبع إلى الآن.
- له الكثير من المشاريع الإسلامية والخيرية ولا يزال ساعياً نحو إنجاز الكثير منها، مثل مسجد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، ومسجد الإمام زين العابدين صلوات الله عليه، ومسجد فاطمة الزهراء سلام الله عليها، ومسجد الإمام الهادي (عليه السلام) ، وحسينية الإمام الحسين، وحسينية الإمام الهادي (عليه السلام) ، وحسينية فاطمة الزهراء سلام الله عليها، وحسينية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، وحسينية الإمام محمد الباقر (عليه السلام) ، ومغتسل حطلة الخيري، وكلها بالتنسيق مع الحوزة العلمية الزينبية في دمشق.
استشهد سماحة السيد حسين الرجا مع أسرته وأبنائه في مجزرة حطلة التي إرتكبتها جبهة النصرة الارهابية و عصابات الجيش الحر امس حيث قامت هذه العصابات بذبحه مع 60 آخرين من ابناء الشيعة.
http://www.bintjbeil.org/media/pics/1371103592.jpg
ليس هو أول من عرف طريق آل النبي (عليهم السلام) ، ولن يكون آخرهم، لكنه بالتأكيد صاحب تجربة فريدة من جهة، ومريرة من جهة أخرى، وهو الآن وبعدما عانى ما عاناه من محاربة وهجوم، أدرك أن كل ذلك يهون في سبيل طريق الحق.
السيد حسين الرجاء كان سنياً شافعياً، وشيخا للطريقة القادرية الصوفية يجله الناس ويحترمونه ويقدسونه، وهو الآن عالم دين شيعي إمامي يعتبر أن رسالته في هذه الحياة هي إيصال حقيقة مذهب أهل البيت عليهم الصلاة والسلام إلى كل أرجاء العالم، انتهزت (المنبر) فرصة زيارته للكويت وأجرت معه لقاء مثيراً تحدث فيه عن تجربته، وكيف كان عدواً للشيعة وهو الآن داعية لها! وهذا نص اللقاء.
ـ كنتم من أعاظم شيوخ الصوفية متمذهبين بمذهب الشافعي أحد مذاهب الأئمة الأربعة السنة، صفوا لنا تلك المرحلة من حياتكم؟.
نظرتي للتصوف أنه أقرب الطريق إلى ترطيب القلب، فهو يعمل عمله في القلوب فيزكيها ويجد الإنسان حلاوة الإيمان والقرب من الله تعالى وما ذاك إلا بفضل الابتعاد عن المحرمات والالتزام بالأذكار الصوفية المعينة والتعلق بالشيخ المرشد.
كنت أقود مجموعة من الناس وأسلكهم في هذا الطريق باعتباري مجازاً من نقيب الأشراف يوسف بن علي القادري في بغداد.
وكنا نقوم بطقوس مثل ضرب الدفوف وامتداح الأنبياء والصالحين ومشائخ الطرق الصوفية ولقد صدقت وأخلصت في قيادتي للتصوف في بلدي، ووجدت حقيقة الإيمان. وكنا نقرأ الصلاة المشيشية وهي عبارة عن صلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) حاوية لكلمات مثل:
وانشلني من أوحال التوحيد وأغرقني في عين بحر الوحدة حتى لا أرى ولا أسمع ولا أحس إلا بها.
وكنا نقولها ولا نعرف معانيها، فلما توسعت مداركنا وقويت مطالعاتنا وبحوثنا ومن الله علينا بالتشيع ودرسنا كتب المعاصرين في التصوف الإسلامي انكشف لنا معاني هذه الكلمات فهي تفيد إما وحدة الشهود وإما وحدة الوجود وإما الاتحاد وإما الحلول، فأما الاتحاد فهو أن الفرد يفنى ويلتحق بالله، وأما الحلول فهو أن الله يحل في العبد، والمقصود بوحدة الوجود هو نفي الأثنينية في الأصل، فعلمنا أن هذه العقائد حادة الانزلاق وخطرة المأخذ وعندها تزل الأقدام.
