جبار
02-07-2005, 11:17 AM
الشهداء يحيون في ضمائرنا و كذلك الطفل المنغولي !
كتابات - مهدي قاسم
1 - يجب منع الفكر الوهابي التكفيري النازي في العراق :
مما لا شك فيه أن الفكر الوهابي التكفيري ، قد أثبت بشكل لا يقبل أي شك أو تأويل ، بأنه أسوأ من أية أيديولوجيا أو عقيدة عنصرية و نازية أخرى ، و لعلها تتفوق بوحشيتها الدموية ، حتى على الفكر الصهيوني العنصري ، على صعيد القسوة و البربرية و جنون القتل و الموت و الدمار ، و كراهية الحياة و البشر ، و خطورته الشديدة أشبه بمرض الإيدز ، من حيث الانتشار و التلوث السريع ، و لا سيما في بيئة جاهلية و متخلفة و يائسة ، مثل بيئة العربان الميالين ، بحكم تربيتهم الدينية المشوهة ، نحو قبول و هضم و ترويج كل ما هو ظلامي و انحطاطي ، و إجرامي رهيب ، و ضد القيم الإنسانية و الحضارية في آن واحد !! .
و مثلما تم منع الفكر النازي و الفاشي العنصريين في جميع أنحاء الدول الأوروبية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، سواء في المعسكر الغربي الرأسمالي أو الشرقي الاشتراكي ، فينبغي منع الفكر الوهابي التكفيري النازي أيضا و خاصة في العراق منعا باتا و نهائيا ، و تخصيص بند خاص في الدستور العراقي القادم لهذه الغاية ، لكون أن أنصار هذا الفكر التكفيري النازي يشن حرب إبادة منظمة ، ضد أغلبية الشعب العراقي . صحيح أن المجتمع العراقي مجتمع مثقف بشكل عام و متدين على طريقته العراقية غير المتطرفة ، و بالتالي فأن الفكر الوهابي التكفيري ، لا يجد تربة خصبة للانتشار ، إلا في نطاق ضيق عند بعض الغلاة الطائفيين من السنة العرب العراقيين ، و المرتبطين بمروجي و ممولي الفكر الطائفي الخليجيين .
إلا أن الجرائم البشعة و المروعة ، التي اُرتكبت بحق العراقيين بمختلف أطيافهم ، من قبل مجموعات و عصابات إجرامية وهابية و سلفية أخرى ، تتطلب منا و تفرض علينا كعراقيين ، أن نواجه و نحارب هذا الفكر الوهابي النازي ، بكل ما أوتينا من إصرار و عزم و شدة ، على الصعيد الدستوري و القانوني ، و الإعلامي ، و أن اقتضت الضرورة فعلى صعيد الجبهات المسلحة أيضا . و هنا نود أن ندعو كل الكتّاب و الصحفيين و الإعلاميين العراقيين ، المؤمنين بالقيم الإنسانية و الحضارية ، القيام بحملة تعرية و فضح لهذا الفكر النازي الجديد ـ المرتدي مسوحا دينية و طائفية مزيفة و مضللة ـ في أوساط المجتمع العراقي ، لكي يعي خطورة ووحشية هذه العقيدة المظلمة الخطيرة وبالا ووباء على حياة البشرية جمعاء . و خاصة أن مروجي و ممولي هذا الفكر النازي الجديد من أوساط حكومية و شعبية خليجية ، بدأت تشعر عميقا ب( لسعة و لدغ ) ثعابين و عقارب هذا الفكر الوهابي المتوحش ، و تترك خلفها ضحايا تلو أخرى ، و لا سيما في السعودية و الكويت ، و في بلدان العربية الأخرى ، و الحبل على الجرار !! .
