فاطمي
07-10-2013, 02:04 AM
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2013/07/09/466418.gif (http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/article/original/2013/07/09/466418.gif)
والدة أحمد الأسير (تصوير أحمد منتش - صحيفة النهار)
بيروت - القبس
تحت عنوان «كيف يؤثر الخلاف السياسي في زيجات السنة والشيعة المشتركة في لبنان». نشرت «النهار» اللبنانية التحقيق التالي:
في الصورة المرفقة بهذا المقال، والتي التقطها الزميل احمد منتش، تشير والدة الشيخ المتواري أحمد الأسير، الى سيف الامام علي بن ابي طالب الذي علقه ابنها في صغره على باب الصالون. تود والدة الأسير الشيعية ان توصل رسالة مفادها أن الصراع القائم سياسي وليس طائفيا. «الحاجة» التي تقول إنها ما تزال ملتزمة بالعقيدة الشيعية، تتماهى في خطابها مع كثيرين من قادة الصراع الذين ينفون اصل الصراع الطائفي، فيما نتائج سياساتهم لا تقود الا الى رفع الحواجز النفسية بين الطائفتين.
والواقع يثبت انه لا يكفي ألا يتفوه طرف بكلام طائفي على المنبر، فيما يفعل غيره ذلك، ليتم تبرئة الاول من تأجيج الصراع الطائفي.
على الأرض، ومنذ 2005، وتصاعد حمى الخلاف المذهبي، بدت الانعكاسات الاجتماعية للصراع غير قابلة للحجب. لكن، وبغياب أي دراسة علمية حول المسألة، وبالتحديد حول تأثر الزيجات المشتركة بين السنة والشيعة بالصراع السياسي القائم، وبالاعتماد على
معايشة الواقع والمجتمعات المناطقية المختلفة، تمكن ملاحظة زيادة اثر الفرقة الاجتماعية السنية الشيعية. قاضي المحكمة الشرعية في بيروت أحمد درويش الكردي، قال لـ«النهار» إنه «لا يمكن للمحكمة اعطاء ارقام سنوية حول عدد الزيجات التي عقدناها بين ذكور سنة واناث شيعة، لأننا لا ندخل أرقام العقود في الكمبيوتر، ولم يسبق ان قمنا باحصاء مماثل».
أما الرقم المتداول حول وجود قرابة 362 الف حالة زواج سني شيعي في لبنان، سبق أن اعتمده الرئيس نبيه بري في احد خطاباته، فـ«يعتقد انه ناتج عن احصاء عبر دوائر الاحوال الشخصية، لكن لا يمكننا تأكيد هذا الرقم، وان كان ما هو موجود اكثر او اقل».
وتبعاً لمعاينته اليومية في المحكمة الشرعية، يقول الشيخ الكردي ان «حالات زواج ذكور السنة من اناث شيعة انخفضت منذ احداث 7 ايار 2008»، مضيفاً ان «التصعيد السياسي يؤدي الى انخفاض اعداد الزيجات المختلطة، لكنها تقل بشكل محدود، بحكم الجوار والتداخل السكاني الجغرافي». أما حالات الطلاق بسبب الخلاف السياسي، فهي «نادرة جدا نظرا لاولوية الترابط الاسري».
«المستقبل» أو «المنار»!
فاتن سيدة جنوبية تزوجت من طبيب طرابلسي منذ 10 سنوات. تسكن في المدينة الشمالية منذ زواجها الذي كانت ثمرته 3 اولاد. تقول فاتن «زوجي يحب «المستقبل»، لكنه ليس متعصباً، وقلما تأخذ النقاشات بيننا منحى طائفياً، هو متفهم ولا يغضبه اصراري على مشاهدة «المنار» يومياً، وخصوصاً نشرة الاخبار، رغم حرصه على ان يشاهد بعد انتهاء نشرة «المنار» تلك الخاصة بـ«المستقبل» والتي
توترني كثيراً». وتضيف ان «المناوشات بيننا تتصاعد لدى وقوع حدث كبير كاغتيال وسام الحسن الذي كان زوجي يحبه كثيراً». وتردف فاتن: «كشيعية بت أشعر بالغربة النفسية في طرابلس، وهي اليوم غير المدينة التي عرفتها منذ 10 سنوات، واحاول جاهدة اقناع زوجي بالانتقال الى بيروت، لكن عمله لا يسمح بذلك، وانا اضطر احيانا الى سماع كلام قاس في الشارع في حق طائفتي واسكت وهذا
يغضبني». وعن تأثر الاولاد بالامر، تجيب «اولادي يحبون سعد الحريري، ولكنهم لا يسمحون بشتم السيد نصر الله امامهم، وهذا ما نجحت باقناعهم به». تضحك.
