المهدى
02-14-2005, 01:50 AM
بثينة الناصرى
فى مقالة سابقة لى كتبت بعد الاحتلال مباشرة قلت ان امريكا سوف تبدأ حالما تضع اقدامها الهمجية فى العراق فى اضطهاد وقمع الشيعة التى ادعت انها قادمة لتحررهم، وفى مقالة اخرى اتخذت من على اسماعيل عباس الصبى العراقى الشيعى الذى يبلغ من العمر سنوات الحصار والذى قتلت الطائرات الامريكية التى قدمت لتحرير ملته امه واباه واخوته وهدمت بيته وقطعت له ذراعيه واحرقت جسده، رمزا للعراق الجديد الذى تريده امريكا: عراقا بلا ذاكرة.. بلا تراث.. بلا جذور.. بلا يدين، وان اقصى ماستفعله امريكا من اجل مساعدة على هو ان تركب له ذراعين صناعيتين بدلا من ذراعيه الاصليتين اللتين اعطاهما له الله.
البلاد الان كتلة طين اولية قابلة للتشكيل من جديد بصورة دولة على شاكلة امريكا وايضا اسرائيل: اولا بدلت شعبا بآخر وغيرت التركيبة الديموغرافية فى كثير من المناطق وجاءت بشذاذ آفاق لهم جذور عراقية منذ ازمان بعيدة ويحملون جنسيات متعددة، ليس بينها العراقية: اقوام لايتكلمون لغتنا وانما لغات البلاد التى ينتمون اليها الان ومنحتهم جنسيات عراقية ونصبتهم اولياء على الشعب العراقى الاصلى، بطريقة صفيقة حتى صار من حق وزير الدفاع الاسرائيلى وهو من اصل عراقى ان يذهب ويحكم فى العراق!!
أفضل مارأيناه فى خلال هذه الفترة من الاحتلال: ان اللاعبين الوافدين على المسرح العراقى لايؤمنون بالستر، فالخيانة عندهم فضيلة يتباهون بها والعمالة ميزة، والاستعمار وجهة نظر.
والواقع اننى معهم فى ان مايفعلونه بالعراق ليس خيانة وانما قمة الوطنية.
واذا تأملنا الوضع نجد كل واحد فيهم متسقا مع نفسه ومخلصا لوطنه الذى يحملون جنسيته!! فالجيش الامريكى لايعتبر محتلا او عدوا لأنه جيش من يحمل الجنسية الامريكية منهم، والجيش البريطانى يعتبر صديقا لمن يحمل الجنسية البريطانية، وهكذا بالنسبة للجميع، وربما لهذا اتوا بجيوش متعددة الجنسية لتكون متوافقة مع حكومة متعددة الجنسية!!.
ضرورة قمع امريكا للشيعة
نعود إلى اول المقالة والحديث عن ضرورة قمع امريكا للشيعة. ولنقرأ هذه الفرضية:
اولا: اذا اعترفنا بأن الشيعة العرب تمييزا لهم عن شيعة الاكراد والتركمان يتجاوز عددهم نصف السنة العرب بقليل او كثير.
ثانيا: اذا ادعت امريكا انها تجيء بلادنا بالديمقراطية
ثالثا: اذن عليها ان تعمل حساب الاغلبية، لاسيما ان هذه الاغلبية هى التى كان تحريرها من مبررات الغزو الامريكى للعراق.
الفرضية ليست بهذه البساطة.. ان امريكا تضع امامها على خارطة اعادة خلق العراق ثوابت تخدم مصالحها. ومصلحتها التى هى ذاتها مصلحة اسرائيل فى هذه المرحلة القضاء على العرب ليس جسديا بقدر ماهو معنويا بقتل الروح القومية الموحدة للامة العربية، وفى نفس الوقت لديها عدو هو الاسلام بغض النظر عن مذاهبه. ولكن فى ظنى المتواضع انها تخشى الحركات القومية فى المناطق التى لها فيها مصالح فقط اكثر مما تخشى الاسلام لأن الاسلام أممى التوجه وتستطيع ان تتعامل معه اذا خدم مصلحتها وفى كل الاحوال فإنه وضع فى خانة الارهاب وتم التصديق على ذلك من قبل الامم كلها على ذلك بما فيها التى تعتنق الاسلام دينا!!
