صحن
06-08-2013, 04:00 PM
http://www.almasryalyoum.com//sites/default/files/imagecache/thumb_115_140/khodiry.jpg
محمود الخضيري (http://www.almasryalyoum.com/staff/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B6%D9%8A%D8%B1%D9%8A) - المصري اليوم
تاقت نفسى إلى أكلة كوارع من المحال المنتشرة فى حى سيدنا الحسين بالقاهرة؛ حيث كنا نتردد أيام الشباب عندما كانت أنفسنا تتوق إلى زيارة ضريح سيدنا الحسين والصلاة فى مسجده وقضاء بعض الوقت فى التجول فى شوارع الحى، فاصطحبت زوجتى وتوجهت إلى حى الحسين لقضاء بعض المصالح واستعادة ذكريات الشباب، وما إن ظهرنا فى باحة مسجد سيدنا الحسين وتوجهنا تجاه محال الكوارع المنتشرة والمتقاربة حتى اتجه إلينا العمال والتابعون لهذه المحال فى محاولة اجتذابنا، كل إلى المحل الذى يعمل به؛ ونشب عراك بين العمال لأن المحال خالية تقريباً من
الزبائن؛ الأمر الذى يدفع العمال إلى المنافسة على أى زبون لمحاولة جذبه إلى المحل الذى يعمل فيه طمعاً فى البقشيش الذى سيحصل عليه، إلا أن محاولات العمال انتهت فى النهاية إلى مشاجرة بينهم؛ الأمر الذى أدى بنا إلى الابتعاد والعدول عن الجلوس فى أى من هذه المحال بل العدول عن فكرة الأكل من أساسها. حدث هذا فى الأسبوع الماضى وأصابنى بنوع من الحزن على مصر التى يتصارع فيها الناس ويتشاجرون من أجل لقمة العيش، سرت فى بعض شوارع سيدنا الحسين
المكتظة بالبضائع المعروضة التى لا تجد من يشتريها كذكريات على زيارتهم لمصر، وهذا الحى الذى يمتلئ برائحة التاريخ والشعور الدينى عند كثير من مسلمى العالم، أثناء تجوالى عرفنى بعض الناس فى الحى وأخذوا يسألون الأسئلة المعتادة التى يسألها الناس جميعاً هذه الأيام: هل هناك أمل فى انفراجة الحال؟
هل هناك أمل فى أن يتوحد الشعب المصرى مثلما كان أثناء ثورة 25 يناير لمحاولة الخروج بمصر من أزمتها؟ وكانت الإجابة بالطبع أن كل ذلك لا بد أن يحدث، ولكن للأسف دون إعطاء أسباب لهذا التفاؤل؛ وهو ما يجعل الناس غير مقتنعة بنظرة التفاؤل التى نحاول أن
نبثها فيهم، وسط كل ذلك تذكرت الإخوة الذين يحاربون نظرية الانفتاح الخارجى وجذب السياحة الإيرانية. هذه السياحة التى ستساعد بلا شك على القضاء على البطالة فى بعض أحياء القاهرة، خاصة حى الحسين والسيدة زينب وغيرهما من الأماكن التى يعشقها الإخوة الشيعة، بالإضافة إلى الأماكن السياحية الأخرى والشواطئ التى ينتظر أهلها حضور السياح الأجانب لرواج منتجاتهم، والقضاء على البطالة التى لا عمل لها إلا خدمة السياح والسياحة، فضلاً عن شغل الفنادق والقضاء على أزمة الطيران الذى يحمل هؤلاء السياح.
أخى المعارض للسياحة الإيرانية، لو أنك وضعت مصلحة مصر وشعبها فوق كل اعتبار لوجدت أن معارضتك لهذه السياحة لا أساس لها من الواقع؛ لأن بضع ساعات أو حتى أيام يقضيها السائح فى مصر لا تمكنه من الاحتكاك بالناس لمحاولة بث العقيدة الشيعية فيهم التى تحتاج إلى وقت طويل لإقناع الناس بها، خاصة فى بلد وسطية الإسلام الذى يصعب التأثير على أهله وتغيير عقيدتهم.
