وليم
07-12-2013, 02:10 AM
الخميس , 11 تموز 2013 - 18:33 الناشر : بانوراما الشرق الاوسط (http://www.mepanorama.com/)
http://1-ps.googleusercontent.com/h/www.mepanorama.com/wp-content/uploads/2013/07/600x300xmepanorama111132.jpg.pagespeed.ic.vqSTr_nX 5W.jpg (http://www.mepanorama.com/wp-content/uploads/2013/07/mepanorama111132.jpg)
عدنان الساحلي
عندما واجهت المقاومة في لبنان سياسة “الأرض المحروقة” التي نفّذها العدو “الإسرائيلي” في تموز 2006، وحققت انتصارها التاريخي بكسر الهجوم “الإسرائيلي”، صدرت أوامر أميركية علنية لاتباعها من الحُكام العرب، بأن “لا تدعو إيران تعمّر لبنان بعد أن انتصر حزب الله، لأنها بذلك تكون قد حققت انتصاريْن”..
هكذا برز وكيل جديد للأميركيين في المنطقة العربية، هو الذي لا يجد كثيرون غضاضة في وصفه بـ”أمير محطة الغاز القطرية”، بديل عن الوكيل الأصيل وهو المملكة السعودية، نتيجة إحراجات المملكة الناتجة عن انخراطها في الأزمة اللبنانية، وتوتر علاقاتها بسورية.
مارست قطر دورها بفعالية في تخريب المجتمعات العربية، وفي حرف انتفاضاتها الشعبية، وظنّت لوهلة أنها باتت صاحبة دور تقريري في ما يجري، أو أنها باتت شريكاً في الصفقة التي عقدها “التنظيم الدولي للإخوان المسلمين” مع الولايات المتحدة والدول الغربية، عبر النظام “الإخواني” في تركيا، والتي ظهر من أبرز معالمها الآتي:
1- التخلص من معمر القذافي تلبية لحاجة بريطانية – فرنسية للسيطرة على النفط الليبي، وتسهيلاً لحركة “الإخوان” في تنفيذ تلك الصفقة.
2- التخلّص من بعض الأنظمة العربية التي تبيّن عجزها وضعفها عن تلبية الحاجة الأميركية لإقامة تحالف عربي – “إسرائيلي” في وجه الجمهورية الإسلامية في إيران.
3- الإطاحة بأي ثمن بالرئيس السوري بشار الأسد، لمحاصرة المقاومة في لبنان، وضرب محورها.
4- شطب فلسطين وكل ما يتعلق بالصراع العربي – “الإسرائيلي” من الذاكرة العربية، وترك “الحبل على غاربه” للعدو الصهيوني ليفعل ما يشاء، على صعيد استمرار تهويد القدس، وكذلك توسيع ونشر مستوطناته على كامل الضفة الغربية، وترك الفتات للفلسطينيين كأمر واقع، وإن لم يقبلوه الآن فأمامهم عشرات السنوات من الانتظار لقبوله، في ظل استمرار سياسة القضم الصهيونية لأرضهم.
5- مكافأة “الإخوان” بإيصالهم إلى السلطة في عدد من هذه الدول.
كان قيام “الإخوان” بمثل هذا الدور يجيب على السؤال الذي طالما أقلق الأميركيين: “لماذا يكرهوننا”؟ فكان قيام حزب تاريخي يرفع راية إسلامية فرصة لتحلّ الولايات المتحدة مشاكلها بالكامل، بما في ذلك مشاكل “إسرائيل”.
لكن الخطر طرق أبواب حلفاء أميركا، وأولهم المملكة السعودية، التي صُدمت بمحاولة “الإخوان” شد بساط النظام في اليمن لصالحهم، على حساب المصالح والنفوذ السعودييْن، فسارعت إلى تدارك أوضاعها الداخلية، وعقدت تحالفاً سريعاً يضمها مع الإمارات العربية المتحدة والأردن، كان
عنوانه محاربة “التمدد الإخواني” المدعوم بأموال قطر، وبرعاية أميركية وغربية شاملة، فكانت الحملة على “الإخوان” في الإمارات والأردن واليمن، واستمرار “القلاقل” في تونس وليبيا، وتواصل الضغوط على الحكم في السودان، وصولاً إلى “طرد” أمير قطر عن كرسي إمارته لصالح أحد أبنائه، مقدمة للتغيير الكبير الذي أطاح بحكم “الإخوان” في مصر، والذي يمكن أن يُدخل أرض الكنانة في حرب أهلية، إذا قدّم “الإخوان” مصلحتهم الحزبية على مصلحة مصر وشعبها.