ـ للصوفية طقوس غريبة بعض الشيء، هل يمكنكم تسليط الضوء عليها؟.
من طقوس الصوفية ضرب الدفوف والخليليات والتصفيق أحياناً وضرب السيوف والحراب وحمل الأفاعي وكل هذه الطقوس تجرى بشكل يقيني إلا طقساً واحدة يتحايل به المتصوفون الشعبيون على جماهير العامة وهو أنهم يطلقون الرصاص الناري على أدمغتهم فلا يتأذون والحال ليس بصحيح، إنما هو تحايل بشكل أو آخر ولربما تكون العبوة فارغة من الرصاص الحقيقي، فما نسمعه ليس سوى الصوت وما نراه ليس سوى هذا التمثيل المتقن، وأما بخصوص ضرب السيوف، فقد كان الصوفي يطعن نفسه بالحربة عن يمين السرة أو يسارها على بعد عرض إصبع أو إصبعين أو ثلاث على أقصى تقدير حسب جرأة الضارب، فتخرج قريباً من فقرات الظهر على اليمين أو اليسار، ويرافق هذه الطعنة ألم ودم وأثر.
ـ كيف تعرفتم على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ؟.
أحد أبناء جلدتي يخدم في الجيش السوري برتبة مساعد وقد أثر عليه بعض زملائه في الجيش من الشيعة الذين يقطنون في منطقة الفوعة، وهو بدوره أثر على بعض أفراد من القرية وبقوا سنيناً يكفرون ويستضعفون من جهة عقيدية، فسمعت بهم وزرتهم طلباً للتعرف على مذهبهم فلم أجد عندهم بداية ما يقنعني.
فابتعدت عنهم وأخذت أحذر الناس عن الالتحاق بهم بضعة أعوام، غير أن توفر الكتب مؤخراً ولشدة عطشي واطلاعي للبحث عاودت الكرة، فأخذت أقارن بين العقائد والمذاهب لمدة تقارب الأربع سنوات. في السنة الأولى أنها بحثت بشكل مركز عن العقائد، وفي الثانية قارنت بين المذاهب ومذهب الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ، وفي الثالثة حاولت أن أكتشف مظلومية أهل البيت عليهم صلوات الله في التواريخ المختلفة وفي الرابعة كنت حيراناً معذباً، أقدم رجلاً وأؤخر أخرى، كنت في حالة شك كبيرة باعتبار أنني شككت في المذهب السني ولم أكن أرى من رجوع إليه وكنت أرى أحقية التشيع لكنني كنت أخشى الانضمام إليه لما تجرعناه طوال سنوات من دعاية مضللة، أنني لم أدرس خفاياه بعد.
ـ ما الذي حدث بعدئذ، كيف تيقنتم من أحقية التشيع واتخذتم قراراً بموالاة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، ثم كيف كانت انعكاسات قرار هذا على الساحة، وكيف قابلكم الناس بعد استبصاركم؟.
بعدما تيقنت بأحقية مذهب الأطهار من آل محمد عليهم الصلاة والسلام، اتخذت قراراً لا رجعة فيه مع علمي بأن ذلك سيكون على حساب سمعتي وكرامتي ومصلحتي والتفاف الناس من حولي باعتباري شيخاً صوفياً، فخيرت نفسي بين الدين والدنيا، فرأيت أن أحلاهما مر وأحر من الجمر، ولكنني آليت على نفسي وأعلنت تشيعي بكل ثقة.