نشأت الشيعة فى مصر، وقامت الدولة الفاطمية ببناء الأزهر الشريف، وكان الغرض من بنائه أن يكون الأزهر هو منارة الشيعة، وشعب مصر هو رائد التشيع، ولكن ذلك لم يحدث لعدم اتفاقه مع طبيعة شعب مصر المحب للوسطية، فكان الأزهر منارة المذاهب السنية ومصر رائدة السنة فى العالم، فكيف بعد ذلك نخاف من انتشار التشيع فى مصر نتيجة وجود بعض السياح الذين يقضون بيننا بعض أيام للفرجة والنزهة!
عندما جلست مع أحد المسؤولين فى السياحة علمت منه أن من يقرأ اتفاقية السياحة بين مصر وإيران المعقودة فى الفترة الأخيرة يشعر أن هناك إحساساً فى مصر أن التشيع عدوى يمكن أن تنتشر بمجرد اللمس، فبمجرد أن يلمس شيعى سنياً فإن هذا كفيل بأن يحوله إلى شيعى المذهب، وهذا إحساس مبالغ فيه، وأنا أعتقد أن فيه إحساسا بالضعف من أهل السنة رغم قوه عقيدتهم، وسألت نفسى سؤالاً: لماذا لا يكون هذا الإحساس عند الشيعة أيضاً؟ وهل يدل ذلك على ثقة أهل الشيعة بأنفسهم أكثر من ثقة أهل السنة؟
مطلوب منا اليوم ونحن نمر بمرحلة دقيقة فى حياة مصر أن نجعل كل همنا وتفكيرنا فى مصلحة مصر وألا نفكر فى أى شىء آخر وأن ننبذ خلافاتنا جانباً حتى نستطيع أن نصل ببلدنا إلى بر الأمان.
حمى الله مصر من كل سوء.
m.elkhodury@gmail.com (m.elkhodury@gmail.com)
http://www.almasryalyoum.com/node/1822871
محمود الخضيري (http://www.almasryalyoum.com/staff/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B6%D9%8A%D8%B1%D9%8A) - المصري اليوم
تاقت نفسى إلى أكلة كوارع من المحال المنتشرة فى حى سيدنا الحسين بالقاهرة؛ حيث كنا نتردد أيام الشباب عندما كانت أنفسنا تتوق إلى زيارة ضريح سيدنا الحسين والصلاة فى مسجده وقضاء بعض الوقت فى التجول فى شوارع الحى، فاصطحبت زوجتى وتوجهت إلى حى الحسين لقضاء بعض المصالح واستعادة ذكريات الشباب، وما إن ظهرنا فى باحة مسجد سيدنا الحسين وتوجهنا تجاه محال الكوارع المنتشرة والمتقاربة حتى اتجه إلينا العمال والتابعون لهذه المحال فى محاولة اجتذابنا، كل إلى المحل الذى يعمل به؛ ونشب عراك بين العمال لأن المحال خالية تقريباً من
الزبائن؛ الأمر الذى يدفع العمال إلى المنافسة على أى زبون لمحاولة جذبه إلى المحل الذى يعمل فيه طمعاً فى البقشيش الذى سيحصل عليه، إلا أن محاولات العمال انتهت فى النهاية إلى مشاجرة بينهم؛ الأمر الذى أدى بنا إلى الابتعاد والعدول عن الجلوس فى أى من هذه المحال بل العدول عن فكرة الأكل من أساسها. حدث هذا فى الأسبوع الماضى وأصابنى بنوع من الحزن على مصر التى يتصارع فيها الناس ويتشاجرون من أجل لقمة العيش، سرت فى بعض شوارع سيدنا الحسين
