بهلول
07-23-2013, 12:12 AM
ألف عشبة لعلاج الأمراض المستعصية
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2013/07/21/470049.png (http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2013/07/21/470049.png)
سيد منظور (عطار) بين الأعشاب الطبية
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2013/07/21/470050.png (http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2013/07/21/470050.png)
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2013/07/21/470051.png (http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2013/07/21/470051.png)
أجرى الحوار جاسم عباس
الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. القبس شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية.
في مستهل لقائنا مع العطار حفيد العطارين منذ مائة سنة وأكثر من أربعين سنة، كل سنين عمره مع الأعشاب الطبية وعلاج المرض سيد منظور سيد غلام العطار. قال: أرضنا في باكستان مشهورة بالأعشاب الطبية حتى في حدائقنا ومزارعنا تشاهد هذه النباتات المفيدة، أكثر من ألف نوع منها لعلاج كل الأمراض المستعصية والسهلة بالنسبة لمن يعرف أنواعها، وهذه الأعشاب منذ آلاف السنين تعالج البشر، وأنا أعتقد أن المرض الذي يصيب الإنسان هو بلاء، سواء كان عاما كالطاعون وغيره من الأمراض، أو خاصا كالفقر والمرض، فانظر إلى نفسك، هل تمتلك حالة الالتجاء والتذليل أم لا؟ فإن وجدت فاعلم أن البلاء لا يدوم، خاصة إذا رجعت إلى الله تعالى، فهذه المصائب التي نبتلى بها هي السبب في رجوعنا الى الله تعالى، وإحدى فوائدها أن ندعو الله، وأعظم الناس الذين لا ينتظرون نزول البلاء به لكي يدعو، بل يكون متيقظا لرب العالمين ويدعوه في حالات الرخاء.
ضيافة رب العالمين
وقال العطار سيد منظور: كما أن الله عظيم، فضيافته سبحانه عظيمة، إذا دعا شخص عظيم ضيفا فكيف تكون ضيافته له؟ طبعا، سوف يكون إكرامه له متناسبا مع شأن صاحب الدعوة، نحن في شهر رمضان علينا برقة القلب وإقباله حين الدعاء ومساعدة المحتاجين، والاستغفار والسجود الطويل، ولا نكثر من الطعام، خاصة وقت الإفطار، فهو إشباع قليل فقط، ولكن للأسف الشديد هناك من يكثر ويتعب بعد الافطار فيذهب إلى الطبيب أو العطار ليعالج ما فعل بنفسه، وفي باكستان نادرا ما يتردد الصائم على الطبيب أو العطار العشاب، وحتى إذا احتاج فالبيت فيه الدواء، ولكن بيوت بعض الناس فيه داء ودواء من كثرة الأكل.
الأعشاب طب بديل
وقال سيد منظور: هناك دول كثيرة بدأت تتجه إلى العلاج بالأعشاب الطبيعية، بدلا من الأطباء في المستشفى، فهذه الهند تعتبر من الدول المتقدمة في استخدام الأعشاب الطبية، وإيران كذلك، وأيضا المملكة العربية السعودية وسوريا ومصر، والصين تعتبر رائدة منذ آلاف السنين في هذا المجال، فسبحانه وتعالى جعل لكل جزء في جسم الإنسان عدة أعشاب بديلة عن أدوية الطب الحديث، فهذه العلاجات الشعبية لا تترك المريض حتى يقضي على مرضه.
والآن وبعد التجارب العديدة، بدأت بعض الدول المتطورة تستعين بالأعشاب، لأنها وجدت فيها النجاحات الأكيدة، من خلال وضعها في الكبسولات والحبوب والسوائل، ويقال في المفهوم الجديد أن بعض الأعشاب من الممكن أن تأخذها مباشرة من الأرض، تأكلها مع الأكل اليومي أو أي شراب، كما يقول المثل الطبي: «اشرب الخيار واكل اللبن» لما فيهما من فوائد كثيرة.
