عباس الابيض
06-23-2013, 02:57 PM
المتآمرون التكفيريون يجتمعون في الدوحة والقرارات سرية بعد الفشل الذريع
23/06/2013
http://www.charlesayoub.com/admin/img.ashx?pageid=21129&PHName=Image
المعارضون يسيطرون على منطقة ادلب ودير الزور حتى أبو كمال والجيش السوري يركز جهده على السيطرة على حلب
تمام سلام مغلقة بوجهه وسيؤلّف حكومة من "8 آذار" مطعّمة بشخصيات سنيّة قريبة من تيار المستقبل
انعقد مؤتمر المتآمرين في الدوحة وهي باتت عاصمة المتآمرين، حتى ان الصواريخ التي ترد الى لبنان تقوم المخابرات القطرية بإيصالها الى لبنان من خلال ضباط قطريين وشركات سماد لوكلاء لقطر في لبنان يتم تهريب الصواريخ بينها وتمر في مرفأ طرابلس ومنها يتم نقلها الى المناطق المسيحية.
وبما ان العنصر المسيحي لم يدخل على الخط ولأن سمير جعجع لم يتجاوب مع طلب قطر والسعودية، ولأن العماد عون لم يشارك في شيء فإن التنفيذ جاء على الساحة المسيحية لإغراق المسيحيين في مذبحة جديدة مع العلم ان جعجع قال بوضوح في السعودية انا لا استطيع ان اتحالف مع سنة الشمال ولا آخذ بعين الاعتبار وضع لبنان كله .
اما العماد عون فرفض مقاتلة السنة وقال اني سأبقى خارج هذا الصراع المذهبي.
اما رئيس الكتائب الشيخ امين الجميل فهو على الحياد.
على هذا الاساس تدخلت المخابرات القطرية واعتبرت انه يجب اشعال الساحة المسيحية الهادئة وبدأنا يوما بعد يوم نشهد اطلاق صواريخ وقد نشهد امورا اخطر تخطط لها المخابرات القطرية.
والقصة تعود الى القطري الذي تم اعتقاله في فندق الحبتور واعترف بأنه لم يقم بأي عملية جراحية بل كان ذلك تمويهاً وهو مكلف مع ضباط قطريين وخليجيين لإشعال الساحة المسيحية والاسلامية من خلال ضرب الصواريخ ووضع عبوات ناسفة.
جهاز امني ابلغ البطريرك الراعي ان تنقلاته كثيرة وتشكل خطراً عليه، ويتحرك البطريرك الراعي دون ان يعلم احد بزياراته للمناطق والاجتماعات، وهنالك خوف كبير من اغتيال البطريرك الراعي. حتى ان خمس اشخاص كانوا يصورون احتفالا للراعي بجهاز خليوي وتم اكتشاف ان الجهاز الخليوي مرتبط بالاقمار الاصطناعية.
في الدوحة، مؤتمر المتآمرين قال كلمته وهي اسقاط النظام السوري. ورئيس وزراء قطر مصمم بدولته الصغرى على اطاحة النظام السوري. وقال ان المقررات سرية وتُعلن لاحقاً.
في هذا الوقت، دارت المعارك على الشكل التالي في سوريا:
اشتباكات متفرقة في دمشق وحولها هي نوع من حرب العصابات.
الغوطة سيطر عليها المعارضون المسلحون.
اما الجيش السوري فاستعاد قاعدة منغ وسيطر عليها عسكرياً، وتقدم في شارع الحلبي في حلب وسيطر عليه.
في المقابل، المسلحون من المعارضة التكفيرية خاضوا معارك عنيفة ضد مراكز الدولة السورية وسيطروا على ادلب ودير الزور كليا وعلى منطقة ابو كمال والرقة وبات الشمال الشرقي لسوريا تحت يد المقاتلين من المعارضة المسلحة.