وكانت نتيجة ذلك أن كفرني الناس وضللوني وشتموني وساؤوا الظن بي وتحاشوا مجالستي أو حتى الأكل معي وقام عشرات المئات من المريدين السالكين الذين كانوا يتبعونني بنقض بيعتي على التصوف. وأذكر في هذا الصدد أن في الأسبوع الأول من تشيعي وباعتباري ثقة عند جموع الناس، تشيع بتشيعي نحوا من ثمانين رجلاً كلهم أدوا الصلاة في ذلك اليوم إرسالاً (أي بلا تكتيف) إلا أنهم ما لبثوا أن عادوا إلى التكتيف بعدما شنت عليهم هجمة شرسة من الشتم والتكفير والتخويف، وقد كانوا قالوا لهم أن شيخكم هذا قد باع دينه للماسونية تحت غطاء ديني شيعي، وأنه سيسجن وتسجنون لا محالة.
ـ هل برز أحد من مشايخ القرية التي تقطنون فيها إلى دعوتكم للمناظرة العقائدية والمذهبية؟ وما نتائج مثل هذه المناظرات إن كانت قد عقدت؟.
كنت ألتقي مع كل الناس ويسألوني وأجيبهم ولكنني كنت أجيبهم بطريقة المناظر ويجيبوني بطريقة المتهجم الذي لا يتقن فن الحوار أو المناظرة، فإن قلت قال الله كذا أو قال رسول الله كذا يكون الجواب: ألم يقرأ هذه الآية أحد إلا أنت؟ ألم يقرأ هذا الحديث إلا أنت؟
فلماذا لم يبدل الناس دينهم؟!.
فأخذ الناس يلتقون بي ويتكلم كل حسب عقليته، فبعضهم شتم وشمت، والآخر ادعى بأنني مجنون، وبعض آخر يتهمني بأنني بعت ديني لأجل الأطماع. فاتخذت لنفسي إثر ذلك سبيلاً جديداً. وهو ألا أناظر الناس مناظرة فادعيت بأنني مريض والعلماء هم الأطباء ومرضي من نوع آخر فلا يشفيه إلا الدليل، خذوني إلى العلماء! خذوني إلى الأطباء! فأخذوا يعرضونني على ذوي الاختصاص والمعرفة، وهنا بدأت بعض المناظرات.حطلو
ـ وكيف كانت هذه المناظرات؟.
قام أحد المحبين الغيارى فعقد لقاء مع أحد المشايخ وعيّن الوقت والزمان، وقد طلبت منه أن يكون هناك حضور للمناظرة حتى يحكموا لي أو علي، وبالفعل ذهبوا بي إلى المكان المحدد وإذا بالشيخ ينتظرني وما إن جلست حتى قالوا له هذا الذي كلمناك عنه، فقال لي الشيخ: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين! فالتفت إليه سائلاً: شيخنا الكريم.. هل صحيح أن عمر بن الخطاب عندما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أغلق عليه الباب وخرج شاهراً سيفه يقول: (من قال محمد قد مات ضربته بسيفي هذا، وأن محمداً ذهب إلى ربه وسيعود بعد أربعين يقطع أيدي الناس وأرجلهم؟).
فقال الشيخ: هذا الحديث لا غبار عليه، فقلت له: شيخنا.. إذا كان هذا الحديث صحيحاً فهل قال الله أن محمداً لم يمت؟! قال: لا! قلت: هل رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله) قال: إنني لا أموت؟! قال: لا! قلت: فهل جبريل نزل على عمر وأخبره بأن محمداً (صلى الله عليه وآله) لم يمت؟!! قال: لا! قلت له: إذن.. عمر تكلم بما لا يتطابق مع الواقع، وسكت أنتظر الجواب. وقبل أن يتكلم الشيخ عاودت الكلام فقلت:
إلا أن يقال أن عمر يهجر وحتى هذا الاعتذار ساقط من الحسبان لأن عمر تكلم بكلام فصيح لا هجر فيه ولا ركاكة في معناه. وعليه فعمر تكلم بما يخالف الله ورسوله وجبريل والقرآن. وعندها نظر الشيخ إلى الساعة قائلاً: عندي موعد.. يا الله!! ونهض قائماً وتفرقنا بلا عودة! وقد كان في مجلس الحوار مثقف التقيت به بعد أيام وسألته: بماذا حكمت لي أم علي؟ فأجاب: أن كان دليل الشيعة هكذا وحجة أهل السنة هكذا فاعتبرني شيعياً! وبعد شهور استبصر ذلك المثقف والحمد لله.