إفطار شهر رمضان
وأضاف: ابدأ افطارك بقليل من السوائل، خاصة العصير البارد والتمر لأنهما طاقة، وحسب خبرتنا ابدأ بشراب «بريهو»، أو حليب أضيف إليه مشروب سفن آب، أو ماء قليل البرودة مع ماء اللقاح، لأنه يغذي الجسم، وانصح هذه السنة في رمضان خصوصاً، ان يركز الصائم على السلطة، خاصة سلطة الفواكه الطازجة، أو عصيرها، وبعد الصلاة يبدأ بالتشريب، لأنه أفضل من العيش (الرز)، ولا منافس للعيش ولا كلام عليه، خاصة مع الإيدام، ولكن لمن يعمل طوال النهار فقد يعرض الصائم للعطش.
أعشاب رمضانية
وقال: العطارون يشبهون الأعشاب بالعسل، والعسل بالأعشاب، فالعشب الطبي هو دواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، ومفرح مع المفرحات، فالقدماء كانوا يعولون عليه كما يعولون على عسل النحل، لا يوجد علاج مثل الأعشاب لا من قريب ولا من بعيد، والأعشاب من أقدم العلاجات، غنية بالفوائد، فرائحتها متميزة تفتح الشهية. أضاف: هناك أعشاب على الصائم ان يتناولها عند الإفطار، أو أثناء الليل، لأنها مفيدة، وهذا الكلام من تجارب الآباء والأجداد، استخدموها ونصحونا بها، وخبرتي منهم. ومن هذه الأعشاب: «موصلي أبيض» شجيرة ارتفاعها حوالي متر واحد ،
تنبت في الهند وباكستان، ثمرها عبارة عن حبوب تطحن، وهذا العشب ليس من مدينة الموصل العراقية، يسمونه في الهند وباكستان بهذا الاسم، وهناك أعشاب أخرى تسمى بأسماء مصرية أيضاً، والموصلي يشرب مع الحليب الحار، يقوي الجسم، ويغذي النفس والعظام. «ثعلب مصري» عشب غني بكثير من الصفات، يكثر في إيران وباكستان، يعطي طاقة خلال 24 ساعة.
«إنجبار» من الأعشاب الرمضانية المفيدة، عبارة عن أعواد من النبات نفسه، تطحن، ويضاف إليها الماء الدافئ، والتجارب أثبتت إن نبات «إنجبار» يقلل نسبة الحرارة في الجسم.
«آلو» أو القراصية، ينقع في الماء، ويشرب بعد ان يمرس باليد، «يطحن كالطحين»، يعتبر عصير «آلو» مفيداً للمعدة، ويعالج الإمساك، وعلاج للغازات مع شراب الزموتة.
«شراب المرقدوش» طارد للغازات، وعلاج لآلام البطن، ومضاد للمغص، والتشنج، خاصة لمن يعمل طوال النهار، والمرقدوش من المقويات، ومهضم جيد بعد الأكلات الثقيلة، ويتكون من ماء وزعتر وليان، وورد المرقدوش + مرامية وجعدة وحلبة. «ينقع اللبان»، وبعد وجبة السحور يشرب قليل من ماء اللبان، حيث يزيل البلغم، ويساعد على إزالة رائحة الفم. وللعمال الذين
يعملون في الإسمنت والجبس فإنه يقوي الشعب الهوائية، ويفيد في علاج أمراض الصدر، كالربو والسعال، ويطرد الغازات، ويساعد على الهضم، ومقوٍّ للقلب، وكل صائم إذا شعر بالخمول فعليه بماء اللبان بعد وجبة الإفطار. «ماء اللقاء» سر من أسرار النخيل، اللقاح يمنع القيء، ويقوي القلب، فهو منشط ومنعش، وقبل وجبة السحور اشربه مع قليل من الماء، انه يروي طوال النهار، وبعد 10 ساعات يكون اللقاء مشهياً للأكل، خصوصاً إذا أضفت إليه قليلاً من الماء أو مع الشاي، أو شراباً آخر، نكهة اللقاء وفوائده من أسرار النخيل. «شراب صندل» عبارة عن سكر وماء
وعصير تفاح، وحامض ستريك، يشرب قبل الإفطار بعد الأذان. «بروري» شراب مكون من السكر وهندباء وجذور الشمر، وبذر بطيخ وكزبرة وبذر غثاء. «شراب الورد» مفيد للمعدة يقلل من حرارتها، خصوصاً في فصل الصيف، لاسيما في هذه السنة، لأن شهر الصيام في يوليو، وغير أيام الصيام يشرب على الريق صباحاً.