وتخلص الى ان «الهبات السياسية عابرة واكبر خلاف مع زوجي يكون على اي قناة نشاهد، وطبعاً ندرك في نهاية المطاف ان علاقتنا وما يجمعنا اصلب واقوى من اي شيء آخر».
«بعث» و«سلفية»
انجبت خديجة الجنوبية من امين البيروتي 5 اولاد. وقد مرّ على زواجهما 45 عاماً.
في هذا البيت قلما اكترث الوالدان بالسياسة، على عكس الأولاد الذين انضم اثنان منهم، سميرة وحسام، في حقبة الوصاية السورية الى حزب البعث العربي الاشتراكي. بعد اغتيال الرئيس رفيق
الحريري، بدأ حسام بالتحول السياسي وقد جذبته الميول الاسلامية وقادته الى الانضمام الى التيار السلفي. اما شقيقته فقد استمرت على ولائها ووفائها لحزب البعث، الأمر الذي سبب خلافا بينهما وصل حد القطيعة. تقول سميرة إن شقيقها يرفض عملها في حزب يصفه بالكافر، وينقم عليها لأنها غير محجبة وتتواصل مع الرجال في عملها، كما أنه رفض تزويج ابنته من عريس فقط لأنه شيعي. وتضيف أنها بعد طلاقها ومكوثها في بيت والديها، اصبح شقيقها «لا يزورنا حتى».
وفي رأي سميرة، أن الخلافات الاجتماعية بين الطائفتين «مؤقتة ولا يمكن ان تستمر.. انا اعرف ذلك من علاقة امي وابي اللذين لم يسبق أن اختلفا بسبب السياسة».
السبب الطائفي كان وراء رفض والد لامار الشيعية زواجها من شاب سني. تقول لامار، 23 سنة، «أبي ملتزم دينياً وهو يرفض زواجي من الشاب الذي أحببته في الجامعة، لأن خاله شيخ سلفي معروف فقط. يقول والدي انه يكفّر الشيعة، ولم تنجح تدخلات الاقارب في جعل ابي يغير رأيه». وما خيارك؟،
تجيب لامار المحجبة والتي تقول انها تؤيد حزب الله ولا يهمها ان كان حبيبها لا يؤيده، «سأصر على نيل موافقة والدي، لكن اذا اصرّ على رفضه، فسأختار من أحب واعتقد انني بذلك لن اغضب الله ولا الدين، فجميعنا مسلمون.
في حديث له قبل رحيله، يقول السيد محمد حسين فضل الله ان "الرهان على وجود حركة سلبية بين السنة والشيعة غير ناجح، لأننا نلاحظ عمقاً في علاقات السنة والشيعة، وأعتقد أن الزيجات المتبادلة بين الشيعة والسنة كثيرة، حتى إنَّك لا تكاد تجد عائلة من السنة أو الشيعة إلا وهي تصاهر عائلة من الشيعة أو السنة.
ولهذا أعتقد أن محاولة إيجاد هوة دائمة بين السنة والشيعة هي رهان خاسر».
من العراق مروراً بسوريا وصولاً الى لبنان، تلقي تبعات الصراع الطائفية ارتداداتها على المجتمعات.. ويبقى الامل في الوعي وفي اولوية الترابط الاسري، كما يعوّل على العامل المرحلي للصراع، وعلى إمكان تجاوز علمي للخلافات التاريخية التي تستفيق وجوهها البشعة بين حقبة سياسية -مصلحية واخرى.