الشيعة غير العرب فى العراق تم احتواؤهم بضمنهم الشيعة من اصول ايرانية او باكستانية الخ من خلال ضمهم إلى الحكومة مجلس الحكم قبل ذلك والتصعيد ضد ايران وتضييق الخناق عليها من عدة جهات اتهامها بالتدخل - ضغوط الطاقة الذرية - مجاهدى خلق ومن خلال تسفير السيستانى فى الوقت الحرج منعا للحرج لأى طرف، وتوريط الشيعة العلمانيين امثال الجلبى وعلاوى فى استخدامهم مخالب قط لتنفيذ مراحل استعمار العراق ثم رميهم إلى قارعة الطريق. وعلاوى ينتظر قريبا مصيرا مثل هذا بعد ان ينفذ مرحلته فى اقتتال العراقيين مع بعضهم.
لم يبق الا مقتدى الصدر وهو الذى يمثل الوجه العربى للشيعة فى العراق.
وقبل ان نناقش التيار الصدرى، لابد ان نسأل: لماذا تريد امريكا القضاء على تيار المقاومة الشيعى وتيار المقاومة السنى فى العراق؟ لأنها وعدت بانتخابات ديمقراطية من المؤمل ان تجرى يوم الاحد!! لقد جربت مجلس الحكم الذى لم ينل سوى سخرية العراقيين باعتباره مجلس الدمى، وجربت حكومة مؤقتة طافت بها على اعتاب الدول العربية والغربية ومقرات الامم المتحدة لتنال شيئا من الشرعية، وهذه الحكومة المصطنعة مرة اخرى سوف تبصم بالعشرة على كل ماتريده امريكا من العراق: نهب ثرواته.. فتح ابوابه.. صهينته.. واهم من كل ذلك سلخه من امته العربية والاسلامية!!
وقد كتبت فى مقالة سابقة اذكر بأن امريكا بسبب وضعها المكشوف امام عدسات كاميرات العالم لن تستطيع ان تزور الانتخابات الديمقراطية ولو انها فعلتها فى انتخاب رئيسها بوش ولكنها سوف تزور الناخبين أى تأتى بناخبين مفصلين على المقاس. ويبدو ان هذا مايحدث!! تصفية اصوات المقاومة.. ابدال شعب بآخر .
من هو مقتدى الصدر؟
من مواليد السبعينات فى القرن العشرين وهو فى التقاليد العلمية للحوزة طالب بحث خارجى وهو ليس مرجعية وانما يعتبر نفسه وكيل المرجع السيد كاظم الحائرى حسب وصية والده.
هو ابن محمد صادق الصدر الذى قتل فى النجف عام 1999 واثنين من ابنائه على ايدى مجهولين واتهم النظام السابق بتصفيته.
وهو صهر محمد باقر الصدر الذى اعدم فى أبريل 1980 ويعيد التاريخ نفسه حيث ان محمد باقر الصدر تحصن فى ضريح الامام على فى مواجهة الانجليز إبان ثورة العشرين.
اشارات مضللة:
فى يونيو 2003 قام بتأسيس جيش المهدى على اساس انها قوات غير مسلحة، ثم اعلن تأسيس حكومة ظل منافسة لمجلس الحكم العراقى غير ان الخطوة باءت بالفشل. وانشأ صحيفة الحوزة الناطقة الاسبوعية التى اغلقتها قوات الاحتلال فى 28/3/2004 بتهمة تشجيع العداء ضد امريكا ونعرف الاحداث بعد ذلك من خروج قواته فى مسيرة سلمية طافت بغداد والمدن الشيعية وضربها بالنار من قبل قوات الاحتلال ثم اعتقال مساعد الصدر ثم اتهام الصدر نفسه بقتل عبد المجيد الخوئى الذى تعاون مع امريكا وبريطانيا وجاء إلى العراق من لندن على دبابة امريكية.. واشتعلت المعارك فيما سمى بانتفاضة ابريل والتى تواكبت مع اشتداد المقاومة فى الفلوجة وما جاورها وقصف الفلوجة قصف ابادة.
