المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاسد: من يدافع عن الوطن الآن هم هذه الشريحة من الكادحين وأبناء العمال وأبناء الفلاحين



فصيح
07-11-2013, 03:54 PM
http://syria-news.com/pic/Presidents/alassad_albaathnewspaper.jpg

"الهوية العربية بدأت تعود لموقعها الصحيح خاصة بعد سقوط الإخوان المسلمين"

قال الرئيس بشار الأسد إن "من يدافع عن الوطن الآن هم هذه الشريحة من الكادحين وأبناء العمال وأبناء الفلاحين", موضحا غداة اختيار قيادة قطرية جديدة لحزب البعث العربي الاشتراكي، أنه "عندما تقصر القيادة يجب أن تحمّل مسؤولية تقصيرها".



وأشار الأسد, في مقابلة مع صحيفة "البعث" الحزبية, نشرت يوم الخميس, إلى أن "من يدافع عن الوطن الآن هم هذه الشريحة من الكادحين وأبناء العمال وأبناء الفلاحين", مبينا أن "الصراع الموجود الآن هو بين جاهل وواعٍ، بين وطني وعميل، بين متطرف ومعتدل ولم يكن يوماً بين فقراء وأغنياء أو كادحين وأثرياء".
ويأتي ذلك وسط تصاعد الموجهات العسكرية في مناطق عدة من البلاد بين الجيش ومقاتلين معارضين، وسط غياب مبادرات للحل ترضي كلا من طرفي الصراع، والدول المعنية بالأزمة المستمر منذ أكثر من عامين.

وبخصوص النقد الذي وجهه الأسد خلال اجتماع موسع للجنة المركزية لحزب البعث, بين أنه "لا يمكن ان نطور في أداء أي مؤسسة أو حزب أو حتى حكومة دون أن نصحح الأخطاء، ولا يمكن أن نرى الأخطاء إن لم يكن هناك نقد, فثقافة النقد يجب أن تكون إحدى أساسيات عملنا الحزبي وغير الحزبي، والقضية ثقافة لا علاقة لها لا بالأنظمة ولا بالقوانين لننظر فقط أن النقد هو للتطوير والدعم وتحسين الأداء، عندها لن نستغرب، أو يستغرب أحد كلامي بالاجتماع الموسع".

ولفت الرئيس إلى أن "السلبيات واضحة في الأزمة، وهي ضعف تفعيل المنظمات"، مطالباً "بتفعيلها لتلافي الأخطاء السابقة، والابتعاد عن تفاصيل السلطة", مشدداً على أن" مكافحة الفساد هي أحد أهم أركان عودة الحزب إلى قواعده الحزبية وإلى جماهيره الواسعة حتى خارج الحزب".

