المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابو بكر الصديق اول من انكر السنة النبوية



المهدى
02-14-2005, 01:35 AM
د.عثمان محمد على
باحث إسلامى ومدير رواق إبن خلدون - القاهرة
عرب تايمز



توفى نبى الله محممد عليه الصلاة والسلام فى الثانى عشر من ربيع الأول من السنه الحادية عشر من الهجره ..ولم يترك وراءه نظاما مكتوبا للحكم او موصا به .ولا للسياسه وقد يعود ذلك لأن دولة النبى كانت دولة مدنية بحكمها نظام الشورى وكان عليه السلام علىرأس هذا النظام الذى يستمد قوته وشعبيته من الناس وهو بذلك كان يطبق ما أمره به القرآن الكريم من إستشارة من معه من المؤمنين فى تسيير شئونهم وألا يقف ما ليس له به علم وان يسأل إولى الذكر والعلم والمشورة فى شئون تسيس وتسيير أمور الناس .

كما فعل فى جهاده فى موقعة بدر وموقعة الأحزاب وحنين وغيرها ولذلك تركهم دون وصية مسموعة أو مقروئة فى إختيار خليفة وحاكما من بعده على دولة المسلمسن الوليده ظنا منه عليه السلام انهم سيأخذون بمبدأ القرآن فى الشورى وهو أهم مبدأ قرآنيا ومدنيا فى نظم الحكم إختيارة لآنه يعتبر أول حاكم للدولة الإسلامية بعد إنقطاع الوحى وتوليته الحكم فى ظروف غاية فى الصعوبة بعد موت النبى محمد علية الصلاة والسلام وقبل دفنة وفى ظروف تهجم ألأعراب والبدو للمدينة قبيل وفاة النبى ولكون إختياره كان قرارا فرديا وليس جماعيا وحمل الناس على المبايعة له مبايعة عامة فى المسجد بعد صراع بين القرشيين المهاجرين وألأنصار اليثربيين اصحاب ألارض والذى غتنهى بعودة العصبية القبلية وعودة الحكم إلى قريش ولم يخرج منها حتى نهاية العصر العباسى والفاطمى .


وايضا تغييب الناس فى أهم حق من حقوقهم فى إختيار حاكمهم.على مبدأ الشورى . وأيضا لآنه أول من وضع برنامجا سياسيا مختصرا وواضحا فى خطبت الأولى مبنى على وقوفه بجانب الحقوالعدل ضد الظلم.
وكذلك أول من أمر بالفتوحات الإسلامية رغم وجود تناقضات بين ما قاله لأسامة بن زيد فى وصيته له بألا يتعرض لآهل الصوامع وان يتركهم يتعبدون فى صوامعهم بدياناتهم.وبين إجبارهم فى التخيير بين الدخول فى الأغسلام .أو الجزية أو القتال؟


وكذلك فى كتابته وصية لعمر بن الخطاب ان يخلفة خليفة وحاكما من بعده على المسلمين وما فتوحة من ممالك ودويلات مخالفا فى ذلك نهج النبى علية الصلاة والسلام الذى مات دون وصية لآحدفى الخلافة والحكم وترك ألآمر شورى للمسلمين جميعا وهنا نسأل هل بذلك يعتبر أبو بكر الصديق هو أول من خالف وأنكر السنة بفعلته تلك أم لا أم ليس هناك سنة اصلا أجيبونا يا علماء الحديث ؟يرحمكم الله ولنرى إلى أى مدى إقترب أو إبتعد االمسلمين من تطبيق ذالك المبدأ فى إختيارهم لأول خليفه لرسول الله عليه السلام على دولتهم الوليده .

وكان ذلك الخليفة هو أبو بكر الصديق : اسمه هوعبد الله بن أبى قحافة عثمان بن عامر بن كعب التيمى القرشى ولد بمكة وإشتغل بالتجارة قبل الإسلام مواقفة مع النبى علية السلام يعد من أوائل من دخلوا فى الإسلام كان صديق للنبى محمد عليه السلام وصاحبه فى الهجرة وانابه النبى عليه السلام فى مرضه عنه فى إمامة الناس فى الصلاة وصهر النبى عليه السلام حيث زوجه إبنته أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر .صاحبة المواقف السياسية الكثيرة فى خلافة عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب .


وتولى الخلافه فى ظروف غاية فى الصعوبه وهى موت النبى المرسل قائد الدوله والقاضى والمحاط بالوحى وقبل ان يدفن .ظهرت العصبيه القبليه التى حاول النبى من خلال الوحى ان يمحوها ويزيلها .من الظهور مرة آخرى بثوب جديد وذلك فى بيعة الثقيفة بين لأنصار أصحاب يثرب التى سميت بالمدينه فيما بعد والأرض التى إستضا فوا النبى وصحبه عليها وإكتملت الرساله وولدت الدوله فى أرضهم وبمساعدات فى أن يختاروا من بينهم حاكما على مدينتهم ومن ثم حاكما وقائدا للجيوش فى ظل الدوله الوليده فإجتمعوا ببيت كيبرهم سعد بن عبادة وكان رجلا طاعنا فى السن مريضا وقرروا إختياره رئيسا للدولة .بين القسم الآخر من سكان المدينه وهم المهاجرين و سارع كبارهم وعلى رأسهم ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب .

ودخلا البيت على ألأنصار وحدثونهم فى ألأمرولم ينتهى الحوار حتى إقتربا من القتال حول ألأحقية فىتولى رأس الدولة والخليفة وكلا يعرض حججه تحت قوة السيوف قرب القتال فيما بينهم الأنصار يقولون نحن أنصار الدين والرسول وأويناكم عندما كنتم تلاقون الهوان والعذاب من أهل مكة.والمهاجرين يقولون نحن أولى فنحن الذين قام الدين بنا ونحن قرشيون والنبى منا وإنتهوا تجت وطئة السيوف إلى أن الخلافة فى المهاجرين من قريش والوزارة فى الأنصار أصحاب الأرض رئيس الدولة من المهاجرين ورئيس الوزراء من ألأنصار أهل المدينة ومد عمر بن الخطاب يده إلى أبى بكر الصديق ليبايعه وأمر الناس أن يبايعوه منهم من بايع بالموافقه على رضا ومنهم من بايع تحت تهديد السيوف وتم إختيار أبى بكر الصديق خليفة دون مشورة حقيقية من الناس ولكن على اساس أنه أكبر المهاجرين وأقربهم صحبة للنبى من الصحابه وخليفته فى الحج والصلاة .

وتمت البيعة الجزئية قبل ان يدفن النبى عليه الصلاة والسلام .وكانت بدايه الفرقه حول الخلافة بين المسلمين فلقد رفض على بن أبى طالب المبايعة ومعه كثير من بنى هاشم بسببتصورهم انهم اولى بالخلافة من ابى بكر الصديق لعصبيتهم وقربهم من النبى عليه السلام وبقولهم بأن النبى عليه السلام وصى له بالخلافة ولكن نفت السيدة عائشه(زوجة النبى عليه السلام وبنت أبو بكر الصديق الخليفة ) هذه الروايه وقالت لقد مات النبى على نحرى ولم يوصى لآحد فمتى وصى له .. وهدد ابو بكرومعه عمر بن الخطاب المعارضة بالحرق والنفى بحجة ألا يكون فى هذة الظروف فرقة بين المسلمين وهنا نسأل هل إستشارة الناس فى إختيار خليفتهم يقربهم من الإتحاد ويبعدهم عن الفرقة ويحافظ على الدولة التى احاط بهم الأعداء والأعراب من كل مكان ؟ام تجاهلهم وإعتبارهم رعية (أغنام )هو الخير لهم وياحفظ لهم على وحدة الدولة ؟


ولقد كانت الطريقة التى إختير بها الخليفةابو بكر الصديق فتنة وقى الله الناس شرها .وإستلم ابو بكر الصديق خلافته فى الثالث عشر من ربيع ألأولى سنة إحدى عشر من الهجرة وتمت الموافقة النهائية على رئاسته للدولة فى المسجد مع غياب على بن أبى طالب ونفر معه من بنى هاشم وبنى أمية برنامجة السياسى وبدأ إستلام مهامه وخطب خطبة قصيرة حدد فيه برنامجه السياسى جاء فيه (ايها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن احسنت فأعينونى وإن أسات فقومونى .الصدق أمانة والكذب خيانة .والضعيف فيكم قوى عندى حتى أخذ الحق له والقوى فيكم ضعيف عندى حتى آخذ الحق منه إن شاء الله .لا يدع أحد منكم الجهاد فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم بالذل .