فى تلك الفترة ومنذ ظهوره السياسى، اعطى الصدر لجميع المراقبين اشارات مضللة ومشتتة عن حقيقة مقاصده واهدافه فمرة يجنح للحرب ومرة للسلم ومرة يؤيد الحكومة المعينة ومرة يقف ضدها.. وهكذا حتى لم يأخذه احد مأخذ الجد وظل اسمه يقرن حتى الآن بلقب الزعيم الشاب كناية عن صغر سنه وربما عدم درايته وربما زاد هذا الاحساس انه ليس خطيبا مفوها مثل نصر الله مثلا.. الذى رأى الكثير من المراقبين انه ربما يتشبه به! كان مقتدى الصدر يقرأ خطبه من ورقة ويغلط ويتلكأ، واحيانا يهمس له مرافقه بالتصحيح.
ولكن بالتأكيد كان يقف وراء مقتدى سادة وشيوخ ورجال دين وسياسة وطبعا جماهير ممتدة من بغداد إلى الوسط والجنوب معظمهم من المناطق الفقيرة التى عاشت مهمشة لفترات طويلة ولم تنصفها لا الاحزاب الشيعية التى دخلت مجلس الحكم ولا حكومة علاوى التى يرأسها شيعى ودعونى ادحض هنا المقولات المشوهة لانصار الصدر من انهم مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق - مما يذكرنا بمقولة السادات عن انتفاضة الحرامية فلو كانت مئات الالوف من انصار الصدر بهذه الصفة فكم كان اسهل لها واجزى ان تلتحق بقوات الامن العميلة التى تقدم اجورا عالية وحماية اكبر!
بطل كاريزمى؟
يكتسب السيد مقتدى الصدر شعبيته من إرث المراجع الدينية لعائلة الصدر: صهره محمد باقر الصدر والده محمد محمد صادق الصدر ومقارعتها الظلم والاحتلال منذ ايام الانجليز، كما ان والده محمد صادق الصدر مؤسس التيار الصدرى الذى يختلف عن التيار الشيعى العام فى موضوع جدلية الفقيه والمكلف فى اهمية تجاوز المقاطعة النفسية والاجتماعية بين المرجعية والجماهير واسمى حوزته الحوزة الناطقة المجاهدة التى تمثل ذهاب الفقيه إلى المكلف وليس العكس.
وربما لهذا لقى الصدر احجاما من تأييد قادة الشيعة له ومحاولاتهم المستمرة باحتوائه او تركه وحيدا معزولا امام الماكينة الامريكية المتوحشة.
وكذلك يستمد مقتدى الصدر شعبيته من الكاريزما التى يبدو أن الجماهير تبحث عنها فى زعمائها وابطالها. والصدر لديه مايكفى من الهالة التى تقربه من الجماهير:
اولا: ارثه العائلى وبالتالى مكانته الدينية والاجتماعية ووجوده فى العراق وتجذره بعكس القادمين من الخارج ممن لايعرفهم الناس الا بالاسم.
ثانيا: تطلع الجماهير العراقية إلى شخصية قائدة تبرز فى الساحة بعد غياب الرئيس الاسير صدام حسين وهو يمتلك بالتأكيد شخصية كاريزمية شئنا ام ابيناولهذا يعلق الان الكثيرون حتى بين السنة وغيرهم من العراقيين املا كبيرا على مواصلة الصدر مواقفه وثباته ضد المحتل.
ثالثا: ان الشيعة الذين قادوا الثورات منذ العشرينات من القرن الماضى ليسوا كما صورهم احمد الجلبى لسادته الامريكان من انهم سوف يرحبون بالمحتلين ويستقبلونهم بالورد والرياحين فرحا لتخليصهم من القهر والظلم. انهم جزء لايتجزأ من هذا الشعب وهم حماة عروبته ودينه، وهكذا فهم يتطلعون إلى السيد مقتدى الصدر ليكون معادلا للمقاومة السنة.
