المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصير حجر الدومينو الذي سقط وسيُسقط ما بعده ..



زوربا
06-09-2013, 06:19 AM
http://www.9ori.com/store/media/images/7abd58e1ed.jpg (http://www.google.com/url?sa=i&rct=j&q=&source=images&cd=&cad=rja&docid=jLTNqTDcw7yzfM&tbnid=L6BT-1WgZZVNbM:&ved=0CAUQjRw&url=http%3A%2F%2Fwww.9ori.com%2Fstore%2Fimages%2F6 40.html&ei=suazUeayLsmX0QXE0YG4Bg&bvm=bv.47534661,d.ZG4&psig=AFQjCNF92hzc7jfhpicwmC6UPI_AYM_WWw&ust=1370830861733770)




http://www.manar.com/file-attachs-22279-100-80.jpg (http://www.manar.com/file-attachs-22279-100-80.jpg)

بقلم: د.علاء أبوعامر*


يعلق الكاتب الإسرائيلي اليكس فيشمان على هزيمة المعارضة السورية وحلفائها من جبهة النصرة بقوله :"اذا ما اصبحت القصير حجر الدومينو الاول في انهيار الثورة ضد بشار الاسد، فستكون هذه كارثة على المنطقة بأسرها".....؟!

سقطت القصير ، سقط حجر الدومينو الأول في قبضة الجيش العربي السوري ، سقطت بفعل تكتيكات حربية جديدة أتبعها هذا الجيش مع حليفه الوفي وصاحب الخبرة القتالية العالية في حرب العصابات حزب الله ، هذا الحزب الذي رأى الدائرة تضيق من حوله فقرر أخذ زمام المبادرة ، سوريا التي هي رئته وظهره لو سقطت لأصبح بين فكي كماشة إسرائيل من الجنوب والتكفيريين من الشرق والشمال و لأنتهى أمره ، وعاد المحرومين في وطنهم محرومين كما عاشوا لسنين طويلة .

التكفيريون وحلفائهم من علمانيي قطر وعلى رأسهم عبد الحليم خدام أعلنوا أنهم بعد أن ينتهوا من النظام السوري سيقضون على حزب الله وسيصنعون سلاماًً مع إسرائيل ، لذلك بادر حزب الله و حلفائه إلى الهجوم لم يكن لدى الحزب خيارات إلا المبادرة في الهجوم لأن الأنتظار يعني أنتظار التصفية ويعني أن تكون المعركة في قراه ومدنه وبلداته ، الكثيرون يدينون حزب الله لدخوله الحرب في سوريا ولكن من يدين حزب الله على مشاركته في القتال ، يدينه لأنه كان يعتقد أنه حزب غبي فأثبت الحزب له عكس ذلك أنهم غاضبون كغضب القرضاوي والشيخ حمد حيث أعتقدوا أن المال أقوى من الإرادة أو أقوى من الكرامة ولكنهم أخطأوا التقدير .

سقطت القصير ، سقطت بمساعدة عسكرية تقنية روسية و أيرانية ، سقطت بفعل هذا التحالف الفولاذي الذي خاب من توقع أنهياره ، فكل يوم يمر يثبت هذا التحالف أنه أصلب من كل التوقعات.
مئات الضحايا سقطوا في هذه المعارك من كلا الجانبين كل منهم كان له حلم ، كل منهم رأى في قتاله أمل ، لم يعرف أحد منهم الأخر ، قُتلوا لأن من يعرفون بعضهم يتقاتلون من خلالهم ، بيادق هم ، جنود ينفذون أوامر ولكن بتضحياتهم وعطائهم وإقدامهم تتقرر الهزيمة أو النصر ، وبأجسادهم يكتب التاريخ مجدا لأحدهم وخزي للأخر .

لا أمجاد هنا كبيرة ولا خزي كبير لمن قاتل من أجل مبدأ أو في سبيل الدفاع عن حرية الوطن ، ولكنه خزي وعار كبير على أولئك الذين باعوا ضمائرهم للشيطان و زجوا بشباب حلموا بالشهادة على ثرى فلسطين فرموهم في أحضان جهنم خدمة لإسرائيل .

أولئك الجنود أو الثوار الأوفياء ومن كلا الطرفين يقومون بواجبهم فقط يلبون نداء الوطن أو نداء الواجب ، يساقون إلى الموت أو يسعون إلى الشهادة ، سيكتب التاريخ لاحقا عن هذه الملحمة المؤلمة ، هي ملحمة تاريخية بلا شك فيها بطولة وفداء وتضحية ، وفيها قتل ودمار وخراب ، وفيها خيانة وغدر و فيها أكثر من ذلك بكثير ، فيها فتنة خُطط لها لتكون واسعة ، فيها شيوح من أهل السنة يعلنون الحرب على حزب الله اللبناني لأنه قرر الدفاع عن أستمرار وجوده، متناسين أن هذا الشيعي هو وحليفه العلوي هم من رفع رأس العرب عالياًٍ بعد أن كانت قد أصبحت أوطى من الرمال ، أحدهم رفعها في حرب تحرير الجنوب وحرب العام 2006 والأخر في حرب أكتوبر / تشرين أول 1973 عندما هزما الجيش الذي لا يقهر .

