المهدى
02-09-2005, 07:51 AM
سمير أرشدي
عضو اتحاد الكتاب والأدباء العرب
إن الثقافة تراث إنساني مشترك تساهم في بنائه وإغنائه كل الشعوب بخصوصياتها وإبداعاتها وان مستقبل العالم يتحدد عبر حوار الحضارات وتعايش الثقافات فحاجتنا اليوم الى ترسيخ قيم التآخي والتسامح هي أقوى من أي وقت مضى.
وفي هذا الإطار يأتي التمازج بين الأدبين الإيراني والعربي بجذوره التاريخية ليؤكد ضرورة ما بدأه الأجداد فقد جمعت الأدبين قرابة سببية ونسبية منذ القدم حين نظم شعراء إيران بالعربية، ودون علماؤهم الكتب والبحوث بالعربية والفارسية، ومن أجل استعادة تلكم الأجواء الرحبة وإحياء القواسم التاريخية والثقافية المشتركة جاءت مجلة «شيراز» سعياً لمد ما تيسر لها من جسور الأدب المعاصر من شعر وقصة ومقالة وحوار، وتصبو الى فتح نافذة لأولئك الذين قال عنهم عبدالوهاب البياتي في قصيدة «قمر شيراز»:
«يحلمون بالقمر الشيرازي الأخضر فوق البوابات الحجرية».
شيراز مدينة سعدي وحافظ وسيبويه كانت محط رجال المتنبي في آخر رحلاته حيث يصف بوان وهو أحد أحياء شيراز الكثيرة الشجر والمياه بقوله:
«مغاني الشعب طيباً في المغاني
بمنزلة الربيع من الزمان».
وكتب عنها ابن بطوطة أجمل عباراته فهي خال على خد الأقاليم السبعة واحدى منتزهات الدنيا الأربعة ولهذا تزينت بها مجلة أدبية تصدر في ايران باللغة العربية وبحلة قشيبة في مبادرة لتعزيز الأواصر بين الأدب العربي والايراني المعاصر.
تصدر مجلة شيراز عن مركز الفكر والفن الاسلامي الايراني ويرأس تحريرها الأديب الايراني موسى بيدج وتتألف لجنة الترجمة من كاتب هذه السطور والدكتور صادق خورشا والاستاذ حيدر نجف.
يتضمن العدد الأول حواراً مع الشاعر الايراني قيصر امين بور تحت عنوان (طوفان نوح وطوفان الروح) ودراسة للدكتور صادق آينوند حول (حافظ الشيرازي في كتابات الباحثين العرب) وبحثاً حول مترجم اغاني شيراز العلامة المصري ابراهيم أمين الشواربي مع مجموعة قصائد وقصص لأدباء وأديبات من ايران مترجمة للغة العربية.
ومن مقطوعة للشاعر علي لاضا قزوة وهو من الجيل الثاني لشعراء ايران بعد الثورة الإسلامية نقتطف ما يلي:
«يا له من خطأ عظيم
نحيك للغيم كفناً
نحفر للأرض قبراً
ونقيّد الزمن بساعةٍ
لا أمل في قرص خبز
طاحونة قلبي تدور
فقط من أجل أن
تأخذ بشعري إلى البياض!
لم أطلب من عالمكم
سوى أن يكون لي
مكان لإنشاد الشعر
تحت ظلال المطر».
شيراز، محاولة متواضعة، ولو جاءت متأخرة فهي خطوة على طريق الألف ميل لتحقيق التواصل الحضاري العربي ـ الايراني واحيائه من جديد بعد حلقت الحضارة الاسلامية ابان القرن الرابع بهذين الجناحين، وتألقت وهي دعوة للمثقفين العرب ليخطوا خطوتهم ويردوا التحية ويدلوا بدلولهم في بعث التواصل الأدبي العربي ـ الإيراني عسى أن يشكل نبراساً في طريق النهوض الحضاري لهذه الأمة التي اختارها الباري خير أمُة أخرجت للناس.
