مجاهدون
02-11-2005, 12:49 PM
توماس فريدمان *
في الأسبوع الماضي تسلمت عدة رسائل إلكترونية من ديمقراطيين حول الانتخابات العراقية أو استمعت إلى تعليقات من عدد من أعضاء الكونغرس، وكلها تسير ضمن هذه العبارة: «تذكروا أن فيتنام مرت بانتخابات أيضا وتتذكرون كيف انتهت» أو: «حسنا، كان أمر الانتخابات جيدا، لكنها لا تستحق ما كلفت من 100 مليار دولار و10 آلاف قتيل وجريح» أو :«أنتم تعرفون أننا استحدثنا إرهابيين أكثر في العراق بوجود الانتخابات أو بغيابها».
يحتاج الديمقراطيون البدء من الآن بالتفكير وبشكل جاد حول العراق، بالطريقة التي أظهرها جو بايدن وجو ليبرمان وهيلاري كلينتون. وإذا كانت فرنسا، أمّ جميع البلدان الرافضة للحرب، قادرة على تغيير موقفها فإن الديمقراطيين قادرون أيضا على لعب دور إيجابي بخصوص العراق، وإلا فإنهم سيغيّبون أنفسهم من المشاركة في صياغة السياسة المناسبة لأهم قضية من القضايا الخارجية التي تخص عالمنا الحالي. هذه هي الأمور التي يجب أن يكون الديمقراطيون متحمسين حولها:
ما يتحرك العراق صوبه هو أول محاولة تجري من قبل مواطنين ينتمون إلى بلد عربي متعدد الاثنيات ومتعدد الديانات، لصياغة عقدهم الاجتماعي المتمثل بدستورهم، وللكيفية التي يجب أن يشتركوا بها في تقاسم السلطة والمصادر، وحماية حقوق الأقليات وخلق توازن ما بين الدين والدولة، لست متأكدا إن كانوا سينجحون. وسيعتمد الكثير على ما إذا كان الشيعة راغبين حقا في التحلي بالحكمة، وأن يكونوا أكثرية قادرة على ضم الأطراف الأخرى في هذا المشروع، وما إذا كان العرب السنّة يريدون أن يكونوا أقلية فعالة ومتعاونة.
سيكون هناك الكثير من التجربة والخطأ خلال الأشهر المقبلة، لكن هذا حوار أفقي مهم جدا لأنه إذا لم يكن العراقيون قادرين على صياغة عقد اجتماعي خاص بهم، فإنه لن يكون ممكنا بالنسبة لأي بلد عربي أن يحقق ذلك، لأن كل هذه البلدان هي خليط من عشائر وكيانات اثنية ودينية، لكن إذا نجح فذلك يعني أن الديمقراطية ستكون ممكنة في أي مكان من العالم العربي.
إذا تمكنا من المساعدة في تشكيل حكومة عراقية تمثل كل أطياف المجتمع العراقي، فإنها ستمارس ضغطا كبيرا على ملالي إيران المستبدين. ففي «ديمقراطية إيران الإسلامية» الزائفة ليس هناك سوى الملالي الذين يقررون من له الحق في الحكم. ومع مرور الوقت سيطالب الشيعة الإيرانيون بمعرفة لمَ هم لا يمتلكون نفس الحرية التي يتمتع بها جيرانهم العراقيون، وهذا سيؤول إلى تغيير إيران، كل ما تحتاجون إليه أن تتحلوا بالصبر.
يمكن اعتبار الحرب على الإرهاب حرب أفكار. وأكبر من يقنن سلوك الإنسان هو ليس الشرطي أو الجدار، إنه المجتمع والثقافة. فالتفجيرات الانتحارية الفلسطينية قد توقفت لا بسبب الجدار الإسرائيلي العازل، أو بسبب أن الفلسطينيين ما عادوا «يائسين»، بل لأن الفلسطينيين كانت لديهم انتخابات وصوتت الأكثرية لصالح الأسلوب الدبلوماسي، وهم بذلك قالوا للأقلية العنيفة إن التفجيرات الانتحارية هي مخجلة حاليا.
ما يقوله العرب والمسلمون حول إرهابييهم هو العنصر الوحيد الذي سيحمينا على الأمد البعيد. يمكن اعتبار الانتخابات العراقية قرية عراقية تقول للأقلية فيها إن ما تقوم به من أعمال عنيفة تبعث على الخجل. تتميز الأقلية الفاشية في العراق بروح فتاكة ضارية وبعض الجهاديين لن يكفوا عن أعمالهم مهما حصل، لكن الطريقة التي يمكن تفريغ بركهم الإرهابية وفقها، تتحدد حينما يتشكل سياق ديمقراطي لكل أولئك الذين يمتلكون أفكارا جيدة لإدانة أولئك الذين يصرون على أفكارهم السيئة. نحن دفعنا ثمنا باهظا في العراق، وأنا أريد أن نخرج في أسرع وقت ممكن، لكن يجب في البدء إنهاء المهمة هناك تماما، طالما كان لدينا شركاء حقيقيون، وهذا أمر مهم جدا، وأي حزب يقول شيئا آخر غير هذا سيفقد أهميته.
