المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تمثال السفاح العظيم!



جليل
02-12-2005, 08:13 AM
أنيس منصور

يقال إنه قتل عشرة ملايين ويقال عشرون شنقا وحرقا وجوعا وتحت الجليد، إنه الرفيق ستالين زعيم الاتحاد السوفياتي بعد لينين.
وأذكر أنني عندما سافرت إلى روسيا لأول مرة كانت لي مرافقة مسلمة، وسمعت عن الذي فعله ستالين بوالديها مع أنهما بريئان، فقد كان ستالين يعذب القرية كلها أو المدينة لأن من بينها أفرادا يعترضون على أي قرار له، فكان يحرق القرية ويفرق بين الرجل وزوجته وبين الأولاد جميعاً. قالت لي المترجمة إن والديها لم يلتقيا عشرين عاما، والتقيا بالصدفة في محطة سكك حديد موسكو. أحدهما كان متجهاً إلى الشمال والآخر إلى الجنوب.

أما هي فقد ألقوا بها في أحد الملاجئ. وعرفت الحقيقة عندما كبرت، وتحمد الله أن ستالين لم يقتل لها أبا ولا أما، وهي في نفس الوقت لا تعرف أين مات أو عاش اخوتها. وستالين كان عنيفاً منذ طفولته. فأمه أدخلته المدرسة ليكون قسيسا، ولكن المدرسة طردته، فقد كان ملحداً داعية للشيوعية. ودخل السجن وخرج عدة مرات وهرب من كل المعتقلات وانضم في وقت مبكر إلى لينين. ولما قامت الثورة البلشفية كان من أبرز رجالها. وعن طريق لينين، استطاع ستالين أن يجمع كل السلطات في يده، فلما توفي لينين سنة 1924 كان ستالين هو الحاكم المطلق.

أما مناسبة هذا الكلام، فهو أن روسيا تريد أن تحتفل بمرور ستين عاما على انتصارها على النازية، ولا بد أن تحتفل بستالين. فلولاه ما انتصرت روسيا على ألمانيا، ولن يكون الاحتفال بالنصر الروسي على الغزو النازي من دون إشارة وإشادة بستالين، ولذلك سوف يعود ستالين إلى الميدان الأحمر، بعد أن انتزعه خروشوف من المتحف الذي حفظوا فيه ستالين ولينين. ثم دفن ستالين في أحد القبور العادية إلى جوار الكرملين.

أما الآن فسوف تقام ثلاثة تماثيل في الميدان الأحمر، تشرشل وروزفلت وستالين، تخليداً للانتصار على الجيوش الهتلرية، والروس على يقين من الدور الخطير الذي لعبه ستالين في مؤتمر طهران 1943 وفي مؤتمري مالتا وبوتسدام سنة 1945. لقد كان الحلفاء يخافون من أن يتخلى عنهم ستالين لأي سبب ولذلك أجابوه إلى كل ما طلب، وأطلقوا يده تماماً في أوروبا الشرقية.

وقد ساعده الإنجليز والأميركان بالسلاح والعتاد والفلوس والطعام. وتشرشل هو الذي أعلن أنه على استعداد للتعاون مع الشيطان لكي يهزم ألمانيا. وكان الشيطان هو ستالين. وتشرشل هو الذي أطلق تعبير «الستار الحديدي» على أوروبا الشرقية تحت الأقدام الحديدية للروس! (الرئيس السادات كان يقول أيضاً أثناء الحرب العالمية الثانية واقتراب الألمان من أرضنا إنه على استعداد أن يتحالف مع الشيطان ضد الإنجليز، وكان شيطان السادات هم الألمان).
أما حياة ستالين فكانت لغزاً وسراً، ولم نعرف إلا القليل عنه بعد وفاته، تزوج مرتين وأنجب ثلاثة من الأبناء، ولدين وبنتا هربت بجلدها إلى الهند ثم أميركا.

ومما يروى عن ستالين أنه عندما اعتلى العرش الأحمر ذهب الصحافيون إلى أمه في جمهورية جورجيا لتحدثهم عن هروبه المتكرر من القطارات والسجون، فكانت تقول: ولكن سوسو قرر منفردا.. ولكن سوسو لم يستمع إلى نصحي واشكره على ذلك.. وإلا ظل قسيساً مجهولا في إحدى الكنائس التي سوف تهدمها الشيوعية بعد ذلك.. ولكن سوسو كان بعيد النظر. واندهش الصحافيون الأميركان أن أم ستالين لا تزال تنظر إلى ابنها على أنه الصغير المدلل الذي حاولت إصلاحه ففشلت.. والأم لا تعرف أن (سوسو) هذا يحكم نصف الكرة الأرضية ويخيف النصر الآخر.

أما ابنته سلفتانا فقد تحدثت عن أبيها بمنتهى الاحترام العظيم، وإن كانت ترى أن هناك مبالغات في الجرائم التي ارتكبها، هي اعترفت بأنه لم يقتل إلا خمسة ملايين وليس عشرة كما يقولون كأن خمسة ملايين هذه ليست كثيرة!
وفي سنة 1952 انقلب ستالين على يهود روسيا فقتل وأغرق وأحرق، ويقال إن الأطباء اليهود هم الذين دسوا له السم، ويقال إنهم أماتوه كما تموت الكلاب عندما يضعون لها مواد مسيلة للدم. ولذلك مات ستالين بنزيف في المخ!