رابعا: تختلف المقاومة التى يقودها الصدر عن تلك التى نعرفها فى الفلوجة والانبار وبقية المناطق التى بدأت المقاومة العراقية الباسلة فيها، فى شيء اساسى وهو ان مقاومته هنا واضحة ولها معالم ولها صوت يتكلم عنها ولها زعيم معروف له وكلاء فى المدن والمحافظات العراقية. مقاومة فى النور اذا شئنا الدقة، ومن ناحية استقطاب الجماهير.. هذه نقطة لصالح الصدر، رغم ان المقاومة التى ترمز لها الفلوجة اكثر تطورا فى العمليات واكثر ايلاما للعدو.
بين التشكيك فى دوافعه واهدافه: فمن قائل انه يفعل كل مايفعل لأنه لم يدع إلى مجلس الحكم او إلى الحكومة، ومن قائل انه يريد ان يسحب البساط من تحت المقاومة التى تنعت تضليلا بالسنية ومن قائل انه يريد ان يفوز لتياره بالحوزة العلمية ومن قائل انه يبحث عن ثمن ومنصب ومن قائل انه يريد ان يحوز الزعامة الشيعية. وفيما بين التشويش حوله: هناك هدنة.. لا هدنة.. اصيب بجروح.. لم يصب بجروح..! بين كل هذا الكم من الضباب..تظل حقيقة واحدة واضحة ان الامريكان راهنوا على الشيعة وخابوا.. وراهن الصدر على انصاره وربح. ما ان بدأت القوات الامريكية فى التقدم إلى وسط النجف وتقترب من الصحن الحيدرى.. حتى هدد الجنوب بالانفصال وهدد عمال النفط فى البصرة بتفجير الانابيب وشارك ضباط الشرطة العميلة فى المظاهرات الاحتجاجية رافعين اسلحتهم وهم يهتفون تضامنا مع النجف وضد الامريكان. واستقال من استقال من وزارة الداخلية ونصف مجلس محافظة النجف. الامريكان لم يفهموا اولويات العراقيين ولم يعرفوا أين تميل قلوبهم حقا. لقد ألبسوهم لباسا امريكيا ووضعوا على رءوسهم خوذ المارينز، ودربوهم على ايدى صهاينة بوجوه عربية ولكن فاتهم ان ينتزعوا قلوبهم ويزرعوا بدلا منها قلوبا خائنة!!
فى مقالة سابقة لى كتبت بعد الاحتلال مباشرة قلت ان امريكا سوف تبدأ حالما تضع اقدامها الهمجية فى العراق فى اضطهاد وقمع الشيعة التى ادعت انها قادمة لتحررهم، وفى مقالة اخرى اتخذت من على اسماعيل عباس الصبى العراقى الشيعى الذى يبلغ من العمر سنوات الحصار والذى قتلت الطائرات الامريكية التى قدمت لتحرير ملته امه واباه واخوته وهدمت بيته وقطعت له ذراعيه واحرقت جسده، رمزا للعراق الجديد الذى تريده امريكا: عراقا بلا ذاكرة.. بلا تراث.. بلا جذور.. بلا يدين، وان اقصى ماستفعله امريكا من اجل مساعدة على هو ان تركب له ذراعين صناعيتين بدلا من ذراعيه الاصليتين اللتين اعطاهما له الله.
البلاد الان كتلة طين اولية قابلة للتشكيل من جديد بصورة دولة على شاكلة امريكا وايضا اسرائيل: اولا بدلت شعبا بآخر وغيرت التركيبة الديموغرافية فى كثير من المناطق وجاءت بشذاذ آفاق لهم جذور عراقية منذ ازمان بعيدة ويحملون جنسيات متعددة، ليس بينها العراقية: اقوام لايتكلمون لغتنا وانما لغات البلاد التى ينتمون اليها الان ومنحتهم جنسيات عراقية ونصبتهم اولياء على الشعب العراقى الاصلى، بطريقة صفيقة حتى صار من حق وزير الدفاع الاسرائيلى وهو من اصل عراقى ان يذهب ويحكم فى العراق!!
أفضل مارأيناه فى خلال هذه الفترة من الاحتلال: ان اللاعبين الوافدين على المسرح العراقى لايؤمنون بالستر، فالخيانة عندهم فضيلة يتباهون بها والعمالة ميزة، والاستعمار وجهة نظر.
والواقع اننى معهم فى ان مايفعلونه بالعراق ليس خيانة وانما قمة الوطنية.