وذات مرة أخذوني إلى عالم من علماء المنطقة فدخلنا عليه وقبلت يده احتراماً للعلم فقال لي: كيف أثر عليك الشيعة في قضية هي المصيبة في الدين؟ فأجبته: شيخنا.. لقد قرأت كتبهم ووجدتها تحتج علينا من كتاب الله ومن صحيحي مسلم والبخاري اللذان هما عندنا أصدق الكتب بعد كتاب الله، وقد رجعت إليها فوجدت الأمر كما قالوا، وقد أبطلوا الكثير من مذاهب أهل السنة بأدلة من صحاح أهل السنة، فسبرتها ووجدتها كذلك، فشككت في السنة وكلما أقرأ أكثر يزداد شكي في التسنن أكثر، وأنا مريض وأنت الطبيب.. فهات مداواتك!
إن كان عندك ما يرجعني إلى عقيدتي فهاته! فنظر إليّ نظر العالم المقتدر وقال لي: يا حاج حسين.. إذا كان الصحابة يذنبون أو يغلطون أو يجرمون أو يزلون أنا أشرط (أمزق) عمامتي وأضعها في بيت الماء (المرحاض)! فأخذت أنظر من ثلاثة محاور، أنظر إلى عمامة الشيخ وقد صيغت حسب أبدع ما تصاغ به العمائم، وأنظر إلى صحيحي مسلم والبخاري في مكتبة الشيخ وأفكر في المرحاض الذي لا يبعد عن مجلس الحوار كثيراً، وأخذت أهجم على نفسي فأردها وتحمل علي فأكاد أقول آتني بحديث كذا وكذا من الصحيحين، فوالله ما منعني من رد التحدي إلا شيمي وأخلاقي ولأن الرد خطير لا يحتمله مثل هذا الشيخ، كما أن الرهان رهان عمائم!! فتفرقنا بلا عودة.
ـ كيف استطعتم أن تدفعوا جموعاً من الناس إلى اعتناق مذهب آل محمد (عليهم السلام) وقد قدرت مصادر عددهم بأكثر من ألف مسلم؟.
بعد مضي سبع سنوات من التفكير الحاد بدأت الكتب تكثر وبدأنا نأتي بالمبلغين في رمضان وعاشوراء وبدأنا ندعو الناس ونصادقهم ونبث فيهم التوعية الإمامية من خلال أخلاق عالية وروح طيبة، فبدأ الوضع يتغير ويميل لصالحنا، وفي الآونة الأخيرة أي في حوالي ست سنوات مضت، بدأنا نقيم المشاريع الإسلامية الشيعية في محافظتنا والمراكز ونخاطب المثقفين خصوصاً، وفي كل هذه الجهود أدت إلى مثل هذه النتيجة، ونحن نطمح إن شاء الله إلى المزيد ببركات صاحب العصر عليه الصلاة والسلام.
ـ هل من حادثة مميزة أو طريفة تعرضتم لها؟.
نعم.. كان لعائلتنا صهر هو زوج لابنة أخي، وما إن علم هذا بتشيعنا حتى جن جنونه، فطفق يذهب إلى العلماء يستفتيهم عما إذا كان يجوز له أن يخالطنا ويواكلنا ويجلس معنا بحكم الأعراف الاجتماعية التي لابد له من أن يستجيب لها، فأفتوه بأنه يجوز له أن يأكل من خبزنا ويشرب من مائنا فقط، وحذروه من أكل اللحم أو الذبائح أو ما أشبه، بدعوى أن ذبائحنا لا تحل لأننا على غير دين!!.