أثبتت المملكة السعودية للأميركيين أنها أكثر قدرة من قطر على تنفيذ سياساتهم العربية، فأُعيدت إليها قيادة المتطرفين المعقودة لهم، لتمهيد الأرض العربية أمام المصالح الأميركية وأمام التوسّع “الإسرائيلي”، خصوصاً أن “القيادة” القَطَرية فشلت في تنفيذ أهم أهداف المخطط وأخطر حلقاته، لأن الدولة السورية صمدت وحققت انتصارات على العصابات المسلحة المدارة من الخارج، فكان قرار التخلي عن “الوكيل الصغير” القطري، لصالح إعادة الوهج للوكيل الأكبر السعودي.
هذا التغيير المفصلي في إدارة أزمات المنطقة يؤشر إلى تصعيد أمني في لبنان، وعسكري في سورية، ففي سورية سارعت السعودية إلى تغيير كل “قيادة المعارضة” السورية، وجاءت بأتباعها، طاردةً مرتزقة قطر من الواجهة، وكان أول غيث هذه “القيادة” الجديدة قولها إنها لن تشارك في أي مؤتمر قبل تعديل الميزان العسكري في سورية لصالحها.
أما في لبنان، فإن “تيار المستقبل” تنكّب مهمة استعادة المبادرة من “الحالات القطرية” التي نازعته التطرف خلال الفترة السابقة، وذلك بزيادة مستوى المزايدة عليهم في التطرف والتحريض الطائفي والمذهبي، مما سيصعّد من التوترات الأمنية في البلاد على مختلف الصعد، ولعل هذا يفسر سبب التوتر الذي يغلب على أداء النائبة بهية الحريري، فهي تعرف أن مهمتها لم تعد تقتضي تمويل وتسليح المتطرفين والتكفيريين، وتأمين الغطاء السياسي لهم، بل إن المشيئة الأميركية تقتضي منها تولّي حق الإمرة على “جندها” وأمثالهم، وضبط إيقاعهم، وهي أدرى بخطورة اللعب مع هؤلاء، الذين اعترفت إحدى خلاياهم بأنها هي التي قتلت رفيق الحريري، فلم تجرؤ “الست” ولا الشيخ سعد على الردّ على هذا الاعتراف..
هو تصعيد يبدو أن انفجار “بئر العبد” أول رسائله.
http://www.mepanorama.com/313193/%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%82%d9%8a%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%b7%d8%b1%d9%81%d9%8a%d 9%86-%d8%aa%d8%a4%d8%b4/#ixzz2YmGKQKnb
www.mepanorama.com
http://1-ps.googleusercontent.com/h/www.mepanorama.com/wp-content/uploads/2013/07/600x300xmepanorama111132.jpg.pagespeed.ic.vqSTr_nX 5W.jpg (http://www.mepanorama.com/wp-content/uploads/2013/07/mepanorama111132.jpg)
عدنان الساحلي
عندما واجهت المقاومة في لبنان سياسة “الأرض المحروقة” التي نفّذها العدو “الإسرائيلي” في تموز 2006، وحققت انتصارها التاريخي بكسر الهجوم “الإسرائيلي”، صدرت أوامر أميركية علنية لاتباعها من الحُكام العرب، بأن “لا تدعو إيران تعمّر لبنان بعد أن انتصر حزب الله، لأنها بذلك تكون قد حققت انتصاريْن”..
هكذا برز وكيل جديد للأميركيين في المنطقة العربية، هو الذي لا يجد كثيرون غضاضة في وصفه بـ”أمير محطة الغاز القطرية”، بديل عن الوكيل الأصيل وهو المملكة السعودية، نتيجة إحراجات المملكة الناتجة عن انخراطها في الأزمة اللبنانية، وتوتر علاقاتها بسورية.
مارست قطر دورها بفعالية في تخريب المجتمعات العربية، وفي حرف انتفاضاتها الشعبية، وظنّت لوهلة أنها باتت صاحبة دور تقريري في ما يجري، أو أنها باتت شريكاً في الصفقة التي عقدها “التنظيم الدولي للإخوان المسلمين” مع الولايات المتحدة والدول الغربية، عبر النظام “الإخواني” في تركيا، والتي ظهر من أبرز معالمها الآتي:
1- التخلص من معمر القذافي تلبية لحاجة بريطانية – فرنسية للسيطرة على النفط الليبي، وتسهيلاً لحركة “الإخوان” في تنفيذ تلك الصفقة.
2- التخلّص من بعض الأنظمة العربية التي تبيّن عجزها وضعفها عن تلبية الحاجة الأميركية لإقامة تحالف عربي – “إسرائيلي” في وجه الجمهورية الإسلامية في إيران.
3- الإطاحة بأي ثمن بالرئيس السوري بشار الأسد، لمحاصرة المقاومة في لبنان، وضرب محورها.