وتابع "عندما تقصر القيادة يجب أن تحمّل مسؤولية تقصيرها، وذلك عبر اللجنة المركزية التي من مهامها الأساسية مراقبة عمل القيادة وتقييمها ومحاسبتها حسب الأنظمة الداخلية للحزب، أو من خلال اقتراح اللجنة المركزية بإقالة عضو أو أكثر من الأعضاء، أو إقالة القيادة كلها، كما حصل منذ أيام، فقامت اللجنة المركزية في الاجتماع الموسع باستبدال القيادة بشكل كامل".
وكان الرئيس بشار الأسد اكد، خلال ترؤسه اجتماعا للجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، يوم الاثنين، على وجوب تطوير الحزب لنفسه عبر الالتصاق بالواقع، ووضع معايير دقيقة وآلية ناجعة للهرمية الحزبية واختيار ممثلي الحزب في مؤسسات الدولة, مشيرا الى ان من أهم أولويات الحزب في المرحلة المقبلة تعزيز اللحمة الوطنية عبر المنظمات والنقابات الشعبية.
وتخلل اجتماع اللجنة المركزية للحزب اختيار قيادة قطرية جديدة، إذ تم تغيير كامل أعضاء القيادة القطرية وفي مقدمتهم نائب الرئيس فاروق الشرع.
وعن علاقة الحزب بالسلطة ، شدد الأسد على أن "ما حصل في السابق هو غياب التوازن بين علاقة الحزب والسلطة، فالحزب يرسم السياسات العامة، وأما السلطة فهي معنية بالتفاصيل اليومية".
وحول ما يشاع عن أن المادة الثامنة هي التي أبقت الحزب في السلطة , اشار الاسد إلى أن "البعث كان في الحكم قبل عشر سنوات من إقرار هذه المادة ", لافتا الى ان "قوة الحزب الحقيقية هي بالتفاعل والدعم الشعبي لبرامجه وأدائه السياسي والاجتماعي والاقتصادي".
وألغى الدستور السوري الجديد نظريا، الذي اعتمد في شباط من العام الماضي، المادة الثامنة من الدستور القديم التي تعتبر حزب البعث قائدا للدولة والمجتمع، واستبدالها في الدستور الجديد بان النظام السياسي للدولة يقوم على مبدأ التعددية السياسية.
إلى ذلك، لفت الاسد إلى أن "ما يفعله الأخوان المسلمون أنهم يتشددون على ابناء دينهم وبلدهم وقوميتهم ويتساهلون مع الاسرائيليين والغرب ولا يطلبون منهم سوى الرضى", مشيرا الى ان أن "الهوية العربية بدأت تعود لموقعها الصحيح خاصة بعد سقوط الأخوان واكتشاف حقيقة هذه التيارات السياسية التي تستخدم الدين لمصالحها الضيقة".
وأردف "هويتنا قومية عربية معتدلة، ونحن بحاجة لعمل إعلامي ثقافي سياسي ديني وللحفاظ عليها لابد أن يكون لدينا ثقافة تحمل المسؤولية وإذا كان هناك تقصير على مستوى المؤسسة ككل نتحمل مسؤوليته جميعاً, وان لم نتحرك الآن لدعم الشباب الذين انتفضوا في الساحات، متمسكين بهويتهم العربية وبإسلامهم المعتدل، ستعود الهجمة أقوى، وسينتشر الخطر الأكبر على القومية العربية وهو التطرف".
وكان الرئيس الأسد وصف, في حديث لصحيفة "الثورة" المحلية, نشرت في وقت سابق من الشهر الجاري, تجربة حكم الإخوان "بالفاشلة" ومشروعهم "منافق يهدف الى خلق فتنة بالعالم العربي, والتي لا يمكن ان تستمر في مجتمعات واعية".
إلى ذلك، أكد الأسد أن ما قصده بالحديث عن الاسلام السياسي، "كمصطلح سائد الآن عن الإخوان المسلمين أو أشباههم، هو تلك الأحزاب التي تستغل الدين لصالح أهدافها الضيقة والفئوية التي تراها هي"، نافيا أن يكون هذا المصطلح ينطبق على إيران أو حزب الله، كون الأخيرين "لا يعاملون الناس انطلاقاً من البعد الديني والطائفي، وإنما انطلاقاً من الأبعاد الوطنية والسياسية، ولا يميزون بين الدول أو الجهات التي يتعاملون معها إلا وفقاً للمبادئ والمصالح السياسية والقضايا الإستراتيجية".
وتعتبر إيران وحزب الله من الحلفاء الإقليمين للنظام السوري والداعمين الأساسيين له، سياسيا وماديا، كما اعترف الحزب مؤخرا بمشاركته في المعارك، بمواجهة الانتفاضة الشعبية ضد الأسد والتي بدأت منذ أكثر من عامين وخلفت أكثر من 90 ألف قتيل جراء قمعه العنيف لها.
وتعتبر إيران من أكثر الدول الداعمة للسلطات السورية ماديا وسياسيا، بينما أقر "حزب الله" مؤخرا بتدخله في المعارك الأخيرة في سوريا، الأمر الذي لاقى إدانة عربية وغربية، في حين قللت السلطات السورية من دور حزب الله، مشيرة إلى أن التركيز عليه يأتي في سياق "إضعاف مشروع المقاومة".

سيريانيوز