المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحقيقات توصلت إلى أن الزرقاوى فخخ أبو زوجته ليقتل السيد محمد باقر الحكيم



المهدى
02-09-2005, 08:29 AM
مساعدو الزرقاوي المعتقلون يكشفون: أبو زوجته الثانية قاد السيارة المتفجرة التي قتلت باقر الحكيم في النجف

السليمانية: محمد بزي*

نفذ والد الزوجة الثانية للارهابي الاردني الناشط في العراق أبو مصعب الزرقاوي تفجيرا انتحاريا في مدينة النجف أدى الى مقتل عشرات الاشخاص المدنيين الذين كانوا قد غادروا للتو مسجد الامام علي اثر ادائهم صلاة الجمعة، حسبما افاد مسؤولون كبار في الاستخبارات الكردية. وكان بين الضحايا اية الله محمد باقر الحكيم الذي كان من الشخصيات البارزة في حركة المعارضة لنظام صدام حسين.

وحصد ذلك الهجوم الانتحاري الذي حدث في نهاية أغسطس (اب) 2003 أرواح ما يزيد على 85 شخصا. ونفذ التفجير بسيارة اسعاف محملة بمواد متفجرة كان يقودها ياسين جراد والد الزوجة الثانية للزرقاوي.

وحسب المسؤولين الاكراد الذين تحدثوا، مشترطين عدم الاشارة الى أسمائهم، فان جراد تسلل الى العراق قبل أسابيع عدة من موعد التفجير من مدينة الزرقاء الأردنية حيث ولد الزرقاوي. واضاف المسؤولون ان ما لا يقل عن 12 من المفجرين الانتحاريين من مسقط رأس الزرقاوي قد تسللوا الى العراق خلال الثمانية عشر شهرا الماضية.

وظهرت تفاصيل تفجير النجف في الأسابيع الأخيرة خلال التحقيقات مع ثلاثة من كبار مساعدي الزرقاوي ممن ألقت القوات العراقية والأميركية القبض عليهم. وتلقي مشاركة قريب للزرقاوي في هجوم انتحاري رئيسي أضواء على صعوبات اعتقال المطلوب الأول في العراق. وقال أحد المسؤولين ان «هذا يظهر مدى ولاء المحيطين بالزرقاوي له. ومن الواضح أنهم مستعدون للموت في سبيله».

ولكن طبيعة التفاصيل التي قدمت للمحققين من جانب العاملين مع الزرقاوي تشير الى أن المسؤولين العراقيين والأميركيين يقتربون منه ويتعرفون على بعض اجراءاته الأمنية. وقال نائب رئيس الوزراء العراقي، برهم صالح، في مؤتمر صحافي عقد ببغداد يوم 27 الشهر الماضي «نحن نقترب من إنهاء الزرقاوي وسنتخلص منه».

وقدم أحد كبار مساعدي الزرقاوي، وهو أبو عمر الكردي الذي اعتقل يوم 15 الشهر الماضي اثر غارة في بغداد، معلومات تفصيلية عن تحركات رئيسه وأماكن اختفائه وطرق اتصاله، وفقا لما قاله مسؤولو الاستخبارات الاكراد. وقدم المساعدان الآخران اللذان اعتقلا في الشهرالماضي، وهما عناد محمد قيس المستشار العسكري الكبير وصالح سليمان اللهيبي المسؤول عن عمليات شبكة الزرقاوي في بغداد معلومات مهمة. وقال المسؤولون الأكراد انه في سبتمبر (ايلول) أو أكتوبر (تشرين الثاني) الماضيين قام الزرقاوي بتهريب زوجته الثانية واطفالهما من الاردن الى العراق خشية قيام السلطات الأردنية باعتقالهم.

وتختبئ زوجة الزرقاوي الأولى وأولادها في مكان آمن في العراق وفقا للمسؤولين الذين لاحظوا ان حركة أفراد العائلة تشير الى المستوى الرفيع من الأمن والاستعدادات اللوجستية التي يتخذها الزرقاوي.

وقال أحد المسؤولين «انه لا يقوم بالترتيبات الأمنية لنفسه حسب، وانما أيضا لزوجتيه وأولاده. وبالنسبة لي فان هذا يظهر اطمئنانه وثقته من أنه لن يعتقل».
وتوقع المسؤولون ان الزرقاوي يتحرك بمفرده في الكثير من الوقت ويضع زوجتيه وأولاده في مخبأين منفصلين. وقالوا ان تلك البيوت الآمنة هي في الغالب الأعم تقع في حدود مدينة الموصل أو محافظة الأنبار. وقال أحد المسؤولين «لا أعتقد ان أفراد عائلته يتحركون معه».
وقد اعلن الزرقاوي مسؤوليته عن أغلبية التفجيرات الانتحارية وأعمال الخطف وقطع رؤوس الأجانب في العراق خلال العام الماضي. ويقول مسؤولون أميركيون انه يدير شبكة ارهابية في العراق مرتبطة بأسامة بن لادن، ولكن الزرقاوي اظهر ميلا الى العمل بصورة مستقلة.

وفي يوليو (تموز) الماضي رفع المسؤولون الأميركيون قيمة المكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال الزرقاوي أو قتله الى 25 مليون دولار، وهو ما يساوي قيمة رأس بن لادن. وظلت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تصف الزرقاوي باعتباره القوة الرئيسية التي تقف وراء التمرد في العراق. وبالنسبة لبعض العراقيين يعتبر تركيز الولايات المتحدة على الزرقاوي جزءا من استراتيجية سياسية لتصوير التمرد باعتباره مدفوعا من متطرفين اصوليين واجانب.
وقبل غزو العراق في مارس (اذار) 2003 جادلت واشنطن بأن الزرقاوي كان مساعدا كبيرا لأسامة بن لادن. وقال المسؤولون الأميركيون ان الزرقاوي لجأ الى بغداد وهو صلة ارتباط رئيسية بين نظام صدام حسين وشبكة القاعدة التي يتزعمها بن لادن. ولكن لم يجر اثبات ذلك الزعم وهناك شكوك حول علاقة الزرقاوي مع حكومة صدام.

واستهدف الزرقاوي زعماء الأغلبية الشيعية في العراق سعيا لاثارة توترات طائفية. وكان تفجير أغسطس (اب) 2003 في النجف مدمرا في مداه لأنه حرم الشيعة من زعيم ديني وسياسي بارز، هو محمد باقر الحكيم الذي قتل عند خروجه من مرقد الامام علي بعد اداء صلاة الجمعة.

وبعد مقتل الحكيم تولى شقيقه الاصغر عبد العزيز المسؤولية عن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية. ويقود عبد العزيز الحكيم لائحة المرشحين الرئيسيين للشيعة في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأسبوع الماضي.