المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تريدون الريجيم.. صكوا حلوجكم!



القمر الاول
05-29-2013, 06:46 AM
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/authorblock/authors/50932.jpg


الاسم: يوسف الشهاب

كثيرون يعشقون الأكل، خاصة الحريم منهم، ويعتبرونه هواية وربما حرفة محببة الى قلوبهم وقلوبهن، ويذهب هذا البعض الى ابعد من ذلك بنظرية خاصة له تقول اذا اردت الوناسة وطرد ضيقة الخلق عنك.. ما عليك الا بالأكل حيث تجد ضالتك فيه بطرد التعاسة الى الوناسة، رغم الاختلاف بينهما كما الاختلاف بين الابيض والاسود.

الأكل عنصر مهم وضروري لاستمرار الحياة الانسانية وتقويتها لبناء جسم سليم متعافى فلا يستطيع هذا الانسان الاستغناء عنه في يوم من الايام، اللهم الا اذا كان قد اعلن الاضراب في سجن احتجاجا على سوء المعاملة او الاعتقال من دون سبب ولا محاكمة، وهو، اي الاكل، بكل اصنافه الغذائية اما ان يكون طريقا الى السمنة بزيادة الوزن والشحم الضار بالكليسترول واما ان يكون نافعا لصاحبه حين يكون في حدود الانضباط والسيطرة على الشهية المفرطة واغراءات شياطين الأكل التي تلعب بنفس الانسان، وتغريه لارتكاب جريمة اكل في حق هذه النفس التي كثيرا ما تلعن الاستسلام امام هذه الشهية البعيدة عن الاعتدال والتقنين.

ولأن السمنة جزء لا يتجزأ لدى الكثير من عشاق تناول الطعام فإنها في نظرهم عامل من عوامل وشروط الوجاهة في مجتمع ينظر اليها وكأنها جواز عبور لصاحبها، الى ما يريد من مكاتب القيادات الوظيفية، لكنها في الجانب الاخر ذات انعكاسات سيئة وربما خطيرة على صاحبها، خاصة اذا كان يتعامل معها من مفهوم الحياة واحدة والعمر واحد، فلماذا حرمان النفس من الطعام ولذته واصنافه، وهو مفهوم لا يعرف احد نتائجه الا حين تقرع صافرات الانذار في عالم السمنة، معلنة الخطر لصاحب هذه الوزن الثقيل الذي بذل صاحبه الجهد الكبير لبنائه بالأكل من دون حدود، ثم عادت اليه فكرة الريجيم حين يشعر ان الخطورة قد ازفت وان عليه ان يكون متسلحا بكل اسلحة الدمار الشامل من اجل القضاء على السمنة ومصائبها التي تجعل حركة الانسان كما السلحفاة وتعكر صفو حياته وتفكيره وتنقلاته وجلوسه.

محاربة السمنة تأتي عادة اما بطريق اعلان الحرب على شراهة الاكل والالتزام بالترشيد الغذائي الآتي الى البطن والخالي من الدهون وكافة الاصناف المؤدية الى السمنة، والعياذ بالله، او في النظرية او المصيبة الحديثة التي اسموها التحزيم، او التكميم للمعدة، وهي اخطر بنتائجها على الانسان. ويكفي ان هناك من فقدوا حياتهم نتيجة هذه العمليات التي لم تكن تناسب اجسادهم، او انها كانت على ايدي اطباء لم يحسنوا التعامل مع هذا النوع من العلاج، وبالتالي دفع المسكين حياته وكأنه بذلك قد ذهب بحثا عن فائدة الريجيم بالتكميم فعاد وخسائره زائدة بالوفاة.

اي باحث عن الريجيم لا يحتاج الى عمليات تكميم ولا تحزيم، ولا من يحزنون، بل ما عليه سوى اغلاق جزء من معابر الفم التي يأتي عن طريقها الطعام بكل أصنافه رغم صعوبة مثل هذا القرار على أصحاب الشهية، ويحتاج أيضاً الى الالتزام بالممارسة للرياضة بدلاً من الالتزام بشراهة الأكل والكسل. هنا يكون الريجيم صحيحاً ونتائجه مضمونة وأكثر أماناً من عملية يذهب فيها صاحبها الى الفناء ونهاية الحياة.. واغلقوا أفواهكم واتركوا نظريات التكميم، خاصة لأولئك الذين تزداد أوزانهم من استنشاق رائحة الطعام حتى قبل تناوله.


***
نغزة

لدي صديق يعلن دائماً عن عزمه على الريجيم من دون تنفيذ، وكلما سألته متى يبدأ، يأتي الجواب غداً إن شاء الله سأبدأ ريجيماً حاداً، لكنه لا ينفذه، ولعدم قدرته على ذلك أعلن بصراحة: مشكلتي مع العيش الذي لا أستطيع ان أفارقه لأنه المحبوب الأول بالنسبة لي، ونحن بانتظار ساعة الريجيم ان حانت.. طال عمرك.



يوسف الشهاب