لكن اذا حصل الامر كذلك فلأن الجيش السوري لا يقاتل الآن في تلك المنطقة بل حشد قوته في حلب ويريد الدخول الى حلب خلال اسرع وقت. لأن السيطرة على حلب ستقلب موازين القوى كلها، ولأن الخبراء الروس بواسطة الاقمار الاصطناعية ودراسة العمليات العسكرية رأوا ان الجيش السوري اذا سيطر على حلب فيعني ذلك انه سيطر على كل سوريا تقريباً. ومعارك الرقة وبادية الشام ليست شيئا امام المدرعات السورية التي يصل عددها الى 800 مصفحة ودبابة وقاذفة صواريخ.
ثم هنالك سلاح الجو، الذي لم يستعمل بعد بشدة في قصف مدن ومناطق سورية توالي المعارضين المسلحين والنظام حتى الآن يتركهم للصدمة التي ستحصل بعد احتلال منطقة ادلب ودير الزور.
هذا وتدهورت الليرة السورية ووصلت الى 230-240 ليرة سورية مقابل كل دولار، وأصدر الرئيس الأسد قرارا بزيادة الرواتب تصل الى نسبة 50%. وبعد هذه الخطوة، استعادت الليرة السورية جزءاً من قوتها وعادت الى سعر 210 ليرات سورية مقابل كل دولار.
سوريا وحزب الله اديا الى انقسام العالم الى محوريْن لأول مرة منذ ايام الشيوعية والرأسمالية، وباتت روسيا قطب دولي من خلال الورقة السورية، إذ انها راهنت على سوريا وعلى صمودها دون ان تعطيها قطعة سلاح في البداية وحتى شهرين. وكانت روسيا حذرة للغاية من الدخول في معركة سوريا، اضافة الى ان روسيا كانت خائفة من تدخل حزب الله في سوريا وكانت تنصح دائما بأن لا يتدخل.
اجتمع مجلس الثورة في قيادة حزب الله وأخذ قراراً برئاسة السيد حسن نصر الله بالدخول في معركة سوريا، والجيش الذي اجتاز خط بارليف على خط السويس كان 25000 جندي على مدى ثلاثة ايام، والجيش الذي قاتل في الجولان واحتل التلال وسهل القنيطرة كان 100 الف جندي سوري. اما الآن فإن أمرين تغيرا كلياً الاول هو ان المقاتل في حزب الله يدرس سنتين علم الدين وقد يختار الدفاع المدني والهلال الاحمر او البناء في مؤسسة وعد او اعمال اخرى او يقرر اختيار القتال ومنهم من يتبع رسالة دينية ويتابع تربية عائلته دون ان يتطوع في اي عمل في حزب الله وحزب الله لا يحاسبه ولا يعاتبه على شيء لأن رسالة المقاومة هي رسالة بالنسبة لحزب الله.
وصل عديد حزب الله الى مئة الف منهم قوة ضاربة ارتفعت بعد 2006 من 25000 الى 40000 ولو لبى السيد حسن نصر الله كل طلبات الانخراط في المقاومة قبل انهاء الدروس الدينية، لكان هنالك نصف مليون شيعي يقاتلون.
على كل حال، جيش المئة الف هو جيش مميز:
1- بقوة ضاربة من 40000 مقاتل يقاتلون في كل المحاور في الليل وفي النهار في الشتاء والبرد وفي الطقس الحار. واجتازوا دورات تدريبية طليعية في إيران حيث قاموا بمناورات في الجبال وساروا على جبال عالية جدا وهي كلها صقيع وساروا ايضا في رحلات تدريب في مناطق حارة تصل فيها الحرارة الى 40-45 درجة واجتازوا المراحل كلها.
2- هنالك 40000 جندي في حزب الله ممن يساندون ويقاتلون ويحافظون على المراكز التي يحتلها حزب الله من العدو الاسرائيلي بعد قيام القوى الضاربة باحتلال المراكز.