واذا تأملنا الوضع نجد كل واحد فيهم متسقا مع نفسه ومخلصا لوطنه الذى يحملون جنسيته!! فالجيش الامريكى لايعتبر محتلا او عدوا لأنه جيش من يحمل الجنسية الامريكية منهم، والجيش البريطانى يعتبر صديقا لمن يحمل الجنسية البريطانية، وهكذا بالنسبة للجميع، وربما لهذا اتوا بجيوش متعددة الجنسية لتكون متوافقة مع حكومة متعددة الجنسية!!.
ضرورة قمع امريكا للشيعة
نعود إلى اول المقالة والحديث عن ضرورة قمع امريكا للشيعة. ولنقرأ هذه الفرضية:
اولا: اذا اعترفنا بأن الشيعة العرب تمييزا لهم عن شيعة الاكراد والتركمان يتجاوز عددهم نصف السنة العرب بقليل او كثير.
ثانيا: اذا ادعت امريكا انها تجيء بلادنا بالديمقراطية
ثالثا: اذن عليها ان تعمل حساب الاغلبية، لاسيما ان هذه الاغلبية هى التى كان تحريرها من مبررات الغزو الامريكى للعراق.
الفرضية ليست بهذه البساطة.. ان امريكا تضع امامها على خارطة اعادة خلق العراق ثوابت تخدم مصالحها. ومصلحتها التى هى ذاتها مصلحة اسرائيل فى هذه المرحلة القضاء على العرب ليس جسديا بقدر ماهو معنويا بقتل الروح القومية الموحدة للامة العربية، وفى نفس الوقت لديها عدو هو الاسلام بغض النظر عن مذاهبه. ولكن فى ظنى المتواضع انها تخشى الحركات القومية فى المناطق التى لها فيها مصالح فقط اكثر مما تخشى الاسلام لأن الاسلام أممى التوجه وتستطيع ان تتعامل معه اذا خدم مصلحتها وفى كل الاحوال فإنه وضع فى خانة الارهاب وتم التصديق على ذلك من قبل الامم كلها على ذلك بما فيها التى تعتنق الاسلام دينا!!
الشيعة غير العرب فى العراق تم احتواؤهم بضمنهم الشيعة من اصول ايرانية او باكستانية الخ من خلال ضمهم إلى الحكومة مجلس الحكم قبل ذلك والتصعيد ضد ايران وتضييق الخناق عليها من عدة جهات اتهامها بالتدخل - ضغوط الطاقة الذرية - مجاهدى خلق ومن خلال تسفير السيستانى فى الوقت الحرج منعا للحرج لأى طرف، وتوريط الشيعة العلمانيين امثال الجلبى وعلاوى فى استخدامهم مخالب قط لتنفيذ مراحل استعمار العراق ثم رميهم إلى قارعة الطريق. وعلاوى ينتظر قريبا مصيرا مثل هذا بعد ان ينفذ مرحلته فى اقتتال العراقيين مع بعضهم.
لم يبق الا مقتدى الصدر وهو الذى يمثل الوجه العربى للشيعة فى العراق.
وقبل ان نناقش التيار الصدرى، لابد ان نسأل: لماذا تريد امريكا القضاء على تيار المقاومة الشيعى وتيار المقاومة السنى فى العراق؟ لأنها وعدت بانتخابات ديمقراطية من المؤمل ان تجرى يوم الاحد!! لقد جربت مجلس الحكم الذى لم ينل سوى سخرية العراقيين باعتباره مجلس الدمى، وجربت حكومة مؤقتة طافت بها على اعتاب الدول العربية والغربية ومقرات الامم المتحدة لتنال شيئا من الشرعية، وهذه الحكومة المصطنعة مرة اخرى سوف تبصم بالعشرة على كل ماتريده امريكا من العراق: نهب ثرواته.. فتح ابوابه.. صهينته.. واهم من كل ذلك سلخه من امته العربية والاسلامية!!