2 - عودة الضباط البعثيين الكبار إلى الجيش : يا أهلا وسهلا بالأحباب العفالقة ؟! :
في سابقة خطيرة من نوعها ، دعت وزارة الدفاع العراقية ضباط الجيش القديم ، بما فيهم أعضاء كبار في حزب البعث المنحل إلى الالتحاق بخدمة الجيش الجديد ، في محاولة واضحة من قبل حكومة علاوي ووزير دفاعه ـ أبو اللسان الطويل و الفعل الهزيل ـ حازم الشعلان لإعادة البعثيين العفالقة إلى السلطة في مختلف مؤسساتها و أجهزتها الأمنية و الداخلية و الدفاعية ، ناهيك عن أجهزة الدول الإدارية المهمة . و يبدو من الواضح أن علاوي و أبو اللسان الطويل و الفعل الهزيل الشعلان ، لا يريدان أن يغادرا السلطة و الحكومة دون أن يتركا خلفهما أحصنة طروادة قوية ، للاستعانة بها في ظروف و مستجدات معينة عندما يتطلب الأمر و الحال كالقيام ـ مثلا ـ بانقلاب عسكري بهدف استلام السلطة بالعنف العسكري .
و خاصة أن سجل الضباط البعثيين العفالقة حافل بمثل هذه المؤامرات و الانقلابات الغادرة و الدموية . فعبثا سيُقال لنا بأن هؤلاء الضباط الكبار لم يعدو بعثيين أو أنهم قد تخلوا عن أفكارهم البعثية و تبرءوا منها تماما ، فسيكون جوابنا : ما قيمة ذلك ! ، فألم يتبرأ أحمد حسن البكر المقبور من أفكاره البعثية بعد الانقلاب العارفي ، الأمر الذي لم يمنعه ـ فيما بعد ـ من تدبير انقلاب عسكري بعثي ، الذي تحول إلى كارثة تاريخية مدمرة على الشعب العراقي منذ 1968 و لحد الآن ؟؟! . و السؤال المقلق التالي هو : إذا انسحبت قوات الاحتلال الأجنبية من العراق ، فمن سيمنع هؤلاء الضباط البعثيين من القيام بانقلاب عسكري ، و من ثم تسليم مقاليد السلطة و الحكم إلى حزب البعث الغدار ، و المتآمر دائما و أبدا ؟؟! . فهل من أحد يستطيع أن يجيبنا على هذا السؤال المشروع ؟؟! .
3 - الشهداء أحياء بين واحات قلوبنا و ضمائرنا :
الشهيد الحقيقي ، هو مَن يستشهد من أجل قضية وطنية ، أو إنسانية عادلة .. و ليس من أجل الحصول على 72 حورية عذراء ، غير موجدات إلا في مخيلة المرضى الشاذين !!! .. فهو الشهيد و المضحي بحياته طوعيا من أجل الآخرين ، من أبناء وطنه و جلدته ..
و هذا هو السبب الذي يدفع كل شعوب العالم قاطبة الاعتزاز بشهدائها لحد التقديس و التبجيل ! .. و بالتالي تكريمهم و تخليد ذكراهم على مر التاريخ ، و ذلك عبر أعمال أدبية و تماثيل ، و أعمال فنية أخرى ، ليكونوا نبراسا و شموعا و نواقيس أزمنة ، في ذاكرة الأجيال القادمة ! .. إضافة إلى أخذ العبر و الدروس و قيم و معاني الروح الوطنية و التضحية ، و الشجاعة و البطولة و الفروسية و النبل و الشرف الحقيقي ، و خاصة عندما يصبح الوطن و الشعب في محنة ، و يعيش ظروفا تاريخية حرجة ، يتطلب كل أنواع التضحية و الشهادة !