الطريف في الموضوع أنني ذات مرة دعوت هؤلاء العلماء إلى مأدبة رامياً استغلالها بالبحث والتباحث، وما إن جلس هؤلاء ورأوا أصناف المأكولات اللذيذة من ذبائحنا، حتى أكلوها كلها ولم يذروا منها شيئاً متراجعين عن تلك الفتوى المقتضبة الجائرة!!.
ـ كيف تجدون أنفسكم في العالم الشيعي؟ وكيف يمكن بنظركم زيادة رقعة الشيعة في العالم؟.
كنت في التسنن أرى من نفسي عالماً وكنت أعامل الناس كأصدقاء، ولكنني الآن في التشيع سافرت عدة سفرات إلى بعض البلدان أيما إنسان ألتقي به من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وكأنه أخ لي وصديقي من سن الطفولة، ورأيت من نفسي أنني لا أعرف شيئاً عن التيارات العلمية عند الشيعة ومختلف مدارسهم الفكرية، فتذاكرت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد).
وتخلصت من الفكر الضيق إلى الفكر الواسع حيث كنت كل الذي أعرفه في التسنن أن الإنسان يحصل على الشهادة الجامعية وكأنه قد حصل على كل العلوم، فيصبح مدرساً أو قاضياً أو إمام جماعة، وهذا كل ما في الأمر!
ولكن في التشيع، العلم من المهد إلى اللحد ولا يتوقف أبداً، ومما يلحظ أن العلم والعلوم الشرعية في التسنن محكوم عليها بالسجن في زنزانة ظلماء، فلا اجتهاد ولا مجتهدين، وكل من يريد أن يفكر أو أن يخرج عن طور المذاهب الأربعة فهو محكوم بالقاعدة التي تقول: (اللامذهبية قنطرة اللادينية).
أما في التشيع فوجدت أنه مهما درس الإنسان فلا بد له أن يشعر بجهله أمام العلوم الشيعية، فمن السطوح إلى البحث الخارج إلى الاجتهاد إلى المرجعية والذي يختلج في قلبي أن نهاية علوم أهل السنة هي البداية لعلوم الشيعة.
وأن الشعب العامي المسلم مظلوم حيث يحال بينه وبين العلوم الحقيقية المتمثلة بعلوم أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، لذلك نرى أن الذي يسافر إلى الغرب بضع سنين يعود منه وقد هان عليه الإسلام، وإذا سافر إلى السلفيين أو الوهابيين يعود سلفياً، وإذا سافر إلى الشيوعيين يعود شيوعياً وكل ذلك لأن الإنسان يحال بينه وبين العلوم الحقيقية، فأي علم وأي حضارة سرعان ما يتأثر بها، وذلك بخلاف الفرد الشيعي لكثرة ما يطلع عليه من العلوم أينما سافر وأينما قطن فإنه يذهب شيعياً ويعود شيعياً.
وزيارة الرقعة الشيعية في العالم لا يمكن أن تقوم من خلال عمل ارتجالي أو عشوائي أو تبرعات نثرية لا نظامية، وإنما يتم ذلك من خلال التنظيم الاقتصادي المتوازن لئلا تهدر حقوق صاحب الزمان (عليه السلام) في غير محلها وأن يرفع التعصب للخطوط والاتجاهات المرجعية، وخاصة في ما بين الشبيبة الناشئة.
ـ تطرقتم إلى الاتجاهات المرجعية وضرورة نبذ الخلافات فما هي الصيغة التي ترونها مناسبة للتقريب بين المرجعيات الشيعية؟.
الظروف التي تقهر الإنسان على تعدد اتجاهات حياته الاجتماعية والاقتصادية والدينية وغيرها تحتم التعددية المرجعية أيضاً. والتعددية هي لصالح حياة الإنسان حيث بها نعالج كل قضايا الحياة بالتعدد لا التفرد، وبها تسود الحرية والديموقراطية التي يحبذها الإسلام وحرية الرأي، وتطرد من خلالها الفردية والدكتاتورية وعلى هذا فالتعددية وجدت لمصلحة الإنسان، لا للتنافر وتجاذب أطراف الشقاق وعليه يجب بالضرورة الملحة العودة إلى الشورى في كل أمر وخاصة شورى الفقهاء المراجع وهي نظرية متطورة ناهضة.