واطيعونى ما أطعت الله ورسوله .فإذا عصيت الله فلا طاعة لى عليكم .قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ولو دققنا النظر فى كلمة ابوبكر لوجدنا ان برنامجه السياسى بنى على خصال حسنة مقبولة وآخرى غير ذلك .فاما الخصال والبنود الحسنة –انه يرسم سياستة بأن الخليفة فرد عادى من الناس وليس بخيرهم أو أفضل منهم لأنه من المحتمل ان يوجد فى الناس من هو أكثر منه عقلا وعلما وإدارة .وأيضا تمسكا بدينه ..ويطلب من الناس ان تعينه وثؤازره وتنصره إذا أحسن .وإن أساء التصرف فى أمر من ألأمور أو تجاه فرد من ألأفراد فعليهم ان يقوموه .بطريقة الحوار المباشر فالدولة حديثة وليس فيها او بها من التعقيدات المدنية البروتوكولية فى الإتصال بالخليفة فهو القاضى وهو إمام الصلاة وهو معهم فى كل وقت وليس على بابه من الحجاب من يمنعهم من الوصول إليه وعرض قضاياهم وشكواهم عليه مباشرة وكذلك ان الناس جميعا لدى الخليفة سواسيا لا فرق بين قويهم إو ضعيفهم إلا فى الحق والعدل ونراه قد أرسى مبدأ هاما من مبادىء الحكم وهو ما يعبر عنه الآن بالشفافيه بين الحاكم والمحكوم وبين أجهزة الدوله ورعاياها .

وإن كانت الدولة فى ذاك الزمان لم تكن صورتها المعقدة الحديثه ألأن ولكنه مبدأ هام وهو الصدق المرتبط بالأمانه وأنه فى حد ذاته أمانه بين الحاكم والمحكوم .وعلى عكسه يكون الكذب خيانه للإثنين ويشيع من خلاله الفساد فى شئون الحكم وشئون الناس .وأيضا ان طاعة الخليفة مرتبطة بطاعته لله تعالى فى تنفيذ ما ظهر منها والإجتهاد فى فهم وتطبيق ما إحتيج لذلك .وان طاعته اى الخليفة مقيدة بقيامه على مصالح الناس والعباد وهى العدل والرحمة والسلام وما يعبر عنها بمقاصد التشريع فإذا قام بغير ذلك تنتقض بيعته ولا طاعة له بل عليهم ان يقوموه ويعيدوه إلى طريق الله تعالى فى تسيير مصالح العباد أما البنود التىجاءت ببرنامجه السياسى والتى نتحفظ عليها بل نعارضها هى قوله .(لا يدع أحد منك الجهاد فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل .

فهى عبارة مبهمة ويفهم منها الدعوة للجهاد ولكن اى جهاد ؟هل الجهاد المبنى على الدفاع عن الدولة ومصالحها وعدم إعتدائها على جيرانها من الممالك المجاوره وعدم إستخدام السيف فى نشر الدعوة الإسلامية وهذا يتمشى مع التشريع القرآنى وما طبقه النبى عليه السلام فى أنه لم يعتدى على أى قبيلة او مدينة مجاورة ابدا وإنما كانت حروبه كلها ردا على إعتداء المعتدين عليه وعلى المدينه او القبائل التى دخلت فى حلف دفاعى معه وإنما إستخدم فى نشر الدعوه إرسال الكتب والرسائل ملوك الممالك المجاورة وأن الإسلام كفل حرية كامله لمن اراد ان يدخل فيه ويتبع منهجه او لا يدخل او يدخل ثم يخرج منه وترك الحساب على كل ذلك على الله تعالى يوم القيامة ام الجهاد المبنى على الإعتداء على المجاورين من الممالك والقبائل بحجة نشر الإسلام ولكنه فى الحقبقة لإغتنام ثرواتهم وبسط النفوذ القرشى على الممالك .

وإيهام المقاتلين انهم يقاتلون فى سبيل الله ومن آجل رفع رأية الإسلام والتخلص من الثائرين والبدو وإبعادهم عن عاصمة الحكم وتصدير ثورتهم وأطماعهم بعيدا عن حدودها وأظن ان الأخير هو ما حدث وان بسن أبى بكر سنة خروج جيش المسلمين خارج حدودة وقتاله الآمنين من جيرانه قد سن سنة غريبه وبعيدة عن روح السلام والعدل والرحمة التى نزل بها الإسلام الحنيف رسالة الرحمة للعالمين وهو فعل شخصى لا ينسب للإسلام ولكن لمن فعلوه ومع كل فقد كانت للخليفة ابو بكر الصديق وصايا يوصى بها أمراء الجند قبل رحيلهم للقتال منها رسالته إلى أسامة بن زيد فى حربه ضد المعتدين على المدينة فى آخر حياة النبى عليه السلام عندما إعتقدوا‘ان بنهاية محمد تنتهى دولته وما سموها حروب الرده وما فسروها خطأ انها كانت حروبا لمن إرتد عن الإسلام ورفض دفع الزكاة للخليفة .