3- يمكن تصنيف الجندي في حزب الله بعتاده ولباسه والاغراض التي يحملها بأنه مزود مثل الجيش الاميركي بكل العدة للمقاتل الفردي وللمقاتل ضمن مجموعة صغيرة وضمن لواء او فوج. ويوجد 20000 جندي في حزب الله هم للتدخل السريع في حال حصلت ثغرة في احدى الجبهات.
تفاجأت قطر، تفاجأت مصر، تفاجأت السعودية، تفاجأت دول الخليج، تفاجأت قوى حلف الناتو من قوة حزب الله الذي حقق انتصارا لا مثيل له خلال ايام على آلاف المقاتلين في القصير. وتدخل حزب الله بقوة تقدر ما بين 1300 -1800 عنصر، مقابل 130000 مواطن كلهم من الطائفة السنية وقاتلوا بشراسة وأنهوا القتال خلال يومين، وانسحبوا ليسلموا قوى الحفاظ على المراكز مكانها.
ما ان انتهت معركة القصير حتى قامت القيامة على حزب الله، حملة اعلامية دولية ممولة من دول الخليج للصحف الفرنسية والبريطانية والاميركية اضافة الى دفع اموال لتلفزيونات فوكس نيوز، اي بي سي، ان بي سي، سي ان ان، وبي بي سي العربية التي بقيت الى حد ما على الحياد.
انهارت معنويات المعارضة، ارتفعت معنويات الجيش السوري، وبتنسيق بين الجيش السوري والخبراء الروس في روسيا الجديدة رأوا ان الهدف الثاني يجب ان يكون حلب ولو كان هدفا كبيرا، فتجاوزت القوات السورية كل المدن على الطريق التي هي ضد الجيش النظامي ووصلت الى مشارف حلب لتخوض معركة عنيفة جدا.
تم تحديد حلب الهدف الثاني لإسقاط المعارضة جذريا، وروسيا التي كانت خائفة في البداية على وحدة الجيش السوري وعلى تقارير بأن الانقسام سيكون علوياً سنياً وجدت الجيش العربي السوري صاحب عقيدة عربية وان الذين انشقوا هم في وظائف غير هامة وادارية اكثريتها او لديهم مشاكل، وغرّهم المال من قطر والخليج. فتركوا واعتبروا ان انضمامهم الى المعارضة سيعطيهم اموالا قطرية، لكن الجيش العربي السوري ضرب بقوة وصمد وقاتل واستطاع صد الهجمات العنيفة
المدعومة من تركيا بالآلاف والمدعومة من الاردن ومن شمال لبنان حتى ان عدد السكان الذين ذهبوا من القلمون والبحصاص وطرابلس والكورة والمنية والضنية وعكار فاق الـ50000 مقاتل اصولي سلفي تكفيري. لكن الجيش السوري عالج الوضع مع لبنان بهدوء تام، وركز بضعة مدافع ضربت مراكز المسلحين اضافة لاعتقالهم اثناء دخولهم الى سوريا. وكان «الدالول» لهذه المجموعات اكثريتهم يعملون مع مخابرات الامن العسكري السوري فكانوا يعطون المعلومات والطرق التي سيمرون عليها، وهناك حوالى 4000 لبناني معتقل في سوريا بتهمة التسلل وحمل السلاح وقتل المدنيين السوريين وقتل جنود من الجيش النظامي.
كل ذلك لم يجعل سوريا تتحرك، بل أن طوافة سورية حلّقت فوق ساحة عرسال التي شهدت استشهاد الضابط النقيب بشعلاني جعلت رئيس الجمهورية يشتكي الى مجلس الامن على سوريا. فيما 4000 مقاتل تسللوا عبر الحدود الشمالية اللبنانية السورية دون ان تشتكي سوريا ودون ان تقول شيئا لقيادة الجيش اللبناني بأنه يجب ضبط وضع الحدود.