.. و من حسن الحظ أن شعبنا العراقي المعطاء ، و المخلص لمبادئه و قيمه الوطنية و الإنسانية لم يبخل علينا على طول تاريخه القاسي و المفجع ، بمثل هؤلاء الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم ، و ليستشهدوا بملأ إرادتهم و رغبتهم و أيمانهم ، من أجل أن يبقى عراقيون آخرون على قيد الحياة ليعيشوا أحرارا و كرماء .. وهنا تكمن أهمية و عظمة هؤلاء الشهداء الاستثنائيين ، من أمثال الشهيد عبد الأمير محمد كاظم و غيره من الشهداء الأسخياء بحياتهم الثمينة و الغالية ، ممن استشهدوا في يوم الانتخابات العراقية ، و ذلك دفاعا عن حرية الوطن و المواطنين ، و إنقاذا لحياة الناخبين العراقيين ! .. وهنا أود أن أضمَّن مقالي هذا ، نص الرسالة التي بعثها لي من بغداد القارئ الكريم محمد شاكر بصدد الاحتفاء بالشهداء و تعرية عصابات الإرهاب و الإجرام لاستخدامها أطفالا معوقين لأغراض إرهابية و تفخيخهم بالمواد المتفجرة ، بهدف قتل المزيد و المزيد من العراقيين المسالمين و الذاهبين لإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع ! ..
فهذا هو نص رسالة الأخ الكريم محمد شاكر :
( السلام عليكم :
الأستاذ مهدي قاسم
لقد احسنت اذ نوهت بما قام به الشهيد السعيد عبد الأمير محمد كاظم ، و انا ذريتي 2 بنات و حين سمعت في الاخبار عما قام به شهيدنا عبد .. الامير قلت لنفسي .. لئن رزقني الله تعالى بولد لاسمينه امير
اقترح عليك و على الأستاذ وجيه عباس و على الأستاذ عبد اللطيف الحرز ان تشن حملة اعلامية واسعة تركز على امرين :
التنويه بما قام به شهيدنا عبد الامير عبر وسائل الاعلام و الملصقات الجدارية و النشاطات الاعلامية للمنظمات الانسانية و غيرها و خصوصا في الخارج ليتبين للعالم حقيقة هؤلاء المجرمين و حقيقة من يتصدى لهم .
نفس الحملة الاعلامية و لكن للتنويه بهذا الطفل المنغولي الذي قام المجرمون بتفخيخه و ارساله إلى مركز انتخابي و من ثم تفجيره عن بعد
سادتي الاعزاء …. . . انتم تعلمون لو ان هاتين الحادثتين ( و خصوصا الحادثة الثانية ) حصلت في الغرب او اسرائيل لقلبوا نتائجها وبالا على من قام بها ، و لكننا ما زلنا و للاسف نعاني من نفس المشكلة المزمنة منذ الاف السنين وهي ان الانسان ( أي انسان ) ليس له قيمة لدينا .
لقد اخترتكم من بين الجميع لانني اقرأ لكم دائما و اشعر بانكم صادقون .
مع فائق الشكر و التقدير
محمد شاكر
بغداد .. ـ انتهت الرسالة ) ..
ففي الوقت الذي نشكر القارئ الكريم السيد محمد شاكر على ثقته و حسن نيته بنا ، و التضحية بوقته لمتابعته ما نكتبه من مقالات يومية ، وهو الأمر الذي سيدفعنا إلى الشعور بأهمية و فائدة ما نكتبه أكثر فأكثر ، فأننا نعرض هذه الرسالة الحريصة على القيم الوطنية و النبيلة في المجتمع العراقي ، و الساعية إلى رفض جميع الأعمال الإرهابية و الإجرامية الوحشية و الدنيئة ، نقول : أننا ، نعرض و نقدم هذه الرسالة ، على جميع الكتاب و الصحفيين و الإعلاميين و العراقيين الشرفاء ، بهدف الاهتمام بها و أخذها بنظر الاعتبار ، لكونها نابعة من مشاعر وطنية و إنسانية نبيلة ، و تخدم أهدافا سامية و راقية يؤمن بها أغلبنا ، و يعمل من أجل ترسيخها ، بعيدا عن مصالح ذاتية أو أنانية ضيقة : فدماء الشهداء الزكية و الطاهرة ، أمانة في أعناقنا ، فيجب تسلميها للأجيال القادمة بكل الأمانة و الإخلاص و الوفاء ! .