الشيخ القرضاوي وعلمائه وأشياعه وأتباعه من الحاقدين على الفكر القومي العربي أطلقا حرب داحس والغبراء القرن الواحد والعشرين ، حرب الطوائف من قمقمها لتنطلق محلقة في سماء المنطقة منذرة بسنين طويلة من حروب الأخوة ، وكما لكل فعل ردة فعل توازيه لم يكن بعض من أئمة الشيعة بأذكى منهم فقد لبوا النداء أيضا على طريقتهم ، يدعون أتباعهم وأشياعهم و تابعيهم من أبناء مذهبهم لشد الرحال للدفاع عن المقامات الشيعية المتناثرة على الأرض السورية وليشاركوا في الحرب على الجماعات التكفيرية الوهابية والقرضاوية قبل أن يصبحوا أقليات تدفع الجزية حتى تثبت إسلامها للتكفيريين الذين لا يعترفون بالإختلاف ، أذن هي في جانب فتنة طائفية أردنا ذلك أم لم نرد فتنة أضحت اليوم متجاوزة حدود سوريا إلى لبنان ، إلى العراق ، وها هي قد دقت أبواب تركيا...


في القصير تلخبطت كل الأوراق سنتين من التخطيط والحشد والتسليح والتدريب لعناصر الجيش الحر ذهبت هباء الريح ، هي هزيمة مرة من الصعب على أطراف التحالف المعادي لسوريا ابتلاعها بسهولة ، ولكن كل طرف من أطراف القتال سيرويها بطريقته ، ولكن من المسلم به أن ما قبل القصير ليس كما بعدها ...

جون ماكين يقول : أن الأزمة في "الشرق الأوسط بدأت تتجه إلى الانشقاق الطائفي، والأسد حوّل معادلة الحرب على الأرض، وإيران تمده بالدعم، وميليشيات من العراق ولبنان دخلت سوريا لمساندة الأسد".

و روسيا والناطق باسم خارجيتها لوكاشيفتش يتهم المجموعات المسلحة التي كانت قد تحصنت بمدينة القصير بتنفيذ عمليات تطهير طائفي هدفها قتل وطرد العلويين والمسيحيين بالإضافة الى شن الهجمات على القرى الشيعية المجاورة.

الطرفان الروسي والأمريكي يحذران من الطائفية مع أنهما يصفان الحرب الدائرة هناك بأنها حرب طائفية ...

من المسئول عن كل هذه الدماء العربية والإسلامية ؟
الجواب : الولايات المتحدة نعم هي من أشعلت هذه الحروب الطائفية عندما دمرت نظام قومي علماني في العراق لتستبدله بنظام الحصص الطائفية والعرقية بين السنة والشيعة والأكراد، هي التي سمحت بما تسميه دول الخليج بالمد الشيعي نعم هي وحلفائها من دول الخليج.

دول الخليج هذه هي من تأمرت على صدام حسين وهي من باعت العراق لإيران وهي التي تتباكى اليوم على أهل السنة هناك ، هي وحليفها الجديد العثماني أردوغان هم من يدقون الطبول لأشعال حرب الطوائف اليوم ، وهم سواء وعوا أو لم يعوا يؤسسون للدولة اليهودية النقية من العرب مسلمين ومسيحيين عندما يعملون على إنشاء دولة الخلافة السنية التي يسعون إليها ، نعم هم من يتحملون المسئولية الأولى والأخيرة عن الحروب الطائفية ،هم من يغذون هذه الحروب من خلال مشايخهم الذين يصفون الشيعة بالرافضة ويسمون العلويين والدروز والمسيحيين بالكفرة .
الولايات المتحدة هي التي خططت لهذا الصراع المجنون لأن في ذلك مصلحة لإسرائيل ولمجمل المشروع الصهيوني الذي ترعاه أمريكا وحلفائها ،


إسرائيل هذه الدولة العنصرية المقيتة تابعت بقوة ما يجري في مدينة القصير السورية مؤخرا، وقد حافظت على صمت رسمي ولكن صفحات اسرائيلية وصفت ما حدث هناك انه حرب عالمية شاركت فيها المخابرات الفرنسية والبريطانية والالمانية والسي اي ايه والاتراك وقطر والسعودية والجيش الحر من جهة، ومن جهة اخرى تقف روسيا وسوريا وحزب الله والعراق، وان المعركة اكبر من مسألة السيطرة على مدينة عادية.


معركة القصير على ما يبدو كانت مجموعة معارك في معركة واحدة ، معركة وحدة الدولة السورية

وأستمرار وجودها وقد أنتصر فيها الأسد ، ومعركة كسر مخططات إسرائيل وأمريكا بتقسيم المنطقة عبر سايكس بيكو جديد من خلال تجسيد دول الطوائف وقد أنتصر فيها القوميون العرب بقيادة الأسد أيضا ومعركة تفكيك محور المقاومة والممانعة للسيطرة الأمريكية الإسرائيلية على المنطقة وقد أنتصر فيه الثلاثي أيران سوريا حزب الله ومعركة السيطرة على الهلال الخصيب وقد أنتصرت فيه روسيا وأيران على التحالف الغربي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية .
‎يقول هنري كيسنجر في إحدى المقابلات الصحفية "

http://www.manar.com/page-8027-ar.html