وعندما راهنت روسيا على سوريا وجيش حزب الله رأت قوة ضاربة في الشرق الاوسط تصل الى 400000 مقاتل فساندتها ووقفت في وجه اميركا وهي تعرف ان اميركا لا تستطيع النزول على شواطئ سوريا ولبنان، اضافة الى ان روسيا في وقوفها ضد اميركا علمت ان 4000 موظف اميركي في السفارة الاميركية في لبنان وخارجها سيتم سحبهم نهائيا من لبنان وتخلو الساحة لروسيا لوحدها في لبنان، اما في سوريا فإن كل الوجود الاميركي حتى الذي يعمل ضمن الاونيسكو والآثار سيرحلون عن سوريا وهم 18000 بين موظف وعامل اميركي في سوريا، ويعني ذلك ان الساحة السورية اصبحت ساحة روسية بامتياز. اضافة الى ان التقييم العسكري لوجود الخبراء الروس في سوريا في غرفة العمليات اعطى انطباعا ان العماد فهد الجاسم يقود الجيش السوري بطريقة محترفة ويعرف ان الحرب هي طريقها وأن الجيش السوري سينتصر عندها ذهب بوتين الى آخر الطريق متحديا اميركا وأمر الرئيس بشار الاسد بضرب التكفيريين دون رحمة. وهذا الذي حصل. وبفضل سوريا ولبنان عادت صورة العالم الى الحرب الباردة الى حرب القوتين العظمتين اميركا وروسيا وهذه اول مرة بالتحديد منذ 17 سنة.
يمكن القول ان سوريا ولبنان اعادا روسيا الى العالم، ويمكن القول ان القيادة الروسية عادت تتخذ قراراتها بعدما رأت مكانا تستند اليه قوي هو سوريا وحزب الله ولبنان.
ولو حصلت حرب داخلية لبنانية هذه المرة، لكانت ستختلف عن الاول كليا، فلن يسامح احد بشتم المقاومة ولن يسامح احد بالهجوم على المقاومة، ولن يسامح احد بإضعاف المقاومة، بل ستكون المقاومة مع الحزب القومي والحزب الشيوعي وحزب البعث والاحرار من الطوائف كلها التي تكره اسرائيل سيقاتلون بعنف لا مثيل له لضرب المؤامرة على سوريا وضرب جماعة التكفيريين ضربة تقصم ظهرهم وتجعلهم مشلولين لخمسين سنة الى الامام.
الوضع اللبناني
في لبنان كان الجو سيئا بين الرئيس سليمان والرئيس بري لكن الهاتف الذي اتصل به الرئيس بري وقال للرئيس سليمان ربما كنت بحاجة للعملية منذ فترة، فجاوبه الرئيس سليمان ان ليس كل ما تراه هو حقيقة.
بحث الرئيس بري مع رئيس الجمهورية مفاعيل رفض طعون بقانون الانتخابات وبحث الرئيس بري مع الرئيس سليمان ان هنالك 17 مشروعا هاما يجب اقرارهم وبالتالي فتح دورة استثنائية، ولم تعرف الديار جواب الرئيس سليمان. الا انه من المبدأ ان الرئيس سليمان لن يقف حجر عثرة بشأن التشريع، وأهم بند مطروح حاليا هو التمديد لقائد الجيش اللبناني سنتين. والرئيس بري مصر على التمديد السريع للعماد قهوجي كي لا تخلو قيادة الجيش من قيادتها.
اما الرئيس المكلف تمام سلام، فيعيش في المريخ لكنه بدأ يستعيد رشده، وهو سيؤلف حكومة فيها حزب الله، حركة امل، حركة 8 آذار، ويكون العدد النصف من 8 آذار ونصف العدد الآخر يكون من 14 آذار وبما ان تيار المستقبل لا يريد ان يشترك فإنه سيختار وزراء سنة وشخصيات مسيحية قريبة من تيار المستقبل مع ضمان لتيار المستقبل ان هذه الحكومة لن تأخذ اي خطوة ضد تيار المستقبل انتقامية او غيرها بل على العكس ستكون قريبة من 14 آذار قربها من 8 آذار، والسعودية موافقة على تأليف حكومة برئاسة تمام سلام المتفاهمة معه وهكذا سيكون.