qasim3@gawab.com
كتابات - مهدي قاسم
1 - يجب منع الفكر الوهابي التكفيري النازي في العراق :
مما لا شك فيه أن الفكر الوهابي التكفيري ، قد أثبت بشكل لا يقبل أي شك أو تأويل ، بأنه أسوأ من أية أيديولوجيا أو عقيدة عنصرية و نازية أخرى ، و لعلها تتفوق بوحشيتها الدموية ، حتى على الفكر الصهيوني العنصري ، على صعيد القسوة و البربرية و جنون القتل و الموت و الدمار ، و كراهية الحياة و البشر ، و خطورته الشديدة أشبه بمرض الإيدز ، من حيث الانتشار و التلوث السريع ، و لا سيما في بيئة جاهلية و متخلفة و يائسة ، مثل بيئة العربان الميالين ، بحكم تربيتهم الدينية المشوهة ، نحو قبول و هضم و ترويج كل ما هو ظلامي و انحطاطي ، و إجرامي رهيب ، و ضد القيم الإنسانية و الحضارية في آن واحد !! .
و مثلما تم منع الفكر النازي و الفاشي العنصريين في جميع أنحاء الدول الأوروبية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، سواء في المعسكر الغربي الرأسمالي أو الشرقي الاشتراكي ، فينبغي منع الفكر الوهابي التكفيري النازي أيضا و خاصة في العراق منعا باتا و نهائيا ، و تخصيص بند خاص في الدستور العراقي القادم لهذه الغاية ، لكون أن أنصار هذا الفكر التكفيري النازي يشن حرب إبادة منظمة ، ضد أغلبية الشعب العراقي . صحيح أن المجتمع العراقي مجتمع مثقف بشكل عام و متدين على طريقته العراقية غير المتطرفة ، و بالتالي فأن الفكر الوهابي التكفيري ، لا يجد تربة خصبة للانتشار ، إلا في نطاق ضيق عند بعض الغلاة الطائفيين من السنة العرب العراقيين ، و المرتبطين بمروجي و ممولي الفكر الطائفي الخليجيين .
إلا أن الجرائم البشعة و المروعة ، التي اُرتكبت بحق العراقيين بمختلف أطيافهم ، من قبل مجموعات و عصابات إجرامية وهابية و سلفية أخرى ، تتطلب منا و تفرض علينا كعراقيين ، أن نواجه و نحارب هذا الفكر الوهابي النازي ، بكل ما أوتينا من إصرار و عزم و شدة ، على الصعيد الدستوري و القانوني ، و الإعلامي ، و أن اقتضت الضرورة فعلى صعيد الجبهات المسلحة أيضا . و هنا نود أن ندعو كل الكتّاب و الصحفيين و الإعلاميين العراقيين ، المؤمنين بالقيم الإنسانية و الحضارية ، القيام بحملة تعرية و فضح لهذا الفكر النازي الجديد ـ المرتدي مسوحا دينية و طائفية مزيفة و مضللة ـ في أوساط المجتمع العراقي ، لكي يعي خطورة ووحشية هذه العقيدة المظلمة الخطيرة وبالا ووباء على حياة البشرية جمعاء . و خاصة أن مروجي و ممولي هذا الفكر النازي الجديد من أوساط حكومية و شعبية خليجية ، بدأت تشعر عميقا ب( لسعة و لدغ ) ثعابين و عقارب هذا الفكر الوهابي المتوحش ، و تترك خلفها ضحايا تلو أخرى ، و لا سيما في السعودية و الكويت ، و في بلدان العربية الأخرى ، و الحبل على الجرار !! .
