المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمير السعيد والسنونو .. من حمد الى تميم وقرابين أبناء اسماعيل .... بقلم : نارام سرجون



فاطمي
06-28-2013, 09:12 PM
الجمعة 28-06-2013

بقلم : نارام سرجون



http://www.champress.net/UserFiles/Image/2009/04/mepanorama171254-300x169_8.jpeg


ماذا يعني أن يذهب حمد ويأتي تميم وتبقى قاعدة العيديد وتبقى الأمة تأكل من مائدته ومن قدوره الاسلامية الرهيبة المليئة بدمنا والمتسخة بالناتو؟ وماذا يعني أن يذهب حمد وتبقى تسيبي ليفني تتسوق رؤوسنا في قطر وتملأ سلالها من غلال الربيع أمنا ومستوطنات وحفلات في الأقصى ويملأ بيريز جيبه بصداقات عظيمة .. ويتسلى نتنياهو بمسبحة في جيبه صنع حباتها من رؤوس الزعماء العرب ومن رؤوس كل الشهداء العرب؟؟ .. ماذا يعني أن يذهب حمد ويأتي تميم ويستمر سفير اسرائيل عزمي بشارة في حكم قطر .. ويستمر غازها في اشعال الحروب؟؟





قبل الربيع لم أكن أكتب حرفا على سطر من دون أن أضع في جيبه قارورة عطر .. ودون أن أغمسه في ماء الخلود ليبقى ولايموت ولايندثر .. وقبل الربيع كنت حريصا على أن أعلق الأجراس على الكلام فاذا اصطدمت به الألحاظ وهزته العيون التي تقرأ، سمع منه رنين وعزف ولحن .. لأنني أكتب لأنفخ في الكلام الروح لا لأنفخ الأرواح بالكلام ..



أما اليوم فلا تلوموني ان توقفت عن رش العطور على الحروف وتوقفت عن البحث عن خلود الكلام .. وأمضيت وقتي في تعليق أجراس المواشي والابل والأغنام في .. عنق تميم وأبيه ..ملك الملوك وأمير الأمراء .. وصاحب الكهف الذي سيدخل فيه جيل ثان من شباب العرب .. وسأكون مشغولا وأنا أعلق الأجراس أيضا في أعناق مواشي العرب من الثورجيين ومثقفي الحرية ..



ولاتلوموني من فضلكم ان قلت بأني أعلق الأجراس في أعناق العرب لأني أسمع في أصوات العرب جميعا أصوات السلاسل والأصفاد وهم في ذروة الانشاد للحرية .. فصوت العبد يحمل صوت سلاسله وأصفاده معه أيضا .. ولو أصختم السمع الى سعود الفيصل لسمعتم في صوته اهتزاز السلاسل الصدئة في معاصم العبيد .. بل لو أصختم السمع الى تنهداته لسمعتم صوت الأظلاف والمخالب والحوافر البرية الغاضبة .. ولو تشممتم عباءته لشممتم رائحة بول سادته فيها..



ومن جديد أرجوكم ألا تعاتبوني ان قلت لكم بأن لاحاجة بنا - نحن أبناء اسماعيل - بعد اليوم لانتظار عيد الأضحى لأننا نحن القرابين والاضحيات .. فالعرب (أبناء اسماعيل) هم الكبش العظيم وقرابين بلا نهاية .. لأن اسماعيل وأبناءه يجري نحرهم من المحيط الى الخليج ولاأكباش تفتديهم من السماء .. ولاأدري ان كان من دلالة ومغزى في اختيار الله لاسماعيل في رؤيا ابراهيم ليكون قربانا يذبح .. يومها لم يذبح ابراهيم ابنه اسماعيل لأن السماء افتدته بكبش عظيم ..




أبناء اسماعيل اليوم يذبحون بسخاء كالقرابين ويرسلون للموت كأنه تحقيق لرؤيا ابراهيم في أبناء اسماعيل .. وليس هناك من كبش يفتدون به لأن أبواب السماء أغلقتها مغاليق الافتاء وأقفال اللحى ومنعت وصول الأضحيات من السماء .. أبواب السماء يقف عليها اليوم اتحاد علماء المسلمين وويوصدها وعاظ الأمير ويقف دونها خزنة الموت .. هل رأيتم حفلة الموت ورقصة القرابين السخية التي أقيمت في القاهرة ونحر فيها المؤمنون المؤمنين ودعوا للجهاد والنحر والانتحار في سورية؟؟ هل رأيتم الفرعون في مصر يسن سكاكينه ليذبح أبناء اسماعيل بعضهم بعضا من الجيزة وحتى بغداد مرورا بحلب وغزة؟؟ عرب يذبحون عربا .. ومسلمون يذبحون مسلمين .. وأبناء اسماعيل يذبحون أبناء اسماعيل .. ولاكبش من السماء يفتدينا .. ولاحاجة لانتظار فدية السماء .. فلن تفتح أبواب السماء عن كبش عظيم .. فنحن أمة تذبح أبناءها من الوريد الى الوريد كرمى لعين الرب .. لأن أنبياء الناتو رأوا في المنام رؤيا للحرية لاتقل عن رؤيا ابراهيم ولايجب ان ترد فيها القرابين البشرية .. وعلى أمّة اسماعيل أن تمد عنقها للذبح بسكين الجهاد وهي تقول لاتحاد علماء المسلمين: ياأبت ..افعل ماتؤمر ..ستجدني ان شاء الله من الصابرين ..