«حب الرمان»، خصوصاً الطازج منه، يعتبر فاكهة من الدرجة الأولى، خصوصاً للقلب.
وأضاف: إن الرمان بشحمه دباغ للمعدة، ونافع للحلق والصدر والرئة، وماؤه ملين للبطن، ويقوي الأعضاء، طارد للدود، ويشفي عسر الهضم، خصوصاً عند الذين لا يتحركون في شهر رمضان، وأكل الرمان يهضم الأكلات الدسمة.
خضراوات رمضانية
وقال: للصائم في شهر يوليو أو كل الصيف عليه بالخس لأنه جيد للمعدة، مبرد في الصيف، مدر للبول، منوم، وهو سريع الهضم، وينفع من حرقة الشمس، ويدفع العطش، ويشهي الأكل، وكان يسمى في القديم «عشب الفلاسفة» أو «عشب الحكماء».
«الملفوف – يخنا – لحنة – الكرنب» أسماء عديدة للملفوف عرف قبل أكثر من أربعة آلاف سنة، وعرف انه طبيب البلد ما دام يؤكل، مسكن للألم، يطفئ حرارة الصائم، وإذا تعب يؤخذ من عصيره قدح يومياً، والملفوف غني بالكالسيوم المفيد للعظام. وأضاف: إذا أردت إطفاء العطش، فعليك بالخيار، يهدئ حرارة العطش، خصوصاً النساء العاملات، فعليهن بتناول الخيار ليرطب حرارتهن، وأهل السكر عليهم بالخيار لأنه من دون سكر، وعليك بفرمه مع الحليب أو اللبن ليسكن العطش.
«الريحان» إذا شعرت بصداع، فعليك بشم الريحان، فهو مسكن للمغص. أما زهوته، فمنسطة وهاضمة.
وإذا شعرت بالقيء بعد الإفطار، فعليك بنقعه، وإذا شربته بارداً يمنع المغص، واستنشاق مسحوقه يزيل عنك الصداع، وعند السحور اشرب شرابه، فإنه مقوٍ مطهر للأمعاء، وللنساء يبعد عنهن آلام الحيض. وقال: نحن قوم الأعشاب نعرف قيمة الريحان وحبه، ولا نستطيع أن نعد ونحصي فوائده، أكثر الناس يطلبونه قبل خلال الشهر الفضيل المبارك، والخليجيون حضرهم وبدوهم يطلبون حب الريحان، ينقع وتكبر حباته ثم يشرب، وبعضهم مع حبه، وكذلك حب الرمان يستعمله الاطباء ومنهم يأتيني الى محلي، ويطلب من 4 – 5 كيلو غرامات من هذه الحبوب. واضاف: قبل سنوات مضت
كان الاطباء يطلبون بريهو ولكن تحولوا بعد تطور الاكتشافات الى حب الريحان. الظاهر ثبت عندهم علمياً وحتى الحجاج يأخذون معهم وازداد الطلب عليه، وانصح الصائم ان يشرب في الليل حب الريحان وبريهو، وانصح ايضاً اصحاب الدواوين ان يضيفوا روادهم هذا المشروب الساحر العجيب سبحان الله خلق في خلقه اسراراً يعجز الانسان عن اكتشافها بسهولة.
