المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تكن مرقعانا وعفنججا ...جعفر رجب



لطيفة
07-01-2013, 06:02 AM
جعفر رجب - الراي

http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/07/01/1372599590022432500_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/07/01/1372599590022432500.jpg)


كان العرب أجدادنا- أنا أصولي من صعدة - هوايتهم اللغة، وصنعتهم بناء الأحرف، وإنتاج كلمات جديدة لبيعها في سوق عكاظ، ولهذا كانوا يضعون مئة صفة للسيف، والف صفة للناقة، ومليون صفة للصحراء، ولم يتركوا شيئا في حاله!

ومثل كل شيء، صنفوا درجات الحماقة، وقد صنف المرحوم الثعالبي كعادته درجات الحماقة، اختصرها في هذه العجالة:

ادنى درجات الحماقة هو «البله»... وهو ان يقول لك ابوعكرمة:يا اخي تبرع من اجل حفر آبار ارتوازية للمسلمين في الامازون، فتتبرع له رغم يقينك بعدم وجود مسلمين هناك، ثم يحفر بتبرعاتك أساسات منزله الفاخر... انت هنا تسمى «أبله»!

الأكثر حماقة من الابله يسمى الاخرق... وهو ان يقول لك ابو عكرمة، انه يجمع التبرعات لدعم الفقراء في الصومال، فتتبرع له داعيا له بطول العمر، فيقوم الاخ بشراء مزارع الموز في الصومال ويصدرها للكويت لتشتريها انت...انت هنا تسمى «أخرق» لانك صدقته مرة اخرى!

الاكثر حماقة من الاخرق هو الاهوج...ان يقول لك ابو عكرمة، تبرع لدعم الشهداء في ميانمار، وانت لا تعرف اين ميانمار ولا هو يعرف، ولكنك تتبرع له، وعندها يؤسس لنفسه شركة عقارية، يشتري بيتك...انت هنا تسمى «أهوج» لأنك صدقته للمرة الثالثة!

بعد الاهوج هو المأفون...ان يأتيك ابو عكرمة ويقول لك تبرع لدعم اللاجئين في سورية، وانت تتبرع والدموع على خديك تنهمر، وتكتشف ان «ابو عكرمة» ذهب وتزوج أربعا دفعة واحدة، انت هناك تحمل لقب مأفون لانك صدقته للمرة الرابعة!

بعد المأفون هو المرقعان...ان يأتيك ابو عكرمة ويقول لك، تبرع لشراء حاملة طائرات مكيفة للمجاهدين في سورية ضد الهجمة الصليبية، وطبعا انت تتبرع وتدعو لهم بالنصر، ثم تشاهد ابو عكرمة حاملا حقيبته في المطار مودعك لثلاثة اشهر لان جلده لا يتحمل حر الصيف... انت هنا تسمى «مرقعان»!

بعد المرقعان هناك العفنجج... اذا قال ابو عكرمة حياه الله ورعاه، نريد ان نجهز مستشفى ميدانياً للمقاتلين، وانت تتبرع بكل التجهيزات وتستلف لتدعم الجهاد، ثم تشاهد على الطريق العام مبنى مكتوب عليه «مجمع ابوعكرمة الطبي»... انت هناك تسمى «عفنجج»!

من ثلاثين سنة وابو عكرمة، من اموال تبرعات البسطاء من الناس، يبني المجمعات، ويشتري العقارات، والمزارع، والشاليهات،
والفضائيات، والمدارس والجامعات... فاذا مازلت تتبرع له، متصورا ان «ابو عكرمة» بيده مفاتيح دخولك الجنة... فاسمح لي أنك خرجت من مرحلة الحماقة الى مرحلة (الحمور...)!

جعفر رجب


JJaaffar@hotmail.com (JJaaffar@hotmail.com)