ولاتغلظوا علي اللوم يااصدقائي ان قلت لكم بأن ماتنقله الجزيرة عن نهاية قصة (السنونو والأمير السعيد) ماهي الا مسرح للعرائس عن الأمير الذي انفطر قلبه على الأمة فتنحّى .. وعن السنونو حمد بن جاسم الطيب الذي كان يطير بين الأمم ينقل هدايا الأمير السعيد للفقراء وياقوت عينيه وزمردة سيفه ويقشر درعه الذهبي ليهبه للثوار .. فما يعرض في مسرح الدمى القطري لايعدو كونه نقل صوت ارتطام الأحذية القديمة بالأحذية الجديدة .. وأجراس المواشي بأجراس المواشي .. فلا تبتهجوا بتغيير الأحذية وتغيير الأجراس .. ولاتتعبوا أنفسكم في تخمين ثورة الحذاء على الحذاء والبغال على البغال .. فلن يحصل شيء .. فما حدث هو أن الأمريكي يبدل أحذيته وثيابه الداخلية ومراحيضه وأجراس ماشيته .. ويترك قدميه في فمنا وعلى عنقنا .. قبل أن يسترخي بكلكله في حمام الشرق الدامي ويأخذ دوشا ساخنا من دمنا الرخيص .. في مسرح الدمى اعلان لا يبدو تبديل الحذاء الا نهاية عهد الربيع العربي وبداية عهد أهل الكهف .. وعهد أمير أهل الكهف .. كهف تميم .. ومابين الربيع والكهف أمة أهل الكهف التي ستنام ثلاثمئة سنة أخرى ..




فماذا يعني أن يذهب حمد ويأتي تميم وتبقى قاعدة العيديد وتبقى الأمة تأكل من مائدته ومن قدوره الاسلامية الرهيبة المليئة بدمنا والمتسخة بالناتو؟ وماذا يعني أن يذهب حمد وتبقى تسيبي ليفني تتسوق رؤوسنا في قطر وتملأ سلالها من غلال الربيع أمنا ومستوطنات وحفلات في الأقصى ويملأ بيريز جيبه بصداقات عظيمة .. ويتسلى نتنياهو بمسبحة في جيبه صنع حباتها من رؤوس الزعماء العرب ومن رؤوس كل الشهداء العرب؟؟ .. ماذا يعني أن يذهب حمد ويأتي تميم ويستمر سفير اسرائيل عزمي بشارة في حكم قطر .. ويستمر غازها في اشعال الحروب؟؟ ..



اعذروني ولاتلوموني اذا رأيتموني أذرو التراب على جثة هذا الجيل العربي الذي ضيعه حمد فضاع منه ماضاع .. والذي لم يعد ينفع فيه طب ولاعقار ولاعطر ولاكلام .. جيل كامل تحطم في حروب عبثية .. وذاب في كرش أمير قطري ابتلعه ثم انزوى ليتجشأ .. وما هي الا نتيجة منطقية لأمة لاتنتج المعرفة ولاتجدد الثقافة .. والأمة التي لاتنتج المعرفة لاتعرف انتاج الحرية ..فالحرية بلا معرفة هي امرأة من شمع لاتنجب مهما سكب فيها من خصب .. ومن لايجدد الثقافة ولايعرف مذاق الحرية أكلته الجاهلية وسقط في بطن حمد أو خرج من شرج تميم .. وأقصى ماتنتجه هذه الشعوب هي أمراء وأبناء أمراء وأميرات وملوك وابناء ملوك ورؤساء ائتلاف .. ووعاظ مؤلفة قلوبهم يتطاير لحمنا ودمنا من أفواههم رذاذا في خطبهم النارية .. وأقصى ماتنتجه هذه الأمة هي مواهب ناقصة وثقافة ناقصة تجتر ماتنتجه الأمم .. فتغني للحرية .. وترسم للحرية .. وتعزف للحرية .. وتكتب للحرية .. ولكنها مجوفة ومسكونة بالعبودية .. انه شوق العبيد إلى التسيد بحجة الحرية .. وأولئك لم تتعبهم العبودية .. فلاتصدقوهم .. لكن ثمن سكوتهم صار بخساً..