4- شطب فلسطين وكل ما يتعلق بالصراع العربي – “الإسرائيلي” من الذاكرة العربية، وترك “الحبل على غاربه” للعدو الصهيوني ليفعل ما يشاء، على صعيد استمرار تهويد القدس، وكذلك توسيع ونشر مستوطناته على كامل الضفة الغربية، وترك الفتات للفلسطينيين كأمر واقع، وإن لم يقبلوه الآن فأمامهم عشرات السنوات من الانتظار لقبوله، في ظل استمرار سياسة القضم الصهيونية لأرضهم.
5- مكافأة “الإخوان” بإيصالهم إلى السلطة في عدد من هذه الدول.
كان قيام “الإخوان” بمثل هذا الدور يجيب على السؤال الذي طالما أقلق الأميركيين: “لماذا يكرهوننا”؟ فكان قيام حزب تاريخي يرفع راية إسلامية فرصة لتحلّ الولايات المتحدة مشاكلها بالكامل، بما في ذلك مشاكل “إسرائيل”.
لكن الخطر طرق أبواب حلفاء أميركا، وأولهم المملكة السعودية، التي صُدمت بمحاولة “الإخوان” شد بساط النظام في اليمن لصالحهم، على حساب المصالح والنفوذ السعودييْن، فسارعت إلى تدارك أوضاعها الداخلية، وعقدت تحالفاً سريعاً يضمها مع الإمارات العربية المتحدة والأردن، كان
عنوانه محاربة “التمدد الإخواني” المدعوم بأموال قطر، وبرعاية أميركية وغربية شاملة، فكانت الحملة على “الإخوان” في الإمارات والأردن واليمن، واستمرار “القلاقل” في تونس وليبيا، وتواصل الضغوط على الحكم في السودان، وصولاً إلى “طرد” أمير قطر عن كرسي إمارته لصالح أحد أبنائه، مقدمة للتغيير الكبير الذي أطاح بحكم “الإخوان” في مصر، والذي يمكن أن يُدخل أرض الكنانة في حرب أهلية، إذا قدّم “الإخوان” مصلحتهم الحزبية على مصلحة مصر وشعبها.
أثبتت المملكة السعودية للأميركيين أنها أكثر قدرة من قطر على تنفيذ سياساتهم العربية، فأُعيدت إليها قيادة المتطرفين المعقودة لهم، لتمهيد الأرض العربية أمام المصالح الأميركية وأمام التوسّع “الإسرائيلي”، خصوصاً أن “القيادة” القَطَرية فشلت في تنفيذ أهم أهداف المخطط وأخطر حلقاته، لأن الدولة السورية صمدت وحققت انتصارات على العصابات المسلحة المدارة من الخارج، فكان قرار التخلي عن “الوكيل الصغير” القطري، لصالح إعادة الوهج للوكيل الأكبر السعودي.
هذا التغيير المفصلي في إدارة أزمات المنطقة يؤشر إلى تصعيد أمني في لبنان، وعسكري في سورية، ففي سورية سارعت السعودية إلى تغيير كل “قيادة المعارضة” السورية، وجاءت بأتباعها، طاردةً مرتزقة قطر من الواجهة، وكان أول غيث هذه “القيادة” الجديدة قولها إنها لن تشارك في أي مؤتمر قبل تعديل الميزان العسكري في سورية لصالحها.
أما في لبنان، فإن “تيار المستقبل” تنكّب مهمة استعادة المبادرة من “الحالات القطرية” التي نازعته التطرف خلال الفترة السابقة، وذلك بزيادة مستوى المزايدة عليهم في التطرف والتحريض الطائفي والمذهبي، مما سيصعّد من التوترات الأمنية في البلاد على مختلف الصعد، ولعل هذا يفسر سبب التوتر الذي يغلب على أداء النائبة بهية الحريري، فهي تعرف أن مهمتها لم تعد تقتضي تمويل وتسليح المتطرفين والتكفيريين، وتأمين الغطاء السياسي لهم، بل إن المشيئة الأميركية تقتضي منها تولّي حق الإمرة على “جندها” وأمثالهم، وضبط إيقاعهم، وهي أدرى بخطورة اللعب مع هؤلاء، الذين اعترفت إحدى خلاياهم بأنها هي التي قتلت رفيق الحريري، فلم تجرؤ “الست” ولا الشيخ سعد على الردّ على هذا الاعتراف..
هو تصعيد يبدو أن انفجار “بئر العبد” أول رسائله.
http://www.mepanorama.com/313193/%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%82%d9%8a%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%b7%d8%b1%d9%81%d9%8a%d 9%86-%d8%aa%d8%a4%d8%b4/#ixzz2YmGKQKnb
www.mepanorama.com