عزيزة العطارين
وقال سيد لياقت: دخل احد الزبائن محلنا، وبالصدفة كان احد الاطباء معي، طلب بريهو، ولكن الدكتور الطبيب نصحه بحب الريحان بعد نقعه عشر دقائق، رجع بعد شهر قال لي: ابلغ سلامي له، وقل ان المريض شفاه الله تعالى بالريحان. ومن عزائز العطار بذر «شبيوش» من الشجيرات العزيزة على العطارين والعشابين الذين يعالجون المرضى بالطب البديل، و«ستا البستكول» نبات مستخرج من الاسم نفسه يضاف الى شراب الفواكه الطازجة، هذا النبات مشهور في شهر
رمضان، يعالج الكولسترول ويقضي عليه بعد 3 اشهر، ينقص الوزن ويقضي على الكرش، ولكن اعداده يحتاج الى خبرة الخبراء، «ستاالبستكول» علاج للمعدة والاسهال اذا اضيف الى الروب (الزبادي أو اللبن). وقال: انا في محلي او عند اي عطار اكثر من 400 نوع من الاعشاب الطبية، ولكن على أرضنا خاصة ارض الصين آلاف من النباتات والاعشاب والبذور التي تعالج وتقوي، والمعاهد العلمية رجعت الى الطب البديل عن طريق هذه الاعشاب، والى الحجامة وخاصة «ليمون الجنة» الذي يطلق عليه ايضاً «حديقة النباتات الملوكية» ويسمى «الغريفون» وعرف عند
الانكليز ب Grape – Fruit وله اسماء اخرى shaddock، «الغريفون» له فوائد كثيرة، فهو يجمع بين البرتقال والليمون والاترج، وهو غذاء جيد للجسم، ويعتبر فاكهة العلماء والمقويات للقلوب، لا يسمن وحبة واحدة منه تكفي لجميع اجزاء الجسم، ويسمى صيدلية الانسان، واذا تنازع الناس حول فوائد كل عشب أو فاكهة أو نبات فإن «الغريفون» هو المتصدر.
وانصح الصائم الا ينسى العسل فهو مصدر الشفاء، وعلاج طبيعي لكل الحالات، واذكركم بالمثل الصيني وحكمتهم: «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، ففاعلية العسل واثره يقطعان دابر الامراض، فهو للمهمومين ويحقق لهم الامنيات.
نساؤننا والأعشاب
وقال سيد منظور: أنصح المرأة الصائمة التي تدخل المطبخ لتجهيز الطعام بالحليب والصودا، وعليها ان تبتعد عن الدهون والزيوت، خصوصاً الدهن العداني الحر الطبيعي، لأن كثرة استعماله فيه علل كثيرة، مثل: تصلب الشرايين والشلل، والنزيف الدماغي، ويزيد في الضغط والسكر، وأنصح بالابتعاد عن كل أنواع الدهون عدا زيت الزيتون وبنسبة قليلة مع السلطات والزعتر.
وأضاف ان أول زيت عرفه الإنسان «زيت الزيتون»، إذا كان مع الزيتون، فإنه يجود الشهوة للطعام، ويقوي المعدة، ويفتت الحصي، وفي شهر رمضان كثير من النساء يتعرضن للإمساك وعليهن بالزيت، ومفيد أيضاً للمرضى بالسكري، وإذا جاءها نزيف، فعليها بالبقلة التي تسمى «فرفحين» و«فرفحينة»، وأهم هذه البقلات التي تؤكل ولها مفعول جيد هي «بقلة الحمقاء»، خصوصاً أوراقها، وإذا خلطت بالخل تُصبر على العطش طويلا.ً ونقل عن كثير من الأطباء في القديم والحديث ان البقلة تحبس الدم من الحيض.