ان أمة لاتنتج المعرفة وليس في سراجها زيت لاتستغربوا أن تنتج الظلام اثر الظلام وأن تنطفئ فيها القناديل حتى لو ملأ بطنها نفط الدنيا .. لأن الدم لايضيء القناديل .. أمة تنتج أحمد الأسير والممسوس فضل شاكر وسعدو الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط وبرهان غليون ومعاذ الخطيب ومحمد مرسي والأبله المرزوقي سيقودها كقطعان البهائم جاسوس حاذق مثل عزمي بشارة .. وماشية مثل حمد بن خليفة وحمد بن جاسم .. وتميم



بسبب مثل هذه المواشي العربية في الماضي (سلالة الشريف حسين) رسم لورنس وسايكس بيكو خطوط أقدارنا .. وكلفنا كل خط رسمه الغرب على الخرائط القديمة كوارث لاحدود لها .. خلف كل خط من خطوط سايكس بيكو القديمة ومابعد الحرب العالمية الثانية انبثقت قبائل جديدة وأنواع جديدة من البشر تماما كما تظهر أنواع من الحياة المختلفة والقبائل عند حدوث تحول جيولوجي كبير مثل الفوالق وهجرات صفائح القارات .. وظهرت قبيلة فلسطينية وقبيلة لبنانية وقبيلة أردنية وعراقية وسورية ومصرية ووو .. كما لو كانت صفائح بلاد الشام تخلخلت .. وانشطر وادي النيل الى شطرين متنافرين شمالا وجنوبا، الهوة النفسية بينهما أعمق من انهدام البحر الأحمر الجيولوجي الذي يفصل آسيا عن افريقيا ..



وهاقد أنجز الغرب في مرحلة ربيع حمد وماشيتها رحيلا جديدا للقارات العربية والقطع الجغرافية في الشرق لم يحدث قبل اليوم .. وصار شرق العرب بعيدا عن غبه يفصلهما محيط واسع كما حدث عندما هاجرت قارة أميريكا وانفصلت عن افريقيا منذ ملايين السنين ووقف بينهما محيطان عملاقان .. .



على جانبي كل خط من خطوط الجغرافيا الجديدة التي دشنها حمد بن خليفة اختفت قبائل سايكس بيكو وعاد العرب الى قبائلهم الأولى بشكل جديد .. ونهضت مضر وتغلب .. وتناسلت عبس وغطفان وكلاب على شكل أحزاب العدالة والتنمية .. وعادت قبيلة تميم .. وجاء زمن تميم ..



ستدركون قريبا بأن تجربة الربيع العربي بمرحلتيه الأولى والثانية اللتين نجا منهما السوريون بأعجوبة انفردت بأنها هي التي سيقضى فيها على مجتمعات كبيرة وتحولها الى تجمعات بشرية خارج الزمن .. وبأنها التجربة التي هدمت مئة عام كاملة من يقظة الشرق ومحاولات التنوير ومحاولة خروج أمة أهل الكهف من الكهف ..ولن يبقى خارج الكهف الا الشعب السوري الذي دفع ثمن بقائه تحت الشمس دما غزيرا .. ورفض أن يدخل الى ظلام الكهوف ..




ولكن ستدركون كم كان انجازنا عظيما في سورية .. في سورية بقيت الدولة وبقي المجتمع رغم الثمن الفادح .. وفي دول الربيع سقطت الدول وانهار بنيان المجتمع الداخلي .. وظهرت بوادره في السلفيين الذين يتحولون تدريجيا وبصمت كالاسفين في مجتمعاتهم .. وسيتذكر السوريون الذين صنعوا معجزة الصمود أنهم هم الذين نجوا من مرحلة الربيع الثاني .. مرحلة أهل الكهف .. كما يستطيعون أن يقولوا اليوم بثقة أننا في سورية نجونا من أكبر كارثة وطنية وقعت فيها شعوب الربيع التي بدأت بالتفكك والتحلل بسبب غياب الدولة القوية وتغلغل الغرباء .. ومن هنا يبدأ تفكك المجتمع ..



ولذلك سيشهد الكثيرون غدا تحول ثوار حمد وتميم ذوي العيون الغاضبة والحناجر الصارخة واللحى المسافرة في كل الدنيا .. والأفكار المتلاطمة كجبال الموج .. يتحولون إلى أسياد خلف الأسوار تحميهم الكلاب والجنود والسيوف والرماح والبنادق ..وسيصير لهم جلادون وزبانية .. وسيصير من في الخارج .. ثوارا..



في مرحلة كهف تميم ستدرك الشعوب العربية المعادلة الاسلامية التي وضعت نفسها فيها وهي من أصعب وأقسى المعادلات السياسية وتقول: ان كان مجيء الاسلاميين في عهد حمد بكارثة كبرى وبقاؤهم كارثة كبرى فان رحيلهم سيكون بكارثة كبرى .. وهذه المرحلة تشبه الشيب الذي يصيب الأمم الذي يقال فيه:



لايرحل الشيب عن دار يحل بها ------ حتى يرحّل عنها صاحب الدار



عندها سنعرف أننا كنا على صواب في ان نموت من أجل ألا يموت هذا الوطن.. وألا يدخل في كهف أهل الكهف .


http://www.champress.net/index.php?q=ar/Article/view/22614