القمر الاول
07-04-2013, 08:47 AM
من قلم : نارام سرجون
serjoonn@yahoo.com
ليس من شيمنا أن نتشفى بصرعى أعدائنا وخصومنا وهم معلقون يتدلون من عراقيبهم في أسواق السياسة .. وليس من شيمنا أن نهلل ونصفق ونحن نرقبهم في رحلة من الأعالي الشاهقة نحو المهاوي السحيقة .. وليس من خصالنا أن نقيم الأفراح عندما نجندل ونصرع من كان يلوح بسيفه في وجوهنا ويصول ويجول وزبد فمه يفور متوعدا دمنا بأن يراق ليسكن البحر
ولكن كيف أوقف نفسي عن الانفعال وكيف أوقف انفجار عواطفي؟ .. كل سدود الدنيا لاتكفي لايقاف طوفان الحبور والسرور والابتهاج .. بل ان كبت الفرح لذنب عظيم وان حبس الضحكات الجذلى لعذاب عظيم .. ومع هذا فلن أمارس خطيئة الشماتة والتشفي وسأردد دوما ماأومن أنه أخلاق الكبرياء والشرف الرفيع والفروسية: "ارحموا عزيز قوم ذل" .. ولكن دعوني أقول كي يستريح قلبي: ان من أجمل العبارات التي سمعتها حتى الآن هي الحاق اسم الرئيس محمد مرسي بعبارة "السابق" أو "المخلوع" ..ولاأدري أي رقصة تناسب هذا الرحيل السعيد لأحد اكبر منتجات برنار هنري ليفي.. ربيع مصر الاسلامي الناتوي
لم يسقط مرسي بل أسقط وانهار .. ولايهمني مابعده .. بل يهمني هو انه أول سقوط للربيع ومنتجاته وحليبه وزبدته وأبقاره ورعاته .. وكأن أمير الربيع وراعي ابله حمد بن خليفة جر معه في رحلة الموت والنهاية أول رئيس "معلب" من منتجات الربيع
الدومينو لايبدو أنه سيتوقف ..وكأني أرى مصارع القوم والحجارة تترنح !!.. والأسئلة الثلاثة الملحة الآن هي
اولا : كيف سيرد الاخوان على موت وليدهم الذي انتظروه ثمانين عاما؟ .. مات وعمره عام واحد فقط .. تردى ومات رغم المرضعات والمربيات والحقن ورضاعة الكبير والصغير والاستحمام ببول البعير وبول الأمير .. البعض يعتقد أن هستيريا الاخوان ستضرب بجنون ولن تتردد في ان يسيل الدم أنهارا لأن هذا هو وسيلة خطابها عندما تهزم .. ففي سورية تمسكن الاسلاميون والاخوان المسلمون في ماسموه الربيع العربي وبالغوا في اظهار أنفسهم كضحية رغم سخائهم في الذبح والتقطيع والاغتصاب والخطف والجنون والفجور والخيانة والعمالة .. ولكن عندما لم يستسغ الشعب السوري طعمهم ومذاقهم المر والكريه .. ولم تجذبه رائحة لحاهم الكثيفة المليئة بالخفايا والرزايا والأسرار والنفاق والرياء .. ولم يكترث بعوائهم وتكبيراتهم وتمثيلياتهم الايمانية .. عندما لم يتوصلوا الى شيء قام الاخوان المسلمون بمعاقبة الشعب السوري بادخاله في حمامات الدم لارغامه على قبولهم بالرغم عنه ..