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2013/07/21/470049.png (http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2013/07/21/470049.png)
سيد منظور (عطار) بين الأعشاب الطبية
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2013/07/21/470050.png (http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2013/07/21/470050.png)
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2013/07/21/470051.png (http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2013/07/21/470051.png)
أجرى الحوار جاسم عباس
الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. القبس شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية.
في مستهل لقائنا مع العطار حفيد العطارين منذ مائة سنة وأكثر من أربعين سنة، كل سنين عمره مع الأعشاب الطبية وعلاج المرض سيد منظور سيد غلام العطار. قال: أرضنا في باكستان مشهورة بالأعشاب الطبية حتى في حدائقنا ومزارعنا تشاهد هذه النباتات المفيدة، أكثر من ألف نوع منها لعلاج كل الأمراض المستعصية والسهلة بالنسبة لمن يعرف أنواعها، وهذه الأعشاب منذ آلاف السنين تعالج البشر، وأنا أعتقد أن المرض الذي يصيب الإنسان هو بلاء، سواء كان عاما كالطاعون وغيره من الأمراض، أو خاصا كالفقر والمرض، فانظر إلى نفسك، هل تمتلك حالة الالتجاء والتذليل أم لا؟ فإن وجدت فاعلم أن البلاء لا يدوم، خاصة إذا رجعت إلى الله تعالى، فهذه المصائب التي نبتلى بها هي السبب في رجوعنا الى الله تعالى، وإحدى فوائدها أن ندعو الله، وأعظم الناس الذين لا ينتظرون نزول البلاء به لكي يدعو، بل يكون متيقظا لرب العالمين ويدعوه في حالات الرخاء.
ضيافة رب العالمين
وقال العطار سيد منظور: كما أن الله عظيم، فضيافته سبحانه عظيمة، إذا دعا شخص عظيم ضيفا فكيف تكون ضيافته له؟ طبعا، سوف يكون إكرامه له متناسبا مع شأن صاحب الدعوة، نحن في شهر رمضان علينا برقة القلب وإقباله حين الدعاء ومساعدة المحتاجين، والاستغفار والسجود الطويل، ولا نكثر من الطعام، خاصة وقت الإفطار، فهو إشباع قليل فقط، ولكن للأسف الشديد هناك من يكثر ويتعب بعد الافطار فيذهب إلى الطبيب أو العطار ليعالج ما فعل بنفسه، وفي باكستان نادرا ما يتردد الصائم على الطبيب أو العطار العشاب، وحتى إذا احتاج فالبيت فيه الدواء، ولكن بيوت بعض الناس فيه داء ودواء من كثرة الأكل.
الأعشاب طب بديل
وقال سيد منظور: هناك دول كثيرة بدأت تتجه إلى العلاج بالأعشاب الطبيعية، بدلا من الأطباء في المستشفى، فهذه الهند تعتبر من الدول المتقدمة في استخدام الأعشاب الطبية، وإيران كذلك، وأيضا المملكة العربية السعودية وسوريا ومصر، والصين تعتبر رائدة منذ آلاف السنين في هذا المجال، فسبحانه وتعالى جعل لكل جزء في جسم الإنسان عدة أعشاب بديلة عن أدوية الطب الحديث، فهذه العلاجات الشعبية لا تترك المريض حتى يقضي على مرضه.
والآن وبعد التجارب العديدة، بدأت بعض الدول المتطورة تستعين بالأعشاب، لأنها وجدت فيها النجاحات الأكيدة، من خلال وضعها في الكبسولات والحبوب والسوائل، ويقال في المفهوم الجديد أن بعض الأعشاب من الممكن أن تأخذها مباشرة من الأرض، تأكلها مع الأكل اليومي أو أي شراب، كما يقول المثل الطبي: «اشرب الخيار واكل اللبن» لما فيهما من فوائد كثيرة.