http://www.charlesayoub.com/Article.aspx?pageid=21129
23/06/2013
http://www.charlesayoub.com/admin/img.ashx?pageid=21129&PHName=Image
المعارضون يسيطرون على منطقة ادلب ودير الزور حتى أبو كمال والجيش السوري يركز جهده على السيطرة على حلب
تمام سلام مغلقة بوجهه وسيؤلّف حكومة من "8 آذار" مطعّمة بشخصيات سنيّة قريبة من تيار المستقبل
انعقد مؤتمر المتآمرين في الدوحة وهي باتت عاصمة المتآمرين، حتى ان الصواريخ التي ترد الى لبنان تقوم المخابرات القطرية بإيصالها الى لبنان من خلال ضباط قطريين وشركات سماد لوكلاء لقطر في لبنان يتم تهريب الصواريخ بينها وتمر في مرفأ طرابلس ومنها يتم نقلها الى المناطق المسيحية.
وبما ان العنصر المسيحي لم يدخل على الخط ولأن سمير جعجع لم يتجاوب مع طلب قطر والسعودية، ولأن العماد عون لم يشارك في شيء فإن التنفيذ جاء على الساحة المسيحية لإغراق المسيحيين في مذبحة جديدة مع العلم ان جعجع قال بوضوح في السعودية انا لا استطيع ان اتحالف مع سنة الشمال ولا آخذ بعين الاعتبار وضع لبنان كله .
اما العماد عون فرفض مقاتلة السنة وقال اني سأبقى خارج هذا الصراع المذهبي.
اما رئيس الكتائب الشيخ امين الجميل فهو على الحياد.
على هذا الاساس تدخلت المخابرات القطرية واعتبرت انه يجب اشعال الساحة المسيحية الهادئة وبدأنا يوما بعد يوم نشهد اطلاق صواريخ وقد نشهد امورا اخطر تخطط لها المخابرات القطرية.
والقصة تعود الى القطري الذي تم اعتقاله في فندق الحبتور واعترف بأنه لم يقم بأي عملية جراحية بل كان ذلك تمويهاً وهو مكلف مع ضباط قطريين وخليجيين لإشعال الساحة المسيحية والاسلامية من خلال ضرب الصواريخ ووضع عبوات ناسفة.
جهاز امني ابلغ البطريرك الراعي ان تنقلاته كثيرة وتشكل خطراً عليه، ويتحرك البطريرك الراعي دون ان يعلم احد بزياراته للمناطق والاجتماعات، وهنالك خوف كبير من اغتيال البطريرك الراعي. حتى ان خمس اشخاص كانوا يصورون احتفالا للراعي بجهاز خليوي وتم اكتشاف ان الجهاز الخليوي مرتبط بالاقمار الاصطناعية.
في الدوحة، مؤتمر المتآمرين قال كلمته وهي اسقاط النظام السوري. ورئيس وزراء قطر مصمم بدولته الصغرى على اطاحة النظام السوري. وقال ان المقررات سرية وتُعلن لاحقاً.
في هذا الوقت، دارت المعارك على الشكل التالي في سوريا:
اشتباكات متفرقة في دمشق وحولها هي نوع من حرب العصابات.
الغوطة سيطر عليها المعارضون المسلحون.
اما الجيش السوري فاستعاد قاعدة منغ وسيطر عليها عسكرياً، وتقدم في شارع الحلبي في حلب وسيطر عليه.
في المقابل، المسلحون من المعارضة التكفيرية خاضوا معارك عنيفة ضد مراكز الدولة السورية وسيطروا على ادلب ودير الزور كليا وعلى منطقة ابو كمال والرقة وبات الشمال الشرقي لسوريا تحت يد المقاتلين من المعارضة المسلحة.