2 - عودة الضباط البعثيين الكبار إلى الجيش : يا أهلا وسهلا بالأحباب العفالقة ؟! :
في سابقة خطيرة من نوعها ، دعت وزارة الدفاع العراقية ضباط الجيش القديم ، بما فيهم أعضاء كبار في حزب البعث المنحل إلى الالتحاق بخدمة الجيش الجديد ، في محاولة واضحة من قبل حكومة علاوي ووزير دفاعه ـ أبو اللسان الطويل و الفعل الهزيل ـ حازم الشعلان لإعادة البعثيين العفالقة إلى السلطة في مختلف مؤسساتها و أجهزتها الأمنية و الداخلية و الدفاعية ، ناهيك عن أجهزة الدول الإدارية المهمة . و يبدو من الواضح أن علاوي و أبو اللسان الطويل و الفعل الهزيل الشعلان ، لا يريدان أن يغادرا السلطة و الحكومة دون أن يتركا خلفهما أحصنة طروادة قوية ، للاستعانة بها في ظروف و مستجدات معينة عندما يتطلب الأمر و الحال كالقيام ـ مثلا ـ بانقلاب عسكري بهدف استلام السلطة بالعنف العسكري .
و خاصة أن سجل الضباط البعثيين العفالقة حافل بمثل هذه المؤامرات و الانقلابات الغادرة و الدموية . فعبثا سيُقال لنا بأن هؤلاء الضباط الكبار لم يعدو بعثيين أو أنهم قد تخلوا عن أفكارهم البعثية و تبرءوا منها تماما ، فسيكون جوابنا : ما قيمة ذلك ! ، فألم يتبرأ أحمد حسن البكر المقبور من أفكاره البعثية بعد الانقلاب العارفي ، الأمر الذي لم يمنعه ـ فيما بعد ـ من تدبير انقلاب عسكري بعثي ، الذي تحول إلى كارثة تاريخية مدمرة على الشعب العراقي منذ 1968 و لحد الآن ؟؟! . و السؤال المقلق التالي هو : إذا انسحبت قوات الاحتلال الأجنبية من العراق ، فمن سيمنع هؤلاء الضباط البعثيين من القيام بانقلاب عسكري ، و من ثم تسليم مقاليد السلطة و الحكم إلى حزب البعث الغدار ، و المتآمر دائما و أبدا ؟؟! . فهل من أحد يستطيع أن يجيبنا على هذا السؤال المشروع ؟؟! .
3 - الشهداء أحياء بين واحات قلوبنا و ضمائرنا :
الشهيد الحقيقي ، هو مَن يستشهد من أجل قضية وطنية ، أو إنسانية عادلة .. و ليس من أجل الحصول على 72 حورية عذراء ، غير موجدات إلا في مخيلة المرضى الشاذين !!! .. فهو الشهيد و المضحي بحياته طوعيا من أجل الآخرين ، من أبناء وطنه و جلدته ..
و هذا هو السبب الذي يدفع كل شعوب العالم قاطبة الاعتزاز بشهدائها لحد التقديس و التبجيل ! .. و بالتالي تكريمهم و تخليد ذكراهم على مر التاريخ ، و ذلك عبر أعمال أدبية و تماثيل ، و أعمال فنية أخرى ، ليكونوا نبراسا و شموعا و نواقيس أزمنة ، في ذاكرة الأجيال القادمة ! .. إضافة إلى أخذ العبر و الدروس و قيم و معاني الروح الوطنية و التضحية ، و الشجاعة و البطولة و الفروسية و النبل و الشرف الحقيقي ، و خاصة عندما يصبح الوطن و الشعب في محنة ، و يعيش ظروفا تاريخية حرجة ، يتطلب كل أنواع التضحية و الشهادة !