وأصروا على عبور حلوق السوريين بالسكاكين والدم والنار والحديد .. فاستعدوا كل الشعب السوري عليهم وجلبوا عليهم نقمة مابعدها نقمة
وهاهم في مصر كانوا يتصرفون كالقدر الذي لايرد ويمسكون رقاب الناس حتى أنهم صاروا يعلمون رسول الله ان يصلي خلفهم وصار جبريل يهبط عليهم بالوحي في رابعة العدوية .. فكان مصيرهم هو طردهم شر طرد وكسر الجرار وراءهم ..وتحويلهم الى ذكرى سياسية قاتمة
ثانيا: من سيخلف الاخوان المسلمين؟ وهل هناك شخصية محضرة سلفا مثل البرادعي أو عمرو موسى .. ؟؟ لكن مثل هذا السؤال ستغطيه نشوة اسقاط محمد مرسي .. ولايبدو مهما كثيرا لأن المكر والكراهية اللذين نشرهما الاخوان المسلمون في الشرق يجعلان أي بديل أفضل نسبيا .. رغم أن بعض المرشحين لن يغيروا كثيرا في السياسة الخارجية .. وتبدو لنا أن المعركة في القمة ربما كانت بين ممثل شيمون بيريز وصديقه العظيم (الذي رحل) وممثل بنيامبن نتنياهو (القادم) .. ذلك أن الاستعجال بالتفاؤل في تغيير جوهري كبير فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي ومعاهدة كامي ديفيد المقدسة يبدو قليل الحظ ..ومع هذا فان ماتم من انجاز شعبي في مصر اليوم ايجابي بكل المقاييس..ويستحق الاعجاب والتقدير الشديدين
ثالثا: من هو حجر الدومينو التالي؟ هذه الاحداث الكبرى لاتبقى معزولة بل تتنقل وتتجول وهي مربوطة بالسلاسل والبعض يسميها بالقطار .. ولها سلوك العدوى .. أو عدوى السلوك ..وهذا المزاج العام المشحون في المنطقة هو الذي تم نقله بين محطات الربيع العربي سابقا بمهارة استخباراتية لاستثمار قدرته الكبيرة في نقل العدوى .. ولكن المزاج الشعبي الآن يشبه انتشار رائحة عطرة مسكرة تنتشر فتنتشي الأرواح بها
هناك حجارة دومينو ترتعد وهي ترقب الموجة العطرة التي تتحرك بالاتجاه المعاكس للرياح النتنة .. فهناك ربيع الغنوشي الذي تهب نحوه الرياح .. وهناك في الأعالي البعيدة أردوغان الذي بدأت ثورة تقسيم فيه ولكن رياح مصر العاصفة قد تثير شهيتها لاقتلاع شجرة اردوغان واوغلو ..وحزب العدالة والتنمية
وهناك حجر دومينو حماس التي انتهت عمليا بسقوط الشمس التي في يمينها والقمر الذي في يسارها .. أي سقوط مرضعها السياسي حمد بن خليفة ونهاية أسطورة الاخوان المسلمين والسند المعنوي الهائل في مصر وخاصة الرئيس مرسي الذي أطنبت حماس والجهاد في مدحه والباسه ثياب الأبطال والفرسان واكسابه صفة (رجل دولة فذ من طراز رفيع) وصلت عليه وسلمت كما الأنبياء .. وحماس الآن حائرة وهناك من ينتظر التهامها كما يبدو وقد بدت عزلاء لأن مااعتقدت أنه الشمس والقمر ماهو الا فوانيس تنطفئ في العواصف .. لكن الشمس والقمر الحقيقيين اللذين خسرتهما حماس من يمينها وشمالها كانا .. سورية وايران.. وحماس ستنطفئ شعلتها الآن ان عاجلا أو آجلا وستشاهدون قريبا سقوط الدومينو الفذ الثنائي .. مشعل وهنية
أما الدومينو الذي يرتجف هلعا فهو دومينو الثورة السورية التي انتشت بانضمام مرسي وجماعته اليها منذ أسبوعين في اعلان هستيري لدعم الثورة السورية واقامة الأفراح والليالي الملاح وحفلات طهور المجاهدين والمجاهدات قبل توجههم للجهاد والنكاح .. فكان أن طار صاحب الدعوة .. وصاحب الحفل .. ومطرب المهرجان محمد مرسي .. والعريس ..والعروس .. والعرس كله تحول الى مأتم ..وانقلبت الطاولات والكراسي والكؤوس العامرة والأواني .. وخوابي العسل
والثورجيون السوريون مصابون باكتئاب شديد وحالة أسى كبيرة ودموع حتى ان قصيدة الخنساء على فراق شقيقها صخر لمناسبة جدا عندما تقول معاتبة عينها التي لاتتوقف عن الادماع والبكاء وكأنها مصابة بالمرض
قذى بعينك ام بالعين عوار ؟ أم ذرّفت اذ خلت من اهلها الدار
لاشك أن الثوار السوريين قد فقدوا حليفا مهما جدا وكان من المفترض أن "يتمم على الثورة دينها" بعد أن بدأه أردوغان وحمد .. وكان مرسي سيتولى مرحلة "تمصير" و "مصرنة" الجهاد في سورية .. فحدث أن مرسي قد حلت عليه اللعنة السورية ..وسقط كما يسقط قواد الكتائب المسلحة الاغبياء في مواجهة الجيش السوري