ولكنها فى حقيقتها حربا لرد المعتدين ومن شايعهم من ألأعراب والمنافقين عندما أرادوا أن ينقضوا على المدينة ليقضوا عليه وعليها عندما علموا بمرض النبى عليه السلام ولكن النبى جهز جيشا قبل أن يتوفى ءأمر عليه أسامة بن زيد قائدا وأميرا له وتعطل خروج الجيش بسبب وفاته عليه الصلاة والسلام ولكن أتم خروجه أبوبكر الصديق ووصاه بوصية جاء فيها (لا تخونوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا .ولا تقتلوا طفلا ولا شيخا كبيرا ولا تعزقوا نخلا ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة .ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا للأكل .وإذا مررتم بقوم فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له وبهذه الوصية يكون قد وضع اسسا للجيش وأميره يتصرفون على اساسها مبنية على الرحمة فى معاملة النساء والأطفال والشيوخ والا يعتدوا وألايغدروا إذا عاهدوا عهدا فعليهم ان يوفون به ولا يقطعو شجرا وأن يتعاملوا ايضا بنظام وأسلوب متحضر فىالحفاظ على النبات والحيوان وهو نظام سابق لعهده لو نظرنا إليه أنه منذ ما يزيد على اكثر من الف وأربعمائة سنة وأهم بند فى الوصيةوالذى يدل على الحرية الدينيه وقبول التعايش مع المختلفين دينيا مع المسلمين وعدم التعرض بالأذى والضررلهم .

بل عليهم ان يحافظوا عليهم وعلى صوامعهم وأن يتركوهم وما فرغوا له فهل يعتبر بذلك المتأسلمين الجددويعلموا ان الإسلام قائم على حرية العقيدة وأنها مكفولة للجميع فى ظل الدولة المدنية الإسلاميه وقد وضع ابو بكر نظاما ماليا لنفقات بيت الخليفه فكان يشتغل بالتجاره قبل ان يتولى الخلافة فأراد ان يمارس نشاطه ليعول نفسه وأهل بيته وذهب للسوق فذهب وراءه عمر بن الخطاب وبعض المسلمين وأرجعاه والزماه ان يتفرغ للحكم مقابل مرتب سنوى قدره الفان وطلب علاوة فقال زيدونى فإن لى عيالا وقد شغلتمونى عن التجارة .

فزادوه خمسمائه .وعندما إشتد عليه المرض جمع كبار الصحابه فأستشارهم فى العهد لعمر بن الخطاب فوافقوه فأملى كتابا على عثمان بن عفان جاء فيه ( بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عاهد به أبو بكر خليفة رسول الله محمد عليه السلام .عند آخر عهده بالدنيا .إنى إستعملت عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيرأ فإن صبر وعدل فذلك علمى به ورأى فيه وإن جار وبدل فلا علم لى بالغيب والخير اردت لكل إمرىء ما إكتسب وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون ثم أمر بالعهد فقرىء على المسلمين ) ثم نادى عمر فقال له ( إنى قد إستخلفتك على أصحاب رسول الله ياعمر إن لله حقا بالليل لا يقبله بالنهار وحقا بالنهار لا يقبله فى الليل وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى فرائضه .ألم ترى يا عمر أنما ذكر الله أهل النار بأسوأ أعمالهم فإذا ذكرتها قلت إنى لا أرجوان لآ أكون منهم .

وإنما ذكر أهل الجنه بأحسن أعمالهم لأنه تجاوز لهم عما كان من سىء فإذا ذكرتها قلت أين عملى من أعمالهم فإن حفظت وصيتى فلا يكون غائب أحب إليك من حاضر من الموت ولست بمعجزه ) وقال له ايضا (إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه ،فاتق الله يا عمر بطاعته ، وأطعه بتقواه ، فإن المتقي آمن محفوظ ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به ، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل ، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ ، وأن يحبط عمله ، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم ، وأن تصم بطنك من أموالهم ، وأن يخف لسانك عن أعراضهم ، فافعل ولا حول ولا قوة إلا بالله ) وفاتة ونراه قد منع المسلمين من حقهم فى إختيار خليفتهم أو رئيسهم بطريقة مباشرة وتوفى فى 22 جمادى ألخرة سنه 13هجرية .