مرتاح
02-16-2005, 01:12 AM
نقرأ ونسمع هذه الأيام من بعض المدافعين بشكل مبطن عن الفكر التكفيري كيف أنهم ضد ما يحدث وأن من قاموا بالإرهاب هم شباب مغرر بهم، وهذه ليست ظاهرة بل عمل فردي "يعني الشيطان قص عليه"، وتجدهم في الوقت نفسه يتكلمون منددين بمن يحاول ردع واجتثاث الفكر التكفيري وأتباعه بأنهم يصطادون بالماء العكر ويجب على السلطة الحذر منهم! "الكويت لم يتعكر صفوها إلا بعد تسلل هذا الفكر التكفيري لها"، ودائما يكررون الأسطوانة المشروخة: "إن الإسلام لا يدعو للإرهاب وهو دين سلام" وكأنهم اكتشفوا نظرية جديدة! الكل يعلم أن الإسلام هو دين الرحمة والسلام والعلم والمحبة والخير والتطور ولقد جاء لتكريم بني آدم وجعله يتكامل أكثر فأكثر، ولكن ما لا يعلمه الكثير من البسطاء هو أنكم أنتم عدو الإسلام رقم واحد، وأنتم من أظهر الإسلام بالعالم كلبس الفرو مقلوبا يفر منه الناس بدل أن يدخلوا فيه أفواجا·
تساءلت كثيرا: لماذا هذا التناقض وعدم الوضوح بكلام أنصار الفكر التكفيري بالخفاء والمتبرئين منه في العلن؟! ففكرت لو كنت تكفيريا مثلهم ومررت بهذه المرحلة العصيبة من انقلاب الزمن ضدي وتصريحات المسؤولين النارية التي تعد باجتثاث هذا الفكر ومحاربته والضرب بيد من حديد لكل من دعم هؤلاء، فماذا أصنع لأحمي مكتسباتي ونفوذي والمراكز التي حصلت عليها طيلة الأعوام التي مضت·
أولا: سوف أحاول أن أصيح واهتف مع الهاتفين ضد الإرهاب لكي أبعد عني الأنظار وكما يقول المثل المصري: "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" وهذا ما يفعلونه الآن من خلال كتاباتهم ومحاضراتهم، فالبعض منهم سابقا كان يقول "أنا وكيل حركة طالبان بالكويت" ولكنه الآن بقدرة قادر أصبح ضد التطرف والتكفير "ومو ناقص إلا يقول أنا صرت ليبرالي"، ثانيا: أحاول الانخراط في لجان مكافحة الإرهاب بل وأترأسها كي أبقى مسيطرا على الأمور والنفوذ ولا تكون بيد الوطنيين المخلصين ممن يريدون حقا القضاء على جذور الإرهاب، وهذا ما حدث فقد أعلن في كثير من الصحف الخبر التالي: "إسلاميو الكويت يعلنون الأسبوع المقبل خطة لمواجهة الفكر المتطرف والعنفي" لا نعرف هل يريدون معالجة المشكلة من باب "وداوها بالتي كانت هي الداء"؟ ثالثا: أحاول أن أخلط الأوراق بأن أردد أن عمليات العنف حدثت سابقا من فئات مختلفة بالمجتمع الكويتي، وذلك لتعميم ظاهرة العنف والإرهاب وأنها ليست وليدة الساعة أو نتاج فكر معين بل هي موجودة لدى تيارات أخرى، وبالفعل هذا ما نراه من خلال كتابات ومقابلات بعضهم عندما يسترجعون أعمال عنف صدرت من بعض القوميين وغيرهم، وكأن العمل الفردي الذي قام به هؤلاء سوف يبرر لما يحدث اليوم، فهذا قياس مع الفارق، فما يحدث اليوم ليس عملا فرديا بل هو تيار إرهابي دولي منظم، مارس الإرهاب في مختلف دول العالم بشكل وحشي مع إعطائه صبغة دينية تعطي الجزار تذكرة دخول للجنة·
نحمد الله أن أوراق الفكر التكفيري انكشفت للعيان ورأى الناس خطورته ووحشيته، ومهما تلونوا وتشكلوا ليعطوا لأنفسهم صبغة الوطنية والاعتدال فلن تنطلي على المواطنين، فكما قال الشاعر أحمد شوقي: "مخطىء من ظن يوما أن للثعلب دينا"، نقول مخطىء من ظن يوما أن هناك تكفيريا معتدلا·
machaki@taleea.com
تساءلت كثيرا: لماذا هذا التناقض وعدم الوضوح بكلام أنصار الفكر التكفيري بالخفاء والمتبرئين منه في العلن؟! ففكرت لو كنت تكفيريا مثلهم ومررت بهذه المرحلة العصيبة من انقلاب الزمن ضدي وتصريحات المسؤولين النارية التي تعد باجتثاث هذا الفكر ومحاربته والضرب بيد من حديد لكل من دعم هؤلاء، فماذا أصنع لأحمي مكتسباتي ونفوذي والمراكز التي حصلت عليها طيلة الأعوام التي مضت·
أولا: سوف أحاول أن أصيح واهتف مع الهاتفين ضد الإرهاب لكي أبعد عني الأنظار وكما يقول المثل المصري: "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" وهذا ما يفعلونه الآن من خلال كتاباتهم ومحاضراتهم، فالبعض منهم سابقا كان يقول "أنا وكيل حركة طالبان بالكويت" ولكنه الآن بقدرة قادر أصبح ضد التطرف والتكفير "ومو ناقص إلا يقول أنا صرت ليبرالي"، ثانيا: أحاول الانخراط في لجان مكافحة الإرهاب بل وأترأسها كي أبقى مسيطرا على الأمور والنفوذ ولا تكون بيد الوطنيين المخلصين ممن يريدون حقا القضاء على جذور الإرهاب، وهذا ما حدث فقد أعلن في كثير من الصحف الخبر التالي: "إسلاميو الكويت يعلنون الأسبوع المقبل خطة لمواجهة الفكر المتطرف والعنفي" لا نعرف هل يريدون معالجة المشكلة من باب "وداوها بالتي كانت هي الداء"؟ ثالثا: أحاول أن أخلط الأوراق بأن أردد أن عمليات العنف حدثت سابقا من فئات مختلفة بالمجتمع الكويتي، وذلك لتعميم ظاهرة العنف والإرهاب وأنها ليست وليدة الساعة أو نتاج فكر معين بل هي موجودة لدى تيارات أخرى، وبالفعل هذا ما نراه من خلال كتابات ومقابلات بعضهم عندما يسترجعون أعمال عنف صدرت من بعض القوميين وغيرهم، وكأن العمل الفردي الذي قام به هؤلاء سوف يبرر لما يحدث اليوم، فهذا قياس مع الفارق، فما يحدث اليوم ليس عملا فرديا بل هو تيار إرهابي دولي منظم، مارس الإرهاب في مختلف دول العالم بشكل وحشي مع إعطائه صبغة دينية تعطي الجزار تذكرة دخول للجنة·
نحمد الله أن أوراق الفكر التكفيري انكشفت للعيان ورأى الناس خطورته ووحشيته، ومهما تلونوا وتشكلوا ليعطوا لأنفسهم صبغة الوطنية والاعتدال فلن تنطلي على المواطنين، فكما قال الشاعر أحمد شوقي: "مخطىء من ظن يوما أن للثعلب دينا"، نقول مخطىء من ظن يوما أن هناك تكفيريا معتدلا·
machaki@taleea.com