الثورجيون السوريون محبطون ويائسون وحزاني ومكتئبون وقانطون ويعاتبون السماء على خذلان ابن السماء وربيب المعابد الاخوانية .. ويتساءلون عن وعد الله وهم لايصدقون .. وأنصحكم بألا تبحثوا عن رياض الشقفة وفاروق طيفور ولكن لابأس من ارسال علب المناديل والمحارم لهما لمسح العرق .. ومسح الدموع المخلوطة بالعرق
هؤلاء الثورجيون بسبب فقدان البصيرة والبصر وحالة الكراهية المرضية سيكابرون ويعاندون ويقررون المضي في مناطحة ثيران القدر لأنه لم يبق لهم الا الموت أو الهزيمة .. ولكن المعركة لمن يعرف الآن في خرائط السياسة والعسكرية صارت محسومة على المسار السوري وهناك أخبار سيئة جدا
للمعارضة السورية ستتردد قريبا في جنبات الأرض ..لقد بدأ خريف الربيع .. وبدأ ربيع الخريف السوري ..وهناك سؤال طرحه بتوجس ديبلومسي فرنسي في الكواليس ويستحق التوقف عنده وهو ان كان مايجري هو ترجمة لاتفاق لافروف-كيري .. أي بتقاسم النفوذ وانهاء مرحلة الربيع العربي فكان ترحيل الحمدين في قطر وتسهيل ترحيل مرسي واخوانه .. ونجاة سورية من براثن المؤامرة وبقائها تحت المظلة الروسية وضمن محورها القوي الذي لم يخذلها
وعلى كل حال وكما توقعنا جميعا فان عدم انكسار العقدة السورية شجع القوى الوطنية والعلمانية العربية في المنطقة على الاستقواء على الحركات الدينية .. وتخلت هذه القوى عن التسليم بهذا القدر الاخواني وهي ترى الشعب السوري يقاوم بعناد وصلابة هذا الهولاكو الاسلامي .. واستمدت من التماسك السوري زخما لها ..وهذا ساعدها على الاحساس بأن النصر على هذه الموجة الطاغية والطوفان ممكن جدا
فلاأدري من يستحق الشكر أكثر .. والاعجاب أكثر .. شعب مصر .. أم شعب سورية
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=32215
serjoonn@yahoo.com
ليس من شيمنا أن نتشفى بصرعى أعدائنا وخصومنا وهم معلقون يتدلون من عراقيبهم في أسواق السياسة .. وليس من شيمنا أن نهلل ونصفق ونحن نرقبهم في رحلة من الأعالي الشاهقة نحو المهاوي السحيقة .. وليس من خصالنا أن نقيم الأفراح عندما نجندل ونصرع من كان يلوح بسيفه في وجوهنا ويصول ويجول وزبد فمه يفور متوعدا دمنا بأن يراق ليسكن البحر
ولكن كيف أوقف نفسي عن الانفعال وكيف أوقف انفجار عواطفي؟ .. كل سدود الدنيا لاتكفي لايقاف طوفان الحبور والسرور والابتهاج .. بل ان كبت الفرح لذنب عظيم وان حبس الضحكات الجذلى لعذاب عظيم .. ومع هذا فلن أمارس خطيئة الشماتة والتشفي وسأردد دوما ماأومن أنه أخلاق الكبرياء والشرف الرفيع والفروسية: "ارحموا عزيز قوم ذل" .. ولكن دعوني أقول كي يستريح قلبي: ان من أجمل العبارات التي سمعتها حتى الآن هي الحاق اسم الرئيس محمد مرسي بعبارة "السابق" أو "المخلوع" ..ولاأدري أي رقصة تناسب هذا الرحيل السعيد لأحد اكبر منتجات برنار هنري ليفي.. ربيع مصر الاسلامي الناتوي
لم يسقط مرسي بل أسقط وانهار .. ولايهمني مابعده .. بل يهمني هو انه أول سقوط للربيع ومنتجاته وحليبه وزبدته وأبقاره ورعاته .. وكأن أمير الربيع وراعي ابله حمد بن خليفة جر معه في رحلة الموت والنهاية أول رئيس "معلب" من منتجات الربيع
الدومينو لايبدو أنه سيتوقف ..وكأني أرى مصارع القوم والحجارة تترنح !!.. والأسئلة الثلاثة الملحة الآن هي
اولا : كيف سيرد الاخوان على موت وليدهم الذي انتظروه ثمانين عاما؟ .. مات وعمره عام واحد فقط .. تردى ومات رغم المرضعات والمربيات والحقن ورضاعة الكبير والصغير والاستحمام ببول البعير وبول الأمير .. البعض يعتقد أن هستيريا الاخوان ستضرب بجنون ولن تتردد في ان يسيل الدم أنهارا لأن هذا هو وسيلة خطابها عندما تهزم .. ففي سورية تمسكن الاسلاميون والاخوان المسلمون في ماسموه الربيع العربي وبالغوا في اظهار أنفسهم كضحية رغم سخائهم في الذبح والتقطيع والاغتصاب والخطف والجنون والفجور والخيانة والعمالة .. ولكن عندما لم يستسغ الشعب السوري طعمهم ومذاقهم المر والكريه .. ولم تجذبه رائحة لحاهم الكثيفة المليئة بالخفايا والرزايا والأسرار والنفاق والرياء .. ولم يكترث بعوائهم وتكبيراتهم وتمثيلياتهم الايمانية .. عندما لم يتوصلوا الى شيء قام الاخوان المسلمون بمعاقبة الشعب السوري بادخاله في حمامات الدم لارغامه على قبولهم بالرغم عنه ..
