المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أغلقوا كلية الشريعة!



محب الأئمة
02-12-2005, 04:40 PM
ضياء ضياء الدين


أغلقوا كلية الشريعة أو أصلحوها.. فالأعمال الإجرامية التي يرتكبها شرذمة في الكويت, إنما هي من مخرجات التعليم الديني, والذي كما يبدو كان سببا لجنوح أولئك القلة عن الجادة!
التعليم الديني في الكويت, وخصوصا كلية الشريعة في جامعة الكويت, وكذا الأجهزة الرسمية الدينية, يهيمن عليها منذ نصف قرن تيار ديني سياسي واحد, وهو عمل على زرع الفكر التكفيري في المناهج, وانتقى الأساتذة من هذا الاتجاه, ومنع التعددية الفكرية والمذهبية!
بعد هذا كان لابد ان تكون مخرجات هذا التعليم غير منسجمة مع حاجات وتطلعات المجتمع الكويتي المتسامح, وكان لابد ان ينتج عن ذلك الكثير من المظاهر الشاذة التي تستقي من الفكر التكفيري منهجاً لها.

البعض قد يقول ان هذا كلام فيه شيء من المبالغة, فهل من يرتكب جريمة قتل أو سرقة وكان متخرجا من جامعة اميركية يمكن ان يكون مبررا لاتهام المناهج في الجامعات الأميركية بانها مصدر للجريمة!
هذه ليست مقارنة تقاس عليها الأمور, فالتطرف عبر التاريخ الاسلامي هو ثمرة لفكرة التكفير, والتي لا تنتهي إلا عند ارتكاب المجازر والمذابح باسم تصحيح العقيدة, وازالة البدع, وبعث التوحيد الخالص!

فهذه الرؤوس التي جزت في العراق والسعودية وافغانستان, وتلك النفوس البريئة التي حصدت بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة, وتلك العصابات التي تترصد للناس في عقائدهم لتصفيتهم, ما هي الإ نتاج مدرسة واحدة استقت افكارها من التكفير ورموزه عبر التاريخ.
السؤال الآن أي فكر يحكم »متعهدي« المؤسسات الدينية والكليات الشرعية في الكويت? أليس هو من نفس هذا النمط من التفكير التكفيري?

حتى وزارة الاوقاف, فهي الحاضن الطبيعي لخريجي المؤسسات التعليمية الدينية, للاسف فإن بعض المسؤولين فيها يغضون الطرف, أو يساعدون على انخراط بعض المتطرفين في المؤسسات التبليغية التابعة للدولة, بل ان في لجنة اختيار الخطباء هناك من له صولات وجولات في تكفير المسلمين, عبر المنشورات والكتب وحتى الفضائيات!

أغلقوا كلية الشريعة أو اصلحوها.. والاصلاح يتم باقرار التعددية المذهبية والفكرية, وافراغ المناهج من أفكار ورموز التكفير, وفسح المجال لخريجي الجامعات الدينية الاخرى بالتدريس بدلا من اختصارها على فئة معينة.

اما التصريحات الصحافية التي يصدرها اساتذة ومسؤولو التعليم الديني في الكويت بالتنديد والاستنكار ورفض الممارسات الارهابية, فهي لا تكفي , بل هي تلهية عن الخلل الحقيقي الذي لم يعترف به أحد من أولئك حتى الآن!
* كاتب كويتي