في الأسبوع الماضي تسلمت عدة رسائل إلكترونية من ديمقراطيين حول الانتخابات العراقية أو استمعت إلى تعليقات من عدد من أعضاء الكونغرس، وكلها تسير ضمن هذه العبارة: «تذكروا أن فيتنام مرت بانتخابات أيضا وتتذكرون كيف انتهت» أو: «حسنا، كان أمر الانتخابات جيدا، لكنها لا تستحق ما كلفت من 100 مليار دولار و10 آلاف قتيل وجريح» أو :«أنتم تعرفون أننا استحدثنا إرهابيين أكثر في العراق بوجود الانتخابات أو بغيابها».
يحتاج الديمقراطيون البدء من الآن بالتفكير وبشكل جاد حول العراق، بالطريقة التي أظهرها جو بايدن وجو ليبرمان وهيلاري كلينتون. وإذا كانت فرنسا، أمّ جميع البلدان الرافضة للحرب، قادرة على تغيير موقفها فإن الديمقراطيين قادرون أيضا على لعب دور إيجابي بخصوص العراق، وإلا فإنهم سيغيّبون أنفسهم من المشاركة في صياغة السياسة المناسبة لأهم قضية من القضايا الخارجية التي تخص عالمنا الحالي. هذه هي الأمور التي يجب أن يكون الديمقراطيون متحمسين حولها:
ما يتحرك العراق صوبه هو أول محاولة تجري من قبل مواطنين ينتمون إلى بلد عربي متعدد الاثنيات ومتعدد الديانات، لصياغة عقدهم الاجتماعي المتمثل بدستورهم، وللكيفية التي يجب أن يشتركوا بها في تقاسم السلطة والمصادر، وحماية حقوق الأقليات وخلق توازن ما بين الدين والدولة، لست متأكدا إن كانوا سينجحون. وسيعتمد الكثير على ما إذا كان الشيعة راغبين حقا في التحلي بالحكمة، وأن يكونوا أكثرية قادرة على ضم الأطراف الأخرى في هذا المشروع، وما إذا كان العرب السنّة يريدون أن يكونوا أقلية فعالة ومتعاونة.
سيكون هناك الكثير من التجربة والخطأ خلال الأشهر المقبلة، لكن هذا حوار أفقي مهم جدا لأنه إذا لم يكن العراقيون قادرين على صياغة عقد اجتماعي خاص بهم، فإنه لن يكون ممكنا بالنسبة لأي بلد عربي أن يحقق ذلك، لأن كل هذه البلدان هي خليط من عشائر وكيانات اثنية ودينية، لكن إذا نجح فذلك يعني أن الديمقراطية ستكون ممكنة في أي مكان من العالم العربي.
إذا تمكنا من المساعدة في تشكيل حكومة عراقية تمثل كل أطياف المجتمع العراقي، فإنها ستمارس ضغطا كبيرا على ملالي إيران المستبدين. ففي «ديمقراطية إيران الإسلامية» الزائفة ليس هناك سوى الملالي الذين يقررون من له الحق في الحكم. ومع مرور الوقت سيطالب الشيعة الإيرانيون بمعرفة لمَ هم لا يمتلكون نفس الحرية التي يتمتع بها جيرانهم العراقيون، وهذا سيؤول إلى تغيير إيران، كل ما تحتاجون إليه أن تتحلوا بالصبر.
يمكن اعتبار الحرب على الإرهاب حرب أفكار. وأكبر من يقنن سلوك الإنسان هو ليس الشرطي أو الجدار، إنه المجتمع والثقافة. فالتفجيرات الانتحارية الفلسطينية قد توقفت لا بسبب الجدار الإسرائيلي العازل، أو بسبب أن الفلسطينيين ما عادوا «يائسين»، بل لأن الفلسطينيين كانت لديهم انتخابات وصوتت الأكثرية لصالح الأسلوب الدبلوماسي، وهم بذلك قالوا للأقلية العنيفة إن التفجيرات الانتحارية هي مخجلة حاليا.
ما يقوله العرب والمسلمون حول إرهابييهم هو العنصر الوحيد الذي سيحمينا على الأمد البعيد. يمكن اعتبار الانتخابات العراقية قرية عراقية تقول للأقلية فيها إن ما تقوم به من أعمال عنيفة تبعث على الخجل. تتميز الأقلية الفاشية في العراق بروح فتاكة ضارية وبعض الجهاديين لن يكفوا عن أعمالهم مهما حصل، لكن الطريقة التي يمكن تفريغ بركهم الإرهابية وفقها، تتحدد حينما يتشكل سياق ديمقراطي لكل أولئك الذين يمتلكون أفكارا جيدة لإدانة أولئك الذين يصرون على أفكارهم السيئة. نحن دفعنا ثمنا باهظا في العراق، وأنا أريد أن نخرج في أسرع وقت ممكن، لكن يجب في البدء إنهاء المهمة هناك تماما، طالما كان لدينا شركاء حقيقيون، وهذا أمر مهم جدا، وأي حزب يقول شيئا آخر غير هذا سيفقد أهميته.