لكن اذا حصل الامر كذلك فلأن الجيش السوري لا يقاتل الآن في تلك المنطقة بل حشد قوته في حلب ويريد الدخول الى حلب خلال اسرع وقت. لأن السيطرة على حلب ستقلب موازين القوى كلها، ولأن الخبراء الروس بواسطة الاقمار الاصطناعية ودراسة العمليات العسكرية رأوا ان الجيش السوري اذا سيطر على حلب فيعني ذلك انه سيطر على كل سوريا تقريباً. ومعارك الرقة وبادية الشام ليست شيئا امام المدرعات السورية التي يصل عددها الى 800 مصفحة ودبابة وقاذفة صواريخ.
ثم هنالك سلاح الجو، الذي لم يستعمل بعد بشدة في قصف مدن ومناطق سورية توالي المعارضين المسلحين والنظام حتى الآن يتركهم للصدمة التي ستحصل بعد احتلال منطقة ادلب ودير الزور.
هذا وتدهورت الليرة السورية ووصلت الى 230-240 ليرة سورية مقابل كل دولار، وأصدر الرئيس الأسد قرارا بزيادة الرواتب تصل الى نسبة 50%. وبعد هذه الخطوة، استعادت الليرة السورية جزءاً من قوتها وعادت الى سعر 210 ليرات سورية مقابل كل دولار.
سوريا وحزب الله اديا الى انقسام العالم الى محوريْن لأول مرة منذ ايام الشيوعية والرأسمالية، وباتت روسيا قطب دولي من خلال الورقة السورية، إذ انها راهنت على سوريا وعلى صمودها دون ان تعطيها قطعة سلاح في البداية وحتى شهرين. وكانت روسيا حذرة للغاية من الدخول في معركة سوريا، اضافة الى ان روسيا كانت خائفة من تدخل حزب الله في سوريا وكانت تنصح دائما بأن لا يتدخل.
اجتمع مجلس الثورة في قيادة حزب الله وأخذ قراراً برئاسة السيد حسن نصر الله بالدخول في معركة سوريا، والجيش الذي اجتاز خط بارليف على خط السويس كان 25000 جندي على مدى ثلاثة ايام، والجيش الذي قاتل في الجولان واحتل التلال وسهل القنيطرة كان 100 الف جندي سوري. اما الآن فإن أمرين تغيرا كلياً الاول هو ان المقاتل في حزب الله يدرس سنتين علم الدين وقد يختار الدفاع المدني والهلال الاحمر او البناء في مؤسسة وعد او اعمال اخرى او يقرر اختيار القتال ومنهم من يتبع رسالة دينية ويتابع تربية عائلته دون ان يتطوع في اي عمل في حزب الله وحزب الله لا يحاسبه ولا يعاتبه على شيء لأن رسالة المقاومة هي رسالة بالنسبة لحزب الله.
وصل عديد حزب الله الى مئة الف منهم قوة ضاربة ارتفعت بعد 2006 من 25000 الى 40000 ولو لبى السيد حسن نصر الله كل طلبات الانخراط في المقاومة قبل انهاء الدروس الدينية، لكان هنالك نصف مليون شيعي يقاتلون.
على كل حال، جيش المئة الف هو جيش مميز:
1- بقوة ضاربة من 40000 مقاتل يقاتلون في كل المحاور في الليل وفي النهار في الشتاء والبرد وفي الطقس الحار. واجتازوا دورات تدريبية طليعية في إيران حيث قاموا بمناورات في الجبال وساروا على جبال عالية جدا وهي كلها صقيع وساروا ايضا في رحلات تدريب في مناطق حارة تصل فيها الحرارة الى 40-45 درجة واجتازوا المراحل كلها.
2- هنالك 40000 جندي في حزب الله ممن يساندون ويقاتلون ويحافظون على المراكز التي يحتلها حزب الله من العدو الاسرائيلي بعد قيام القوى الضاربة باحتلال المراكز.
3- يمكن تصنيف الجندي في حزب الله بعتاده ولباسه والاغراض التي يحملها بأنه مزود مثل الجيش الاميركي بكل العدة للمقاتل الفردي وللمقاتل ضمن مجموعة صغيرة وضمن لواء او فوج. ويوجد 20000 جندي في حزب الله هم للتدخل السريع في حال حصلت ثغرة في احدى الجبهات.