وقد كتبت فى مقالة سابقة اذكر بأن امريكا بسبب وضعها المكشوف امام عدسات كاميرات العالم لن تستطيع ان تزور الانتخابات الديمقراطية ولو انها فعلتها فى انتخاب رئيسها بوش ولكنها سوف تزور الناخبين أى تأتى بناخبين مفصلين على المقاس. ويبدو ان هذا مايحدث!! تصفية اصوات المقاومة.. ابدال شعب بآخر .
من هو مقتدى الصدر؟
من مواليد السبعينات فى القرن العشرين وهو فى التقاليد العلمية للحوزة طالب بحث خارجى وهو ليس مرجعية وانما يعتبر نفسه وكيل المرجع السيد كاظم الحائرى حسب وصية والده.
هو ابن محمد صادق الصدر الذى قتل فى النجف عام 1999 واثنين من ابنائه على ايدى مجهولين واتهم النظام السابق بتصفيته.
وهو صهر محمد باقر الصدر الذى اعدم فى أبريل 1980 ويعيد التاريخ نفسه حيث ان محمد باقر الصدر تحصن فى ضريح الامام على فى مواجهة الانجليز إبان ثورة العشرين.
اشارات مضللة:
فى يونيو 2003 قام بتأسيس جيش المهدى على اساس انها قوات غير مسلحة، ثم اعلن تأسيس حكومة ظل منافسة لمجلس الحكم العراقى غير ان الخطوة باءت بالفشل. وانشأ صحيفة الحوزة الناطقة الاسبوعية التى اغلقتها قوات الاحتلال فى 28/3/2004 بتهمة تشجيع العداء ضد امريكا ونعرف الاحداث بعد ذلك من خروج قواته فى مسيرة سلمية طافت بغداد والمدن الشيعية وضربها بالنار من قبل قوات الاحتلال ثم اعتقال مساعد الصدر ثم اتهام الصدر نفسه بقتل عبد المجيد الخوئى الذى تعاون مع امريكا وبريطانيا وجاء إلى العراق من لندن على دبابة امريكية.. واشتعلت المعارك فيما سمى بانتفاضة ابريل والتى تواكبت مع اشتداد المقاومة فى الفلوجة وما جاورها وقصف الفلوجة قصف ابادة.
فى تلك الفترة ومنذ ظهوره السياسى، اعطى الصدر لجميع المراقبين اشارات مضللة ومشتتة عن حقيقة مقاصده واهدافه فمرة يجنح للحرب ومرة للسلم ومرة يؤيد الحكومة المعينة ومرة يقف ضدها.. وهكذا حتى لم يأخذه احد مأخذ الجد وظل اسمه يقرن حتى الآن بلقب الزعيم الشاب كناية عن صغر سنه وربما عدم درايته وربما زاد هذا الاحساس انه ليس خطيبا مفوها مثل نصر الله مثلا.. الذى رأى الكثير من المراقبين انه ربما يتشبه به! كان مقتدى الصدر يقرأ خطبه من ورقة ويغلط ويتلكأ، واحيانا يهمس له مرافقه بالتصحيح.
ولكن بالتأكيد كان يقف وراء مقتدى سادة وشيوخ ورجال دين وسياسة وطبعا جماهير ممتدة من بغداد إلى الوسط والجنوب معظمهم من المناطق الفقيرة التى عاشت مهمشة لفترات طويلة ولم تنصفها لا الاحزاب الشيعية التى دخلت مجلس الحكم ولا حكومة علاوى التى يرأسها شيعى ودعونى ادحض هنا المقولات المشوهة لانصار الصدر من انهم مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق - مما يذكرنا بمقولة السادات عن انتفاضة الحرامية فلو كانت مئات الالوف من انصار الصدر بهذه الصفة فكم كان اسهل لها واجزى ان تلتحق بقوات الامن العميلة التى تقدم اجورا عالية وحماية اكبر!
بطل كاريزمى؟
يكتسب السيد مقتدى الصدر شعبيته من إرث المراجع الدينية لعائلة الصدر: صهره محمد باقر الصدر والده محمد محمد صادق الصدر ومقارعتها الظلم والاحتلال منذ ايام الانجليز، كما ان والده محمد صادق الصدر مؤسس التيار الصدرى الذى يختلف عن التيار الشيعى العام فى موضوع جدلية الفقيه والمكلف فى اهمية تجاوز المقاطعة النفسية والاجتماعية بين المرجعية والجماهير واسمى حوزته الحوزة الناطقة المجاهدة التى تمثل ذهاب الفقيه إلى المكلف وليس العكس.