.. و من حسن الحظ أن شعبنا العراقي المعطاء ، و المخلص لمبادئه و قيمه الوطنية و الإنسانية لم يبخل علينا على طول تاريخه القاسي و المفجع ، بمثل هؤلاء الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم ، و ليستشهدوا بملأ إرادتهم و رغبتهم و أيمانهم ، من أجل أن يبقى عراقيون آخرون على قيد الحياة ليعيشوا أحرارا و كرماء .. وهنا تكمن أهمية و عظمة هؤلاء الشهداء الاستثنائيين ، من أمثال الشهيد عبد الأمير محمد كاظم و غيره من الشهداء الأسخياء بحياتهم الثمينة و الغالية ، ممن استشهدوا في يوم الانتخابات العراقية ، و ذلك دفاعا عن حرية الوطن و المواطنين ، و إنقاذا لحياة الناخبين العراقيين ! .. وهنا أود أن أضمَّن مقالي هذا ، نص الرسالة التي بعثها لي من بغداد القارئ الكريم محمد شاكر بصدد الاحتفاء بالشهداء و تعرية عصابات الإرهاب و الإجرام لاستخدامها أطفالا معوقين لأغراض إرهابية و تفخيخهم بالمواد المتفجرة ، بهدف قتل المزيد و المزيد من العراقيين المسالمين و الذاهبين لإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع ! ..
فهذا هو نص رسالة الأخ الكريم محمد شاكر :
( السلام عليكم :
الأستاذ مهدي قاسم
لقد احسنت اذ نوهت بما قام به الشهيد السعيد عبد الأمير محمد كاظم ، و انا ذريتي 2 بنات و حين سمعت في الاخبار عما قام به شهيدنا عبد .. الامير قلت لنفسي .. لئن رزقني الله تعالى بولد لاسمينه امير
اقترح عليك و على الأستاذ وجيه عباس و على الأستاذ عبد اللطيف الحرز ان تشن حملة اعلامية واسعة تركز على امرين :
التنويه بما قام به شهيدنا عبد الامير عبر وسائل الاعلام و الملصقات الجدارية و النشاطات الاعلامية للمنظمات الانسانية و غيرها و خصوصا في الخارج ليتبين للعالم حقيقة هؤلاء المجرمين و حقيقة من يتصدى لهم .
نفس الحملة الاعلامية و لكن للتنويه بهذا الطفل المنغولي الذي قام المجرمون بتفخيخه و ارساله إلى مركز انتخابي و من ثم تفجيره عن بعد
سادتي الاعزاء …. . . انتم تعلمون لو ان هاتين الحادثتين ( و خصوصا الحادثة الثانية ) حصلت في الغرب او اسرائيل لقلبوا نتائجها وبالا على من قام بها ، و لكننا ما زلنا و للاسف نعاني من نفس المشكلة المزمنة منذ الاف السنين وهي ان الانسان ( أي انسان ) ليس له قيمة لدينا .
لقد اخترتكم من بين الجميع لانني اقرأ لكم دائما و اشعر بانكم صادقون .
مع فائق الشكر و التقدير
محمد شاكر
بغداد .. ـ انتهت الرسالة ) ..
ففي الوقت الذي نشكر القارئ الكريم السيد محمد شاكر على ثقته و حسن نيته بنا ، و التضحية بوقته لمتابعته ما نكتبه من مقالات يومية ، وهو الأمر الذي سيدفعنا إلى الشعور بأهمية و فائدة ما نكتبه أكثر فأكثر ، فأننا نعرض هذه الرسالة الحريصة على القيم الوطنية و النبيلة في المجتمع العراقي ، و الساعية إلى رفض جميع الأعمال الإرهابية و الإجرامية الوحشية و الدنيئة ، نقول : أننا ، نعرض و نقدم هذه الرسالة ، على جميع الكتاب و الصحفيين و الإعلاميين و العراقيين الشرفاء ، بهدف الاهتمام بها و أخذها بنظر الاعتبار ، لكونها نابعة من مشاعر وطنية و إنسانية نبيلة ، و تخدم أهدافا سامية و راقية يؤمن بها أغلبنا ، و يعمل من أجل ترسيخها ، بعيدا عن مصالح ذاتية أو أنانية ضيقة : فدماء الشهداء الزكية و الطاهرة ، أمانة في أعناقنا ، فيجب تسلميها للأجيال القادمة بكل الأمانة و الإخلاص و الوفاء ! .
qasim3@gawab.com