إفطار شهر رمضان
وأضاف: ابدأ افطارك بقليل من السوائل، خاصة العصير البارد والتمر لأنهما طاقة، وحسب خبرتنا ابدأ بشراب «بريهو»، أو حليب أضيف إليه مشروب سفن آب، أو ماء قليل البرودة مع ماء اللقاح، لأنه يغذي الجسم، وانصح هذه السنة في رمضان خصوصاً، ان يركز الصائم على السلطة، خاصة سلطة الفواكه الطازجة، أو عصيرها، وبعد الصلاة يبدأ بالتشريب، لأنه أفضل من العيش (الرز)، ولا منافس للعيش ولا كلام عليه، خاصة مع الإيدام، ولكن لمن يعمل طوال النهار فقد يعرض الصائم للعطش.
أعشاب رمضانية
وقال: العطارون يشبهون الأعشاب بالعسل، والعسل بالأعشاب، فالعشب الطبي هو دواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، ومفرح مع المفرحات، فالقدماء كانوا يعولون عليه كما يعولون على عسل النحل، لا يوجد علاج مثل الأعشاب لا من قريب ولا من بعيد، والأعشاب من أقدم العلاجات، غنية بالفوائد، فرائحتها متميزة تفتح الشهية. أضاف: هناك أعشاب على الصائم ان يتناولها عند الإفطار، أو أثناء الليل، لأنها مفيدة، وهذا الكلام من تجارب الآباء والأجداد، استخدموها ونصحونا بها، وخبرتي منهم. ومن هذه الأعشاب: «موصلي أبيض» شجيرة ارتفاعها حوالي متر واحد ،
تنبت في الهند وباكستان، ثمرها عبارة عن حبوب تطحن، وهذا العشب ليس من مدينة الموصل العراقية، يسمونه في الهند وباكستان بهذا الاسم، وهناك أعشاب أخرى تسمى بأسماء مصرية أيضاً، والموصلي يشرب مع الحليب الحار، يقوي الجسم، ويغذي النفس والعظام. «ثعلب مصري» عشب غني بكثير من الصفات، يكثر في إيران وباكستان، يعطي طاقة خلال 24 ساعة.
«إنجبار» من الأعشاب الرمضانية المفيدة، عبارة عن أعواد من النبات نفسه، تطحن، ويضاف إليها الماء الدافئ، والتجارب أثبتت إن نبات «إنجبار» يقلل نسبة الحرارة في الجسم.
«آلو» أو القراصية، ينقع في الماء، ويشرب بعد ان يمرس باليد، «يطحن كالطحين»، يعتبر عصير «آلو» مفيداً للمعدة، ويعالج الإمساك، وعلاج للغازات مع شراب الزموتة.
«شراب المرقدوش» طارد للغازات، وعلاج لآلام البطن، ومضاد للمغص، والتشنج، خاصة لمن يعمل طوال النهار، والمرقدوش من المقويات، ومهضم جيد بعد الأكلات الثقيلة، ويتكون من ماء وزعتر وليان، وورد المرقدوش + مرامية وجعدة وحلبة. «ينقع اللبان»، وبعد وجبة السحور يشرب قليل من ماء اللبان، حيث يزيل البلغم، ويساعد على إزالة رائحة الفم. وللعمال الذين
يعملون في الإسمنت والجبس فإنه يقوي الشعب الهوائية، ويفيد في علاج أمراض الصدر، كالربو والسعال، ويطرد الغازات، ويساعد على الهضم، ومقوٍّ للقلب، وكل صائم إذا شعر بالخمول فعليه بماء اللبان بعد وجبة الإفطار. «ماء اللقاء» سر من أسرار النخيل، اللقاح يمنع القيء، ويقوي القلب، فهو منشط ومنعش، وقبل وجبة السحور اشربه مع قليل من الماء، انه يروي طوال النهار، وبعد 10 ساعات يكون اللقاء مشهياً للأكل، خصوصاً إذا أضفت إليه قليلاً من الماء أو مع الشاي، أو شراباً آخر، نكهة اللقاء وفوائده من أسرار النخيل. «شراب صندل» عبارة عن سكر وماء
وعصير تفاح، وحامض ستريك، يشرب قبل الإفطار بعد الأذان. «بروري» شراب مكون من السكر وهندباء وجذور الشمر، وبذر بطيخ وكزبرة وبذر غثاء. «شراب الورد» مفيد للمعدة يقلل من حرارتها، خصوصاً في فصل الصيف، لاسيما في هذه السنة، لأن شهر الصيام في يوليو، وغير أيام الصيام يشرب على الريق صباحاً.