وأصروا على عبور حلوق السوريين بالسكاكين والدم والنار والحديد .. فاستعدوا كل الشعب السوري عليهم وجلبوا عليهم نقمة مابعدها نقمة
وهاهم في مصر كانوا يتصرفون كالقدر الذي لايرد ويمسكون رقاب الناس حتى أنهم صاروا يعلمون رسول الله ان يصلي خلفهم وصار جبريل يهبط عليهم بالوحي في رابعة العدوية .. فكان مصيرهم هو طردهم شر طرد وكسر الجرار وراءهم ..وتحويلهم الى ذكرى سياسية قاتمة
ثانيا: من سيخلف الاخوان المسلمين؟ وهل هناك شخصية محضرة سلفا مثل البرادعي أو عمرو موسى .. ؟؟ لكن مثل هذا السؤال ستغطيه نشوة اسقاط محمد مرسي .. ولايبدو مهما كثيرا لأن المكر والكراهية اللذين نشرهما الاخوان المسلمون في الشرق يجعلان أي بديل أفضل نسبيا .. رغم أن بعض المرشحين لن يغيروا كثيرا في السياسة الخارجية .. وتبدو لنا أن المعركة في القمة ربما كانت بين ممثل شيمون بيريز وصديقه العظيم (الذي رحل) وممثل بنيامبن نتنياهو (القادم) .. ذلك أن الاستعجال بالتفاؤل في تغيير جوهري كبير فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي ومعاهدة كامي ديفيد المقدسة يبدو قليل الحظ ..ومع هذا فان ماتم من انجاز شعبي في مصر اليوم ايجابي بكل المقاييس..ويستحق الاعجاب والتقدير الشديدين
ثالثا: من هو حجر الدومينو التالي؟ هذه الاحداث الكبرى لاتبقى معزولة بل تتنقل وتتجول وهي مربوطة بالسلاسل والبعض يسميها بالقطار .. ولها سلوك العدوى .. أو عدوى السلوك ..وهذا المزاج العام المشحون في المنطقة هو الذي تم نقله بين محطات الربيع العربي سابقا بمهارة استخباراتية لاستثمار قدرته الكبيرة في نقل العدوى .. ولكن المزاج الشعبي الآن يشبه انتشار رائحة عطرة مسكرة تنتشر فتنتشي الأرواح بها
هناك حجارة دومينو ترتعد وهي ترقب الموجة العطرة التي تتحرك بالاتجاه المعاكس للرياح النتنة .. فهناك ربيع الغنوشي الذي تهب نحوه الرياح .. وهناك في الأعالي البعيدة أردوغان الذي بدأت ثورة تقسيم فيه ولكن رياح مصر العاصفة قد تثير شهيتها لاقتلاع شجرة اردوغان واوغلو ..وحزب العدالة والتنمية
وهناك حجر دومينو حماس التي انتهت عمليا بسقوط الشمس التي في يمينها والقمر الذي في يسارها .. أي سقوط مرضعها السياسي حمد بن خليفة ونهاية أسطورة الاخوان المسلمين والسند المعنوي الهائل في مصر وخاصة الرئيس مرسي الذي أطنبت حماس والجهاد في مدحه والباسه ثياب الأبطال والفرسان واكسابه صفة (رجل دولة فذ من طراز رفيع) وصلت عليه وسلمت كما الأنبياء .. وحماس الآن حائرة وهناك من ينتظر التهامها كما يبدو وقد بدت عزلاء لأن مااعتقدت أنه الشمس والقمر ماهو الا فوانيس تنطفئ في العواصف .. لكن الشمس والقمر الحقيقيين اللذين خسرتهما حماس من يمينها وشمالها كانا .. سورية وايران.. وحماس ستنطفئ شعلتها الآن ان عاجلا أو آجلا وستشاهدون قريبا سقوط الدومينو الفذ الثنائي .. مشعل وهنية