وربما لهذا لقى الصدر احجاما من تأييد قادة الشيعة له ومحاولاتهم المستمرة باحتوائه او تركه وحيدا معزولا امام الماكينة الامريكية المتوحشة.
وكذلك يستمد مقتدى الصدر شعبيته من الكاريزما التى يبدو أن الجماهير تبحث عنها فى زعمائها وابطالها. والصدر لديه مايكفى من الهالة التى تقربه من الجماهير:
اولا: ارثه العائلى وبالتالى مكانته الدينية والاجتماعية ووجوده فى العراق وتجذره بعكس القادمين من الخارج ممن لايعرفهم الناس الا بالاسم.
ثانيا: تطلع الجماهير العراقية إلى شخصية قائدة تبرز فى الساحة بعد غياب الرئيس الاسير صدام حسين وهو يمتلك بالتأكيد شخصية كاريزمية شئنا ام ابيناولهذا يعلق الان الكثيرون حتى بين السنة وغيرهم من العراقيين املا كبيرا على مواصلة الصدر مواقفه وثباته ضد المحتل.
ثالثا: ان الشيعة الذين قادوا الثورات منذ العشرينات من القرن الماضى ليسوا كما صورهم احمد الجلبى لسادته الامريكان من انهم سوف يرحبون بالمحتلين ويستقبلونهم بالورد والرياحين فرحا لتخليصهم من القهر والظلم. انهم جزء لايتجزأ من هذا الشعب وهم حماة عروبته ودينه، وهكذا فهم يتطلعون إلى السيد مقتدى الصدر ليكون معادلا للمقاومة السنة.
رابعا: تختلف المقاومة التى يقودها الصدر عن تلك التى نعرفها فى الفلوجة والانبار وبقية المناطق التى بدأت المقاومة العراقية الباسلة فيها، فى شيء اساسى وهو ان مقاومته هنا واضحة ولها معالم ولها صوت يتكلم عنها ولها زعيم معروف له وكلاء فى المدن والمحافظات العراقية. مقاومة فى النور اذا شئنا الدقة، ومن ناحية استقطاب الجماهير.. هذه نقطة لصالح الصدر، رغم ان المقاومة التى ترمز لها الفلوجة اكثر تطورا فى العمليات واكثر ايلاما للعدو.
بين التشكيك فى دوافعه واهدافه: فمن قائل انه يفعل كل مايفعل لأنه لم يدع إلى مجلس الحكم او إلى الحكومة، ومن قائل انه يريد ان يسحب البساط من تحت المقاومة التى تنعت تضليلا بالسنية ومن قائل انه يريد ان يفوز لتياره بالحوزة العلمية ومن قائل انه يبحث عن ثمن ومنصب ومن قائل انه يريد ان يحوز الزعامة الشيعية. وفيما بين التشويش حوله: هناك هدنة.. لا هدنة.. اصيب بجروح.. لم يصب بجروح..! بين كل هذا الكم من الضباب..تظل حقيقة واحدة واضحة ان الامريكان راهنوا على الشيعة وخابوا.. وراهن الصدر على انصاره وربح. ما ان بدأت القوات الامريكية فى التقدم إلى وسط النجف وتقترب من الصحن الحيدرى.. حتى هدد الجنوب بالانفصال وهدد عمال النفط فى البصرة بتفجير الانابيب وشارك ضباط الشرطة العميلة فى المظاهرات الاحتجاجية رافعين اسلحتهم وهم يهتفون تضامنا مع النجف وضد الامريكان. واستقال من استقال من وزارة الداخلية ونصف مجلس محافظة النجف. الامريكان لم يفهموا اولويات العراقيين ولم يعرفوا أين تميل قلوبهم حقا. لقد ألبسوهم لباسا امريكيا ووضعوا على رءوسهم خوذ المارينز، ودربوهم على ايدى صهاينة بوجوه عربية ولكن فاتهم ان ينتزعوا قلوبهم ويزرعوا بدلا منها قلوبا خائنة!!