«حب الرمان»، خصوصاً الطازج منه، يعتبر فاكهة من الدرجة الأولى، خصوصاً للقلب.
وأضاف: إن الرمان بشحمه دباغ للمعدة، ونافع للحلق والصدر والرئة، وماؤه ملين للبطن، ويقوي الأعضاء، طارد للدود، ويشفي عسر الهضم، خصوصاً عند الذين لا يتحركون في شهر رمضان، وأكل الرمان يهضم الأكلات الدسمة.
خضراوات رمضانية
وقال: للصائم في شهر يوليو أو كل الصيف عليه بالخس لأنه جيد للمعدة، مبرد في الصيف، مدر للبول، منوم، وهو سريع الهضم، وينفع من حرقة الشمس، ويدفع العطش، ويشهي الأكل، وكان يسمى في القديم «عشب الفلاسفة» أو «عشب الحكماء».
«الملفوف – يخنا – لحنة – الكرنب» أسماء عديدة للملفوف عرف قبل أكثر من أربعة آلاف سنة، وعرف انه طبيب البلد ما دام يؤكل، مسكن للألم، يطفئ حرارة الصائم، وإذا تعب يؤخذ من عصيره قدح يومياً، والملفوف غني بالكالسيوم المفيد للعظام. وأضاف: إذا أردت إطفاء العطش، فعليك بالخيار، يهدئ حرارة العطش، خصوصاً النساء العاملات، فعليهن بتناول الخيار ليرطب حرارتهن، وأهل السكر عليهم بالخيار لأنه من دون سكر، وعليك بفرمه مع الحليب أو اللبن ليسكن العطش.
«الريحان» إذا شعرت بصداع، فعليك بشم الريحان، فهو مسكن للمغص. أما زهوته، فمنسطة وهاضمة.
وإذا شعرت بالقيء بعد الإفطار، فعليك بنقعه، وإذا شربته بارداً يمنع المغص، واستنشاق مسحوقه يزيل عنك الصداع، وعند السحور اشرب شرابه، فإنه مقوٍ مطهر للأمعاء، وللنساء يبعد عنهن آلام الحيض. وقال: نحن قوم الأعشاب نعرف قيمة الريحان وحبه، ولا نستطيع أن نعد ونحصي فوائده، أكثر الناس يطلبونه قبل خلال الشهر الفضيل المبارك، والخليجيون حضرهم وبدوهم يطلبون حب الريحان، ينقع وتكبر حباته ثم يشرب، وبعضهم مع حبه، وكذلك حب الرمان يستعمله الاطباء ومنهم يأتيني الى محلي، ويطلب من 4 – 5 كيلو غرامات من هذه الحبوب. واضاف: قبل سنوات مضت
كان الاطباء يطلبون بريهو ولكن تحولوا بعد تطور الاكتشافات الى حب الريحان. الظاهر ثبت عندهم علمياً وحتى الحجاج يأخذون معهم وازداد الطلب عليه، وانصح الصائم ان يشرب في الليل حب الريحان وبريهو، وانصح ايضاً اصحاب الدواوين ان يضيفوا روادهم هذا المشروب الساحر العجيب سبحان الله خلق في خلقه اسراراً يعجز الانسان عن اكتشافها بسهولة.