أما الدومينو الذي يرتجف هلعا فهو دومينو الثورة السورية التي انتشت بانضمام مرسي وجماعته اليها منذ أسبوعين في اعلان هستيري لدعم الثورة السورية واقامة الأفراح والليالي الملاح وحفلات طهور المجاهدين والمجاهدات قبل توجههم للجهاد والنكاح .. فكان أن طار صاحب الدعوة .. وصاحب الحفل .. ومطرب المهرجان محمد مرسي .. والعريس ..والعروس .. والعرس كله تحول الى مأتم ..وانقلبت الطاولات والكراسي والكؤوس العامرة والأواني .. وخوابي العسل
والثورجيون السوريون مصابون باكتئاب شديد وحالة أسى كبيرة ودموع حتى ان قصيدة الخنساء على فراق شقيقها صخر لمناسبة جدا عندما تقول معاتبة عينها التي لاتتوقف عن الادماع والبكاء وكأنها مصابة بالمرض
قذى بعينك ام بالعين عوار ؟ أم ذرّفت اذ خلت من اهلها الدار
لاشك أن الثوار السوريين قد فقدوا حليفا مهما جدا وكان من المفترض أن "يتمم على الثورة دينها" بعد أن بدأه أردوغان وحمد .. وكان مرسي سيتولى مرحلة "تمصير" و "مصرنة" الجهاد في سورية .. فحدث أن مرسي قد حلت عليه اللعنة السورية ..وسقط كما يسقط قواد الكتائب المسلحة الاغبياء في مواجهة الجيش السوري
الثورجيون السوريون محبطون ويائسون وحزاني ومكتئبون وقانطون ويعاتبون السماء على خذلان ابن السماء وربيب المعابد الاخوانية .. ويتساءلون عن وعد الله وهم لايصدقون .. وأنصحكم بألا تبحثوا عن رياض الشقفة وفاروق طيفور ولكن لابأس من ارسال علب المناديل والمحارم لهما لمسح العرق .. ومسح الدموع المخلوطة بالعرق
هؤلاء الثورجيون بسبب فقدان البصيرة والبصر وحالة الكراهية المرضية سيكابرون ويعاندون ويقررون المضي في مناطحة ثيران القدر لأنه لم يبق لهم الا الموت أو الهزيمة .. ولكن المعركة لمن يعرف الآن في خرائط السياسة والعسكرية صارت محسومة على المسار السوري وهناك أخبار سيئة جدا
للمعارضة السورية ستتردد قريبا في جنبات الأرض ..لقد بدأ خريف الربيع .. وبدأ ربيع الخريف السوري ..وهناك سؤال طرحه بتوجس ديبلومسي فرنسي في الكواليس ويستحق التوقف عنده وهو ان كان مايجري هو ترجمة لاتفاق لافروف-كيري .. أي بتقاسم النفوذ وانهاء مرحلة الربيع العربي فكان ترحيل الحمدين في قطر وتسهيل ترحيل مرسي واخوانه .. ونجاة سورية من براثن المؤامرة وبقائها تحت المظلة الروسية وضمن محورها القوي الذي لم يخذلها
وعلى كل حال وكما توقعنا جميعا فان عدم انكسار العقدة السورية شجع القوى الوطنية والعلمانية العربية في المنطقة على الاستقواء على الحركات الدينية .. وتخلت هذه القوى عن التسليم بهذا القدر الاخواني وهي ترى الشعب السوري يقاوم بعناد وصلابة هذا الهولاكو الاسلامي .. واستمدت من التماسك السوري زخما لها ..وهذا ساعدها على الاحساس بأن النصر على هذه الموجة الطاغية والطوفان ممكن جدا
فلاأدري من يستحق الشكر أكثر .. والاعجاب أكثر .. شعب مصر .. أم شعب سورية
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=32215