المكتظة بالبضائع المعروضة التى لا تجد من يشتريها كذكريات على زيارتهم لمصر، وهذا الحى الذى يمتلئ برائحة التاريخ والشعور الدينى عند كثير من مسلمى العالم، أثناء تجوالى عرفنى بعض الناس فى الحى وأخذوا يسألون الأسئلة المعتادة التى يسألها الناس جميعاً هذه الأيام: هل هناك أمل فى انفراجة الحال؟
هل هناك أمل فى أن يتوحد الشعب المصرى مثلما كان أثناء ثورة 25 يناير لمحاولة الخروج بمصر من أزمتها؟ وكانت الإجابة بالطبع أن كل ذلك لا بد أن يحدث، ولكن للأسف دون إعطاء أسباب لهذا التفاؤل؛ وهو ما يجعل الناس غير مقتنعة بنظرة التفاؤل التى نحاول أن
نبثها فيهم، وسط كل ذلك تذكرت الإخوة الذين يحاربون نظرية الانفتاح الخارجى وجذب السياحة الإيرانية. هذه السياحة التى ستساعد بلا شك على القضاء على البطالة فى بعض أحياء القاهرة، خاصة حى الحسين والسيدة زينب وغيرهما من الأماكن التى يعشقها الإخوة الشيعة، بالإضافة إلى الأماكن السياحية الأخرى والشواطئ التى ينتظر أهلها حضور السياح الأجانب لرواج منتجاتهم، والقضاء على البطالة التى لا عمل لها إلا خدمة السياح والسياحة، فضلاً عن شغل الفنادق والقضاء على أزمة الطيران الذى يحمل هؤلاء السياح.
أخى المعارض للسياحة الإيرانية، لو أنك وضعت مصلحة مصر وشعبها فوق كل اعتبار لوجدت أن معارضتك لهذه السياحة لا أساس لها من الواقع؛ لأن بضع ساعات أو حتى أيام يقضيها السائح فى مصر لا تمكنه من الاحتكاك بالناس لمحاولة بث العقيدة الشيعية فيهم التى تحتاج إلى وقت طويل لإقناع الناس بها، خاصة فى بلد وسطية الإسلام الذى يصعب التأثير على أهله وتغيير عقيدتهم.
نشأت الشيعة فى مصر، وقامت الدولة الفاطمية ببناء الأزهر الشريف، وكان الغرض من بنائه أن يكون الأزهر هو منارة الشيعة، وشعب مصر هو رائد التشيع، ولكن ذلك لم يحدث لعدم اتفاقه مع طبيعة شعب مصر المحب للوسطية، فكان الأزهر منارة المذاهب السنية ومصر رائدة السنة فى العالم، فكيف بعد ذلك نخاف من انتشار التشيع فى مصر نتيجة وجود بعض السياح الذين يقضون بيننا بعض أيام للفرجة والنزهة!
عندما جلست مع أحد المسؤولين فى السياحة علمت منه أن من يقرأ اتفاقية السياحة بين مصر وإيران المعقودة فى الفترة الأخيرة يشعر أن هناك إحساساً فى مصر أن التشيع عدوى يمكن أن تنتشر بمجرد اللمس، فبمجرد أن يلمس شيعى سنياً فإن هذا كفيل بأن يحوله إلى شيعى المذهب، وهذا إحساس مبالغ فيه، وأنا أعتقد أن فيه إحساسا بالضعف من أهل السنة رغم قوه عقيدتهم، وسألت نفسى سؤالاً: لماذا لا يكون هذا الإحساس عند الشيعة أيضاً؟ وهل يدل ذلك على ثقة أهل الشيعة بأنفسهم أكثر من ثقة أهل السنة؟
مطلوب منا اليوم ونحن نمر بمرحلة دقيقة فى حياة مصر أن نجعل كل همنا وتفكيرنا فى مصلحة مصر وألا نفكر فى أى شىء آخر وأن ننبذ خلافاتنا جانباً حتى نستطيع أن نصل ببلدنا إلى بر الأمان.
حمى الله مصر من كل سوء.
m.elkhodury@gmail.com (m.elkhodury@gmail.com)
http://www.almasryalyoum.com/node/1822871