عضو اتحاد الكتاب والأدباء العرب
إن الثقافة تراث إنساني مشترك تساهم في بنائه وإغنائه كل الشعوب بخصوصياتها وإبداعاتها وان مستقبل العالم يتحدد عبر حوار الحضارات وتعايش الثقافات فحاجتنا اليوم الى ترسيخ قيم التآخي والتسامح هي أقوى من أي وقت مضى.
وفي هذا الإطار يأتي التمازج بين الأدبين الإيراني والعربي بجذوره التاريخية ليؤكد ضرورة ما بدأه الأجداد فقد جمعت الأدبين قرابة سببية ونسبية منذ القدم حين نظم شعراء إيران بالعربية، ودون علماؤهم الكتب والبحوث بالعربية والفارسية، ومن أجل استعادة تلكم الأجواء الرحبة وإحياء القواسم التاريخية والثقافية المشتركة جاءت مجلة «شيراز» سعياً لمد ما تيسر لها من جسور الأدب المعاصر من شعر وقصة ومقالة وحوار، وتصبو الى فتح نافذة لأولئك الذين قال عنهم عبدالوهاب البياتي في قصيدة «قمر شيراز»:
«يحلمون بالقمر الشيرازي الأخضر فوق البوابات الحجرية».
شيراز مدينة سعدي وحافظ وسيبويه كانت محط رجال المتنبي في آخر رحلاته حيث يصف بوان وهو أحد أحياء شيراز الكثيرة الشجر والمياه بقوله:
«مغاني الشعب طيباً في المغاني
بمنزلة الربيع من الزمان».
وكتب عنها ابن بطوطة أجمل عباراته فهي خال على خد الأقاليم السبعة واحدى منتزهات الدنيا الأربعة ولهذا تزينت بها مجلة أدبية تصدر في ايران باللغة العربية وبحلة قشيبة في مبادرة لتعزيز الأواصر بين الأدب العربي والايراني المعاصر.
تصدر مجلة شيراز عن مركز الفكر والفن الاسلامي الايراني ويرأس تحريرها الأديب الايراني موسى بيدج وتتألف لجنة الترجمة من كاتب هذه السطور والدكتور صادق خورشا والاستاذ حيدر نجف.
يتضمن العدد الأول حواراً مع الشاعر الايراني قيصر امين بور تحت عنوان (طوفان نوح وطوفان الروح) ودراسة للدكتور صادق آينوند حول (حافظ الشيرازي في كتابات الباحثين العرب) وبحثاً حول مترجم اغاني شيراز العلامة المصري ابراهيم أمين الشواربي مع مجموعة قصائد وقصص لأدباء وأديبات من ايران مترجمة للغة العربية.
ومن مقطوعة للشاعر علي لاضا قزوة وهو من الجيل الثاني لشعراء ايران بعد الثورة الإسلامية نقتطف ما يلي:
«يا له من خطأ عظيم
نحيك للغيم كفناً
نحفر للأرض قبراً
ونقيّد الزمن بساعةٍ
لا أمل في قرص خبز
طاحونة قلبي تدور
فقط من أجل أن
تأخذ بشعري إلى البياض!
لم أطلب من عالمكم
سوى أن يكون لي
مكان لإنشاد الشعر
تحت ظلال المطر».
شيراز، محاولة متواضعة، ولو جاءت متأخرة فهي خطوة على طريق الألف ميل لتحقيق التواصل الحضاري العربي ـ الايراني واحيائه من جديد بعد حلقت الحضارة الاسلامية ابان القرن الرابع بهذين الجناحين، وتألقت وهي دعوة للمثقفين العرب ليخطوا خطوتهم ويردوا التحية ويدلوا بدلولهم في بعث التواصل الأدبي العربي ـ الإيراني عسى أن يشكل نبراساً في طريق النهوض الحضاري لهذه الأمة التي اختارها الباري خير أمُة أخرجت للناس.