والدة أحمد الأسير (تصوير أحمد منتش - صحيفة النهار)
بيروت - القبس
تحت عنوان «كيف يؤثر الخلاف السياسي في زيجات السنة والشيعة المشتركة في لبنان». نشرت «النهار» اللبنانية التحقيق التالي:
في الصورة المرفقة بهذا المقال، والتي التقطها الزميل احمد منتش، تشير والدة الشيخ المتواري أحمد الأسير، الى سيف الامام علي بن ابي طالب الذي علقه ابنها في صغره على باب الصالون. تود والدة الأسير الشيعية ان توصل رسالة مفادها أن الصراع القائم سياسي وليس طائفيا. «الحاجة» التي تقول إنها ما تزال ملتزمة بالعقيدة الشيعية، تتماهى في خطابها مع كثيرين من قادة الصراع الذين ينفون اصل الصراع الطائفي، فيما نتائج سياساتهم لا تقود الا الى رفع الحواجز النفسية بين الطائفتين.
والواقع يثبت انه لا يكفي ألا يتفوه طرف بكلام طائفي على المنبر، فيما يفعل غيره ذلك، ليتم تبرئة الاول من تأجيج الصراع الطائفي.
على الأرض، ومنذ 2005، وتصاعد حمى الخلاف المذهبي، بدت الانعكاسات الاجتماعية للصراع غير قابلة للحجب. لكن، وبغياب أي دراسة علمية حول المسألة، وبالتحديد حول تأثر الزيجات المشتركة بين السنة والشيعة بالصراع السياسي القائم، وبالاعتماد على
معايشة الواقع والمجتمعات المناطقية المختلفة، تمكن ملاحظة زيادة اثر الفرقة الاجتماعية السنية الشيعية. قاضي المحكمة الشرعية في بيروت أحمد درويش الكردي، قال لـ«النهار» إنه «لا يمكن للمحكمة اعطاء ارقام سنوية حول عدد الزيجات التي عقدناها بين ذكور سنة واناث شيعة، لأننا لا ندخل أرقام العقود في الكمبيوتر، ولم يسبق ان قمنا باحصاء مماثل».
أما الرقم المتداول حول وجود قرابة 362 الف حالة زواج سني شيعي في لبنان، سبق أن اعتمده الرئيس نبيه بري في احد خطاباته، فـ«يعتقد انه ناتج عن احصاء عبر دوائر الاحوال الشخصية، لكن لا يمكننا تأكيد هذا الرقم، وان كان ما هو موجود اكثر او اقل».
وتبعاً لمعاينته اليومية في المحكمة الشرعية، يقول الشيخ الكردي ان «حالات زواج ذكور السنة من اناث شيعة انخفضت منذ احداث 7 ايار 2008»، مضيفاً ان «التصعيد السياسي يؤدي الى انخفاض اعداد الزيجات المختلطة، لكنها تقل بشكل محدود، بحكم الجوار والتداخل السكاني الجغرافي». أما حالات الطلاق بسبب الخلاف السياسي، فهي «نادرة جدا نظرا لاولوية الترابط الاسري».
«المستقبل» أو «المنار»!
فاتن سيدة جنوبية تزوجت من طبيب طرابلسي منذ 10 سنوات. تسكن في المدينة الشمالية منذ زواجها الذي كانت ثمرته 3 اولاد. تقول فاتن «زوجي يحب «المستقبل»، لكنه ليس متعصباً، وقلما تأخذ النقاشات بيننا منحى طائفياً، هو متفهم ولا يغضبه اصراري على مشاهدة «المنار» يومياً، وخصوصاً نشرة الاخبار، رغم حرصه على ان يشاهد بعد انتهاء نشرة «المنار» تلك الخاصة بـ«المستقبل» والتي
توترني كثيراً». وتضيف ان «المناوشات بيننا تتصاعد لدى وقوع حدث كبير كاغتيال وسام الحسن الذي كان زوجي يحبه كثيراً». وتردف فاتن: «كشيعية بت أشعر بالغربة النفسية في طرابلس، وهي اليوم غير المدينة التي عرفتها منذ 10 سنوات، واحاول جاهدة اقناع زوجي بالانتقال الى بيروت، لكن عمله لا يسمح بذلك، وانا اضطر احيانا الى سماع كلام قاس في الشارع في حق طائفتي واسكت وهذا
يغضبني». وعن تأثر الاولاد بالامر، تجيب «اولادي يحبون سعد الحريري، ولكنهم لا يسمحون بشتم السيد نصر الله امامهم، وهذا ما نجحت باقناعهم به». تضحك.