ـ هل من كلمة أخيرة تودون ذكرها؟.
أسأل الله تعالى أن يمتعنا بنظرة إلى نور وجه سيدنا ومولانا الإمام المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام، وأن يمن بالخير على الشعب الكويتي الكريم المعطاء.
السيرة الذاتية:
- السيد حسين علي آل رجاء.
- من مواليد 1945 للميلاد.
- متزوج وله من البنين خمسة هم: محمد أمين وياسر وعلي الهادي وعلي السجاد وأسد الله، ومن البنات أربع.
- من أهل قرية حطلة في دير الزور وهي إحدى محافظات سورية.
- ينتهي من جهة النسب إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما الصلاة والسلام، وفي قريته أكثر من أربعة آلاف شخص من السادة الموسوية لكنهم جميعاً من السنة، إذ كان للجور الواقع على أجدادهم في ما مضى يد في تخليهم عن عقيدتهم الإمامية كرها.
- تتلمذ على يد الملا رمضان العلي الفرج ودرس القرآن الكريم والفقه الشافعي والعقيدة الأشعرية، ثم التحق بمعهد الهداية خمس سنوات.
- انتسب إلى الطريقة القادرية الصوفية وعمل بها كمجاز من نقيب الأشراف يوسف بن علي القادري في بغداد.
- استبصر بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) وترك المذهب الشافعي السني حوالي عام 1984 للميلاد، إثر مقارنته وبحثه الحثيث في كتب المذاهب والمقالات طوال أربعة أعوام.
- التحق بحوزة الإمام الخميني بدمشق وتلقى فيها دروساً حوزوية لمدة سنتين، ثم تابع مسيرته الدراسية في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن.
- بعد تسع سنوات من تشيعه وتمسكه بولاية أهل البيت (عليهم السلام) تشرف بارتداء العمامة الإمامية من قبل حجة الإسلام السيد محسن الخاتمي.
- منحه الإمام الشيرازي وكالة شرعية وكلفه بالعمل على هداية سكان محافظته للتشيع والمذهب الحق، فجاهد في سبيل ذلك وعمل مخلصاً إلى جانب الخيرين والشرفاء من الشيعة هناك، وكان نتاج ذلك انتقال أكثر من 1000 سيد علوي لمذهب الأطهار من آل محمد (عليهم السلام) .
- له كتاب (دفاع من وحي الشريعة ضمن دائرة السنة والشيعة) وهو مطبوع. ومن مؤلفاته أيضاً كتاب (التصوف في البداية) وهو مخطوط لم يطبع إلى الآن.
- له الكثير من المشاريع الإسلامية والخيرية ولا يزال ساعياً نحو إنجاز الكثير منها، مثل مسجد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، ومسجد الإمام زين العابدين صلوات الله عليه، ومسجد فاطمة الزهراء سلام الله عليها، ومسجد الإمام الهادي (عليه السلام) ، وحسينية الإمام الحسين، وحسينية الإمام الهادي (عليه السلام) ، وحسينية فاطمة الزهراء سلام الله عليها، وحسينية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، وحسينية الإمام محمد الباقر (عليه السلام) ، ومغتسل حطلة الخيري، وكلها بالتنسيق مع الحوزة العلمية الزينبية في دمشق.
استشهد سماحة السيد حسين الرجا مع أسرته وأبنائه في مجزرة حطلة التي إرتكبتها جبهة النصرة الارهابية و عصابات الجيش الحر امس حيث قامت هذه العصابات بذبحه مع 60 آخرين من ابناء الشيعة.