تفاجأت قطر، تفاجأت مصر، تفاجأت السعودية، تفاجأت دول الخليج، تفاجأت قوى حلف الناتو من قوة حزب الله الذي حقق انتصارا لا مثيل له خلال ايام على آلاف المقاتلين في القصير. وتدخل حزب الله بقوة تقدر ما بين 1300 -1800 عنصر، مقابل 130000 مواطن كلهم من الطائفة السنية وقاتلوا بشراسة وأنهوا القتال خلال يومين، وانسحبوا ليسلموا قوى الحفاظ على المراكز مكانها.
ما ان انتهت معركة القصير حتى قامت القيامة على حزب الله، حملة اعلامية دولية ممولة من دول الخليج للصحف الفرنسية والبريطانية والاميركية اضافة الى دفع اموال لتلفزيونات فوكس نيوز، اي بي سي، ان بي سي، سي ان ان، وبي بي سي العربية التي بقيت الى حد ما على الحياد.
انهارت معنويات المعارضة، ارتفعت معنويات الجيش السوري، وبتنسيق بين الجيش السوري والخبراء الروس في روسيا الجديدة رأوا ان الهدف الثاني يجب ان يكون حلب ولو كان هدفا كبيرا، فتجاوزت القوات السورية كل المدن على الطريق التي هي ضد الجيش النظامي ووصلت الى مشارف حلب لتخوض معركة عنيفة جدا.
تم تحديد حلب الهدف الثاني لإسقاط المعارضة جذريا، وروسيا التي كانت خائفة في البداية على وحدة الجيش السوري وعلى تقارير بأن الانقسام سيكون علوياً سنياً وجدت الجيش العربي السوري صاحب عقيدة عربية وان الذين انشقوا هم في وظائف غير هامة وادارية اكثريتها او لديهم مشاكل، وغرّهم المال من قطر والخليج. فتركوا واعتبروا ان انضمامهم الى المعارضة سيعطيهم اموالا قطرية، لكن الجيش العربي السوري ضرب بقوة وصمد وقاتل واستطاع صد الهجمات العنيفة
المدعومة من تركيا بالآلاف والمدعومة من الاردن ومن شمال لبنان حتى ان عدد السكان الذين ذهبوا من القلمون والبحصاص وطرابلس والكورة والمنية والضنية وعكار فاق الـ50000 مقاتل اصولي سلفي تكفيري. لكن الجيش السوري عالج الوضع مع لبنان بهدوء تام، وركز بضعة مدافع ضربت مراكز المسلحين اضافة لاعتقالهم اثناء دخولهم الى سوريا. وكان «الدالول» لهذه المجموعات اكثريتهم يعملون مع مخابرات الامن العسكري السوري فكانوا يعطون المعلومات والطرق التي سيمرون عليها، وهناك حوالى 4000 لبناني معتقل في سوريا بتهمة التسلل وحمل السلاح وقتل المدنيين السوريين وقتل جنود من الجيش النظامي.
كل ذلك لم يجعل سوريا تتحرك، بل أن طوافة سورية حلّقت فوق ساحة عرسال التي شهدت استشهاد الضابط النقيب بشعلاني جعلت رئيس الجمهورية يشتكي الى مجلس الامن على سوريا. فيما 4000 مقاتل تسللوا عبر الحدود الشمالية اللبنانية السورية دون ان تشتكي سوريا ودون ان تقول شيئا لقيادة الجيش اللبناني بأنه يجب ضبط وضع الحدود.