وتخلص الى ان «الهبات السياسية عابرة واكبر خلاف مع زوجي يكون على اي قناة نشاهد، وطبعاً ندرك في نهاية المطاف ان علاقتنا وما يجمعنا اصلب واقوى من اي شيء آخر».
«بعث» و«سلفية»
انجبت خديجة الجنوبية من امين البيروتي 5 اولاد. وقد مرّ على زواجهما 45 عاماً.
في هذا البيت قلما اكترث الوالدان بالسياسة، على عكس الأولاد الذين انضم اثنان منهم، سميرة وحسام، في حقبة الوصاية السورية الى حزب البعث العربي الاشتراكي. بعد اغتيال الرئيس رفيق
الحريري، بدأ حسام بالتحول السياسي وقد جذبته الميول الاسلامية وقادته الى الانضمام الى التيار السلفي. اما شقيقته فقد استمرت على ولائها ووفائها لحزب البعث، الأمر الذي سبب خلافا بينهما وصل حد القطيعة. تقول سميرة إن شقيقها يرفض عملها في حزب يصفه بالكافر، وينقم عليها لأنها غير محجبة وتتواصل مع الرجال في عملها، كما أنه رفض تزويج ابنته من عريس فقط لأنه شيعي. وتضيف أنها بعد طلاقها ومكوثها في بيت والديها، اصبح شقيقها «لا يزورنا حتى».
وفي رأي سميرة، أن الخلافات الاجتماعية بين الطائفتين «مؤقتة ولا يمكن ان تستمر.. انا اعرف ذلك من علاقة امي وابي اللذين لم يسبق أن اختلفا بسبب السياسة».
السبب الطائفي كان وراء رفض والد لامار الشيعية زواجها من شاب سني. تقول لامار، 23 سنة، «أبي ملتزم دينياً وهو يرفض زواجي من الشاب الذي أحببته في الجامعة، لأن خاله شيخ سلفي معروف فقط. يقول والدي انه يكفّر الشيعة، ولم تنجح تدخلات الاقارب في جعل ابي يغير رأيه». وما خيارك؟،
تجيب لامار المحجبة والتي تقول انها تؤيد حزب الله ولا يهمها ان كان حبيبها لا يؤيده، «سأصر على نيل موافقة والدي، لكن اذا اصرّ على رفضه، فسأختار من أحب واعتقد انني بذلك لن اغضب الله ولا الدين، فجميعنا مسلمون.
في حديث له قبل رحيله، يقول السيد محمد حسين فضل الله ان "الرهان على وجود حركة سلبية بين السنة والشيعة غير ناجح، لأننا نلاحظ عمقاً في علاقات السنة والشيعة، وأعتقد أن الزيجات المتبادلة بين الشيعة والسنة كثيرة، حتى إنَّك لا تكاد تجد عائلة من السنة أو الشيعة إلا وهي تصاهر عائلة من الشيعة أو السنة.
ولهذا أعتقد أن محاولة إيجاد هوة دائمة بين السنة والشيعة هي رهان خاسر».
من العراق مروراً بسوريا وصولاً الى لبنان، تلقي تبعات الصراع الطائفية ارتداداتها على المجتمعات.. ويبقى الامل في الوعي وفي اولوية الترابط الاسري، كما يعوّل على العامل المرحلي للصراع، وعلى إمكان تجاوز علمي للخلافات التاريخية التي تستفيق وجوهها البشعة بين حقبة سياسية -مصلحية واخرى.