عزيزة العطارين
وقال سيد لياقت: دخل احد الزبائن محلنا، وبالصدفة كان احد الاطباء معي، طلب بريهو، ولكن الدكتور الطبيب نصحه بحب الريحان بعد نقعه عشر دقائق، رجع بعد شهر قال لي: ابلغ سلامي له، وقل ان المريض شفاه الله تعالى بالريحان. ومن عزائز العطار بذر «شبيوش» من الشجيرات العزيزة على العطارين والعشابين الذين يعالجون المرضى بالطب البديل، و«ستا البستكول» نبات مستخرج من الاسم نفسه يضاف الى شراب الفواكه الطازجة، هذا النبات مشهور في شهر
رمضان، يعالج الكولسترول ويقضي عليه بعد 3 اشهر، ينقص الوزن ويقضي على الكرش، ولكن اعداده يحتاج الى خبرة الخبراء، «ستاالبستكول» علاج للمعدة والاسهال اذا اضيف الى الروب (الزبادي أو اللبن). وقال: انا في محلي او عند اي عطار اكثر من 400 نوع من الاعشاب الطبية، ولكن على أرضنا خاصة ارض الصين آلاف من النباتات والاعشاب والبذور التي تعالج وتقوي، والمعاهد العلمية رجعت الى الطب البديل عن طريق هذه الاعشاب، والى الحجامة وخاصة «ليمون الجنة» الذي يطلق عليه ايضاً «حديقة النباتات الملوكية» ويسمى «الغريفون» وعرف عند
الانكليز ب Grape – Fruit وله اسماء اخرى shaddock، «الغريفون» له فوائد كثيرة، فهو يجمع بين البرتقال والليمون والاترج، وهو غذاء جيد للجسم، ويعتبر فاكهة العلماء والمقويات للقلوب، لا يسمن وحبة واحدة منه تكفي لجميع اجزاء الجسم، ويسمى صيدلية الانسان، واذا تنازع الناس حول فوائد كل عشب أو فاكهة أو نبات فإن «الغريفون» هو المتصدر.
وانصح الصائم الا ينسى العسل فهو مصدر الشفاء، وعلاج طبيعي لكل الحالات، واذكركم بالمثل الصيني وحكمتهم: «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، ففاعلية العسل واثره يقطعان دابر الامراض، فهو للمهمومين ويحقق لهم الامنيات.
نساؤننا والأعشاب
وقال سيد منظور: أنصح المرأة الصائمة التي تدخل المطبخ لتجهيز الطعام بالحليب والصودا، وعليها ان تبتعد عن الدهون والزيوت، خصوصاً الدهن العداني الحر الطبيعي، لأن كثرة استعماله فيه علل كثيرة، مثل: تصلب الشرايين والشلل، والنزيف الدماغي، ويزيد في الضغط والسكر، وأنصح بالابتعاد عن كل أنواع الدهون عدا زيت الزيتون وبنسبة قليلة مع السلطات والزعتر.
وأضاف ان أول زيت عرفه الإنسان «زيت الزيتون»، إذا كان مع الزيتون، فإنه يجود الشهوة للطعام، ويقوي المعدة، ويفتت الحصي، وفي شهر رمضان كثير من النساء يتعرضن للإمساك وعليهن بالزيت، ومفيد أيضاً للمرضى بالسكري، وإذا جاءها نزيف، فعليها بالبقلة التي تسمى «فرفحين» و«فرفحينة»، وأهم هذه البقلات التي تؤكل ولها مفعول جيد هي «بقلة الحمقاء»، خصوصاً أوراقها، وإذا خلطت بالخل تُصبر على العطش طويلا.ً ونقل عن كثير من الأطباء في القديم والحديث ان البقلة تحبس الدم من الحيض.