وعندما راهنت روسيا على سوريا وجيش حزب الله رأت قوة ضاربة في الشرق الاوسط تصل الى 400000 مقاتل فساندتها ووقفت في وجه اميركا وهي تعرف ان اميركا لا تستطيع النزول على شواطئ سوريا ولبنان، اضافة الى ان روسيا في وقوفها ضد اميركا علمت ان 4000 موظف اميركي في السفارة الاميركية في لبنان وخارجها سيتم سحبهم نهائيا من لبنان وتخلو الساحة لروسيا لوحدها في لبنان، اما في سوريا فإن كل الوجود الاميركي حتى الذي يعمل ضمن الاونيسكو والآثار سيرحلون عن سوريا وهم 18000 بين موظف وعامل اميركي في سوريا، ويعني ذلك ان الساحة السورية اصبحت ساحة روسية بامتياز. اضافة الى ان التقييم العسكري لوجود الخبراء الروس في سوريا في غرفة العمليات اعطى انطباعا ان العماد فهد الجاسم يقود الجيش السوري بطريقة محترفة ويعرف ان الحرب هي طريقها وأن الجيش السوري سينتصر عندها ذهب بوتين الى آخر الطريق متحديا اميركا وأمر الرئيس بشار الاسد بضرب التكفيريين دون رحمة. وهذا الذي حصل. وبفضل سوريا ولبنان عادت صورة العالم الى الحرب الباردة الى حرب القوتين العظمتين اميركا وروسيا وهذه اول مرة بالتحديد منذ 17 سنة.
يمكن القول ان سوريا ولبنان اعادا روسيا الى العالم، ويمكن القول ان القيادة الروسية عادت تتخذ قراراتها بعدما رأت مكانا تستند اليه قوي هو سوريا وحزب الله ولبنان.
ولو حصلت حرب داخلية لبنانية هذه المرة، لكانت ستختلف عن الاول كليا، فلن يسامح احد بشتم المقاومة ولن يسامح احد بالهجوم على المقاومة، ولن يسامح احد بإضعاف المقاومة، بل ستكون المقاومة مع الحزب القومي والحزب الشيوعي وحزب البعث والاحرار من الطوائف كلها التي تكره اسرائيل سيقاتلون بعنف لا مثيل له لضرب المؤامرة على سوريا وضرب جماعة التكفيريين ضربة تقصم ظهرهم وتجعلهم مشلولين لخمسين سنة الى الامام.
الوضع اللبناني
في لبنان كان الجو سيئا بين الرئيس سليمان والرئيس بري لكن الهاتف الذي اتصل به الرئيس بري وقال للرئيس سليمان ربما كنت بحاجة للعملية منذ فترة، فجاوبه الرئيس سليمان ان ليس كل ما تراه هو حقيقة.
بحث الرئيس بري مع رئيس الجمهورية مفاعيل رفض طعون بقانون الانتخابات وبحث الرئيس بري مع الرئيس سليمان ان هنالك 17 مشروعا هاما يجب اقرارهم وبالتالي فتح دورة استثنائية، ولم تعرف الديار جواب الرئيس سليمان. الا انه من المبدأ ان الرئيس سليمان لن يقف حجر عثرة بشأن التشريع، وأهم بند مطروح حاليا هو التمديد لقائد الجيش اللبناني سنتين. والرئيس بري مصر على التمديد السريع للعماد قهوجي كي لا تخلو قيادة الجيش من قيادتها.
اما الرئيس المكلف تمام سلام، فيعيش في المريخ لكنه بدأ يستعيد رشده، وهو سيؤلف حكومة فيها حزب الله، حركة امل، حركة 8 آذار، ويكون العدد النصف من 8 آذار ونصف العدد الآخر يكون من 14 آذار وبما ان تيار المستقبل لا يريد ان يشترك فإنه سيختار وزراء سنة وشخصيات مسيحية قريبة من تيار المستقبل مع ضمان لتيار المستقبل ان هذه الحكومة لن تأخذ اي خطوة ضد تيار المستقبل انتقامية او غيرها بل على العكس ستكون قريبة من 14 آذار قربها من 8 آذار، والسعودية موافقة على تأليف حكومة برئاسة تمام سلام المتفاهمة معه وهكذا سيكون.
http://www.charlesayoub.com/Article.aspx?pageid=21129